العلوم التربوية

الاتصال والتواصل الفعال في التعليم

لا يمكن أن تحدث العملية التعليمية بصورة جيدة بدون الاتصال والتواصل الفعال بين كل من المعلم والطالب. ولهذا كانت الحاجة الملحة لدراسة مفهوم كل من الاتصال والتواصل في التعليم ومعرفة الفرق بينهم.

تعرف في هذه المقالة علي معني ومفهوم الاتصال والتواصل في العملية التعليمية.

مفهوم الاتصال في التعليم

الاتصال هو عملية نقل المعلومات والرغبات، والمشاعر، والمعارف والتجارب من طرف إلى آخر شفوياً أو باستخدام الرموز والكلمات والصور والاحصائيات بقصد الإقناع، أو التأثير في السلوك وتعد عملية النقل هذه بحد ذاتها هي الاتصال.(القضاة، 2003).

فالاتصال عملية يشترك فيها طرفان بفكرة أو مفهوم، أو شعور، أو اتجاه، أو ممارسة عملية، وقد يكون هذان الطرفان شخصاً وآخر، أو شخصاً وآخرين، او شخصاً وآلة، او آلة وألة.

وقد عرفه الطوبجي بأنه: العملية أو الطريقة التي يتم عن طريقها انتقال المعرفة من شخص إلي آخر فتصبح مشاعاً بينهما، وتؤدي إلى التفاهم بين هذين الشخصين، أو أكثر.

ولما تقدم فلهذه العلمية عناصر ومكونات تسير بموجبها، وهدف تسعى إلى تحقيقه، ومجال تعمل فيه، ويؤثر فيها.

وقد عرفه جون ديوي بأنه: عملية مشاركة في الخبرة، وجعلها مألوفة بين اثنين أو أكثر من الأفراد.

وعرفه عبد الحافظ سلامة: بأنه عملية تفاعل مشتركة بـين طرفـين (شخصين، أو جماعتين، أو مجتمعين) لتبادل فكرة، أو خبرة معينة عن طريق وسيلة.

وفي ضوء التعريفين الأخيرين للاتصال يمكن القول إن عملية الاتصال ليست عملية نقل من طرف إلى آخر بحيث يكون أحدهما مرسلاً والآخر مستقبلاً طوال عملية الاتصال إنما هي عملية تفاعلية تبادلية مستمرة بين الطرفين.

وفي ضوء ما تقدم يمكن القول إن الاتصال قد يكون اجتماعيا بمعنـى تكون له وظائف اجتماعية كما هو الحال فيما يجري بين الناس في مجالات الحيـاة العامة، وقـد يكون تربوياً عندما تكون له وظائف تربوية ويمكن تعريف الاتصال التربوي بأنه: عملية تفاعل إيجابي بين طرفين تتسم بالتنظيم والتخطيط لتحقيق أهداف محددة ذوات طبيعة معرفية، أو قيمية، أو مهارية بوسائل تساعد علـى تحقيق تلك الأهداف بأقل جهد وأقصر وقت يبذله أطراف الاتصال.

وعندما نقول تفاعل إيجابي فإن عملية الاتصال لا تسير باتجاه واحد من المصدر إلى المستلم، إنما هي عملية تبادلية قد يكون فيها الفرد مصدراً مرة، ومستلماً مرة أخرى، والمستلم كذلك قد يكون مستلماً مرة، ثم مصدراً لكي يحدث التفاعل بين الطرفين.

وعلى هذا الأساس تعد عملية التدريس عملية اتصال أطرافها المدرس والطلبة، وهي عملية دائرية مستمرة بين المدرس والطالب تحتوي علـى مرسـل، ومستقبل ورسالة وقناة إرسال يمكن التعبير عنها بالشكل الآتي:

عملية الاتصال في التعليم

أنواع الاتصال

ويمكننا تقسيم الاتصال إلي عدة أنواع فهو:

  1. من حيث أطرافه

  • اتصال ذاتي: ويعني أن أطراف الاتصال في هذا النوع هما الشخص وذاته.
  • اتصال ثنائي: وهو الاتصال الذي يجري بين اثنين وقد يكون مباشراً (وجهاً لوجه) أو غير مباشر.
  • اتصال جماعي: وهو ما يجري بين الشخص واثنين، أو أكثر وقد يكون مباشراً، أو غير مباشر.
  • اتصال روحي: وهو ما يجري بين الإنسان المؤمن والخالق من خلال التأمل والتعبد.
  • اتصال جماهيري: وهو ما يتم بوساطة الإذاعة المفتوحة أو قنوات البـث المفتوح.
  1. من حيث ماهية المتواصلين

  • اتصال بين إنسان وآخر.
  • اتصال بين إنسان وآلة كما يحصل مع الحاسوب.
  • اتصال بين آلة وأخرى. كما هو الحال مع أجهزة الإنذار وربطها بآلات التحكم.
  1. من حيث أغراض الاتصال

  • اتصال تعليمي وهو كل ما له أهداف تربوية وتعليمية.
  • الإعلان والتبليغ: وهو ما يأخذ شكل الإخبار والترويج.
  • الإعلام والثقافة: وهو ما يهدف إلى الإعلام والتوجه والإرشاد ورفع المستوى الثقافي في المجالات السياسية، والصحية والاجتماعية والاقتصادية.

عناصر الاتصال

للعملية الاتصالية عناصر هي:

  1. المرسل

المرسل هو مصدر الرسالة الذي يقوم بتهيئة الرسالة، ووسيلة إرساها إلى المستقبل.

  1. الرسالة

هي المعلومات، والخبرات، والأفكار والمهارات التي يراد نقلها من المرسل إلى المستقبل.

  1. قناة الاتصال

هي الوسيلة Medium، أو المادة Software التي تنقل بها الرسالة، أو تمر من خلالها من المرسل إلى المستقبل. وقنوات الاتصال كثيرة منها:

  • المحاضرات والكتب المطبوعة.
  • الخرائط والرسوم.
  • اللوحات والصور.
  • التسجيلات الصوتية والصورية.
  • التمثيليات والألعاب.
  • والإذاعة المدرسية، والفيديو.
  • الأشياء ونماذجها وعيناتها.
  • الزيارات الميدانية والرحلات.
  • والقنوات اللفظية المختلفة.
  1. المستقبل

المستقبل هو الفرد أو الأفراد المقصودين بالرسالة الذين توجه الرسالة إليهم، ويتولون مهمة حل رموزها، وفهمها، وتفسيرها.

  1. التغذية الراجعة

وهي عملية تقويم استجابة المستقبل ورد فعله تجاه الرسالة؛ فهي عملية رصد التغيرات المتعددة التي يبديها المستقبل عند تلقيه الرسالة، والحكم من خلالها على مدى تأثير الرسالة فيه، ومدى فعالية وسيلة الاتصال في نقل الرسالة، ومدى قدرة المستقبل على حل رموز الرسالة ومدى قدرة المرسل على خلق حالة مـن التفاعل بين الرسالة والمستقبل. وتعد التغذية الراجعة في الاتصال التعليمي رسالة جوابية مصدرها المستقبل، ومستقبلها المرسل.

  1. التشويش

التشويش هو العوامل التي لا علاقة لها بالرسالة، وتتضمن الاضطرابات والمشتتات التي تحصل في أثناء عملية الإرسال والاستقبال كالحرارة والبرودة والتهوية، وأصوات السيارات والأجهزة التي تحدث ضجيجاً في أثناء عملية الاتصال وقد تكون عوامل نفسية يتعرض لها أطراف عملية الاتصال تؤثر في استجاباتهم لما يحدث في عملية الاتصال.(عطية، 63-69 .2007)

مفهوم التواصل في التعليم

إن مفهوم التواصل لا يشط عن مفهوم الاتصال غير أنه يطلق على أسلوب تبادل المعلومات بين الأفراد إن المعلومات يمكن إرسالها واستقبالها بطـرق عديـدة كالكلمة المنطوقة أو المكتوبة وهذا ما يعبر عنه بالتواصل اللفظي وقد يتم التواصل بوسائل غير لفظية كالابتسامة، وحركة اليدين، أو هز الرأس، أو تغـيرات الوجه وهذا النوع من التواصل يطلق عليه التواصل غير اللفظي.

وعلى هذا الأساس فإن التواصل يقتضي قدرة الفرد علـى فهم واستيعاب التواصل اللفظي (المنطوق أو المكتوب) والقدرة على فهم التعبيرات غير اللفظيـة التي تصدر من الآخرين والقدرة على التعبير غير اللفظي عما يريد إيصاله إلى الآخرين.


عطية، محسن علي. (2008). الجودة الشاملة والجديد في التدريس. عمان، دار صفاء للنشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى