العلوم التربوية

مفهوم ومستويات الأهداف التربوية في العملية التعليمية – دليل شامل

تعرف علي مفهوم، أهمية، مستويات، مصادر اشتقاق، مستويات الأهداف التربوية وكيفية صياغتها

لا يخرج إنسان في رحلة إلا وهو يقصد الذهاب إلي مكان محدد ولا تنطلق سفينة من ميناء بدون أن تقصد جهة فالهدف والغاية هو المراد والدافع لأي فعل إنساني والعملية التعليمية لا يمكن تقييمها أو تحديد نجاحها وقياس مدي جودتها إلا بدون وجود أهداف تربوية الواضحة وقابلة للقياس لكي نستطيع قياس مقدار تحققها من عدمه.

مفهوم الأهداف التربوية

لقـد قـام الكثير من التربويين بتناول موضـوع الأهـداف التربوية كأحد العناصر الرئيسة في بناء المنهاج التربوي، وقد وردت في أدبياتهم تعريفات للأهداف التربوية ومنها:

  1. الأهـداف التربوية هي النتائج التي تسعى العملية التعليمية في بلد ما إلى تحقيقها، وتحديد الأهـداف البداية الصحيحة للعملية التعليمية بكل جوانبها، وبدون تحديد الأهداف التعليمية يسير النظام التعليمي في عشوائية غير مضمونة النتائج.
  2. الأهـداف نتاجات تعليمية مخططة، على المتعلم أن يكتسبها بأقصى ما تستطيع قدراته وبشكل يلبي احتياجاته.
  3. الهدف التربوي هـو أي تغيير يراد إحداثه في سلوك المتعلمين كنتيجة لعملية التعلم، ومـن المتغيرات الـتـي يـراد إحـداثها في سلوك المتعلمين مثلاً إضافة معلومات أو إكسابهم مهارات معينة في مجـال مـن المجالات، أو تنمية مفاهيم معينة لديهم، أو استبصار أو تقدير أو نحو ذلك.
  4. الهدف التربوي هو أي تغير يراد إحداثه في سلوك المتعلمين نتيجة عملية التعلم.

من خلال التعريفات السابقة، يمكننا تعريف الأهداف التربوية بأنها: النتيجة النهائية لتعليم ناجح وفعال، أو أنه ناتج تدريسي ينبغي تحقيقه بعد فترة دراسية معينة أو هي التغيرات التي نتوقع حدوثها في شخصيات التلاميذ.

أهمية تحديد الأهداف التربوية

تساعد الأهداف التربوية المعلمين من أن يعرفوا بالضبط ما هو السلوك الطلابي المرغوب تحقيقه حال انتهاء التعلم، ولذلك فإن تحديد الأهداف تخدم الأغراض الآتية:

  1. انتقاء النشاط التعليمي المناسب: يقصد بالنشاط التعليمي كل نشاط (تعليمي – تعلمي) يقوم به المعلم أو المتعلم، أو كلاهما بقصد تعلم، أو دراسة مادة تعليمية سواء كان هذا النشاط داخل المدرسة، أو خارجها ما دام تحت إشراف المؤسسة التعليمية، وبتوجيه منها.
  2. اختيار طريقة التعليم المناسبة: مـن المعروف أنه لا توجد طريقة تعليمية واحـدة هـي الأفضل في جميع المواقف التعليمية، وإنمـا لكـل موقف طريقة تكون هي الأفضل له، فمعرفة المتعلم بالهدف سوف يعينه على اختيار الطريقة المناسبة لتحقيق ذلك الهدف.
  3. تقويم عملية التعليم: ترشـد الأهـداف المعلم إلى ماذا يقوم، وللوسائل والأدوات التي تصلح لتقويم مدى تحقيق الأهداف.

مصادر اشتقاق الأهداف التربوية

الأهـداف التربوية لا تحدد بصورة عشوائية أو عفوية، ولكن توجد عدة مصادر تشتق منها. وتختلف مصادر الاشتقاق باختلاف مستويات الأهداف التربوية. حيث تعد مصادر الأهداف التربوية هي الركائز الأساسية التي تمـدنا بالأهـداف الـتي ننشدها. كما أن هذه المـصادر يمكن أن تعكس فلسفة المجتمع وتطلعاته وأفكاره وآماله بالإضافة إلى تطلعات الفرد وحاجاته. ومن أبرز هذه المصادر ما يلي:

  1. فلسفة المجتمع والقيم السائدة فيه: يسعى كل مجتمع إلى إعداد أفراده وترتيبهم بما يتمشى وعقيدة أفراده والنسق القيمي السائد فيه، فمجتمعنا العربي مثلاً يعد العقيدة الإسلامية الموجه الأساسي لكـل جـوانب الحياة فيه، يلي ذلك مجموعة من القيم والمبادئ العربية الأصلية والمستمدة من تراثنا العربي، وعلى ذلك ينبغي أن تستند في تحديد أهدافنا التعليمية إلى ثقافتنا الإسلامية، وما يتفق معها من قيم وعادات عربية.
  2. حاجات ومشكلات المجتمع: لكـل مجتمع مجموعة من المشكلات والحاجات التي تختلف عـن مشكلات وحاجات وتطلعات أي مجتمع آخر، وبما أن التربية أحد نظم المجتمع والتي من خلالها يحاول هذا المجتمع مواجهة مشكلاته وتحقيق حاجاته، لذا فأهـداف التربية تختلف من مجتمع لآخر، ويجب أن تكون انعكاساً صادقاً لحاجات هذا المجتمع ومشكلاته.
  3. طبيعة المتعلم وخصائص نموه: يحتاج واضعوا المناهج عند تحديدهم لأهداف منهج معين إلى معرفة كاملة بخصائص المتعلم، والعوامل المؤثرة في نموه، وحياته وأساليب إثارة الدافعية لديه للتعلم، وكذلك قدراته وميوله واهتماماته المختلفة.
  4. طبيعة المعرفة: توجد فروق بين فروع المعرفة المختلفة، فمثلاً طبيعة علم الرياضيات يختلف عن طبيعة الجغرافيا، لذا فإنه عند تحديد أهداف منهاج ما يجب معرفة طبيعة هذا المنهج جيداً، والأخذ برأي المتخصصين في المواد المختلفة كل حسب تخصصه.
  5. الاتجاهات العالمية: إن أي مجتمع لا يعيش بمعزل عن الآخرين، فنحن نعيش في عصر أصبح فيه العالم قرية صغيرة، فعند وضع أهداف منهاج معين يجب أخذ مكتسبات هذا العصر بعين الاعتبار وبشكل يتفق مع قيمنا وفلسفتنا التربوية.
  6. وجهات نظر المتخصصين في التربية وعلم النفس: ويمكن حصرها بـــ:
    • فلسفة المجتمع وقيمه وحاجاته ومشكلاته.
    • المتعلم وإمكاناته وخصائصه
    • المعرفة وطبيعتها.
    • الخبراء والمتخصصين

مستويات الأهداف التربوية

يصنف التربويين بين ثلاثة مستويات من الأهداف التربوية كالتالي:

  1. الأهداف التربوية العامة (الغايات): وتتمثل في أهداف التعليم العامة أو الأهداف المجتمعية.
  2. الأهداف متوسطة العمومية (الأغراض): وتتمثل في أهداف التعليمية للمرحلة الدراسية أو أهداف المواد.
  3. أهداف السلوكية (الإجرائية): وهي أهداف قصيرة المدي تتمثل في التغير السلوكي المتوقع حدوثه بعد الوحدات أو الدروس.

وفيما يلي شرح لكل مستوي من هذه الأهداف التربوية وجدول يوضح العلاقة بينهما:

أولاً: الأهداف التربوية العامة (الغايات)

وهي الأهداف التي تسعى التربية إلى تحقيقها لدى المتعلمين، فهي أهداف استراتيجية عامة بعيدة المدى وغالباً ما تكون على شكل عبارات شاملة وتحتاج إلى فترة زمنية طويلة. ومن الأمثلة عليها:

  • بناء الإنسان الصالح.
  • القدرة على حل المشكلات
  • تنمية التفكير العلمي.

إن مصادر اشتقاق الأهداف التربوية العامة لا بد أن تنبع من عقيدتنا الإسلامية وتنسجم مع آمالنا وتطلعاتنا، ويمكن أن نحدد مصادر اشتقاق الأهداف التربوية العامة في مجتمعنا بما يأتي:

  1. طبيعة الدين الإسلامي ومنهجه الشامل للإنسان والكون والحياة.
  2. التراث العربي للقضايا المعاصرة.
  3. حاجات المتعلم وخصائصه.
  4. الاتجاهات المعاصرة والتطورات العلمية والتكنولوجية.
  5. الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
  6. طبيعة العلم والمواد التعليمية وما يرتبط بها من مصادر للمعرفة.

ثانياً: الأهداف متوسطة العمومية (الأغراض)

يتصف هذا المستوى من الأهداف بأنه متوسط من حيث التعميم والتخصيص، بمعنى أنه يكون بين مستوى الأهداف العامة ومستوى الأهداف الخاصة، ويمكن أن نعتبر هذا المستوى من الأهداف الوسطى أهدافاً ترتبط بالمراحل الدراسية وبالمواد الدراسية وتحتاج إلى فترة زمنية أقل.

ثالثاً: الأهداف السلوكية أو الخاصة (الإجرائية)

وهي الأهداف التي يقوم بتحديدها المعلم من المحتوى الدراسي لتنفيذها خلال الحصة الدراسية، وتظهر آثارها في سلوك التلاميذ، ويقصد بالأهـداف الخاصة أو الـسلوكية الأهداف التي تصاغ بعبارات واضحة ومحددة، وتعبر عن سلوك التلميذ المراد تحقيقه.

أما مصادر اشتقاق الأهداف التربوية بالنسبة للأهداف السلوكية أو الخاصة، فإنها تتمثل بما يأتي:

  1. الكتب المدرسية.
  2. كتب المعلمين التي تصدرها وزارة التربية والتعليم.
  3. المجلات العلمية المتخصصة وزملاء المهنة.

أهمية تحديد الأهداف السلوكية

وللأهداف السلوكية أهمية كبيرة حيث تساعد على تحقيق عدة فوائد ومنها:

  1. تصبح عملية تقيم كفاءة وفاعلية التدريس سهلة ومحددة.
  2. تساعد في تقييم الطالب بشكل محدد ودقيق.
  3. تحث المدرسين على ممارسة طرق تدريسية مختلفة.
  4. تجعـل الطـالـب عـلـى بيـنـه مـن مستواه ويقـل اعتراضـه علـى عملية تقييمه من قبل المدرس.
  5. إن معرفة الطالب بمدى نجاحه في تحقيق الأهـداف المرسومة تحفزه عـل المتابعة والاستمرار.
  6. تكون عملية التخطيط للتدريس واضحة وسهلة عندما تكون الأهداف محددة وقابلة للقياس.
  7. تصبح عملية تقييم المنهاج أو بنائها سهلة دقيقة في ضوء الأهداف السلوكية.

الفرق بين مستويات الأهداف التربوية والتعليمية والسلوكية

الجدول التالي يوضح المقارنة والعلاقة بين الأهداف التربوية العامة (الغايات) والتعليمية (الأغراض) والسلوكية (الإجرائية) كالاتي:

الأهداف السلوكية
(الإجرائية – الخاصة)
الأهداف التعليمية
(الأغراض)
الأهداف التربوية العامة
(الغايات)
مخرجات تعليمية محددةأهداف متوسطة المديأهداف عامة بعيدة المدي
تغيرات سلوكية يتوقع تحقيقها خلال حصة أو درس واحد.تصاغ في صورة عبارات أقل عمومية، وتصف مخرجات تعليمية، محددة يتوقع ظهورها نتيجة تدريس مقرر، أو ربما وحدة دراسية.تصاغ في عبارات تصف النتاجات النهائية القصوى للتعليم.
الفرق بين الأهداف التربوية والأهداف التعليمية والأهداف السلوكية

صياغة الأهداف

أشار (مرعي والحيلة، ٢٠٠٠) إلى أن صياغة الأهـداف السلوكية تتضمن ثلاثة عناصر أساسية هي:

  1. الفعـل: ويشير إلى العمل الذي يوجه الطلبة إلى الأداء المحدد المطلوب، لذلك يشترط في الفعل أن يعبر بوضوح عما نرغب من المتعلم أن يكون قادراً على أدائه من محتوى الموضوع، أو الوحدة الدراسية، ومن الأفعال التي تصلح لصياغة الأهداف السلوكية ما يلي: يذكر، يفسر، يطبق، يعدد، يقارن …الخ وهي أفعال عمل Action Verbs أو متعدية.
  2. المحتوى المرجعي (مصطلح مـن المـادة التعليمية): ويشير إلى محتوى الموضوع المراد معالجته من خلال المواقف، والنشاطات التعلمية التعليمية.
  3. مستوى معين من الكفاءة (المعيار): ويعد هذا العنصر اختيارياً في صياغة الأهداف السلوكية، ويشير إلى درجة معينة من متطلبات التعلم المرغوب فيه، كأن يقول في أثناء الصياغة: بدقة، دون خطأ، مدة زمنية محددة، بنسبة معينة.

أي أن الهدف السلوكي يصاغ في إحدى الصورتين الآتيتين:

  • أن+ فعل سلوكي + المحتوى المرجعي+ معيار الأداء المقبول.
    مثال: أن يكتب الطالب النص بدون أخطاء إملائية
  • أن+ فعل سلوكي + الطالب+ معيار الأداء المقبول+ المحتوى المرجعي.
    مثال: أن يرسم الطالب بدقة دائرة كهربائية صحيحة

لذلك، ولكي يضمن المعلم تحقيق الأهداف السلوكية، ينبغي عليه توضيح الأهداف بحيث يكون الطالب:

  1. قادراً على وصف نوع السلوك المتوقع فيه نتيجة للدروس.
  2. عارفاً بالمحتوى المرجعي الذي يمكن أن يظهر تعلمه في حدوده.
  3. عارفاً معيار الأداء المقبول فيه.

شروط صياغة الأهداف السلوكية

هناك بعض الشروط الواجب توافرها في صياغة الأهداف السلوكية (الإجرائية) الجيدة وهي:

  1. ابـدأ العبارة الهدفية بفعل يجسد سلوكاً ينتظر أن يقوم به الطالب وهذا الفعل يتوافر فيه:
    • المضارعة.
    • يبلور سلوكاً يقوم به الطالب.
    • التركيز على سلوك المتعلم لا على سلوك المعلم.
  2. اربط الفعل بالمادة الدراسية التي تنطلق منها عملية التعلم.
  3. ضع الهدف على مستوى مناسب من العمومية، وحاول أن يكون الهدف من النوع الذي يرتبط مباشرة بقدرة عقلية أو حركية أو موقف انفعالي، ويمكن الإشارة إلى أن المستوى المناسب من الصياغة يحدد ما يأتي:
    • يصلح السلوك الذي يجسده الهدف لأن يكون غاية.
    • يراعي مستوى المتعلمين وقدرتهم على اكتسابه.
    • أن يكون الهدف محدداً، وواضح المعنى قابلاً للفهم وان يفهمه الجميع بنفس المعنى.
  4. أن يكون قابلاً للملاحظة والقياس.
  5. أن يصف نواتج التعليم وليس أنشطة التعليم التي تؤدي إلى هذه النتائج.

كما وصفت جمعية تكنولوجيا الاتصال الأمريكية تصوراً لصياغة الهدف السلوكي من خلال الإجابة عن الأسئلة الآتية:

  1. من هو المتعلم.
  2. ما السلوك المطلوب أداؤه.
  3. كيف ومتى يظهر السلوك.
  4. بأية كيفية أو درجة يظهر المتعلم سلوكه.

وقد صيغ ذلك التصور بالأحرف الأربعة (A.B.C.D) حيث تشير إلى:

  1. المتعلم أو المستمع Audience.
  2. السلوك Behavior.
  3. الظرف أو الشرط Condition.
  4. المعيار أو الدرجة Degree.

أمثلة تطبيقية لصياغة الأهداف السلوكية

  1. يقارن الطالب بين المناهج التقليدية والمناهج الحديثة.
  2. يميز الطالب بين أركان الإسلام وأركان الإيمان.
  3. يرسم الطلاب خارطة الجمهورية معيناً عليها المحافظات.
  4. يعرف الطالب أهمية دراسة اللغة العربية.
  5. يسمي الطالب ثلاث حيوانات لا فقارية في دقيقتين.
  6. يقدر الطالب أهمية المحافظة على المدرسة ومساحاتها.
  7. يضيف الطالب كلمات حسب نوع اللام فيها (شمسية، قمرية).
  8. يرتب الطالب كلمات مبعثرة لتكون جملاً صحيحة.
  9. يقارن الطالب بين المذياع والتلفاز من حيث فوائد كل منهما.
  10. يقرأ الطالب الدرس قراءة جهرية سليمة ومعبرة بصوت واضح وبالحركات.
  11. يفسر الطالب معاني الكلمات الجديدة الواردة في الدرس.
  12. يجمع الطالب عددين كل منهما مكون من أريع منازل خلال دقيقتين.
  13. يرتب الطالب أربعة أعداد مكون كل منها من أربع منازل تصاعدياً.
  14. يقارن الطالب بين عددين مكون كل منها من أربع منازل بوضع إشارة (<, > أو =).
  15. يعرف المفاهيم والمصطلحات التالية (البيئة، الصوت، التلوث، النظافة).

تصنيف الأهداف التربوية

إن تصنيف الأهداف التربوية يعد أمراً هاماً وذلـك حتى نضمن عملية الشمول وتوجيه الأهداف نحو النتاجات الأكثر قبولاً بالنسبة إلينا، وقد قام بنيـامين بلوم وعـدد من خبراء التقويم بتصنيف الأهداف التربوية حسب نتاجات التعلم في مجالاتها الثلاثة:

  • المجال المعرفي الإدراكي (العقلي).
  • المجال الانفعالي الوجداني (العاطفي).
  • المجال النفس حركي الأدائي (المهارى).

يتعلق المجال المعرفي بالعمليات العقلية والمفاهيم، ويتعلق المجال الوجـداني الانفعـالي بالقيم والمهارات، في حين يتعلق المجال النفس حركي بالمهارات التي يسيطر بها الإنسان على جسمه وينسق فيما بينها.

أولاً: تصنيف الأهداف التربوية في المجال المعرفي الإدراكي

ويشمل الأهـداف التي تعبر عـن الجوانب المعرفية التي تتضمنها العملية التعليمية التعلمية، وتتعلق الأهـداف السلوكية في هذا المجال باكتساب المتعلم المعرفة والمعلومات، وتنمية القدرات والمهارات في استخدام المعرفة العلمية. وقد قام بلوم بتصنيف الأهداف المعرفية إلي ستة مستويات مرتبة هرمياً فيما يعرف باسم هرم بلوم المعرفي وهي:

تصنيف الأهداف التربوية في المجال المعرفي - هرم بلوم المعرفي
هرم بلوم المعرفي
1

المعرفة

وتتضمن تذكر المعلومات والمعرفة العلمية التي تم نقلها سابقاً وتتضمن الجوانب التالية:

  • معرفة التفاصيل: وتضم معرفة الحقائق المفردة والمجردة والتعاريف والتعابير.
  • معرفة طرق معالجة التفاصيل ووسائلها: وتضم معرفة المفاهيم والاتجاهات والمعايير والمحكات.
  • معرفة التعميمات وتضم: المبادئ والقوانين والقواعد والتعميمات والنظريات.
2

الفهـم والاستيعاب Comprehension

وتعني القـدرة على استيعاب معنى الأشياء، وبالتالي تفسير المبادئ والمفاهيم العلمية، بحيث يتمكن الطالب من شرح ما يلاحظه بيئته من أشياء وإحداث وظواهر أو تفسيرها، ويتضمن الفهم ما يأتي:

  1. التفسير: ويضم تفسير المواد العلمية اللفظية واستيعاب الحقائق والمفاهيم والمبادئ وتفسير الرسومات والأشكال البيانية وتفسير الظواهر الطبيعية.
  2. الترجمة: وتضم الترجمـة مـن صـورة رمزية إلى حقائق كلامية، أو من مستوى تجريبي إلى آخر، أو من صيغة لفظية إلى صيغة أخرى، أو ترجمة كلمات إلى اشكال رياضية أو رمزية.
  3. الاستنتاج والتأويل وتضم القـدرة على استخلاص الاستنتاجات وصياغتها بدقة والقدرة على التنبؤ واستمراريته.
3

التطبيق

وهو القدرة على تطبيق المعرفة التي تم تعلمها في مواقف جديدة، أو حل مسائل جديدة في أوضاع جديدة مثل: حـل مسائل رياضية أو تطبيق القـواعـد والقوانين والنظريات في مواقف جديدة.

4

التحليل

وهو القدرة على تفكيك المادة العلمية إلى أجزائها المختلفة، وإدراك العلاقات بينها؛ مما يساعد على فهم بنيتها وتركيبها، مثل تحليل المركبات إلى عناصر، وتحليل العلاقات وتحديد أوجه الشبه والاختلاف.

5

التركيب

وهو القـدرة على دمج أجزاء مختلفة مع بعضها بعضاً لتكوين مركب أو مـادة جديدة، ويركز النتاج التعليمي في هذا المستوى على السلوك الإبداعي والأنماط البنائية الجديدة، ويتضمن التركيب كتابة خطة عمل جديدة أو اقتراح نظام جديد لتصنيف الأشياء…الخ.

6

التقويم

وهـو الـقـدرة على إعطاء حكـم علـى قيمة المادة المتعلمة، وذلك بموجب معايير محددة وواضحة، ويتضمن التقويم الحكم على الترابط المنطقي لمادة معينة، أو الحكم على صحة الاستنتاجات العلمية.

نلاحظ من الشكل السابق أن التصنيف نحى المنحى الهرمي، معنى أن كل مستوى يعتمـد على المستوى الذي قبله، وهو أساس للمستوى الذي يليه، وقد توزعت المستويات الستة بثلاث مجموعات من المستويات وهي على النحو التالي:

  • المستوى الارتباطي المحسوس: وقد اشتمل على مستوى المعرفة والحفظ والتذكر.
  • المستوى المفاهيمي أو مستوى المهارات العقلية الدنيا: وقد اشتمل على مستوى الفهم والتطبيق والتحليل.
  • المستوى الإبداعي الذاتي أو مستوى المهارات العقلية العليا: وقد اشتمل على مستوى التركيب والتقويم وإصدار الأحكام. تتدرج المستويات الـستة من المستوى الأكثر سهولة للمستوى الأكثر صعوبة وتعقيداً وقد تم تصنيف كل مستوى من المستويات الستة إلى مستويات أكثر تفصيلا.

ثانياً: تصنيف الأهداف التربوية في المجال الانفعالي الوجداني

لقد قام كراثول ورفاقه بتصنيف الأهداف التربوية في المجال الانفعالي إلى خمسة مستويات، بحيث رتبها هرمياً فيما يعرف باسم هرم كراثول الوجداني. ويتناول هذا التصنيف السلوك المرتبط بالمشاعر والعواطف والقيم والاتجاهات.

وتنقسم مستويات المجال الوجداني (الانفعالي) إلي خمسة مستويات هما:

تصنيف الأهداف التربوية في المجال الانفعالي الوجداني - هرم كراثول الوجداني
هرم كراثول الوجداني
1

الاستقبال أو التقبل

ويعني هذا المستوى استعداد المتعلم للاهتمام بظاهرة معينة أو مثير معين، مثل: الاهتمام بظاهرة تربوية محددة. ومن الفعال التي يمكن استخدامها في هذا المستوى ما يأتي: (يسأل، يـصغي، يتابع، يتعـرف، يبـدي، يجيـب، يـشير إلى، ينتبه…).

ومن الأمثلة على هذا المستوى (الاستقبال)

  1. أن يصغي الطالب على قصيدة شعرية محدداً الأبيات الرئيسية فيهـا علـى أن لا تزيد عن 3 أبيات، يمكن أن توضع في النص خلال دقيقـتين وتفسيرها ما لا يزيد عن أربعة أسطر.
  2. أن يشير الطالب إلى علامات التعجب والاستفهام في النص الكتابي.
  3. أن يهتم الطالب بحضور ندوة عن أهمية مشاركة المرأة في الانتخابات.
  4. أن يبدي الطالب رغبته في المشاركة في الرحلة المدرسية بما لا يزيد عن 3 أسطر.
  5. أن يتقبل الطالب اختلاف وجهات النظر حول أسباب تدني معدله ما لا يتجاوز 4 أسطر.
2

الاستجابة

وتعني المشاركة استجابة من جانب المتعلم، وهذا لا يعني الاهتمام بالظاهرات والمثيرات والانتباه إليها والرغبة في تلقيها فقط، وإنما يتعدى ذلـك إلى الاستجابة لهذه المثيرات. ويندرج تحت هذا المستوى التي تتصل بما يلي:

  • قبول الاستجابة.
  • الميل إلى الاستجابة.
  • القناعة بالاستجابة.

ومن الأمثلة على هذا المستوى (الاستجابة)

  • أن يعين أصدقاءه على قضاء حوائجهم.
  • أن يحب الطالب الصدق ويمارسه.
3

التقييم

وهو يشير على قدرة المتعلم على إدراك أن المثير له قيمة أو أهمية معينة، وتتصل هذه الأهداف باحترام العمل اليدوي والاعتماد على النفس، وقابلية العمل مع الآخرين.

ومن الأمثلة على هذا المستوى (التقييم)

  • أن يحافظ الطالب على المواعيد.
  • أن يعترف الطالب بأخطائه.
4

التنظيم

ويدل هذا المستوى على العملية الـتي يدخل فيها المتعلم عدداً من القـيم والمواقف التي تتصل بموضوع معين أو مجال محدد كموضوع الـدين، المرأة، والمدرسة ليشكل نسقه القيمي الذي يتصل بذلك الموضوع.

ومن الأمثلة على أهداف هذا المستوى (التنظيم)

  • أن يتحمل الطالب المسؤولية نحو أفعاله.
  • أن يتقبل الطالب جوانب الضعف والقوة في شخصيته.
5

التمييز / تجسيد القيم

ويشير هذا المستوى إلى أن المتعلم أو الفرد أخذ يمارس القيم الـتي تبناها ويلتزم بها في كل أعماله وسلوكه.

ومن الأمثلة على أهداف هذا المستوى

  • أن يحافظ الطالب على النظام في حياته.
  • أن يعتمد الطالب على ذاته في اعماله.
  • أن يطور الطالب فلسفته في الحياة.
  • أن يعتز الطالب بالقيم العربية.

ثالثا: تصنيف الأهداف التربوية في المجال النفس حركي (المهاري)

يرتبط هذا المجال بالعمل والمهارة اليدوية أو التعليمية، وهو يعالج المهارات العلمية التي تتطلب استخدام عضلات الجسم في العمل، وتنسيقها، كما يقع تحت هذا المجال الإجراءات الخاصة بتناول الأدوات والأجهزة العلمية، وكيفية استخدامها، وكذلك الأداءات العلمية التي تتطلب التناسق الحركي والنفسي والعصبي.

وتقسم الأهداف في هذا المجال إلى خمسة مستويات هي:

  1. الإدراك: ويشير إلى العلاقات أو المواقف التي تقود بشكل طبيعي إلى القيام بحركة مثل اختيار إشارة من مجموعة من الإشارات لبداية القيام بالحركة.
  2. التهيؤ: ويشير إلى استعداد المتعلم للقيام بالأداء، وهنا يتوافر للطالب الاستعداد الجسدي والعقلي والانفعالي، والمهارات الضرورية للأداء والتناسـق العـصبي والعضلي، والرغبة في الاستجابة.
  3. الاستجابة الموجهة: وتعني التعرف على الاستجابة التي يجب القيام بها.
  4. التعويد: ويعني التعود على الاستجابة المتعلمة بحيث يصبح الأداء سهلاً حيث يظهر المتعلم المهارة في الأداء.
  5. الأداء: ويشير إلى الأعمال الحركية المعقدة وأدائها بدرجة عالية من المهارة، وهنا يقوم المتعلم باستجابة معقدة دون تردد ويكون كفؤاً بالأداء.

هذا وقد قام كبلر وزملاءه بتصنيف الأهداف التربوية في المجال النفس حركي إلى أربع فئات متداخلة كما في الشكل التالي:

تصنيف كبلر للأهداف النفس حركية
تصنيف كبلر للأهداف النفس حركية

نلاحظ من الشكل أنه لم يأخذ الطابع الهرمي، وذلك يعي أن كل منه لا تعتمد على التي تليها ويمكن أن تحدث في وقت واحد، وتعد المهارات النفس حركية مهـارات راقية ويتطلب تعلمها وقتاً وجهداً منظماً، وتآزراً بين أعضاء الجسم وعقل الإنسان وجهـازه العصبي، ومن أمثلتها القراءة والكتابة والرسم والكلام واستعمال الآلات والأدوات وغيرها. ولقد اشتمل التصنيف على ثلاثة أنواع من النتاجات التعليمية الأدائية، بدون لفظ وبلفظ وبالحركة، ويبدأ تعلم هذا المجال منذ مولد الطفل ويستمر إلى ما شاء الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى