الطفولة المبكرة (مرحلة اللعب)

ما هو العقاب السلبي في التربية والأمثلة عليه وعيوبه

في هذه المقالة سوف نستعرض تعريف العقاب السلبي بالأمثلة التوضيحية ومدي نجاح وعيوب هذه الطريقة. طور عالم النفس الأمريكي الشهير بورهوس سكينر نظرية التكييف الفعال، والتي تنص على أنه يمكن زيادة أو تقليل سلوك الشخص عن طريق إضافة أو إزالة المحفزات المناسبة بعد ظهور السلوك المطلوب التحكم فيه.

والفرق بين التكييف الكلاسيكي والتكييف الفعال هو أن الكلاسيكي يؤثر على سلوك الشخص اللاواعي، بينما يؤثر الفاعل على السلوك الواعي.

في التكييف الفعال، يهدف العقاب الي تقليل سلوك محدد بينما يهدف التعزيز الي دعم وتشجيع هذا السلوك. العقاب أو التعزيز قد يكون إيجابي او سلبي من خلال اضافة حافز للتشجيع (ايجابي) أو منع حافز للتهذيب (سلبي)

السلوك الإنساني والعقاب

إن السلوك غير المقبول هو الذي يخرج عن المعايير والدين والعادات والتقاليد والقيم والثقافة والقوانين التي حددها المجتمع بعناصره المختلفة. وعندما يتكرر هذا السلوك ويصبح مشكلة، فإنه لابد من إيجاد طريقة لإيقافه أو التخلص منه، وإعادة الفرد للتصرف بمقتضى المعايير المقبولة. ويعد العقاب إحدى الطرق التي تسهم في تعديل السلوك الإنساني.

ولكننا نتخوف من البحث فيه لأن أول ما يتبادر إلى ذهننا عندما نسمع: كلمة العقاب نتخيل بأنه الضرب الشديد الذي يلحق الأذى الجسدي بالإنسان، أو الأذى النفسي كالإهانة والتوبيخ الذي غالباً ما يقرن بالظلم . إن مفهوم العقاب معروف لنا ، فكلنا نمر بخبرات يومية نواجه بها العقاب، سواء كانت في العمل، أو الشارع، أو المدرسة ولكن ليس الجميع منا على دراية بالفوائد العلاجية للعقاب او بمعنى هذا المفهوم.

ويعرف العقاب بأنه تقديم المثير المؤلم مباشرة بعد حدوث السلوك المراد عقابه، والذي من شأنه أن يؤدي إلى تقليل حدوث ذلك السلوك مستقبلاً.

ما هو العقاب السلبي

العقاب السلبي، هو تقنية وأسلوب مستخدم في نظرية التكييف الفعال، يستخدم في تقليل سلوك غير مرغوب من خلال منع أو إزالة حافز إيجابي بعد ظهور هذا السلوك المطلوب تغييره.

لأن إجراءات العقاب السلبي يقلل من احتمالية حدوث السلوك مرة أخرى عن طريق إزالة الحافز ، يجب أن يكون هذا الحافز ممتعًا أو ضروريًا. لكي يتعلم الشخص ربط النتيجة السلبية بهذا السلوك.

أمثلة علي العقاب السلبي

هناك العديد من الأمثلة للعقاب السلبي في حياتنا اليومية. يعد خسارة احدي الامتيازات ، او دفع غرامة بسبب انتهاك القانون ، او عقاب طفلك بأخذ هاتفه المحمول ، كلها أمثلة شائعة علي العقاب السلبي.

المزيد من الأمثلة علي العقاب السلبي:

  1. منع الطفل من عطلة او خروج لكي يتوقف عن الصراخ
  2. تقليل وقت مشاهدة التلفاز للطفل حتي يتوقف عن نوبات الغضب والبكاء
  3. اعطاء السائق غرامة مالية بسبب مخالفة الوقوف في الممنوع حتي لا يكررها مرة أخري
  4. او فرض رسوم لمنع الناس من دفع فواتيرهم في وقت متأخر

مدي نجاح او فاعلية العقاب السلبي

من هنا نلاحظ وجود العقوبة السلبية كل يوم في حياتنا اليومية وليس في العملية التربوية فقط.  العقاب السلبي قد يكون وسيلة فعالة للغاية في حالة توافر ثلاثة معايير الاستخدام الطارئ، الاتصال والاستمرارية.

  1. الاستخدام الطارئ

الاستخدام الطارئ يصف طبيعة العقاب ومدي ارتباطه بالسلوك. إذا تم تطبيق العقوبة السلبية كلما ظهر السلوك المستهدف, اذن يربط الطفل بين العقوبة السلبية وبين السلوك غير المرغوب. ولكن اذا كانت تحدث العقوبة السلبية سواء ظهر السلوك غير المرغوب أو لا، او قبل حدوث السلوك. فإن إحتمال نجاحه يكون أقل.

  1.  الاتصال

الاتصال هو العقاب الفوري وإزالة الحافز الايجابي مباشرة. إذا تأخر العقاب ، فلن يكون قمع السلوك بنفس الفعالية. عندما تكون هناك فجوة كبيرة بين السلوك والعقاب ، تضعف الرابطة بينهم. وبالإضافة إلى ذلك ، قد تظهر أفعال أخرى في هذه الأثناء ، ثم يصبح هذا السلوك عن طريق الخطأ هو السلوك الذي يتم قمعه.

  1. الاستمرارية

الاستمرارية شئ ضروري لإنجاح العقوبة السلبية. انظر مثلا إلي مخالفات القيادة بسرعة. الناس لا تزال تسرع على الرغم من إمكانية الحصول على مخالفة مرور لأنهم لا يحصلون على مخالفة مرورية في كل مرة يقودون بسرعة. ولكن يتم تغريمهم إذا تم القبض عليهم فقط ، وهذا هو السبب في أنها لا تعمل بشكل جيد.

العيوب والأثار الجانبية للعقاب السلبي

تتمثل إحدى مشاكل العقوبة السلبية في أنه يعمل ما دام التحفيز يتم إزالته باستمرار. ولكن بمجرد توقف العقاب ، فإن السلوك غير المرغوب فيه من المرجح جدا أن يستأنف. مشكلة أخري هي ، أنه في حين يمكننا وقف السلوك غير المرغوب فيه ، إلا انه لا يوفر معلومات للطفل عن ما هو الفعل او السلوك المرغوب فيه.

إليك مثال على العقوبة السلبية التي تسبب مشكلة غير مقصودة. طالب يسيء التصرف في الفصل ويأخذ المعلم نجمته الذهبية. قد يكون لهذه العقوبة أثر فعال على وقف السلوك غير المرغوب. ولكن إذا كان الطفل يسيء التصرف لأنه قلق أو مفرط النشاط ، فإن العقوبة لا تعلم الطفل كيف يتعامل مع هذه المشكلة. قد يؤدي ضبط النفس القسري هذا إلى مشاكل عقلية أو عاطفية للطفل.

إقرأ أيضاً:

خاتمة – قبل أن نفكر بالعقاب

إن أغلب السلوك الإنساني متعلم، وأكثر هذا السلوك المتعلم إنما يحدث ويتكرر نظراً للقبول والتعزيز الذي يحظى به الإنسان. فالطفل الذي يحظى بالابتسامة من والديه عند شتمه لأخيه في أول مرة سيعمد إلى تكرار ذلك السلوك مستقبلاً، ولو أن هذا السلوك عوقب من قبل الأم وعزز من قبل الأب فإن الطفل سيكف عن القيام بذلك السلوك أمام الأم ويكرره أمام الأب.

لذلك فإنه من المهم أن نعرف قاعدة مهمة وهي أن الوالدين، والمدرس، والأخ الأكبر هم نماذج يقلدها الطفل، فإذا كانت النماذج جيدة كان سلوك الطفل جيداً . كذلك فإن البيئة التي لا توفر نوعاً من التغذية الراجعة (التعليق الموجه) على السلوك الذي يقوم به الطفل لتوضح له أن هذا السلوك مقبول أو غير مقبول تؤدي إلى خلق نوع من التشويش وتعيق التعلم. لذا ينبغي أن نعلق على السلوك ونوضح للطفل قبولنا أو عدم قبولنا لسلوكه.

علينا أن ندرك تماماً أنه من الخطأ أن ننتظر الطفل حتى يخطئ من أجل أن نعاقبه، لأنه في المقابل يقوم بالكثير من السلوكات المقبولة التي لا تلقى اهتماماً من المحيطين به وتهمل ولا تعزز. إن مثل هذا الاتجاه يقلل من فرص التعلم عند الطفل ويدفعه إما إلى القيام بالسلوك الخطأ وإما بالانسحاب. لذلك يجب ان يعزز الطفل بالشكر، والثناء، والتشجيع. والاهتمام كلما أحسن التصرف وتعليمه ما هو صواب وما هو خطأ.

المصدر
parentingforbrain.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى