الطفولة المبكرة (مرحلة اللعب)الطفولة المتوسطة (سن المدرسة)تعليم سليم

ما مدى دور المدرسة في تربية الأبناء وتأثيرها؟

دور الأسرة والمدرسة يكمل بعضه في تربية الطفل، فما مدي تأثير المدرسة علي تربية الطفل؟ وكيف يساعد الآباء في تعزيز دور المدرسة والنجاح الدراسي؟

يتساءل كثير من الآباء عن مدي دور المدرسة وتأثيرها علي شخصية الأبناء وكيف يمكن إشراكهم في عملية التربية. يعد هذا السؤال مهم للغاية، خاصةً عندما نفكر في التوازن بين مسؤوليات الأسرة والمدرسة. ففي السنوات الأولى من حياة الطفل، يلعب الوالدين دورًا رئيسيًا لا يمكن الاستغناء عنه.

فالآباء والأمهات ليسوا مجرد دور ثانوي (يقتصر على تقديم خدمات الملابس والإطعام)، بل هم شركاء فاعلون في الرحلة التعليمية لأبنائهم سواءً كان اختيارهم مدرسة إسلامية تتوافق مع قيم الأسرة أو أي مؤسسة تعليمية أخرى. حيث يبقى الآباء والأمهات هم العامل الثابت الذين يكوِّنون بشكل أساسي تعليم أطفالهم وتنمية شخصيتهم وغرس الصفات الإيجابية لديهم كطلاب.

وتعتبر المدرسة شريكة في رحلة التعلم ولا تلعب دور بديل عن الآباء والأمهات في تربية وتعليم الأبناء. حيث تلعب المدارس دورًا مهمًا من خلال تقديم حوالي 30 ساعة في الأسبوع من التعلم المنظم لمدة 40 أسبوعًا في السنة. فهم يقدمون الدعم الأساسي في مجالات النمو الفكري والعاطفي والبدني والاجتماعي والروحي، ويساعدون الطلاب على التحول إلى مواطنين مسؤولين. ومع ذلك، فإن البيئة التي توفر الرعاية والحب والتوجيه والدعم التي يتلقاها الطفل في المنزل تظل مستمرة وتشكل أساس تطوره الشامل.

نموذج التقسيم الزمني الأسبوعي لطفل في عمر المدرسة

التعاون بين دور المدرسة والمنزل أمر ضروري في تربية الأبناء. وقد أظهرت الأبحاث باستمرار أن الأطفال يحققون أداءً أكاديميًا أفضل، ويمكثون في المدرسة لفترة أطول، ويشاركون بشكل أكبر في دراساتهم عندما تكون هناك شراكة بين معلميهم وآبائهم. يساهم الآباء والأمهات المنخرطون بشكل كبير في الانتظام في المدرسة وتحسين السلوك وتعزيز المهارات الاجتماعية لدى أطفالهم.

وبالعودة إلى سؤالنا الأول، في حين تلعب المدرسة دور حيوي في تربية ودعم وتثقيف وتعلم الطفل، فإن المسؤولية الأساسية للتعليم تقع على عاتق الآباء والأمهات. فاختيار المدرسة المناسبة مهم، ولكن التعاون المتناغم بين المدرسة والمنزل هو ما يُمكِّن الأطفال حقًا من تحقيق أفضل النتائج.

قيم الأسرة وقيم المدرسة: الوحدة سر النجاح!

أحد المفاتيح المهمة التي تؤدي إلى تكوين علاقة إيجابية بين البيت والمدرسة هو التأكد أنهم يشاركون نفس القيم.

كلنا نتمنى بيوتًا يسودها السلام والفرح والتعاون، فمن منا يحب العيش في جو من التوتر؟ لكن تربية أطفال تتحدي كلامك وتقلل من سلطتك وتختبر حدود صبرك، قد يحول الأمر إلى مغامرة صعبة أحيانًا.

وإحدى العقبات التي قد لا تفكر فيها كثيرًا هي تضارب قيم المدرسة مع قيم الأسرة.

