الطفولة المتوسطة (سن المدرسة)

ضرب الأطفال هل يصلح كوسيلة فعالة في التربية؟

ضرب الأطفال هو موضوع دائما ما يُناقش على نطاق واسع. وينصح معظم الخبراء بعدم استخدام العقاب البدني، لكن يعتقد بعض الآباء أن الضرب إستراتيجية تأديب وتهذيب فعالة. ويعترف آباء أخرون بأنهم كانوا يضربون أطفالهم من حين لآخر – وخاصة عندما كانوا يشعرون بالإرهاق والتوتر الشديد. وأيا كان المعسكر أو الفريق الذي ينتمون إليه، يحتاج جميع الآباء إلى معرفة العواقب المحتملة للعقاب البدني والجسدي، والنظر فيها عن كثب.

لماذا يضرب الآباء أطفالهم

في بعض الأحيان، يضرب الآباء أطفالهم بدافع اليأس. عندما يسيء الأطفال التصرف بشكل متكرر، قد يشعر الآباء بالاحباط وينفذ صبرهم ولا يعلمون ما يجب فعله. قد يقول الآباء في هذه المواقف ، “يبدو أنه لا يوجد حل أخر”.

بدون وضع استراتيجية تأديب و انضباط فعالة وملائمة، قد تشعر أن الضرب هو الخيار الأفضل. وعلي الرغم أن الضرب قد يغير السلوك على المدى القصير ، إلا أنه نادرًا ما يكون له تأثير إيجابي على المدى الطويل. حيث أظهرت الدراسات أن الضرب غير فعال ويضر بنمو الأطفال. وقد يعتمد الآباء على الضرب في “إصلاح” المشكلات السلوكية لأطفالهم دون تجربة استراتيجيات التأديب البديلة – أو إعطاء هذه الخيارات وقتًا كافي لتجربتها حتي تنجح.

كما أن أحد أكثر الأسباب شيوعاً لضرب الطفل هو السخط أو الاندفاع والغضب. قد يشعر الوالد بخيبة الأمل من سلوك طفله (“لا أصدق أنك فعلت هذا!”) وقد يضرب الطفل دون تفكير. وإذا كنت لا تعرف طرقًا أخرى لتأديب طفلك، فقد يصبح الضرب هو خط الدفاع الأول. ربما قد يكون حل مؤقت في هذه اللحظة، إلا أن الضرب لن يحل المشكلة أو يعلم طفلك سلوكًا أفضل.

يندم العديد من الآباء فيما بعد علي ضرب أطفالهم. كما أن الضرب يمكن أن يسبب ضررا دائما للعلاقة بين الطفل ووالده.

أضرار ضرب الأطفال

بالإضافة إلى كونه حلاً غير كافٍ للمشاكل السلوكية، فإن ضرب الطفل يمكن أن يخلق في الواقع المزيد من المشاكل.

  1. لا يعلم طفلك السلوك المناسب

فالطفل الذي يتعرض للضرب بسبب المجادلة مع أخيه لن يتعلم كيف يتصرف أفضل في المستقبل.  بدلاً من ذلك أن التأديب الفعال يعلم الطفل مهارات جديدة ويبني كفاءته وثقته بنفسه. بينما يؤدي الضرب إلى إضعاف الثقة بالنفس ، ويكتفي فقط بتعليم الطفل ما لا يجب فعله.

  1. ضرب الأطفال يزيد العدوانية

يميل الأطفال إلي فعل ما يفعله الآباء أمامهم أكثر مما يُقال لهم. إذا قمت بضرب طفلك لأنه ضرب أخيه، على سبيل المثال، فأنت ترسل له رسالة محيرة. ربطت الدراسات بين تعرض الطفل للضرب وبين السلوك العدواني ، ومشاكل الصحة العقلية ، وغير ذلك من النتائج الضارة للطفل (مشابهة لتأثير التعرض للإيذاء الجسدي).

  1. الشعور بالخزي ونقص الثقة بالنفس

عندما يتم ضرب الطفل من قبل أحد الوالدين، قد يفكر الطفل ، “أنا سيئ” ، ويعاني من مشاكل احترام الذات والثقة بالنفس ومشاكل الصحة العقلية. الأطفال الذين يشعرون بالخزي ونقص الثقة غير مستعدين لتحسين سلوكهم ويبدأون في الشعور بأنهم لا يستطيعون القيام بأفضل من ذلك.

إن ضرب الطفل لتعديل سلوكه يخبره أنه لا يمكنه التعلم بطريقة أكثر إيجابية ولا يستحق أن يعامل باحترام. تعد استراتيجيات التأديب البديلة أكثر فاعلية كما تساعد في بناء ثقة الطفل بنفسه.

  1. ينقل تركيز الطفل إلي سلوك الوالدين

بدلا من مساعدة طفلك للتفكير في ما يمكن أن يفعله بشكل أفضل المرة القادمة، الضرب سيجعله أكثر عرضة للشعور بالغضب اتجاه الوالدين. الأطفال في هذه الحالة يبدأون في التفكير من منظور “ما الذي يمكنني فعله حتي لا يضربني” بدلا من “ما هو أفضل خيار يمكنني اتخاذه الآن ؟” ومع محاولة طفلك علي الهروب وتفادي الضرب قد تشجعه علي الكذب.

  1. ضرب الأطفال يفقد فعاليته مع مرور الوقت

في بعض الأحيان، يقرر الأطفال أن السلوك السيء “يستحق كل هذا العناء”. حتى أنهم قد “يعتادون” على العقاب البدني ، وفي هذه الحالة يتوقف الضرب عن كونه رادعًا. استراتيجيات التأديب الأكثر فعالية تتضمن فهم سبب السلوك وإجراء محادثة ونقاش مع الطفل بطريقة حقيقية وحوار متبادل. يجب ان يقرأ الأطفال كتب دينية و تذكر بأن العقاب يدور حول التسبب في الألم والإزعاج، بينما الـتأديب يتعلق بالتعليم والتوجيه.

  1. لا يصلح للأطفال الأكبر سنا والمراهقين

إذا كنت دائمًا تستخدم الضرب لتأديب طفلك، فماذا ستفعل عندما يصبح مراهقًا؟ استخدام العقاب الجسدي يعلم الأطفال أنه لا بأس للشخص الأقوى أن يؤذي شخصًا يفعل شيئًا لا يحبه. الضرب يستخدم الألم لتثبيط سلوك الطفل ومعاقبته بدلاً من التعامل مع أسباب المشكلة وتوجيه الطفل للسلوك الصحيح.

  1. لا ينصح به الأطباء

وفقاً لاستطلاع تم عام 2018 لأطباء الأطفال نشر في مجلة طب الأطفال، فإن 6% فقط من الأطباء الذين شملهم الاستطلاع أيدوا الضرب. بينما توقع 2.5% فقط نتائج ايجابية لاستخدامه كوسيلة للتأديب. هناك الكثير من استراتيجيات التأديب المناسبة للعمر والتي يمكنك استخدامها كبديل للضرب طوال المراحل العمرية المختلفة لطفلك.

اقرأ أيضاً:

استراتيجيات فعالة بديلة عن ضرب الأطفال

العديد من استراتيجيات التأديب أكثر فعالية من الضرب. يمكنك التفكير في عقاب بديل من شأنه أن يعزز قواعدك دون الإضرار بطفلك، مثل سحب أحد الامتيازات كمنع المصروف أو تقليل وقت اللعب.

  • العقاب المنطقي

إذا قام طفلك بالكتابة علي الجدران ، فإن العقاب المنطقي هي جعله يغسل الجدران. هذا يعلمهم أن يكون لديهم المزيد من الاحترام للممتلكات. كما أنه يرسل رسالة مفادها أن سوء سلوكهم سيكون له عواقب.

  • التعويض

لا يتمحور التعويض حول إذلال الطفل أو إهانته. بدلاً من ذلك ، الغرض هو أن يتحمل الطفل مسؤولية سلوكه من خلال معالجة أخطائه. التعويض يساعد في استعادة العلاقات ويمنح الأطفال فرصة لتعلم مهارات جديدة. يمكن أن تكون هذه التقنية فعالة جدًا في السلوك العدواني وتعمل بشكل جيد للأطفال والمراهقين.

التعويض يعطي الطفل الفرصة لإصلاح ما ترتب عليه سوء سلوكه. علي سبيل المثال، طفل قام بتكسير لعبة أخيه لذا يجب عليه إقراض لعبته المفضلة لأخيه لفترة زمنية محددة.

  • تشجيع السلوك الإيجابي

استخدام المديح لتشجيع السلوك الإيجابي هو بديل فعال آخر للضرب. عندما تمسك بطفلك “يفعل سلوك جيد” ، تأكد من أنه يعلم أنك لاحظت ذلك. يميل الأطفال إلى تنفيذ ما يتوقعه الوالدين. ومن المهم ألا يضيع شعور الأطفال بأنفسهم في توقعات الوالدين. حيث يحتاج الأطفال إلى تطوير شعور بالفخر في اختياراتهم السلوكية التي تستند إلى الدافع الداخلي، بدلاً من الموافقة الخارجية.

 كلمة أخيرة

يجب أن يكون هدفك من التأديب هو تعليم أطفالك مهارات جديدة من شأنها أن تمنحهم الأدوات اللازمة ليكونوا بالغين مسؤولين. تظهر الأبحاث أن الضرب ليس استراتيجية تأديب فعالة ولها عواقب سلبية – بعضها يمكن أن يستمر مدى الحياة.

عند تحديد استراتيجيات التأديب التي يجب استخدامها، فكر في ما تأمل أن يكتسبه طفلك من تدخلك. استراتيجيات مثل المدح والتشجيع تزيد السلوك الإيجابي لطفلك وتبني ثقته بنفسه.

المصدر
verywellfamily.com

مقالات ذات صلة

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى