تحتل التربية العملية مكانة متميزة في إعداد معلم المستقبل ولا سيما تلك التي تكـون قبل الانخراط في العملية التعليمية أي قبل الخدمة، والتي تتمثل في إعدادها كليات المجتمع وكليات العربية في الجامعات، وتمثل التربية العملية تطبيقاً عملياً في المدارس لمعظم المبادئ والنظريات التربوية التي تعلموها، حيث يدرك الطلبة أن أكبر فائدة يحققوها من خلال برامج التربية العملية وذلك لتعاملهم مع الطلبة والكتب المدرسية واكتشاف المشاكل والصعوبات التي تواجه العملية التربوية في الميدان التربوي. ومن هنا فإنه يمكـن القـول أنـه مـن الـصعب تصور وجود برنامج لإعداد المعلمين مع غياب برامج مخططة ومنظمة للتربية العملية، وبهـذا فإن مثل هذا البرنامج يعتبر من الأمور الرئيسية والأساسية في برنامج إعداد المعلمين.
جدول المحتويات
وتشكل التربية العملية الركن الأساسي في إعداد المعلم المستقبل، وتهدف كـليـات التربية في إعداد مدرسين في تخصصات مختلفة قادرين على تدريس مواد تخضهم في المدارس بدرجة عالية من الكفاءة ومن هنا فلا بـد مـن تأسيس برنامج يستجيب لما تقتضيه مهنة التدريس ومتطلبات العصر الحديث.
مفهوم التربية العملية
يمكن القول بأن التربية العملية لها تعريفات كثيرة ومنها:
- هي جميع الأنشطة والخبرات التي يعد لهـا وتنظم في برنامج تربيـة المعلم وإعداده والتي تهيئ الطالب المعلم إلى مهنة التعليم.
- هي التربية التي تتناول الجانب التطبيقي والميداني في عمليـة إعـداد المعلمين للعملية التعليمية والتي يتم فيها الاحتكاك مع الطلبة والمدرس.
- هي التربية المنظمة الهادفة إلى إتاحة الفرص أمام الطلبـة المعلمين لتطبيق المفاهيم والمبادئ والنظريات التربوية، تطبيقا أدائياً وعلى نحو سلوكي في المدرسة.
ومن هنا فإن التربية العملية تشكل البرنامج العملي المنظم الذي يؤديه الطلبـة المعلمين في المدرسة التي يتدرب فيها تحت إشراف هيئة من الأساتذة في الكليات بالتعاون مع المعلمين والعاملين في مدارس التطبيق.
مفهوم تحسين جودة التعليم وتطبيقه داخل المؤسسات التعليمية
أهمية التربية العملية
تكمن أهمية التربية العملية من أهمية الأهـداف التي تسعى إلى تحقيقهـا وبلوغها، وهي تقضي على الفجوة بين النظرية والتطبيق، وتنسجم مع الاتجاهات التربوية المعاصرة في عملية إعداد وتدريب المعلمين، وتكمن أهميتهـا في كونهـا حجر الزاوية في برنامج إعـداد المعلم وتأهيله لمهنه التدريب، وتعمل على إكساب الطالب المعلم المهـارات بـشكـل تـدريبي ومنظم بصورة أفضل، ومن هنا فإن أهمية التربية العملية تكمن فيما يأتي:
- توفر فرص عملية تطبيق المفاهيم والمبادئ والنظريات التربوية.
- توفر فرصة للطالب المعلم في التحلي بأخلاقيات التدريس عملياً.
- تحفز الطالب المعلم على القراءة والمتابعة والتي توفر له المستوى المطلوب مـن المعرفة لأغراض التدريس.
- توفر برامج التربية العملية فرصة الاحتكاك المباشر للطالب المعلم مع المدير والمناهج والكتب وغيرها.
- إعطاء الطالب المعلم فرصة لممارسة التدريس والمهام التربوية بصورة عملية علي أرض الواقع.
- تزود الطالب المعلم بالمهارات اللازمة لمهنة التدريس مـن خـلال استخدام الوسائل التعليمية والتمكن من أساليب التدريس والتقويم.
- إدراك الطالب المعلم لأهمية المـواد التي دراسها وصلتها بالمواد التي سيدرسها في المدارس.
- تدريب الطالب المعلم على دقة الملاحظة والانتباه على ما يحدث داخل قاعـة الـدرس أو داخل الغرفة الصفية.
أهداف التربية العملية
تعتبر التربية العملية العامل الأساسي والرئيسي في نجاح برامج إعداد المعلمين والتي ينبغي السعي نحو تحقيقها. ومن أبرز أهدافها ما يأتي:
- أن يتعرف الطالب المعلم على استخدام مصادر التعلم المختلفة في العملية التعليمية.
- أن يدرك الطالب المعلم خصائص المتعلمين بشكل مباشر.
- أن يتعرف الطالب المعلم على عناصر الموقف التعليمي التعلمي بشكل فعال.
- أن يدرك الطالب المعلم أهمية المناهج والكتب المدرسية التي يتعرض لهـا الطلبـة في المدارس.
- أن يكتشف الطالب المعلم قدراته أثناء ممارسته للعملية التعليمية في المدارس.
- أن يطلع الطالب المعلم على حقوق المعلمين وواجباتهم داخل المدارس وخارجها.
- أن يعرف الطالب المعلم على مسؤوليات المدير ومهماته وكيفية التعامـل معـه ومـع المعلمين.
- أن يكتسب الطالب المعلم الاتجاهات الإيجابية نحو مهنة التعلم عند ممارستها وتطبيقها عملياً مثل الأمانة والصدق والإخلاص في العمل واحترام الآخرين وتحمل المسؤولية.
- أن يتعرف الطالب المعلم على الإمكانات المتاحة في المدرسة وظروف العمل فيها.
- أن يكتسب الطالب المعلم مهارة استخدام السبورة والطباشير وكيفية تنظيمها.
مبادئ التربية العملية
حتى تحقق الأهداف التي تسعى لها فـلا بـد مـن تـوافر مجموعـة مـن المبادئ الواجب مراعاتها من قبل مخطط برامج التربية العملية في تخطيطها وتنظيمها ومن أبرز هذه المبادئ ما يأتي:
- ينبغي أن تكـون أهـدافها محددة وواضحة في أذهـان جميـع الممارسين لها والمشتركين في تنفيذ برامجها وتخطيطها وتشتمل على هيئة التعلـيـم مـن مدير ومعلم والطلبة المعلمون والمتعاونون وغيرهم.
- أن تكون نظام متكامل من جميع الجوانب وأي خلل فيه يؤثر عليها.
- أن تمثل جزء لا يتجزأ من برنامج إعـداد المعلمين، وأي خلل في هـذا البرنامج سيؤثر سلباً على العملية التعليمية بأكملها في حين أن تكاملها وارتباطهـا مـع بـعـض سيعطي نتائج إيجابية أفضل.
- يتطلب نجاح برنامج التربية العملية توفير جميع الإمكانات والظروف التي تؤدي إلى نجاح ذلك من الإمكانات المادية والبشرية والتجهيزات المتنوعة.
- ربط التربية العملية قبل الخدمة في الكليات والجامعات التدريب أثناء الخدمة والتأكيـد على ممارسة هذه المهنة، وذلك لضمان نجاح برنامج التربية العملية.
- يجب مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب في برنامج التربية العمليـة وهـذا يحتاج إلى الاتساع فيها.
- ينبغي توافر مدارس معينة متعاونة مع الكليات والجامعات في تطبيق برنامج التربية العملية، يتوافر فيها المدراء والمعلمون المؤهلين والقادرين على التدريب.
- ينبغي أن تتصف برامج التربية العملية بالشمول، أي شمولها الجوانب العملية التربوية جميعها.
- يعتمد نجاح برامج التربية العملية على التخطيط والتنظيم الفعال لها.
- ينبغي تنفيذ تلك البرامج في ضوء الإمكانات المتاحة واستثمار هذه الإمكانات بأكبر قدر ممكن.
- يجب أن تتواكب البرامج مع جميع المستجدات والتطورات التي تطرأ على مهنة التعليم.
- يجب ألا تؤثر برامج التربية العملية سلباً على مصلحة الطلبة في المدارس وتنفيذ المناهج المدرسية خلال الفترة المحددة لذلك.
- يقتضي نجاح برامج التربية العملية العمـل بـروح الفريـق الـواحـد (العمـل التعاوني والجماعي). بين جميع الأطراف المشتركة في برنامجها.
- ينبغي القيام بعمليات التقييم والمتابعة المستمرة لبرامج التربية العملية.
- تحتاج إلى تنظيم وتخطيط فعال بين كليات المجتمع وكليات التربية في الجامعات مع المدارس التي ستطبق فيها هذه البرامج بما يتناسب مع أعـداد الطلبة وعدد المدارس والمشرفين المتابعين للطلبة المعلمين وعدد الحصص حتى هنالك تضارب وبين الحصص والطلبة المعلمين وتكون فيها الجدية في العمل، لأن رابـط الجانب النظري بالجانب العملي يؤدي إلى أحداث نقله نوعية جيدة للطلبة المعلمين في الواقع العملي لما تعلموه في دراستهم وتطبيقه في الحياة.
مراحل التربية العملية
تمر التربية العملية في برنامج إعداد معلم المستقبل بعدة مراحل وهي:
- مرحلة المشاهدة.
- مرحلة المشاركة الفعلية في التدريس (الجزئية والكلية).
أولاً: مرحلة المشاهدة
تعد المشاهدات الخطوة الأولى على اكتساب المهارات التدريسية بعد أن اكتسب (الطالب المعلم، المتدرب) المعلومات النظرية حول فعاليات التدريس ومهاراته في كليات التربية في الكليات والجامعات، وهي تمهيد لمراحل التربية العملية التي تلي المشاهدة فالمشاهدة تساعد (الطلبة المعلمون) على اكتساب فن التدريس ليتمكن منه معلم المستقبل.
مفهوم مرحلة المشاهدة
وهي المرحلة التي يتم فيها قيام (الطالب المعلم) بمشاهدة وملاحظـة كـل مـا يجري ويحدث داخل الغرفة الصفية من ملاحظة دقيقة وهادفة ومنظمة نحو مشاهدة موقف معين ومتفق عليه بين مشرف الجامعة والكليـة والمعلـم المتعـاون والطالب المعلـم حتى يلاحـظ الطالب المشاهد جوانب الضعف لتشخيصها وعلاجها ومواطن القوة لدعمها وتعزيزها.
أهمية مرحلة المشاهدة
تكمن أهمية مرحلة المشاركة بما يأتي:
- مساعدة الطالب المعلم على تخطي المخاوف والارتباك وتجاوزها والذي قد يواجههم في بداية انخراطهم بالعملية التعليمية.
- مساعدة الطالب المعلم على التكيف مع واقع عملهم الجديد والتفاعل بشكل إيجابي.
- تعرف الطالب المعلم بالمهارات التي يؤديها المدرس في مجال العمل الميداني.
- اطلاع الطالب المعلم على مشكلات البيئة المدرسية والصفية وسبل معالجتها.
- اكتساب الطالب المعلم على المعلومات المهمة عن المجتمع المدرسي الذي سيعمل به في المستقبل وطبيعة العمل فيه.
ثانياً: مرحلة المشاركة الفعلية
وتنقسم هذه المرحلة إلى قسمين:
- مرحلة المشاركة الجزئية.
- مرحلة المشاركة الفعلية.
أولا: مرحلة المشاركة الجزئية
ويقصد بها مشاركة الطالب في أداء مهمات تعليميـة محددة لـه بصورة مسبقة في الموقف التعليمي التعلمي.
وقد أطلق على هذه المرحلة بالمشاركة الجزئية لأن الطلبة المعلمين يؤدون فيها بعـض مهمات التدريس من دون تحمل المسؤوليات الكاملة، وتتم في فترة زمنية محددة مـن الـزمـن الكلي للحصة الدراسية. ويقوم الطالب في هذه المرحلة بتنفيذ موقف تعليمي محدد ومخطط له مسبقاً سواء أكان في الصف أم خارجه، فقد تشتمل المشاركة على تكليف الطالب بمهمة تهيئة الطلبة لتلقي درس جديد أو طرح الأسئلة الصفية في موضوع معين أو التقويم النهائي. وقد يشترك أكثر من طالب في تنفيذ حصة دراسية أو جزء مـن حـصة دراسية ولكي تحقق المشاركة الجزئية أهدافها لا بد من الأعـداد لهـا وتحديد موعـد إجرائهـا وتحديـد مـوضـوعها وتدريب الطالب على أدائها.
ثانياً: مرحلة المشاركة الفعلية
تأتي هذه المرحلة بعد أن ينهي الطالب مرحلة المشاهدة بمستوياتها المختلفة، ومرحلة المشاركة الجزئية بمستوياتها وأساليبها، وتعـد هـذه المرحلـة أخـر مراحـل التربية العملية في برنامج إعداد معلمي المستقبل وأكثر أعراض تعقيداً لأنها تمثل حصيلة ما سبقها من برنامج الإعداد ومن هنا فإن (الطالب المعلم) عليه قبل الالتحاق بهذه المرحلة أن يقوم بالآتي:
- تعرف آداب الطالب المتدرب، ومسؤولياته في هذه المرحلة ليعمل على أدائهـا بشكل يرضي إدارة المدرسة ومدرسها ومدرس الكلية.
- الاطلاع على بعض التعليمات الرسمية ونظام المدارس التي يطبق فيها.
- تعرف واجبات مـدرس الكليـة المشرف على الطالب وواجبـات مـدرس المدرسة وواجبات إدارة المدرسة.
- الحصول على المقررات الدراسية للمواد التي يمكن أن يدرسها والاطلاع عليها.
أهداف مرحلة المشاركة الكلية:
- دمج الطالب المعلم في العملية التعليمية والتعايش مع جميع عناصرها ومكوناتها.
- تمكين الطالب الخلاصة ممارسة أخلاقيـات التـدريس والتحلي بهـا في مجال العمـل التعلمي.
- تنمية الثقة بالنفس لدى الطالب المعلـم عـن طـريـق الخبرات الحسية والعمليـة الـتي يتعرض لها.
كيفية تطبيق أساليب التعلم بالحواس لذوي صعوبات التعلم
وفي ضوء ما تقدم يمكن القول إن مرحلة المشاركة في التربية العملية إذا مـا جـرت على وفق الإجراءات المطلوبة تحقق ما يأتي:
- تدريب الطلبة المعلمين على ممارسة الطرائق والأساليب التدريسية ممارسة أدائيـة عملية.
- تدريب الطلبة المعلمين على تحضير الدروس وإعدادها.
- تدريب الطلبة المعلمين على الملاحظة الدقيقة ومعرفة استجابات الطلبة وتحركاتهم.
- تدريب الطلبة المعلمين على تشخيص العناصر الرئيسة في الدرس التي تستحق الانتباه والتركيز.
- تنمية قدرات الطلبة المعلمين على الاستنباط والتنبؤ.
- تدريب الطلبة المعلمين على أساليب المناقشة والحوار والنقد البناء.
- تهيئة الطلبة نفسيا وأدائيا للقيام بمهمات التدريس في ميدان العمل المدرسي.