على سبيل المثال، إن كانت قيم عائلتك تقوم على الاحترام المتبادل، بينما تتساهل المدرسة في التعامل مع التنمر، فهنا ستجد رسائل متناقضة تصل لطفلك. ومثال آخر، فإن كانت المدرسة تروج لفكرة مخالفة لعقيدة الإسلام، فهذا قد يصطدم مع محاولاتك لتربية أبنائك على المبادئ والقيم الإسلامية على سبيل المثال.

فوجود فجوة كبيرة بين القيم التي تُغرس في المدرسة وتلك التي تُغرس في المنزل يضع الأهل أمام تحدٍ كبير. لذلك، قبل اختيار المدرسة، اسأل نفسك: “هل ستتعارض قيم المدرسة مع قيمنا، أم ستدعم وتعزز المبادئ المهمة لعائلتنا؟”

حين تتوافق قيم المدرسة والمنزل يكونون يداً بيد في بناء شخصية الطفل وتكوينه، وتتحول مهمة التربية إلى رحلة أسهل بكثير!

دور الأباء في تعزيز دور المدرسة في التربية والتعليم

كيف يساعد الآباء في تعزيز دور المدرسة؟

كما تقول “كاثرين بيربالسينج“، رائدة الإصلاح التعليمي البريطانية والمؤلفة لكتاب (نشيد المعركة لمدرسي النمور – Battle Hymn of the Tiger Teachers): “الآباء والأمهات لا يدركون دائمًا … أن الطريقة لإدارة مدرسة جيدة هي أن تطلب المزيد من الطلاب والآباء على حد سواء” (صفحة 221). وتؤكد الأبحاث باستمرار أن الحياة المنزلية هي العامل الأهم والأكبر تأثيرًا على التحصيل الدراسي للطفل.

نظرًا لأهمية دور الأبوين في نجاح الطفل التعليمي، إليك ست نصائح لتكون “أبًا أو أما مثاليًا” فيما يخص حياة طفلك الدراسية:

1

اقرأ إعلانات المدرسة ومراسلاتها

التواصل الجيد ضروري في أي علاقة، ولا يختلف الأمر بالنسبة للعلاقة بين المدرسة والمنزل. تبذل المدارس الأفضل، جهدًا كبيرًا لإطلاع الآباء والأمهات على كل ما يحدث في المدرسة ومع طلابهم.

إن قضاء القليل من الوقت والجهد المطلوب لقراءة إعلانات المدرسة ومراسلاتها يعتبر استثمارًا رائعًا في علاقة إيجابية مع المدرسة. حيث سيساعدك ذلك على:

  • مواكبة التطورات التي تطرأ على المدرسة، مثل تغييرات في جداول الدوام أو الزي المدرسي.
  • التعرف على فرص الأنشطة اللامنهجية، مثل الأنشطة الرياضية أو الموسيقية أو نوادي الهوايات.
  • الاستعداد مسبقًا لأي أنشطة قد يشارك فيها طفلك، مثل الرحلات المدرسية أو الأيام الرياضية.
  • متابعة ومشاركة تقدم طفلك الدراسي، وذلك من خلال قراءة التقارير وحضور مناقشات أولياء الأمور والمعلمين على سبيل المثال.
2

امنح المعلمين فرصة الشرح

هل يعود طفلك إلى المنزل متذمرًا من معلم ما أو مادة دراسية محددة؟ عندما لا تسير الأمور في المدرسة بالشكل الذي تتمناه، فمن السهل توجيه اللوم للمعلم.

صحيح أن جودة التدريس ضرورية للغاية لنجاح الطلاب. لكن هناك عوامل أخرى عديدة تلعب دورًا أيضًا، بما في ذلك مستوى تحفيز الطلاب، واهتمامهم بمحتوى المادة، وسلوكهم، وظروفهم المنزلية.

تذكر، أن المعلم يهدف في النهاية هو إحداث تأثير إيجابي على الجيل القادم. فالمعلم الجيد ملزم بمساعدة الطلاب على تحقيق إمكاناتهم الأكاديمية والاجتماعية والبدنية والروحية.

نعم، تحدث بعض الأمور السلبية أحيانًا. ولكن امنح المعلم فرصة لتوضيح الأمور. حيث يمكن حل معظم المشاكل بسهولة مع قليل من التفاهم والتخطيط بالإضافة إلي التواصل المفتوح والصادق مع الاحترام المتبادل.

3

كلمة شكر تفرح القلب: كيف تشجع معلم طفلك؟

مهنة التدريس مهنة رائعة ومجزية، فإسعاد الطلاب برؤية أفكار جديدة تنير عقولهم ومساعدتهم على النمو كبشر شعور لا يضاهيه شيء. لكن، لا نخفي بأنها قد تكون مرهقة أيضًا!

أظهرت دراسات أجراها “مجلس البحوث التربوية الأسترالي” قبل جائحة كوفيد-19 أن 58% من المعلمين الأستراليين كانوا يشعرون بالفعل “بشيء من” أو “بمقدار كبير من” الضغط في وظائفهم – وهو رقم أعلى من متوسط دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الذي يبلغ 49%.

كما أشار تقرير أعده “معهد تيليثون كيدز” إلى أن ضغوط المعلمين ترتبط بعوامل عديدة، بما في ذلك عبء العمل وساعات العمل المفرطة، وسلوك الطلاب السيئ، وعدوانية التلاميذ وأولياء الأمور، والتصورات المجتمعية السلبية عنهم.

الأهم من ذلك، أن التقرير يوضح بأن ضغط المعلمين يمكن أن يؤثر سلبًا على تعلم الطلاب. وبالمقابل، فإن تقدير المعلمين على عملهم يعتبر عاملاً وقائيًا ضد الضغط الذي يعانون منه.

لذلك، فإن تشجيع معلمي طفلك سيعود بالنفع على صحة المعلم النفسية وعلى تعلم طفلك واهتمام المعلم به في الوقت ذاته.

إليك بعض الأفكار لتشجيع معلمي طفلك:

  • كلمة طيبة تساوي كنزًا: عبر لهم عن تقديرك بكلمات صادقة يمكنك قولها أو كتابتها في رسالة.
  • الدعاء من القلب يبلغ المطلوب: أخبرهم بأنك تدعو لهم بالتوفيق والنجاح.
  • الكلام الجميل ينفع: تحدث عنهم بإيجابية مع الآخرين، بما في ذلك طفلك (وتجنب انتقادهم تمامًا أمام طفلك).
  • لا تتجاهل تواصلاتهم: رد على رسائلهم حتى لو كان مجرد إشعار بالاستلام.
  • مبادرة بسيطة تُسعد القلب: أرسل لهم رسالة تشجيعية في عيد ميلادهم أو مناسبة خاصة أخرى (أو حتى بشكل عشوائي).
  • هدية بسيطة تعبر عن الامتنان: قدم لهم هدية صغيرة كتعبير عن تقديرك.
4

شارك في فعاليات المدرسة قدر الإمكان

طريقة أخرى لبناء تلك الروابط القوية بين البيت والمدرسة هي حضور فعاليات المدرسة كلما أمكن ذلك. حيث إن حضورك في المدرسة يساعد المعلمين وطفلك على معرفة مدي اهتمامك النشط بتعليمهم.

لا داعي لأن تصبح “المشجع الصاخب” في يوم الرياضة. ابحث عن طرق للمشاركة تلائم شخصيتك، مثل المساعدة في المكتبة إذا كنت تفضل بيئة هادئة أو دعم الطلاب في الرياضيات أو القراءة. حتى الأشياء الصغيرة مثل التعريف بنفسك للمعلمين وحضور حفلات توزيع الجوائز السنوية تعكس اهتمامك.

5

اعرض مشكلتك بغرض التعاون والحل

كما أشرنا سابقًا، الآباء شركاء أساسيون في تعليم أبنائهم. وبالمثل، تتعاون المدارس مع الآباء والأمهات في رحلة كل طالب، من حمل حقائب الظهر في “المدرسة الكبيرة” إلى الخروج من بوابة المدرسة للمرة الأخيرة.

عندما تظهر المشكلات، حاول أن تضع هذه الشراكة المهمة في اعتبارك. يمكن أن يساعد ذلك في التركيز على هدفكم المشترك، وهو دعم الطفل لتحقيق إمكاناته ويصبح الشخص الذي يريده الله له أن يكون.

عندما يتم الحفاظ على مصلحة طفلك الفضلى في صميم كل تفاعل، يصبح حل القضايا أسهل بكثير.

تكامل دور المدرسة والأهل في تربية الأبناء
6

استفد إلي أقصي حد من اجتماعات أولياء الأمور والمعلمين

كلما تعمقنا في دور الآباء والأمهات في دعم تعليم أبنائهم، تتضح أهمية اجتماعات أولياء الأمهات والمعلمين بشكل متزايد. هذه الاجتماعات محورية في العلاقة بين المدرسة وأولياء الأمهات والمعلمين، حيث توفر خطًا مباشرًا للتواصل بين المعلمين والآباء.

لكن كما أبرزت دراسة بعنوان “من الذي يتحدث؟ تجارب المعلمين وأولياء الأمهات في مؤتمرات أولياء الأمهات والمعلمين” من قبل إي.إم ليمر، فإن هذا التواصل غالبًا لا يصل إلى إمكانياته الكاملة بسبب نقص التدريب للمعلمين على التعامل الفعال مع الآباء والأمهات. وهذا يمكن أن يؤدي إلى اجتماعات مرهقة وغير مجدية.

لذلك، من الضروري أن يكون الآباء والأمهات استباقيين ومستعدين لهذه الاجتماعات، وأن يتواصلوا بفعالية، ويعبروا عن مخاوفهم، ويسعوا إلى حلول مشتركة، مع فهم قيود دور المدرسة في تربية الطفل.

كما يركز بحث ليمر على التأثير الكبير لبيئة المنزل على النجاح الأكاديمي للطفل. فهو يؤكد على أن أساس نجاح الطفل يُبنى داخل المنزل، ويعزز فكرة أن دور الوالدين لا يتوقف عند أبواب المدرسة. يمكن للمدارس أن تكمل وتُحسِّن التجارب التعليمية، لكنها لا تستطيع أن تحل محل القيم والمواقف والدعم الذي يكتسبه الأطفال في المنزل.

هذه الرؤية ضرورية لفهم دور اجتماعات أولياء الأمهات والمعلمين. إنها ليست مجرد إجراءات شكلية، بل هي فرص حاسمة للآباء والأمهات للمشاركة الفعالة في تعليم أبنائهم، وبالتالي خلق بيئة يشعر فيها الطفل بالدعم من جميع الجهات، ما يعزز تحصيله الدراسي.

لأقصى استفادة من اجتماعات أولياء الأمور والمعلمين: دليل عملي

كما ذكرنا، تلعب اجتماعات أولياء الأمهات والمعلمين دورًا رئيسيًا في تعاون الآباء والأمهات مع المدرسة لدعم تعليم أبنائهم. فهي توفر فرصة خاصة للآباء والأمهات للتواصل بشكل مباشر مع معلمي أبنائهم، والاستفادة من خبراتهم وتقديم الدعم للعملية التعليمية.

وللمساعدة في تحقيق أقصى استفادة من هذه الاجتماعات المهمة، قمنا بإعداد دليل مفصل بعنوان “7 طرق لتحقيق أقصى استفادة من اجتماعات أولياء الأمهات والمعلمين“. يقدم هذا الدليل نصائح واستراتيجيات عملية لضمان أن تكون هذه المناقشات منتجة ومفيدة.

سواء كنت تستعد لأول اجتماع لك مع أولياء الأمهات والمعلمين أو كنت تتطلع إلى تحسين نهجك، يمكن أن تساعدك هذه النصائح في بناء شراكة أكثر فعالية مع مدرسة طفلك.

اطلع على دليلنا المجاني لتحقيق أقصى استفادة من اجتماعات أولياء الأمهات والمعلمين: [رابط إلى الدليل]

دور المدرسة في التأثير الإيجابي

صحيح أن الوالدين هم المؤثر الأكبر على الأبناء في مراحلهم الأولى، إلا أن للمدرسة أيضًا تأثيرًا كبيرًا على تطورهم. كما ذكرنا سابقًا، قد تؤدي المدرسة غير المناسبة إلى صدام بين قيم الأسرة والمدرسة، مما يسبب مشاكل في التربية.

تحتل المدرسة جزءًا كبيرًا من حياة الأهل، ففكر فقط بعدد المرات التي ستقضيها ذهابًا وإيابًا خلال سنوات دراسة أبنائك!

لكن المدرسة ليست مجرد مكان للتعليم، فهي بطبيعتها عبارة عن مجتمع، حيث يجتمع الناس للتدريس والتعلم. كما أن الطلاب في المدرسة يعقدون الصداقات، ويتلقون التوجيه، ويُكوِّنون شخصيتهم.

لذلك، من المهم جدًا اختيار مدرسة ذات تأثير إيجابي. فعندما تُدار المدرسة بشكل جيد، يستفيد كل من الطلاب وأولياء الأمهات والمعلمين من الصداقات والخبرات المشتركة في مجتمع مدرسي إيجابي.

باختيارك مدرسة تدعم طفلك في جميع مجالات تطوره – وتتشارك قيمك – فأنت تمنحه أفضل فرصة ليصبح شابًا أو شابة مؤمنًا وناجحًا في كل ما يريد الله له.

الأثر العملي لمجتمع المدرسة والأنشطة على تنمية الطلاب

حياة المدرسة تزدهر بفضل مجتمعها والفعاليات المتنوعة التي تقام على مدار العام. يشكل مجتمع المدرسة القوي شبكة يتعاون فيها الطلاب وأولياء الأمهات والمعلمون، مما يوفر للطلاب فرص نمو شاملة تتجاوز التحصيل الدراسي.

المشاركة الفعالة في فعاليات المدرسة أمر ضروري. سواء كان يومًا رياضيًا، أو احتفالًا بأسبوع الكتاب، أو مهرجانًا ثقافيًا، تقدم هذه الفعاليات دروسًا عملية لا توفرها الفصول الدراسية دائمًا. إنها منصات للطلاب لتطوير مهارات العمل الجماعي والقيادة والإبداع والمرونة. على سبيل المثال، لا يشجع يوم الرياضة اللياقة البدنية فحسب، بل يعلم الطلاب أيضًا عن المنافسة الصحية والعمل الجماعي. ويمكن لأسبوع الكتاب أن يعزز حب القراءة ويحفز الإبداع والخيال.

في المدارس الاسلامية، حيث يركز التعليم على الأخلاقيات والقيم، ويصبح دور مجتمع المدرسة أكثر أهمية في تربية الأبناء. إذ تشكل كل فعالية مدرسية فرصة لتعزيز قيم مثل الاحترام والصدق والتعاطف. يتعلق الأمر بخلق جو داعم يتم فيه تجسيد هذه القيم وتطبيقها يوميًا. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الأنشطة الجماعية، ومشاريع خدمة المجتمع، والمناقشات المفتوحة حول المعضلات الأخلاقية، مما يساعد الطلاب على ترسيخ بوصلة أخلاقية قوية.

مشاركة أولياء الأمور هي عنصر رئيسي آخر. حيث يساهم الآباء والأمهات الذين يشاركون في الأنشطة المدرسية، ويحضرون الفعاليات، ويتطوعون في البرامج المختلفة في تقليص الفجوة بين المنزل والمدرسة. لا يعزز هذا الالتزام الروح المعنوية للطلاب فحسب، بل يؤثر أيضًا بشكل إيجابي على نموهم الأكاديمي والاجتماعي. على سبيل المثال، يمكن للآباء والأمهات المتطوعين في مشاريع أو فعاليات المدرسة أن يمنحوا الأطفال الشعور بالأمان والانتماء، مما يعزز تجربتهم التعليمية.

تساهم الجهود المشتركة في تنظيم وحضور الفعاليات المدرسية في تعزيز الشعور بالمجتمع. إنها توفر خبرات متنوعة حيث يتم تشجيع كل طالب على المشاركة والاستكشاف والنمو. هذه الفعاليات مثالية لتعليم الطلاب التعاون والتعاطف واحترام وجهات النظر المختلفة – وهي مهارات ضرورية لمستقبلهم.

وختامًا، فإن مجتمع المدرسة وفعالياته أكثر بكثير من مجرد إضافات إلى المناهج الدراسية. فالمدرسة تلعب دور أساسي في تربية أبنائنا الطلاب وتشكيلهم ليصبحوا أفرادًا متكاملين. ومن خلال تقديم مزيج من التعلم الأكاديمي والتعلم التجريبي، تصبح رحلة المدرسة ليس فقط تعليمية، ولكن أيضًا تجربة لا تُنسى ومكونة لكل طالب.

المصدر
ACC (Australian Christian College)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى