تعليم سليم

تحضير وإعداد الدروس: نصائح مهنية وإرشادات عملية

رغم أن التحضير للدروس وإعداد الخطط المناسبة لها يعتبر أمراً ضرورياً في العديد من المدارس في الوطن العربي، إلا أن هذا العمل قد يتحول لروتين يومي بالنسبة لبعض المدرسين، ويصبح عبئاً ثقيلاً يحاولون التخلص منه بتقليد النهج المتبع من قبل المدرسين السابقين وتكرار ما ورد في الخطط السابقة.

وبشكل عام، فمن غير المقبول أن يبدأ المعلم الناجح يومه الدراسي دون أن يكون قد وضع خطة للدرس الذي سيُقدمه.

إنّ خطة الدرس تُعد الدليل الذي يساعد المدرس على تحديد أهداف الدرس وتحديد عناصره ومحتواه وطرق توضيحه وتقديمه، فضلاً عن الوسائل التوضيحية المساعدة والأنشطة والواجبات المطلوب تنفيذها من قبل الطلاب.

ونظراً لطبيعة خطة تحضير الدروس التي تكون عامة وغير مفصلة، يجدر بالمدرس أن يُضيف بعض الملاحظات التي تشمل توضيحات إضافية أو أمثلة أو تنبيهات تشير إلى الصفحات المرجعية في الكتاب المدرسي، أو توجيهات مثل “افتح المجال للمناقشة” أو “استفسر عن آراء الطلاب حول هذه النقطة” أو “حث الطلاب على كتابة هذه الفقرة في دفاترهم”.

ومن الأخطاء الشائعة التي ينبغي للمعلم تجنبها عند تحضير خطة الدرس ما يلي:

إن خطة تحضر الدروس فعالة أمر ضروري للمعلمين لتقديم تعليم شيق وهادف. ومع ذلك، يمكن لبعض الأخطاء الشائعة أن تنتقص من فعالية الدرس. فيما يلي بعض الأخطاء الرئيسية التي يجب على المعلمين تجنبها عند إعداد خطة درس:

أولاً: عدم تحديد أهداف واضحة

يجب أن تكون أهداف الدرس مكتوبة بشكل مختصر وواضح في الوقت نفسه، حيث يقوم بعض المدرسين الجدد بتحديد أهدافهم بشكل عام، مما يجعل من الصعب ربطها بالموضوع الذي يتم دراسته. لذا، يُفضل على المدرس أن يحدد أهدافًا سلوكية واضحة عند إعداد الخطة، حتى يتمكن من قياس التقدم المحرز نحو تحقيق تلك الأهداف. ويمكن أن يشمل ذلك، على سبيل المثال، “بعد قراءة النص، يستطيع الطالب استخراج جميع الأفعال وتحديد نوع كل فعل” أو “بعد إعطاء عمود من عشرة أرقام، يستطيع الطالب جمع تلك الأرقام بدقة تصل إلي 100%”.

ثانيًا: عدم تحديد الأدوار

يقوم كثير من المدرسين بإعداد تحضير نظري مناسب في دفاترهم، ولكنهم لا يحددون بشكل كافٍ الأدوار التي سيلعبها كل فرد في عملية تقديم الدرس. فيعثرون على بعض العبارات المختصرة في الهوامش مثل “اشرح هنا” أو “اقرأ النص للطلاب”. ومع ذلك، فإن هذه الطريقة ليست كافية لتحديد الفعاليات في الفصل. يُفترض أن يحدد المدرس الفعاليات والأدوار بوضوح، بحيث تتضح الخطوات التي يجب اتخاذها خلال عملية تقديم الدرس. على سبيل المثال، يمكن للمدرس كتابة “الطالب يقرأ النص، ثم يجيب أحد الطلاب عن أحد الأسئلة المتعلقة بهذا النص، ثم يلخص أحد الطلاب ما فهمه من النص”.

ثالثاً: حشو الدرس بالمعلومات

إن محاولة تغطية الكثير من المواد في درس واحد يمكن أن يرهق كل من المعلم والطلاب. من المهم تحديد المفاهيم والمهارات الأساسية والتركيز على تعليمها بشكل فعال بدلاً من التسرع في مواضيع متعددة.

رابعاً: قلة وقت التحضير

إن التسرع في عملية تخطيط الدرس أو عدم تحضير المواد والمصادر بشكل كافٍ يمكن أن يؤدي إلى درس غير منظم وغير فعال. حيث يجب على كل معلم تخصيص وقت كافٍ لتخطيط الدروس وجمع المواد اللازمة مسبقًا لضمان درس سلس.

نصائح عملية ومهنية في تحضير وإعداد خطة الدروس

إليك مجموعة نصائح تساعد المعلم علي تحضير الدروس بنجاح في صورة نقاط “افعل” و “لا تفعل” حتي يجذب انتباه الطلاب ويلبي احتياجاتهم المختلفة.

افعل:

  1. قم بإعداد خطة الدرس، حتى لو كانت صغيرة، ووضح فيها عناصر الدرس والوقت الذي يستغرقه كل عنصر من هذه العناصر.
  2. حدد الوسائل التعليمية المناسبة للدرس إذا استدعى الدرس ذلك.
  3. تأكد من توافر وجاهزية الوسائل التعليمية التي ستستخدمها.
  4. أعد خطة مرنة تمكنك من إجراء التعديلات اللازمة إذا طرأت ظروف غير متوقعة، خاصة إذا كان الدرس يعتمد على أجهزة تعليمية قد تتعطل فجأة.
  5. تأكد من فهمك واستيعابك للدرس.
  6. حاول دعم الدرس ببعض القراءات الخارجية وثقافتك العامة.
  7. قم بتخصيص وقت للطلبة المتميزين لكي لا يشعروا بالملل.
  8. خصص وقتًا لمساعدة الطلبة فردياً أو كمجموعات.

ولا تفعل:

  1. لا تكتب الدرس بالتفصيل.
  2. لا تكن أسيرًا للخطة الدراسية؛ فربما تحتاج إلى إجراء تعديلات فيها.
  3. لا تعزل الدرس عن الدروس السابقة.
  4. لا تتجاهل ما يجب على الطلبة فعله خلال إعداد الخطة.
  5. لا تشرح الدرس بطريقة معقدة؛ حاول جعله مناسبًا لفهم الطلبة.
  6. لا تقتصر على إلقاء المحاضرات؛ حرص على تنويع طرق تقديم الدروس.

المصدر
أ. د. أحمد بن عبدالرحمن الشميمري، كيف تكون معلماً ناجحاً، دار ابن حزم للطباعة والنشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى