إن التصميم المناسب لبيئة التعلم وفق نموذج التعلم غير المباشـر، هـو تـصميم غرفة الصف المفتوح كما جاء في مدرسة (Summer Hill)، حيث يتم عقد اتفاقـات بـين المعلم والطلاب، وبالتحديد المهام التعليمية التي يحبون تعلمها أو معرفة المزيد عنها والتعامل معها.
جدول المحتويات
تستخدم سجلات رسمية لتقويم الأداء لدى الطلاب، ومتابعة تقدم كل طالب وفق المهمات التي يتقدم لها، ويناقش المعلم الطالب بطريقة فردية، تحقق للطالب ما يحتاج إليه من مساعدة للتقدم باتجاه المهمة أو الهدف، ويهيئ المعلم جواً من الحرية للتعلم، ويؤمن بالمبادئ الآتية:
- للإنسان حاجة طبيعية للتعلم.
- يرتكز فيه مجهود المتعلم إلى الموضوع الذي يهمه.
- التعلم بدون تهديد.
- غرفة الصف المفتوح تساهم في خلق بيئة مناسبة للتعلم غير المباشر.
- المبادرة الذاتية للتعلم.
- التعلم هو تغير وتعلم حول عملية التعلم.
مفهوم الصف المفتوح
ويمكن توضيح الجو الصفي المفتوح بما قدمه ستيفن لخصائص غرفة الصف المفتوح. وما يؤدي فيه الطلاب من نشاط تعليمي على النحو الآتي:
- علي الرغم من وجود حد أدني للأهداف المراد تعلمها مسبقاً في المهارات الأساسية إلا أن الطالب يتوفر له صياغة أهداف تعلمه وتحديدها.
- هناك حد أدنى من الدروس لطلاب الصف ككل، ويتم معـظـم نـشاطات التعلم في مجموعات صغيرة أو من قبل أفراد متعلمين.
- تتوافر الكثير من الأنشطة المتنوعة معاً في غرفة الصف المفتوح لتناسب جميع مستويات الطلاب.
- يتصف البرنامج بالمرونة، إذ يسمح لأي طالب بالانشغال بالنشاطات المختلفة ولفترات متنوعة من الوقت.
- تعد بيئة الصف المفتوح مصدراً غنياً بمواد التعلم سواء المواد المصنعة داخل المدرسة، أو في بيوت الطلاب والمعلمين، أو التي تم الحصول عليها جاهزة.
- يمارس الطلاب حرية الحركة داخل غرفة الصف، ويتحادثون ويتعلمون معاً ويطلبون المساعدة من بعضهم بعضاً.
- ليس هناك منهاج دراسي محدد سلفاً، بل للطلاب الحرية في أن يتفحصوا ويختبروا ويبحثوا مشاكل ومسائل ذات قيمة بالنسبة لهم.
- يستخدم أسلوب المنهاج المتكامل، وليس هناك تدريس منفصل لموضوع دراسي أو مادة دراسية.
- يتم التركيز في التعلم، على التجريب والتعلم الخبراتي وتبني خبرات التعلم ونتائجه.
- إن مجموعات التعلم، مجموعات مرنة يتم تشكيلها حول ميول الطلاب وحاجاتهم الأكاديمية. فهي مجموعات يتم تنظيمها بالاتفاق بين المعلم والطلاب.
- يسود جو من الثقة والتقبل واحترام الاختلاف بين الطلاب والفروق الفردية.
- يتم التركيز والاهتمام بدرجات الطلاب الذهنية بشكل متكامل والحاجات الانفعالية والجسمية والاجتماعية.
- يزداد التركيز على تشجيع النشاطات الإبداعية التعليمية عنـد الطلاب واعتبارهـا جزءاً من المنهاج.
- التركيز علي نواتج التعلم الاجتماعية والانفعالية. والتي هي محط الاهتمام الأولي ويلي ذلك النواتج الأكاديمية التعليمية، ويوصف التعلم بأنه موجه نحو المتعلم.
- يهدف التعلم إلى التطور الذاتي الفعال لدى الطلاب.
- يعد هدف تدريب الطالب على تبني المرونة في السلوك والأداء هدفاً مهماً، لأن ذلك يسهم في تحديد حاجاته ومشاعره.
- المعلم مسهل، مصدر للمعرفة، دليل، موجه، مشرف.
مفهوم المنهج القديم والحديث في العملية التربوية
دور الطالب في استراتيجية الصف المفتوح
ينبثق دور الطالب من الأدب التربوي الذي وفره روجرز في كتاباته المختلفـة سـواء كانت في الإرشاد أو العلاج أو علم النفس، وقد جعل محور اهتمامه، إذ سمي التعلم بالتعلم المركز نحو المتعلم. وتتحدد نظرة هذا الاتجاه لطـالـب مـن خـلال نظرته للإنسان والكائن البشري، فالإنسان:
- حر حيوي، نشيط، فعال.
- متعاون، يعيش وينشأ في ظروف اجتماعية.
- والتواصل عملية اجتماعية تحترم فيها أفكاره.
وقد تم تحديد دور الطالب بالدور المباشر، بينمـا يمارس الأفراد المحيطـون بـه، من المعلمين موجهين ومخططين وإداريين دوراً غير مباشر.
ويقوم الطالب بأدوار أساسية عامة وهي:
- التعبير عن المشاعر والأفكار.
- يختار الطالب بنفسه موضوع التعلم ومواقف الخبرات التي تعزز هذا التعلم.
- ممارسة عملية استبصار الموقف والمشكلة والخبرة.
- المبادرة والنشاط والحيوية في الموقف.
- ممارسة الخبرة والتعلم التفاعلي الخبراتي.
- فهم الذات وصيانتها وتحقيقها.
- يقوم الطالب بدور اجتماعي فعال مع الأفراد المحيطة به.
- يسهم بمعايير الصف وقوانينه.
- يؤدي دوراً هاماً في الصف المفتوح.
خطوات التعلم
ويؤدي الطالب دوراً أساسياً في عملية التفاعل مع المعلم، بينمـا يكـون دور المعلـم غير مباشر ويمكن توضيح دوره في المراحل الخمس التي يتم فيها مساعدة الطالب على اتخاذ قرار في تعلمه وخبراته:
المرحلة الأولى: تحديد حالة المساعدة
يقوم الطالب بتحديد الموقف، والخبرة ونوع المادة التي يريد المناقشة فيها، كما يقـوم بالتعبير الحر دون حدود عن المشاعر وانفعالاته، ثم يقوم بطلب المساعدة فيما يتعلق بموضوع التعلم أو الخبرة أو المشكلة.
المرحلة الثانية: اكتشاف المشكلة وتحديدها
يستخدم الطالب كلمات محددة بتحديد نوع المساعدة التي يريدها بالضبط، ويعمـل جاهداً لإقناع المعلم بما يشعر به، حتى يستطيع الحصول على رضا وموافقة من المعلم، ويبذل جهداً في تطوير مشاعره حتى يستطيع التحدث عنها بوضوح ودقة.
المرحلة الثالثة: تطوير الاستبصار
ويتضح هنا دور الطالب أكثر مـن العمليات السابقة، إذ تتطلـب مـن الطالب أن يكون أكثر ضبطاً لعملياته التعليمية والفكرية والانفعالية والاجتماعية، ويعمـد المتعلم إلى إجراء أسلوب فهم الذات، فيقوم بأعمال دهية في خبراته وتفتيشها والكشف عن العلاقات القائمة بين مجموع خبراته، ويحاول فهـم مـشاعره، وإقامة علاقة بين الأسباب والنتائج ويتقصاها، فكل موقف أو خبرة يواجهها. ويحتاج الطالب عادة إلى أساليب تدريب مكثفة لفهم الذات واستيعابها، لأن الهدف النهائي من تعلـم الطـالـب وفـق هـذا النموذج معرفة الذات ومعاناتها وفهم المشاعر والتعبير عنها بدقة.
المرحلة الرابعة: التخطيط واتخاذ القرار
يترتب على الطالب مسؤولية كاملة في مواقف التعلم، إذ يقـوم بـالتخطيط لموقف التعلم، واختيار الخبرة والموقف والتخطيط للظروف البيئية والمجموعة التي يتكامل معها.
كما يقوم الطالب باتخاذ القرار ويطبق أسلوب التعاقد بين المعلم والطالب بعد تحقيق الهدف، وذلك يتضمن أن يجتمع المعلم والطالب ويتفقا على الهدف، أو أن تتم صياغته مـن جديد إذا استدعى الأمر، ثم يتفقان على المواد والمكان والزمن الذي تعهد فيه الطالب إنهـاء الموقف أو الخبرة أو الواجب. مع ملاحظة مدى حيوية الطالب، وفاعليته ونشاطه، إذ يمارس إنسانيته ويمارس دوره العادي في المدرسة والصف كما لو كان في الحياة العادية.
وعليه يمكن القول: إن الطالب يؤدي دوراً نشطاً فاعلاً ويحل مشكلته بنفسه، ويصل للمعلومات والخبرات والعلل بنفسه بعـد أن يكـون قـد عمـل جـاهـداً للمرور في المراحـل الخمس وتحقيق متطلباتها.
دور المعلم في استراتيجية الصف المفتوح
يعمل المعلم كوسيط تربوي ويؤدي دور المسهل لظروف البيئة، حتى يساعد المتعلم للوصول إلى حالة التكامل الشخصي، والفاعلية، وتحقيق الذات.
ويقوم المعلم بمساعدة المتعلم بطريقة غير مباشرة، عن طريق التوجيه المركز على المتعلم أو حاجاته، ويتم ذلك عن طريق استكشاف المشاعر والأفكار الذاتية، وتسمى هذه الطريقة أحياناً بطريقة الاستبصار الذاتي، ويقوم المعلم أيضاً بإزالة سوء الإدراك للمعتقدات والمشاعر حينما يقوم بتوضيح الأفكار لدى الطلاب.
ويهيئ المعلم علاقة طيبة بينه وبين الطلاب حتى يستطيعوا التعبير عما يحملون مـن مشاعر وأفكار ومعتقدات، وحتى يستطيع المعلـم نـفـسه تحديد الموقف الذي يتطلـب فيـه الطالب مساعدة يؤدي دور الخبير، فيتقبل جميع المشاعر والأفكار التي يخفيها المتعلم خشية أن يلحقه عقاب. ويقوم كذلك بدور المتعاون والمهادن في عملية مساعدة الطالب على اكتشاف نفسه وحل مشاكله، وقد صمم الموقف بهذه الطريقة ليكون الفرد محـور النشاط، وتوفير الحياة المثيرة للطالب.
ويقوم المعلم أيضاً بدور الناصح فيما يتعلق بتقديم الطالب في تعلمـه الصفي. فبينما يمارس الطالب أعماله بمفرده يقوم المعلم بمساعدته على اكتشاف مواضيع جديدة تربط المعلم بالطالب علاقة تشاركيه تبادليه. فإذا شكا الطالب من مشكلة التحصيل المتدني، فإن المعلم يشجعه لكي يعبر عن مشاعره تجاه المدرسة وتجاه نفسه والآخرين. وتعبيره عن ذلك يساعده على إدراك المشكلة وأسبابها. وبذلك يقـوم بـإجراء التعديلات والإجراءات المناسبة تجاه المشكلة، يهيئ مواقـف حـب الاستطلاع الحرة المفتوحـة أمـام الطلاب، فيقومون بالتساؤل والاستكشاف. فالتفكير ضمن مجموعـة حـب الاستطلاع والتساؤل تمكن الطالب من أن يتعلم كيف يتعلم.
مفهوم الكتاب المدرسي وعلاقته بالمنهج الدراسي
بيئة التعلم المناسبة
ويحدد روجرز الجو المناسب للتعلم وفق نموذجه بالجوانب الآتية:
أولاً: يظهر المعلم الدفء والمسؤولية موضحاً الاهتمامات الأصلية عند الطالب ويتقبله كشخص عن طريق إجراء الحوار.
ثانياً: تمتاز العلاقة التي يتم فيها تقديم النصح بأنها تسمح بالتعبير عن المشاعر. والمعلم لا يحاكم أو يسأل عن الأسباب بل يستمع.
ثالثاً: الطالب حر في توضيح مشاعره وليس حراً في التحكم في الأحداث أو الضغوط المحيطة به، أو العناصر المخططة. فلا يتدخل في الزمن أو العاطفة أو السلوك المرجعي.
رابعاً: العلاقة غير المباشرة في النصح حرة مـن أي نـوع مـن الـضبط. ويتحاشى المعلـم إظهار أي تحيز شخصي أو التفاعـل لـسـلوك خـاص محرج مع الطالب في أثنـاء المقابلة.
وفي المقابلة غير الموجهة فإن المعلم يخطط كي يمر الطالب في أربع مراحل من النمـو الذاتي وهي:
- إطلاق المشاعر.
- استبصار وتفهم يلحق به.
- العمل أو الأداء.
- تكامل يؤدي إلى توجه جديد.
ويعتمد المعلم على ثلاثة مفاهيم في مساعدته للطلاب في أسلوبه غير المباشر وهي:
- إطلاق المشاعر.
- الاستبصار.
- التكامل.
وترتبط هذه المفاهيم معاً، مع أن كلاً منها يعمل بمفرده، ووحدتها أمر أساسي لخير الطلاب، ومعالجة المشكلة الصفية أو الشخصية.