العلوم التربوية

مفهوم وفوائد طريقة الاستقصاء في التدريس

تعتبر طريقة الاستقصاء أحد أفضل طرق التدريس التي تناسب مختلف المراحل حيث تعتمد علي البحث والاستقصاء عن الإجابة لمشكلة أو سؤال معين وتعمل علي تنمية الابداع والابتكار لدي الطلاب.

طريقة الاستقصاء

تعد هذه الطريقة من أنجح طرق التدريس للعديد من المواد الدراسية في مختلف المراحل. حيث يتيح للمتعلم القيام بتنفيذ مجموعة من الأنشطة ذات الطابع العملي التجريبي. وبذلك فهي تعمل على تنمية جميع مهاراته العلمية والعملية، وتوجد علاقة بـين الملاحظة والمشاهدة المنظمة التي تنمي بداخله الاستعداد للتعلم الذاتي.

وهنا وقبل الدخول إلى صلب موضوع الاستقصاء لا بد أن نوضح الفرق بينه وبـين الاكتشاف. ففي حين يعين الاستقصاء البحث للإجابة على سؤال ما، نجد أن الاكتشاف يعني طريقة الوصول إلى الحقائق من خلال الملاحظة والـتفكير السلبي بعد حدوث عملية البحث والتقصي وبذلك نجد بأن التقصي أعم من الاكتشاف.

فوائد التعلم بالاستقصاء

  1. يمكن المتعلم من التعامل مع المشكلات الجديدة وذلك من خلال تتبع الـدلائل وتسجيل النتائج.
  2. يعود المتعلم التحرر من الاعتماد على الآخرين.
  3. يعمل على تنمية الإبداع والابتكار.
  4. يعمل على زيادة دافعية المتعلم نحو العمل من خلال توفير التشويق والإثارة الـتى تحصل أثناء اكتشاف المتعلم للمعلومة بنفسه.
  5. يعمل لاكتشاف على تنمية التفكير الناقد ويعمل على المستويات العليا كالتحليـل والتركيب والتقويم.
  6. يعمل على احتفاظ التعلم من خلال قيام المتعلم بالنشاط واكتشاف المعلومة بنفسه.
  7. يوفر للمتعلم فرصاً للتوصل إلى الاستدلال باستخدام التفكير المنطقي سواء بطريقـة الاستقراء أو الاستنباط.

عناصر طريقة الاستقصاء

  1. المعرفة: تتسارع المعرفة في الوقت الحاضر ويمكن أن تتضاعف مرات عديدة في سنة أو أكثر. فمثلاً في مادة الجغرافيا، هناك الكثير من الإنجازات البـشرية علـى الكرة الأرضية، وما يرافقها من تغيير معالم البيئة الطبيعية، يشكل في حد ذاته معرفة جديـدة تضاف للمعرفة السابقة. كما أن المعرفة التي تحدث بشكل يومي في مجال التقنيـات الحديثة والانترنت والبرامج المختلفة جعلت من العالم قرية صغيرة.
    إن المستقصي الجيد هو الذي يعرف الحقيقة ما هي إلا رأي لبعض الناس الـذي يعتقدون أنها حقيقة. وان هذه الحقيقة تتأثر بخلفيتهم ونظـرتهم إلى الأمور فكلما استخدمنا الطريقة العلمية بالكشف عن الحقيقة تكـون أقـرب لنا. وحتى يكون الاستقصاء موضوعياً لا بد من التعرف على أدواته ونقاط الضعف والقوة حتى نصل إلى الحقيقة الصحيحة مبتعدين عن الشك.
  2. الاتجاهـات والقـيم: فالمستقصي الجيد عليه امتلاك اتجاهـات وقيم خاصة مثل الموضوعية، والقدرة على البحث والاستقصاء، عدم التسرع، لديه حب الاستطلاع والخيال الواسع، لا ينفصل، صبوراً في حل المشكلة مهما طال وقت حلها.

خطوات طريقة الاستقصاء

يمكن ترتيب خطوات الاستقصاء على النحو التالي:

أولاً: الشعور بالمشكلة

فهي شيء ما يدور في ذهن الباحث وقد ينتج هذا الـشعور نتيجة لملاحظة عابرة. أو بسبب نتيجة غير متوقعة ويأتي دور المعلم هنا بتنمية هـذا الـشعور عند الطالب. عن طريق طرح أسئلة أو عرض وسيلة تعليمية، أو نقاش حول موضوع معين، يجعل الطلاب يدركون بأن معلوماتهم عن موضوع معين معلومات ناقصة. فهم بحاجة إلى المزيد من المعلومات نحو الموضوع، وذلـك عـن طريق الرجـوع إلى مصادر أخرى غير الكتاب المدرسي. فـإذا استطاع المعلم إثارة هذا الشعور عند الطالب، تولده عنده روح البحث والاستقصاء، لمعرفة المشكلة من جميع جوانبها.

ثانياً: تحديد المشكلة

تحديد المشكلة بوضوح يساعد على حلها وكلما كانت المشكلة محددة وبدقة كان سهل حلها. فمثلاً لو طرحنا هذه المشكلة على الطلاب “ما أسباب صراع أمريكا والغرب فيما بينها على منطقة الشرق الأوسط والدول العربية بشكل خاص”.

فمثل هذه المشكلة كبيرة وغير محددة وتحتاج إلى أبحاث ودراسات مستفيضة ووقت وجهد كبيرين يمكن أن تستنفذ الكثير من الوقت من أجل حلها. ولكن لو حددت المشكلة بشكل أضيق وعرضت على النحو التالي: “هل لموقع الشرق الأوسط والدول العربية خصوصاً من العالم دور في صراع أمريكا والغرب فيما بينها عليه؟” أو “هل وجود الثروات النفط في الشرق الأوسط دور لهذا الصراع؟”.

مثل هذه الأسئلة أكثر تحديداً من السؤال الأول. فالطالب في مثل هذه الحالات لا يدخل في متاهات كبيرة عند الإجابة على هذا السؤال.

إن وضوح المشكلة لا يعني سهولة حلها وإنما يجب أن تتناسب المشكلة مع مستوى الطلاب. ومع الإمكانات المدرسية المادية، فلا يصح أن يقوم طلاب المرحلة الأساسية علي هذه المشكلة. كما أن المشكلة يجب أن تكون ضمن منهـاج الطـلاب حتى تعود عليهم بالفائدة عند حلها.

ثالثاً: جمع المعلومات عن المشكلة

وهنا يأتي دور المعلم في إرشاد الطلاب إلى المـصادر الـتي يستطيعون من خلالها جمع المعلومات. ويفترض بالمعلم أن يهيئ مثل هذه المـصادر في مكتبة المدرسة، أو متحفها، أو غرفة الوسائل التعليمية، مكتبة البلدية أو مكتبة مديرية التربية التابعيين لها، أو غير ذلك من المصادر. على أن يتم ذلـك دون إرهـاق يتحمله الطلاب، ولا يؤدي بهم إلى الإحباط.

رابعاً: صياغة الفرضيات

يقوم المعلم بمساعدة الطلاب على صياغة فرضيات حول المشكلة. وهذه الفرضيات بمباشرة عن حلول محتملة للمشكلة ولا تتعارض مع الحقائق العلمية، والفرضية نوع من التخمين الذكي على مستوى عال لحل المشكلة. يقوم المعلم بمساعدة الطلاب على صياغة فرضيات حول المشكلة. وهذه الفرضيات بمباشرة عن حلول محتملة للمشكلة ولا تتعارض مع الحقائق العلمية، والفرضية نوع من التخمين الذكي على مستوى عال لحل المشكلة.

فعلى سبيل المثال يمكن وضع فرضيات عديدة للمشكلة السابقة ومن بـين هذه الفرضيات ما يلي:

  1. إن وقوع الشرق الأوسط على الطريق التجاري المؤدي إلى جنوب شرق آسيا جعله محط أنظار أمريكا والغرب.
  2. إن وقوع الدول العربية خصوصاً على حوض كبير من البترول جعل التنافس عليها كبير. وذلك من أجل استخدام البترول في إنتاج الطاقة.
  3. الوصول إلى تعميمات من أجل استخدامها في مواقف جديـدة. إن النتائج التي يتم التوصل إليها من قبل الطلاب لا تنحصر فقط في حل المشكلة التي بين أيـديهم. وإنما تتعداها إلى الوصول إل تعميمات شاملة وعميقة. وقد تؤدي هذه التعميمـات إلى طرح مشكلة جديدة. انبعثت من المشكلة السابقة، وهذا يتطلب من الطـلاب صياغة وتحديد هذه المشكلة الجديدة. ووضع فرضيات جديدة لها بعد جمع المعلومات المرتبطة بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى