الطفولة المبكرة (مرحلة اللعب)

كيف تتأكدين من سلامة (ضعف) السمع عند طفلك

أصبح من المعروف ان الاكتشاف المبكر للعاهة مهما كان نوعها وحجمها وخطورتها هو أساس نجاح عملية العلاج، وبالنسبة للصمم فإن الفترة المثالية لاكتشافه والتي تمكن من إجراء علاج ناجح هي الفترة منذ الولادة وحتى الشهر السادس عشر، وتشير الاحصاءات إلى أن 20% من الأطفال على مستوى العالم يكونون معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بالصمم إما لأسباب وراثية أو لأسباب تبدأ أثناء الحمل أو بعد مولد الطفل، كما أن نسبة ضعف السمع بينهم تزيد بمقدار 14 مرة عن نسبتها في الـ 80% الباقية، وفي نفس الوقت يؤكد المختصون في هذا المجال على الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه الأم في الاكتشاف المبكر للمرض، وبالتالي في إمكانية اتخاذ الاجراءات التي تساعد طفلها على تخطي عقبة ضعف السمع واحتمال اصابته بالصمم الكامل.

أسباب ضعف السمع

وفي البداية يقول أحد أطباء الأنف والأذن والحنجرة: ان أسباب الإصابة بضعف السمع والصمم ترجع إلى أن الطفل الأصم لا يستطيع الكلام لأنه لا يسمع يفقد ما يسمعه. فالتقليد هو الأساس في تطور لغة الطفل.

ويرجع ضعف سمع الطفل إلى:

أسباب وراثية كأن تكون هناك حالات صمم في العائلة ناجمة عن نقص أو فساد في التكوين. ويزداد هذا العامل في حالة الزواج بين الأقارب.

وإما لأسباب تتصل بالحالة المرضية للأم أثناء الحمل فقد تتسبب أصابتها بالحصبة الألمانية أو تعاطيها مضادات حيوية من مجموعة (أمينوغلوكوزايد) أو لإصابتها بالتسمم أثناء الحمل، كذلك تؤدي الولادة المتعثرة – وبخاصة التي تأخذ وقتاً أطول من الوقت الطبيعي – الى حدوث الصمم نتيجة الاقلال من كمية الأوكسجين داخل خلايا الجسم وبخاصة خلايا المخ كذلك تتسبب الحمى الشوكية والحصبة والصفراء التي يصاب بها الطفل بعد الولادة في زيادة احتمال اصابته بالصمم.

أعرض ضعف السمع عند الأطفال

ويقول الطبيب: أن هناك بعض المعالم التي تساعد الأم في التعرف على مدى سلامة جهاز السمع لدى الطفل. فالطفل الطبيعي في الأشهر الستة الأولى من العمر يستجيب للأصوات برد فعل ملحوظ يظهر تأثيره في عينيه – كجرس الباب مثلاً، يجعله ينقز، وتتحرك عيناه في اتجاهات مختلفة بحركات تلقائية.

وعلى الأم ملاحظة ذلك خلال فترة الأشهر الستة الأولى وخلال الأشهر التالية تتحول هذه الاستجابة الى نوع آخر. حيث يحاول الطفل فهم ما يجري حوله فيميز صوت أمه وصوت تقليب كوب بجانبه.

وفي الشهر التاسع يبدأ في اصدار أصوات لا إرادية استجابة لما يسمعه. وإذا لم يبدأ في اصدار مثل هذه الأصوات أو الكلمات كاستجابة طبيعية لما يسمعه بعد الشهر السادس عشر. فيجب على الأم أن تبادر بعرضه على طبيب مختص للإجراء فحص طبي على سمعه للوقوف على حالة اذنيه.

ويضيف الطبيب: أنه في حالة الأطفال ضعاف السمع تلحظ الأم عدم الاستجابة للأصوات وعدم المناغاة والسكون التام، والفزع أو الاستجابة الشديدة للمؤثرات. حيث تكون ردود افعال الطفل وفق ما تراه عيناه فقط.

وإذا ما بلغ الطفل العام الثاني وما زالت كلماته غير واضحة فعلى الأم أن تسارع بفحص حالة السمع لديه.. وغالباً ما تصاب الأم بالحيرة والارتباك إذا ما تعرفت على صمم طفلها بعد مدة طويلة. بل ويصل بها الأمر الى الشعور بالذنب، وهذا من شأنه أن يعقد الموقف ويجعل من العلاج عملية صعبة. ويقتضي التدخل السريع من جانب الأخصائيين، وعلى الأم مواجهة الموقف بثبات وإيمان. وأن تشارك في القضاء على عزلة الطفل وتوفر له جواً أسرياً سليماً.

أهمية الاكتشاف المبكر

وترتكز الرعاية الطبية الناجحة الضعاف السمع والمصابين بالصمم على الاكتشاف المبكر للصمم. والذي تلعب فيه الأم دوراً رئيسياً. ثم المباشرة الطبية المبكرة بسرعة التوجه الى الطبيب المختص والانتظام في العلاج، ثم تزويد الطفل بجهاز للسمع (سماعة).

ويقرر الخبراء في هذا المجال أن التربية والعلاج المبكرين يسهلان وضع وقبول الطفل للسماعة. ففي السن المبكرة تصبح السماعة جزءاً منه ومن عالمه وكلما ازداد الصمم عمقاً ازدادت ضرورة حمل السماعة تبكيراً. فبالنسبة للصمم العميق تكون المدة القصوى لحمل السماعة بعد 18 شهراً و24 شهراً للصمم الأقل من العميق، و36 شهراً للصمم المتوسط.

المصدر
د. محمد رفعت ومجموعة مؤلفين، تربية الطفل صحيا ونفسيا من الولادة حتى العاشرة، دار البحار للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى