العلوم التربوية

كيفية تطبيق بنود ومعايير الايزو في التعليم

 من المعروف أن متطلبات الايزو Iso 9000 في التعليم هي متطلبات دولية عالمية وهي واحدة من حيث تطبيقها لقياس الجودة في المؤسسات الإنتاجية في جميع دول العالم غير أن هذه المتطلبات لا يمكن تطبيقها كاملة في مجال الخدمة التعليمية لاختلاف طبيعة التعليم، وكثرة المتغيرات الي تحكم الجودة فيه واختلاف طبيعة المنتـج التعليمي الذي يصعب إخضاعه لمعايير أو متطلبات جودة السلعة المنتجـة؛ لأن المدرسة لا تصنع سلعة بل تقدم خدمة أسوة بالمؤسسات الخدمية مع اختـلاف خصائص الخدمة التعليمية عـن الخدمـات الاستهلاكية الـتي يمكـن أن تقدمها مؤسسات خدمية كشركات الطيران، والمصارف، والفنادق وغيرها، لاختلاف القيم السائدة في المؤسسات التعليمية عن تلك القيم السائدة في المؤسسات الخدمية الأخرى.

وبناء على ما تقدم فإن المعنيين بفلسفة إدارة الجودة الشاملة في التعليم والأدبيات تشير إلى إمكانية تطبيق الايزو Iso 9000 في التعليم من خلال تنفيذ اثني عشر بنداً من بنود الايزو العشرين لما لها من صلة وثيقة بمجال التعليم، ومؤسساته وهي:

  1. مسؤولية الإدارة

إن معيار مسؤولية الإدارة يعكس أهمية دور الإدارة في قيادة نظام الجـودة في المؤسسة التعليمية. فالإدارة التعليمية تتحمل مسؤولية وضع سياسة الجودة، وتلبية متطلبات الايزو، ويعد هذا الدور محركاً فاعلاً لنظام الجودة.

وتتمثل مسؤولية الإدارة في إطار نظام الجودة بتعريف جميع العاملين بسياسة الجودة وجعلها واضحة أمام الجميع. وذلك بنشر سياسة الجودة والتصريح بها، ومتطلباتها، ووضع الإجراءات اللازمة. وذلك لقيام المؤسسة التعليمية بالمهمات الأساسـية التي يبنى عليها تحسين سياسة الجودة التي تتمثل بالآتي:

  • التسجيل والمشورة.
  • تخطيط المنهج.
  • إدارة موارد التعلم.
  • توفير خبرات العمل وتطوير المحاضرين.
  • التقييم.

فضلاً عن أن من مسؤوليات الإدارة وضع التعليمات التي تسهل استيعاب العمليات واتباع الإجراءات المطلوب اتخاذها ومن المسؤوليات الإدارية مراجعة الجودة وتقرير الجودة الذي يتم تأكيده من خلال طبيعة الضبط الذاتي لأنظمة الجودة ويعد هذا التقرير محركاً للعلمية التعليمية؛ فهو يتناول:

  • المعلومات التي بها يمكن التأكد من أن سياسة الجو يتم تنفيذها.
  • المعلومات التي بها يتم تحديد إذا كانت السياسات التعليمية المتبعة في حاجة إلي إصلاح أم لا.
  • المدة اللازمة لجمع المعلومات والبيانات المذكورة.
  1. نظام الجودة

إن هذا المعيار في المجال التعليمي يعـني جودة الخطة التي تضعها المؤسسة التعليمية لتوفير الخدمة التعليمية بالمستوى الذي يرضي المستفيدين منها. وهذا يعنى أن يهيئ النظام الهيكل التنظيمي والإجراءات، والعمليات والموارد المطلوبة لتلبية متطلبات الجودة.

إن هذا النظام يجمع بين نظامي ضبط الجودة المتمثل بالمراقبة والتقويم، والتصحيح وتوكيد الجودة المتمثل بالتخطيط والوقاية. فالمؤسسة التعليمية تتحمل مسؤولية إنشاء نظام موثق للجودة يعتمد وسائل التأكد من أن الخدمة التعليمية التي تم تقديمها تطابق متطلبات الجودة.

  1. مراجعة العقود

من المعايير التي تضمنها الايزو 9000 ويمكن تطبيقها في مجال التعليم مراجعة العقود على الرغم من كونه أقل وضوحا في مجال التعليم منه في المجالات الأخرى إذ لا توجد عقود بالمعنى الاصطلاحي في مجال التعليم فالعقد بين المؤسسة التعليمية والمتعلم هو التزام ذو طبيعة أخلاقية. وعند تطبيق هذا المعيار في مجـال التعليم ينبغي:

  • التأكد من متطلبات المنتفعين من الخدمة التعليمية.
  • مراعاة ما يحصل من تغير في متطلبات المنتفعين.
  • تأكد المؤسسة التعليمية من أن لديها ما يلزم للإيفاء بتعهداتها.
  • توفير القاعات والمباني اللازمة.
  • توفير المدرسين المؤهلين القادرين على الايفاء بمتطلبات المنتفع.
  • توفير التجهيزات والمعدات اللازمة، والمقررات الدراسية اللازمة.
  • توفير ما يلزم من مصادر التعلم.
  • توفير نظام صالح فعال لتوثيق البيانات الخاصة بالعمليات، والمعلومات التي تتصل بالطلاب والمدرسين.
  1. تصميم البرامج التعليمية

إن هذا المعيار في المجال التعليمي يعـني قيام المؤسسة التعليمية بتصميم خدماتها التعليمية على وفق متطلبات المستفيدين من الخدمة، وهذا يعـني أن تقوم المؤسسة بمراقبة التصميم. علماً بأن عملية التصميم تتمثل في تخطيط المقررات الدراسية وتدريسها.

إن هذا المعيار يهدف إلى تعرف احتياجات المستفيدين من الخدمة التعليمية وتطوير الطرائق والأساليب اللازمة لتلبية تلك الاحتياجات وعلـى هذا الأساس فإن التصميم الذي يقتضي تلبية حاجات العملاء يشتمل على:

  • خطط المنهج.
  • خطط المقرر المدرسي.
  • مواد التعليم.
  • أماكن التعليم.
  • أنشطة مصاحبة.

ويحدد نظام الايزو 9000 الجوانب الأساسية لمراقبة تصميم البرنامج الدراسي بما يأتي:

  • تخطيط برنامج التعليم.
  • تحديد مدخلات التصميم. مثل: خصائص الطلاب، وأهداف التعليم، وأوقات التعليم والساعات المتاحة، وأنماط التعلم الملائمة، والمدرسون، والأنشطة المساندة وغيرها.
  • تحديد مواصفات المخرجات ووضع المعايير اللازمة لقيامها.
  • التحقق من صلاحية التصميم وقبوله من المستفيدين.
  • إجراء التغييرات التي تقتضيها تغيرات متطلبات العملاء.
  1. التجهيزات المادية

إن الشراء في إطار الايزو 9000 يعني الحصول على السلع أو الخدمات من مورد خارجي ويشدد هذا المعيار على كفاءة المشتريات وعملية الشراء وإيفائها بتغطية حاجات المؤسسة التعليمية بالمواصفات المطلوبة في الوقت المطلوب.

والكميات الكافية والسعر الملائم من موردين ملائمين، وهذا يتطلب من المؤسسة أن تنشئ نظاماً موثقاً بعملية الشراء. ويمكن للمؤسسة التعليمية شراء مواد التعليم، أو المشورات العلمية، أو ممتحنين خارجيين وعلى المؤسسة بموجب هذا المعيـار تطبيق مبادئ توكيد الجودة في الشراء.

  1. جودة التجهيزات المادية

ويعني جودة ما يقوم المشتري بشرائه ويصبح جزءاً من المنتج، وهذا يعـني أن هذا المعيار مرتبط بالمعيار السابق ويشدد على:

  1. التأكد من ملائمة المنتج الذي تم شراؤه.
  2. فحص صلاحية المنتج للاستعمال من حيـث المدة والتاريخ وغرض الاستعمال.
  3. تهيئة ما يلزم لحفظ الأدوات والمعلومات بصورة سليمة تضمن سهولة الوصول إليها عند الطلب.
  1. مراقبة العملية التعليمية

إن هذا المعيار يلزم المؤسسة التعليمية بتحديد المتطلبات وتخطيط العمليـات الأساسية والتأكد من توجيه العمليات والتحكم بها بشكل مستمر لضمان تحقيق الجودة. وتعد عملية تحديد العمليات والتخطيط لها من أهـم المراحل في تهيئة المنظومة الإدارية للتوافق مع متطلبات الايزو 9000 لأن تحديد هذه العمليات بشكل واضح يمهد الطريق أمام المؤسسة لإجراء عمليات التطوير الذي يعتبر ركناً أساسياً للإدارة بمفهوم الجودة الشاملة.

علماً بان المقصود بالعمليات في مجال العملية التعليمية هو جميع التفاعلات التي تحصل بين مدخلات نظام التعليم وينجم عنها المخرجات الي يراد لها أن تتصف بالجودة وتشمل هذه المدخلات الأهداف التعليمية وبرامج التعليم والأساليب والوسائل والمدرسين والتجهيزات وعملية التقويم.

  1. تقويم العملية التعليمية

إن هذا المعيار يعني مراقبة المنتج غير المطابق للمواصفات وهو في مجال التعليم يتناول:

  • الكتب التالفة أو التي لم تعد ملائمة.
  • المواد التي لا تلائم متطلبات المنهج.
  • فقرات التقويم التي لم تعد قابلة للتطبيق.

إن عملية التقويم يجب أن تتصل بجميع أهـداف البرنامج التعليمي، وأن تجري بطريقة منظمة وأن تتسم بالشمول والاستمرارية وأن تؤدي إلى تحديد مستوى التقدم أو القصور لدى الطلبة.

  1. إجراءات التصحيح

يرتبط هذا المعيار بالمعيار السابق ويتأسس علـى أن إدارة الجودة الشاملة لا تتوقف عند مجرد تصحيح الأخطاء، إنما تتجاوز ذلك إلى تقصي الأسباب الجذرية لحدوث الأخطاء، وإزالتها، والوقاية منها ومنع حدوثها مرة أخرى.

إن هذا المعيار يرمي إلى منع تسليم أي منتج لا يتوافق مع متطلبات الجودة. ويعتمد أسلوب الكشف عن عدم الاستجابة لنظام توكيد الجودة في المؤسسة التعليمية بتحري المشكلات التي تتصل بعدم الاستجابة لتوكيد الجودة وتصحيحها وتحري أسبابها لمنع حدوثها. وتتمثل المشكلات الملحة بشكوى الطلبة من عدم تدريس أجزاء من المقرر أي طرائق التدريس، أو عمليـة التقويم. والإخفـاق في عملية تصميم المقررات الدراسية، أو عدم الاحتفاظ بالسجلات المطلوبة.

أما التصحيحات فتتمثل بمعالجة شكاوى المستفيدين من الخدمة التعليميـة، والتحقق من أسبابها، وتحديد الإجراءات التصحيحية. ووضع الضوابط اللازمة للإجراءات التصحيحية ولتفعيل هذا المعيار ينبغي:

  1. اتخاد القرارات السريعة لمواجهة القصور الذي يتم اكتشافه.
  2. الاستفادة من التغذية الراجعة للبدء في إجراءات التصحيح.
  3. تدريب العاملين بشكل مستمر لاتخاذ الإجراءات التصحيحية.
  4. إشراك جميع العـاملين في المؤسسة التعليمية في إبداء الآراء حول إجراءات التصحيح.
  5. تشكيل فرق عمل لدراسة المشكلات التعليمية. ومقترحات العاملين بشأنها.
  1. سجلات الجودة الخاصة بالعملية التعليمية

إن هذا المعيار في نظام الايزو 9000 يعني كل المعلومات والبيانات الـتي يتم الاحتفاظ بها لغرض الاستدلال بها على أن النظام يسير حسب الخطة الموضوعة وحسب الإجراءات التي تم تحديدها.

وينبغي أن تكون هذه السجلات والبيانات واضحة، يسهل تعرفها والحصول عليها حين الطلب، وأن تكون لها مدة محددة للاحتفاظ بها.

وبموجب هذا المعيار فإن المؤسسة التعليمية تمس حاجتها إلى وجود نظام دقيق للتسجيل على أن تفحص السجلات بداية ويتم التأكد من كفايتها والعمل على تدعيمها وتطويرها ومن أمثلة السجلات التي ينبغي أن تحتفظ بها المؤسسات التعليمية: سجلات الطلاب، وسجلات المدرسين، وسجلات تصميم المقررات الدراسية وسجلات التقويم وفي ضوء ما تقدم فإن هذا المعيار يشدد علـى مراقبة سجلات الجودة لتمكين المؤسسة التعليمية من إثبات تطبيقها لمتطلبات الجودة الشاملة داخل نظامها التعليمي.

  1. متابعة جودة العملية التعليمية (مراقبة الجودة الداخلية)

ويهدف هذا المعيار في الايزو 9000 داخل التعليم أن يرمي إلى المتابعة المستمرة والتأكد من اتباع الإجراءات الموضوعة، وتعديل خطة المراجعة الداخلية لجودة النظام في ضوء المتطلبات.

والمراجعة الداخلية لجودة النظام التعليمي تعد من أبرز الركائز التي يقوم عليها نظام الجودة داخل المؤسسة التعليمية. ويعد أساساً مهماً من اسس المراجعات الدورية التي تقوم بها المؤسسة.

إن هذا المعيار يتطلب تحديد مراجعين داخليين يمتلكون المهارات والقدرات اللازمة للمراقبة الداخلية والخارجية لتقويم أداء المؤسسة التعليمية، ومستوى قدرتها على تحقيق أهدافها. وأن تعرض النتائج وتحلل بالطريقة الملائمة، وأن تستخدم ضبط الجودة في العمليات داخل المؤسسة وأن تطبق معايير الجودة واستراتيجياتها وسياساتها بصورة مستمرة.

  1. تدريب العاملين

نقصد بتطبيق معيار الايزو Iso 9000 في التعليم هو توفير المؤسسة التدريب اللازم لجميع العاملين المعنيين بالعمل داخل المؤسسة. وتمكنهم من أداء مهماتهم المحـددة علـى وفق متطلبات نظام الجودة الذي تعمل به المؤسسة. وهذا يتطلب أن تضع المؤسسة برنامجاً تدريبياً في ضوء الاحتياجات الفعلية للعاملين. وأن يأخذ البرنامج التدريبي تلبية الحاجة إلى تعديل الطرق المستخدمة في التدريب والتعليم بعين الاعتبار لكـي تتوافق مع متطلبات معايير الجودة 9000 وتعديل المواد التعليمية والتدريبية في ضوء نتائج المراجعة والتغذية الراجعة للمتدربين. وتأسيساً على ما يقوم فـإن التدريـب يعد عاملاً اساسياً في تطبيق الجودة الشاملة. ولكي يكون التدريـب فعالاً يجـب أن يكون مخططاً له في ضوء أهداف محددة، وأن يكون مستمراً لمواجهة المتغيرات البيئية والتكنولوجية ومواكبة مستحدثات العصر (عطية، 2008).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى