العلوم التربوية

مفهوم وأهمية استراتيجيات التقويم الحديثة وأنواعها

بسبب التطور العلمي والتكنولوجي في جميع المجالات الحياتية. فإن المجتمعات بكافة أطيافها تعمل على النهوض بالنظام التربوي لمواكبة ما يشهده العصر مـن تغيرات. وبذلك عمدت إلى عمل نموذج تربوي به استراتيجيات تقويم حديثة قادرة على تزويد الطلبـة بمهارات عقليـة وحياتيـة. وإحـداث تغيرات مرغوبة في سلوك المتعلمين.

فالأنظمة التربوية القديمة أصبحت غير صالحة لمواكبة التطورات التربوية الحديثة. حيث اقتصرت الأنظمة التربوية القديمة على استراتيجيات تقويم تقيس مستويات متدنية ومهارات لا ترقى إلى مستوى الطموح ولا تعطي صورة دقيقة عن قيمة التعلم الذي أحرزه الطالب.

ومن اجل تقديم تقويم سليم ودقيق فان على المقوم مراعاة ما يأتي:

  1. اعتماد المنهج العلمي في عمله والبعد عن الشخصية والمزاجية والهالة.
  2. الحصول على المعلومات من مصادر متنوعة.
  3. أن تكون أداة القياس واضحة ودقيقـة ومحدودة. وتكشف عـن قـدرات المتعلمين العلمية والعملية والعقلية والمهارية وما يتطلبه التعليم مـن قـيم سامية وسلوكيات إيجابية.

أهمية توظيف استراتيجيات التقويم الحديثة

  1. تطوير النظام التربوي مـن اجـل تـطـوير المهارات الحياتية والتعلم العميـق الجـاد والمساهمة في بناء الاقتصاد المبني على المعرفة والتكيف مع متطلبات العصر.
  2. استخدام استراتيجيات تقويم حديثة لنمو الطلبة في كافة المجالات العلمية والأدائية خلال فترة محددة من الزمن.
  3. مشاركة الطلبة المستمرة في عملية التقويم من خلال التقـويـم الـذاتـي بعـد نهـايـة كـل درس أو وحدة. للتعرف على مواطن القوة والضعف ومعالجتها باستمرار.
  4. تطوير استراتيجيات التدريس باستمرار لمواكبة متطلبات العصر وتنمية مهارات الطلبة الشخصية والعقلية والحياتية والأدائية.

أهمية التقويم الصفي لتحقيق نتاجات التعلم

أصبحت عملية التقويم الصفي كبيرة الأهمية لأنها تعدت المفهوم القديم الذي كان مقتصرا على نقل الطلبة من صف إلى آخر. وإنما أصبح لتحقيق حزمة من الأهداف التربوية كما يلي:

  1. أدراك المتعلم لدوره في عملية التقويم من خلال التقويم الذاتي. حيث تشعر المتعلم بقيمة التعلم الذي حصل عليه كما تحدد لديه نقاط ضعفه في مواضيع محددة يمكـن تداركها.
  2. تعمل على تنمية حب التعلم ومواصلته منذ الصغر وحتى مراحل عمرية متقدمة.
  3. قياس مدى التقـدم الـذي حصل لـدى المتعلم في جميع الجوانب العقلية والمهارية والوجدانية والاجتماعية والشخصية.. الخ.
  4. تنمية حب المشاركة والتعاون من خلال سجل وصف سير المتعلم. وخصوصا إذا زود المعلم المتعلم بتغذية راجعة تساعد على تحسين التعلم.

استراتيجية الملاحظة

مفهوم الملاحظة: هي عملية مقصودة يقوم المعلم بمراقبـة مـا يـصـدر عـن الطلبـة في مواقف حياتية محددة، من اجل الحصول على معلومات تساعده على القيام بتحسين تعلـم الطلبة وتقويم مهاراتهم وتحديد حاجاتهم ورغباتهم ومعرفة سلوكياتهم وأخلاقياتهم ونمط تفكيرهم، من اجل تحديد المستوى العلمي والتربوي لكل مفهم.

فالمعلم يستطيع مراقبة الطلبة في غرفة الصف وفي ساحة المدرسة وأثناء زيارة المكتبـة المدرسية. أو أثناء زيارة مختبر العلوم أو مختبر الحاسوب، أو أثناء الرحلات المدرسية وغير ذلك. فهو يلاحظ حركاتهم وسلوكياتهم ويرصد ما يصدر منهـم مـن ممارسات وتعليقات وحركات فيكون انطباعات محددة عن كل منهم.

وإذا أراد المعلم الاستفادة القصوى من ملاحظاته عن الطلبة فعليه أن ينظم هذه الملاحظات من حيث وقت حصولها. والموقف الذي تمت به وفيما إذا تكررت أم لا. وعلـم المعلم أيضاً أن يكون ملماً ببعض العلوم بالإضافة لتخصـصـه مثـل عـلـم الـنفس، خصائص النمو في مرحلتي النمو والمراهقة، علـم الاجتماع، العادات والتقاليد والقيم الاجتماعيـة المختلفة.

استراتيجية التواصل

وهذه الاستراتيجية مهمة حيث أنها تكشف عن مدى التقدم الذي أحرزه الطالب، ومدى ما طرأ عليه من تغير في سلوكه وعلى طريقة تفكـيـره مـن خـلال مجموعـة فعاليات تنطوي تحت هذه الاستراتيجية من أبرزها:

أولاً: المؤتمر

حيث يقوم المعلم بالتواصل مع الطالـب مـن خـلال متابعته أثناء قيامه بمشروعه وطرح الأسئلة وتلقي الإجابات التي من خلالها يستطيع الحكم على ما تم إنجازه وانه يسير في الطريق الصحيح. كما على المعلم مساعدة الطالب في توفير الأدوات والمعدات اللازمة في عمله وتقديم النصح والرشاد له باستمرار.

ثانياً: الأسئلة والأجوبة

حيث يقوم المعلم بطرح مجموعة من الأسئلة على الطالب المعني يستنتج من خلالها طبيعة تفكيره وما تم إنجازه من أعمال أوكلت إليه. أو على طبيعة الأسلوب الذي يسلكه في حل مشكلة مطروحة لديه.

ثالثاً: المقابلة

هي اجتماع يتم بين المعلم والمتعلم يتم خلالها طرح مجموعة من الأسئلة السابرة أو العصف الذهني عالية المستوي. تقيس مدى قدرة الطالب على التفكير وتكون معدة مسبقاً. يتعرف من خلال إجابات الطالب على التغير الإيجابي في سلوكه أو تعلمـه ومـا حـقـقـه مـن انجاز.

استراتيجية التقويم المعتمد على الأداء

وهي عملية تقويم أداء المتعلم من قبل المعلم من خلال فعاليات مختلفة هي:

  1. التقديم: حيث يقوم المتعلم بعـرض لموضـوع محدد في فترة زمنيـة محددة أمام المعلم ومجموعة من زملائه. يعالج قضية معنية مستعيناً بالوسائل التعلمية والتقنيات التعليمية المتاحة مثل الداتاشو، أو جهاز عرض الشرائح أو الشفافيات.
  2. العرض التوضيحي: هو عرض يقوم به المتعلم بالهدف منه إبـراز قدرة المتعلم على عرض موضوع محدد بصورة مرضية. وقد يأخذ جانيا من محاضرة أو حصة صفية.
  3. الحديث: وهو قيام المتعلم للتحدث شفوياً أمام مجموعـة الهـدف مـن ذلـك إبراز قدرة المتعلم على مواجهة الجمهور وتنظيم الأفكار وعرضها بلغة سليمة ومعبرة عن الموضوع.
  4. المعرض: وهو ما يتم عرضه من قبل المتعلم في معرض سواء للحرف اليدوية أو للصور الفوتوغرافية أو اللوحات الفنية أو غير ذلك. لإظهار قـدرة المتعلم على الإتقان والأداء الذي وصل إليه.
  5. المحاكاة/ لعب الدور: حيـث يقـوم المتعلم بلعـب دور شخصية معينة، ينطبق بلسانها ويمثل حركاتها أو يقوم بعمل شيء مشابه لشيء آخر. وذلك لإبراز قدرته على تنفيذ العمل وتقديم الأفكار لحل مشكلة محددة.
  6. المناقشة أو المناظرة: يقوم المتعلم بالاستعداد التـام قبـل عمليـة المناقشة أو المناظرة بتوظيف الأدلة أو البراهين أو الحجج. وذلك بهدف إبراز قدرته أثناء المناظرة على إثبـات وجهة نظرة مدعمة بالحجج والبراهين.
  7. الأداء: وهو أداء المتعلم ما يطلب منه وفق معايير محددة. كـأن يقـوم برسم صورة عن البيئة، أو مخاطر التلوث أو استخدام الحاسوب أو صيانته.

استراتيجية مراجعة الذات

هي استراتيجية مهمة تهدف إلى استرجاع ما تعلمه الطالـب مـن مـعـارف وخبرات لبناء ما سيتعلمه من خبرات لاحقة. ويتم تنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال:

  1. تقويم الذات: حيث يقوم المتعلم بتقويم ما أنجزه أو تعلمه والوقوف علـى مـا تـوصـل إليه ومراجعة ما تم تعلمه.
  2. يوميات الطالب: وتتمثل فيما يقوم به الطالب يومياً. حيث يقوم المعلم برصد تحركاتـه وأعماله للوقوف على منجزاته والتعديل على سلوكه وتعليمه.
  3. ملف الطالب: حيث تنظم أعمال الطالب في ملف يمكـن الرجـوع إليـه عنـد الحاجـة. ويضم ملفه أوراق العمل، الاختبارات، الرسومات، الجداول، النماذج وكل ما يتعلق بالطالب من أعمال.

استراتيجية القلم والورقة

تستخدم هذه الاستراتيجية وأدائها الاختبارات بأنواعها لقياس تحصيل تعلم الطلبة وقدرتهم على التفكير بكافة أشكاله. ولكـن بعـض المهارات يتطلب استراتيجيات تقـويـم أخرى مثل الملاحظة، الأداء، مراجعة الذات وأدواتها المختلفـة الـتي ستتعرض لها بشكل مفصل لاحقاً.

وتتضمن هذه الاستراتيجية أنواعاً مختلفة من الاختبارات على النحو التالي: اختبار / قصير/ امتحان

انواع فقرات الاختبار

  1. فقرات ذات الإجابة المحددة (المنتقاة)
  • فقرات الاختبار من متعدد.
  • فقرات المطابقة.
  • فقرات الصواب والخطأ.
  1. فقرات ذات الإجابة المفتوحة (الموجهة)
  • فقرات التكميل.
  • فقرات الإجابة القصيرة.
  • الأسئلة الإنشائية وحل المسائل.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى