تعليم سليم

حب التلاميذ للمعلم، كيف تحصل عليه؟

يقع على عاتق المعلم مسئولية عظيمة نحو دوره في بناء الأسرة السليمة من خلال إعداد النشء. إذ يلعب المعلم دور أساسي في حياة جميع الناس وفي تكوين شخصياتهم. فالمعلم الناجح هو الذي يعمل علي تحسين سلوك طلابه نحو الأفضل بما يتفق مع ضوء الأهداف التربوية والخبرات السابقة. وفي كثيراً من الأحيان ما يتوقف نجاح المعلم في تحقيق هدفه على مدى علاقته بالتلاميذ ومدي حب التلاميذ للمعلم. فالتلميذ ينظر إلي المعلم باعتباره مثل وقدوة أعلي يستحق المحاكاة والتقليد في المظهر والحديث، والحركة. ولذلك فالمعلم الناجح يحتاج إلى ثلاث أدوار وصفات مجتمعة هما: صفات الوالد، والمربي والمعلم التابع للدروس.

وفي ظل ظروف الكثير من البلدان العربية يضاف إلي المعلم دور المرشد الاجتماعي أيضاً. حيث قد لا يتوفر وجود مرشد اجتماعي في معظم المدراس.

صفات تؤدي إلي حب التلاميذ للمعلم

فالطلاب الذين لا يجدون الحب والمودة في معلمهم يكرهون مادته. وبالتالي يكرهون المدرسة والذهاب إليها وكأن لسان حالهم يقول: نحن لا نتعلم إلا ممن نحب. فعندما نجد المعلم يعرض مادته الدراسية بأسلوب جديد وشيق، بعيداً عن أسلوب المحاضرة والروتين المتكرر. فذلك يعود بتأثير أكبر في حب التلاميذ للبيئة المدرسية كما يعزز حب التلاميذ للتعلم والتعلق بالمدرسة والرغبة في البقاء فيها لأطول فترة ممكنة. وذلك على النقيض تماماً مع المعلم الذي يدرس بطريقة مملة ومكررة في أسلوب جاف أشبه ما يكون بأسلوب المحاضر في الجامعة.

فأسلوب التعليم الخالي من المشاركة والنقاش يسبب الضيق والملل للتلاميذ.

ومن أفضل الأساليب المتبعة في تذليل صعوبات الدرس هو استخدام أسلوب التدريج بالانتقال من الأسهل إلى الأصعب وكذلك من المعلوم إلى المجهول. ولعل من أهم الصفات التي أجمع عليها علماء التربية في المعلم الناجح هي المهارات الشخصية.

وهي من أهم الأسباب التي تؤثر في حب التلاميذ لمعلمهم، وتجعله قريب من قلوبهم وهي:

  1. مهارة التدريس وذلك بمحاولة تجنب الملل والتكرار والروتين على قدر الإمكان ومحاكاة المواقف الوجدانية من سعادة وحزن وبشاشة تظهر في أسلوبه أثناء دروس السرد والقصص.
  2. الاهتمام بعمله والمواظبة عليه والاجتهاد فيه والفخر بمهنته كمعلم. فحب المعلم لما يقوم به يشجع التلاميذ ويجنبهم اليأس والملل مما يؤدي إلى كرههم للمادة.
  3. متابعة كل جديد في مادته. وذلك من خلال الابتكار أو تطوير أسلوبه في التدريس وعدم الوقوف على طريقة بعينها. ومن صفات المعلم الناجح قدرته علي اختار الطريقة المحببة لتلاميذه.
  4. استخدام المفردات اللغوية والتعابير التي في قدرة التلاميذ للفهم والاستيعاب.
  5. الاهتمام بمشاعر التلاميذ وعدم إحراجهم، وعدم التأخر في تقديم النصح والتوجيه كلما احتاجوا لذلك، والمشاركة في حل مشاكلهم الخاصة مع الالتزام بالصدق والصراحة في التعامل معهم.
  6. تحفيز المعلم لعقول تلاميذه من أجل البحث والتفكير وحب المادة. وكذلك مساعدتهم في حل مشاكلهم الاجتماعية والوجدانية وإشعارهم بأنه لا يختلف في التعامل عن والدهم.
  7. التأكيد على الحياد والتعامل العادل مع التلاميذ والابتعاد عن الانحياز إلى فئة ما دون غيرها مع الحزم وعدم التردد في اتخاذ القرار والالتزام بالحكمة والتسامح.
  8. عدم المبالغة والإكثار من عبارات التشجيع لأن الكثرة تفقدها معناها.

صفات تؤدي إلى كراهية التلاميذ للمعلم

  1. محاباة بعض التلاميذ على وجه الخصوص، والتعصب الأعمى لأحد الآراء مع إهانة وتقليل الرأي الآخر.
  2. الإفراط في استخدام العقاب المستمر والتوبيخ القاسي والأحكام السريعة.
  3. لا يمدح التلاميذ، ولا يتقبل أفكارهم ويشعر بعدم الارتياح عند زيارتهم واستخدام عبارة: يا واد – يا بت – يا أنت، بدون مناداة التلاميذ بأسمائهم لأنه يظن ذلك إذلالاً وإهانة لكرامته وشخصيته.
  4. عدم الاستقرار على رأي، كوعد التلاميذ بشيء وعدم الوفاء به.
  5. سرعة انفعال المعلم والغضب من أتفه الأسباب، مما يجعل الطالب يخاف باستمرار من مصارحته، ويجعل المعلم غير قادر لحل مشاكلهم.
  6. عدم مشاركة التلاميذ أنشطتهم.
  7. التجهم والعبوس وعدم الابتسامة في وجه الطلاب والتلاميذ

وكلما كان المعلم أكثر فهماً لتلاميذه واحتياجتهم كلما كان عطاؤه جيداً وجهوده مثمرة. فالمعلم قدوة للتلاميذ وعليه مسئولية ترسيخ القيم والعادات والتقاليد الحسنة كما أن عليه مسئولية بناء الأمة.

المصدر
هشام عثمان محمد، 2012، 55 مهارة للمعلمة الناجحة، مركز الراية للنشر والإعلام

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. من الصفات أيضا التي تؤدي إلى نفور التلاميذ، العبوس وعدم الابتسامة مطلقا في وجه تلاميذك وطلابك.

    1. نعم صدقت، فهذه أحد النقاط الهامة أيضاً. تم إضافتها في المقالة. شكراً لمرورك الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى