العلوم التربوية

مفهوم تحسين جودة التعليم وتطبيقه داخل المؤسسات التعليمية

إن تحسين الجودة في التعليم أو المؤسسة التعليمية يعني منع المعيبات ووقوع الأخطاء في المنتـج، أو الخدمة وطريقة تقديمها للمستفيدين، فهو نظام يشدد علـى تحسين جودة المنتج والخدمة وزيادة الإنتاج.

وهو عملية إيجاد آليات وإجراءات تطبق في الوقت الصحيح الملائم لتحقيق النوعية المرغوب فيها من المنتج أو الخدمة ويعني ضمان الجودة أو النوعية ولضمان الجودة ينبغي:

  1. وجود رؤية وغاية لدى المؤسسة ترمي إلى ضمان الجودة.
  2. توافر إجراءات عمل واضحة لتنفيذ عمل المؤسسة ووجود نظام إداري يتناول المدخلات المتمثلة بالمصادر البشرية والمادية والأهداف والعمليات المتمثلة بالتخطيط والتنفيذ والمراقبة والمخرجات التي تتمثل بالخريجين عندما تكون المؤسسة تعليمية والمنتجات أو الخدمات عندما تكون المؤسسة إنتاجية.
  3. تحديد الإجراءات الخاصة بكيفية تحقيق أهداف المؤسسة التعليمية.
  4. وضع المعايير اللازمة لقياس الأداء والحكم على الجودة.
  5. قياس الأداء بشكل دوري بموجب أدوات القياس التي تم وضعها.
  6. وجود نظام مراجعة، وإجراءات تعديل، وتصحيح ومراقبة العمل وتطويره.
  7. توزيع المسؤوليات بين بجميع العاملين وإيضاحها هم في بجميع أوقات العمل.

مفهوم تحسين جودة

وهذا يعني أن مفهوم تحسين جودة لا يكتفي بالتزام العاملين بالجودة إنما يتطلب الأخذ بجميع الطرق والوسائل التي من شأنها تحقيق ضمان الجـودة علـى وفق المعايير التي تضعها المؤسسة.

وفي ضوء ما تقدم يمكن القول إن الهدف الأساس لنظام تحسين الجودة هو التحسين المستمر في عمل المؤسسة الذي يعد من أبرز سمات هذا النظام.

طرق تحسين الجودة في التعليم

وفي مجال التعليم هناك أكثر من طريقة لتحسين الجودة منها.

  • طريقة الاعتماد. وتقوم على مبدأ (جودة المدخلات تؤدي إلى جودة المخرجات) وعلى هذا الأساس فهي تشدد على جودة مدخلات النظـام التعليمي في مؤسسات التعليم وتوافر سمات الجودة فيها بما في ذلك جودة الطالب، وجودة المعلم، وجودة المنهج، وجودة النظام الإداري، وجودة المختبرات. على أن تحدد جودة هذه المدخلات على وفق معايير تضعها الجهات العليا المسؤولة عن إدارة الجودة في مؤسسات التعليم. إن هذه الطريقة تشدد على المدخلات والبيانات الخاصة بها أكثر من تشديدها على البيانات الخاصة بالعمليات والمخرجات.
  • طريقة التقييم. تشدد هذه الطريقة علـى تقييم مخرجـات النظام التعليمي في المؤسسة التعليمية أكثر من التشديد على تقييم المدخلات، فهي تهتم بتقييم الطالب المتخرج، ومواصفاته، ومدى تمكنه من تلبية متطلبات سوق العمل بوصف المتخرج منتجاً للمؤسسة التعليمية ومنتفعاً من الخدمة التعليمية في الوقت نفسه. كذلك تهتم بتقييم مكانة المؤسسة التعليمية في أذهان الناس، وغير ذلك مما يتصل بالمخرجات.

ومن الجدير بالذكر أن نظام توكيد الجودة يؤكد عدم وجود أسباب تدعو إلى حدوث أخطاء، أو عيوب في المنتج أو الخدمة. وأن تحسين الجودة عملية تشمل كل الأقسام داخل المؤسسة التي يراد لها أن تتبنى نظام الجودة الشاملة وهذا يعـني أن تكون كل الأقسام في المؤسسة التعليمية مشمولة بعملية التحسين ملتزمة بها، وأن توضع كل العمليات والأنشطة في المكان الصحيح وأن تصمم العمليات والبرامج لتحقيق رضا المستفيدين، وأهداف المدرسة من دون فقد أي جهد تبذله المؤسسة التعليمية وأفرادها، ويشدد تحسين الجودة على أن يبذل كل فرد في المؤسسة كل ما يتمكن من أجل تحقيق الهدف المنشود.

تحسين الجودة في التعليم

وفي ضوء ما تقدم فإن كل فرد في المدرسة يجب أن يعمل بشكل صحيح مع الآخرين فكل شخص وكل عمل يعتبر عنصراً مؤثراً في العناصر الأخرى والمخرجات، وأن عملية التحسين في المدرسة يجب أن تشمل جميع عناصر النظام التعليمي، ويجب أن تكون عملية مستمرة تسعى إلى الارتقاء والوصول إلى أفضل ما يكون عليه الحال.

وكما أن إيمان العاملين في المؤسسة بأهمية الجودة والحاجة إلى تطبيقها لازمة من لوازم تحقيق الجودة في عمل المؤسسات الإنتاجية كذلك الحال في المؤسسات التعليمية يجب أن يؤمن جميع العاملين فيها بتبني تطبيق الجودة وبذل ما يمكن لبلوغ أهدافها. كذلك أن تحسين جودة التعليم يقتضي الاهتمام بتدريب جميع العاملين والاهتمام بالقيادة الإدارية وإجراء ما يلزم لمنع الأخطاء والتزام الإدارة العليا بالتحسين والتشديد علـى أن يكون تحسـين الجـودة جهداً مستمرا لا يتوقف عند حد معين.

وهكذا فإن نظام تحسين جودة التعليم يشدد على منع الأخطاء قبل وقوعها. علماً بإن العيوب في مجال التعليم من وجهة نظر كروسبي تتجلى فيما تظهر نتائج الامتحانات من انخفاض في نسب النجاح، وما تقتضي إعادة الامتحانات من جهد، وتكاليف. وعلى الرغم من أن منع حدوث الأخطاء والخلو مها يصعب تحقيقه في مجال الخدمات التعليمية لما تتضمن من فرص كثيرة لحدوث الأخطاء إلا أن هـذه الفكرة قابلة للتطبيق في العملية التعليمية فتكون مهمة تحسين الجودة في التعليم بناء الأنظمة، وتصميم العمليات بطريقة تضمن الجودة، وتطبيق مبدأ الإدارة بالتزام الجودة ونشر الوعي بأهميتها. وعلى هذا الأساس فإن كروسبي شدد على:

  1. التخطيط الواعي للجودة داخل المؤسسة التعليمية.
  2. التحسين المستمر لمخرجات التعليم.
  3. إنشاء مجالس للجودة في المؤسسات التعليمية.
  4. اعتماد نظام الوقاية من الأخطاء، ومنع وقوعها لتحقيق الجودة.
  5. التكيف المستمر لمتطلبات الجودة في المؤسسة التعليمية.

مبادئ توكيد الجودة

إن فلسفة تحسين الجودة في التعليم تقوم على المبادئ الآتية:

  1. مراعاة الطالب ومتطلباته أثناء عملية التخطيط للخدمة التعليمية وتنفيذها. كذلك مراعاة حاجة المجتمع وما ينبغـي أن يحصل عليه الطالب داخل  المدرسة أو المؤسسة التعليمية. وهذا يعني أن جودة المدرسة يقاس بمدى إشباع هذه المؤسسة التعليمية لحاجة الطالب والمجتمع.
  2. مراعاة العمليات والنتائج معاً والعمل علي تحسينها فضلاً عن المدخلات في العملية التعليمية بوصفها عناصر للجودة يؤثر أحدها في الآخر. وهذا يعـني التشديد علـى إيجاد الحلول بشكل مستمر لأية مشكلة تعترض سبل التحسين.
  3. التشديد على منع الأخطاء قبل وقوعها، وهذا يعني الاهتمام بالوقاية من الأخطاء الأمر الذي يتطلب عمليات قياس واختبار مستمرة.
  4. التحسين المستمر. بما أن متطلبات الجودة في تغير مستمر لذلك فإن عمليـة التحسين يجب ان لا تتوقف. والاستمرار في عملية التحسين يتطلب إيجاد قنوات اتصال فعالة دائمة بين المؤسسة التعليمية والطلبة والمجتمع والمؤسسات التي تتلقى الطالب بعد تحرجه لتعرف ما يريد العملاء، وصياغة أهداف التحسين وتصميم عملياته.

أهداف توكيد الجودة

إن نظام تحسين الجودة في التعليم يرمي إلى تحقيق الاتي.

  1. تحقيق الجودة بشكل مستمر.
  2. خفض تكاليف الخدمة أو الإنتاج.
  3. الحد من هدر الوقت اللازم لإنجاز العمل.
  4. زيادة قدرة المؤسسة التعليمية على المنافسة وكسب رضا الناس.
  5. زيادة حيوية المؤسسة التعليمية ونشاطها.
  6. رفع كفاية العاملين في المؤسسة التعليمية.
  7. بناء ثقة العاملين بأنفسهم وتحقيق السعادة بما ينجزون.
  8. تكريس روح التعاون والعمل الجماعي بين العاملين.

اعتماد أفكار ديمينج لتحسين جودة التعليم

إذا ما اريد اعتماد افكار ديمينج لتحسين جودة التعليم فإنه يمكننا اتباع الاتي.

  1. بما أن الجودة تعني الاستجابة لمتطلبات المستفيدين وتحقيق رضاهم عـن الخدمـة أو المنتج. وبما أن المستفيد الداخلي في العملية التعليمية كما ذكرنا هو المتعلم؛ فإن تحسين الجودة في التعليم يتطلـب التشديد على حاجات المتعلمين، وما يريدون من المنهج التعليمي.
  2. بما أن المستفيد الخارجي في العملية التعليمية هو المجتمع ومؤسساته؛ فإن تحسين الجودة في العملية التعليمية يقتضي التشديد على تلبية المناهج الدراسية لمتطلبات المجتمع، ومؤسساته التي ستستقبل الطلبة بعد تخرجهم في المؤسسات التعليمية.
  3. بما أن الجودة تقتضي وضع الخطط المستقبلية لعمل المؤسسة؛ فإن هذا يقتضي أن تتبنى المؤسسات التعليمية المختلفة. بالإضافة لوضع الخطط المستقبلية التي تضمن تحقيق المتطلبات المستقبلية للمستفيدين طلبة، ومجتمعاً ومؤسسات مجتمعية.
  4. الجودة عملية مستمرة يلزمها التطوير والتحسين المستمر. وهذا يقتضي خضوع العاملين في المؤسسة إلى برامج تدريبية مستمرة. وعند تطبيق هذا المبدأ في التعليم فهذا يعني إخضـاع العاملين داخل المؤسسة التعليمية إلى تدريـب مستمر. وذلك بهدف ضمان تحسين الأداء، واستمرار التطور في عمل تلك المؤسسات.
  5. إن تحقيق الجودة داخل المؤسسة التعليمية يعتمد علي توافر كوادر الإدارة لقيادة العمل في المؤسسة. وهذا يعني أننا عندما نريد تطبيق الجودة الشاملة في التعليم يجب أن نوفر أفضل الكوادر. وهي تلك التي تمتلك قدرات إدارية، وتنظيمية عالية، وإيماناً بفلسفة تحسين الجودة ووعياً كاملاً بمتطلباتها في عمل المؤسسة التعليمية.
  6. بما أن الحكم على جودة الأهداف من وظائف الجودة الشاملة، فعند تطبيقها في التعليم ينبغي التشديد على جودة الأهداف. ومدي ارتباط هذه الأهداف بمتطلبات المستفيدين من الخدمة التعليمية، وإنجاز تلك الأهداف بالمواصفات التي حددت لها سلفاً.

عطية، محسن علي. (2008). الجودة الشاملة والجديد في التدريس. عمان، دار صفاء للنشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى