العلوم التربوية

استراتيجيات وصفات البيئة الصفية المحفزة للتعلم

تتطلب البيئة الصفية المحفزة للعملية التعليمية الانتباه إلى توفير جميع المتطلبات التي تساعد في عملية التعلم وتنمية التفكير. فمن واجبات الإدارة الفعالة والمعلم الخبير التعاون معاً في توفير متطلبات البيئة الصفية ورعايتها لضمان نجاحها. لأنها تضم الطلاب الذين يشكلون مستقبل الأمة وثروتها البشرية وعماد وجودها. وكذلك فهؤلاء الطلاب هم أناس أيضاً يجب التأكيد على احترام إنسانيتهم. وتقديم خدمة تعليمية عالية الكفاءة تليق بهم وببناء الأوطان. سبق ونقاشنا أسباب وعوامل نجاح البيئة المدرسية، وفي مقال اليوم نناقش صفات واستراتيجيات البيئة الصفية الناجحة.

صفات البيئة الصفية المحفزة علي التعلم

تعاون المعلم الكفء مع الإدارة الناجحة يساهم في توفير بيئة صفية محفزة للعملية التعليمية ومشجعة على التعلم. من خلال مراعاة الأمور التالية:

  • توفير جو مشجع ومحفز يساعد على التعلم والتفكير، من خلال توفير الوسائل التعليمية والأدوات والأجهزة وغيرها.
  • عدم احتكار المعلمون الحديث لمعظم وقت الحصة ومناقشة الطلاب ومشاركتهم.
  • النظر للطالب باعتباره النقطة المحورية للعملية التعليمية، ومركز العمل.
  • أن تتناول أسئلة المعلم مستويات مختلفة من التفكير.
  • ترتيب الأثـاث لتمكين الطـلاب مـن مـشاهدة السبورة، والعـاكس الرأسي (البروجيكتر)، وأي مكان يستخدم للعروض، وترتيب المقاعد لتتيح للطلاب مشاهدة كامل منطقة العرض والشرح، دون الحاجة للخروج من مقاعدهم.
  • توفير رفوف للكتب والمراجع التي يمكن إن يستعين الطلاب بهـا في دروسهم وواجباتهم، بحيث تكون هذه الكتب والمراجع إغنائية تفيدهم بشكل متعمق بجانب الكتب المقررة.
  • توفير أركان للتعلم، وهي أماكن يقصدها عدد قليل من الطلاب للعمل على نشاط خاص أو دراسة موضوع معين. ويشمل ركن التعلم عادة أجهزة خاص كالمسجلات والسماعات التي توضع على الأذن للاستخدام الفردي، كما ويفيد ركن التعلم في التدرب على بعض المهارات الخاصة ببعض الموضوعات.
  • توفير اللوازم التي يحتاج إليها الطلاب كالقرطاسية وغيرها، وتوفير الأنشطة الإغنائية والترفيهية التي يحتاج إليها الطلاب.

استراتيجيات البيئة الصفية المحفزة للتعلم

تعتمد استراتيجيات البيئة الصفية على توفير أفضل بيئة ممكنة من الأمان والراحة وتقـلـيـل المشكلات السلوكية أثناء التدريس. وهناك عدد غير قليل من هذه الاستراتيجيات، ومنها ما يلي:

الأمن والملجأ

فالأمن أحد أهم السمات الرئيسية للبيئات المبنية مثل المنازل والمكاتب والمتاجر وكذلك المدارس بفصولها الدراسية. فيجب أن تحمي هذه الفصول الدراسية وتوفر الأمن لجميع الطلاب. وهذا ما يعرف بالأمن المادي، الذي يمكن أن يشير إلى الحماية من البرد والحـر الـشديدين، والروائح الكريهة، والضوضاء… وغيرها. وتتضمن هذه الاستراتيجية أيضاً توفير الأمـن النفسي للطالب، الذي يمكن أن يشمل ديكور الصف، وممرات واسعة داخل المدرسة. وكذلك جدران ذات ألوان هادئة وجميلة، ووجود لوحات فنية ومناظر طبيعية على هذه الجدران، توفير أماكن خاصة بالألعاب والنشاطات الطلابية.

تنظيم وترتيب غرفة الصف وترتيبها

يتم تنظـيـم غـرفة الصف وترتيبها لتحقيق الأغراض الآتية:

  • وجود مساحات وممرات مناسبة بين مقاعد جلوس الطلاب.
  • توفير أماكن للعروض العملية التي يقوم بها المعلمون والطلاب، بحيث تكون مرئية من الجميع.
  • توجيه الطلاب ومساعدتهم من خلال تقديم النصح والإرشاد.
  • توفير فضاءات مناسبة تحقق التواصـل والتفاعل بين الطلاب، وبخاصة عند استخدام طرق المجموعات للتدريس.

التفاعل بين المعلم والطلاب

أظهرت العديد من الدراسات أن التفاعل بين المعلم والطالب في الصف الأول يأتي غالباً على حساب الطلاب الذين يجلسون في الصف الخلفي. وبذلك يكون نصيب الصف الأول من الطلاب في التفاعل مع معلميهم أكبر. ولتوفير بيئة يتم فيها التفاعل بين المعلم وطلابه بعدالة، ينصح بالإجراءات الآتية:

  • التجول بين الطلاب بطريقة لا تشتت الانتباه لديهم عن أهداف الدرس الأساسية.
  • توزيع عمليات الاتصال البصري بين جميع طلاب الصف بغض النظر عن أماكن جلوسهم.
  • إعطاء الحرية لطلاب الصف بتبادل مقاعدهم بشكل دوري.

شخصنة الصف

وتتضمن هذه الإستراتيجية تخصيص مساحة من غرفة الصف على شكل لوحة، أو زاوية ويقوم الطلاب بشكل دوري بتعليق زينة خاص بالصف، أو وضع تعليق معين، أو مقالة ما، أو صورة، أو قصة قصيرة، أو تعليقات ساخرة على شكل رسم كاريكاتوري. وينبغي الانتباه، أن لا تقوم فئة معينة من الطلاب باحتكار هذه المساحة.

توفير المواد والأدوات اللازمة لمهمات الطلاب

وبخاصة الموالد والأدوات التي يتكرر استخدامها، مثل الألوان، وأقلام الرصاص، والمساطر، والمعاجم. بحيث توضع في أماكن يسهل الوصول إليها في أقصر وقت ممكن. إضافة إلى عمليات تنظيم مثل هذه الأدوات على رفوف أو خزائن مخصصة لخزن هذه المواد. وكذلك وضع ملصقات تبين محتوى كل رف من هذه الرفوف.

توفير الفرح والسرور

مما لا شك فيه أن البيئة الصفية التي تبعث الفرح والبهجة لدى الطلاب، تعـد بيـئة هامة لهم، إذ إنها تؤثر على سلوكياتهم. حيث إن البيئات التي تتضمن الألوان الهادئة، والمساحات المفتوحة، والزوايا المريحة، تجعلهم أكثر مثابرة على قيامهم بمهماتهم مقارنة مع بيئات صفية أخرى أقل راحة.

النمو/ التطوير

الهدف من هذه الاستراتيجية جعل البيئة الصفية وظيفية، وذلك لتنمية الطلاب وتطوير إدراكهم. إذ إن البيئات الغنية تزيد فرص الاكتشاف والملاحظة والاختبار لديهم. ولجعل البيئة الصفية غنية، يمكن تزويدها بالألعاب التي تنمي التفكير مثل العاب الألغاز، ومواد العلوم، والمعجون (الصلصال)، والليغو، وأي مواد أخرى تحفز على التفكير.

اشتراك الطلاب في التخطيط البيئي

تقوم إدارة المدرسة بتصميم الجزء الأكبر من البيئة الصفية. لكن وجد أن طلاب المرحلة الابتدائية يقدرون إعطاءهم فرصة المشاركة في تصميم هذه البيئة، لرغبتهم في تخصيص أماكن خاصة بهم، ليتمكنوا من حفظ ما يخصهم.

التصميم وإعادة التصميم

ينبغي إعادة النظر بتصميم البيئة الصفية بين فترة وأخرى بشكل يحفظ الاستمرار بفعالية هذه البيئة. كإعادة ترتيب الجلوس لبعض الطلاب شـاردي الذهن. أو إضـافـة مـواد ومعدات جديدة، أو التخلص من بعض المواد أو الأدوات التي تعمل على تشتيت الانتباه.

ترتيب الجلوس

من الأشكال التي تستخدم لتنظيم جلوس الطلاب ما يأتي:

  1. التنظيم في صفوف متوازية: وهو الشكل السائد في تنظيم الجلوس في معظم المدارس، ومع أن هـذا التنظـيـم يـؤدي إلى ترتيب الطلاب، ويسهل عملية الإشراف والمراقبة والملاحظة لأداء الطلاب أثناء عمليتي التعليم والتعلم، إلا أنه يحد من إمكانية القيام بنشاطات أخرى داخل غرفة الصف، كالعمل في مجموعات مثلاً، إضافة إلى أن هذا الترتيب لا يتناسب مع ما يتمتع به طلاب المرحلة الابتدائية، إذ إنه يجد من طاقتهم ونشاطهم الحركي.
  2. ترتيب المقاعـد على شكل حرف U وهذا النوع قليل الاستخدام في المدارس، وبخاصـة المكتظة منها، وهـذا الـنوع منتـشـر عـادة في الجامعـات لـدى طلبة الدراسات العليا، أو في مراحل ما قبل المدرسة (مرحلة الروضة) عندما تكون الأعـداد قليلة، ومن مميزات هذا الترتيب أنه يعطي فرصة جيدة للحوار والمناقشة والتفاعل بين المعلم وطلابه إلى درجة كبيرة، وكذلك بين الطلاب أنفسهم، إذ إن جلوسهم وجهاً لوجه يسهل عملية الاتصال.
  3. تقسيم غرفة الصف إلى مركز اهتمام أو مراكز تعلم، إذ يجهز كل مركز بما يحتاج إليه الطلاب من أدوات ومواد خام وأجهزة ومراجع، تكفي عدداً من الطلاب يعملون في مجموعات صغيرة أو بشكل فردي تحت إشراف المعلم وتوجيهه. وهذه المراكز ليست ثابتة، بل قد تتغير تبعاً للغايات والأهداف التي يحددها المعلم وفقاً لخصائص طلابه.

ولكي يستطيع المعلم أن ينظم طريقة جلوس الطلاب بشكل يلبي حاجاتهم، فإن الأثاث يجب أن يكون من النوع الذي يسهل تحريكه. وأن تسمح مساحة الغرفة بهذه الحركة، ويجب أن تستوفي البيئة الصفية المحفزة متطلبات الصحة والسلامة مع مراعاة الفئات العمرية والمعدات والتجهيزات المناسبة بجانب الكراسي والطاولات وعدد كافي من الخزائن والأرفف لمساعدة الطلاب علي حفظ حاجاتهم وإنجازاتهم بسهولة.

التصرف بالصوت

تعـد هـذه الإستراتيجية من الاستراتيجيات الهامة في لفت الانتباه لـدى الطـلاب وخلق بيئة اجتماعية مريحة لديهم. لذلك ينبغي على المعلم التنويع في نغمة صوته لخلق بيئة عاطفية خالية من التوتر، وتحفظ تواصله وتفاعله مع طلابه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى