يعد موضوع الدافعية من أهم الموضوعات في علم النفس وأكثرها أهمية على المستويين النظري والتطبيقي. من الصعب معالجة الكثير من المشكلات السيكولوجية النفسية دون الالتفات إلى دوافع الكائنات الحية التي تلعب دوراً رئيسياً في تحديد السلوك كما وكيفا.
جدول المحتويات
ويرتكز تراث علم النفس التجريبي الخاص بعمليات التعلم والتذكر والعمليات الإدراكية ومعظم جوانب سلوك الإنسان أو الحيوان على أساس فروض تتصل بمبادئ الدافعية في علم النفس بسيط للغاية، وهو أنها تساعد في الوقوف على أفضل فهم وتفسير لسلوك الكائن الحي حتى يمكن للتنبؤ به وضبطه في المستقبل. فدراسة دوافع السلوك تزيد فهم الإنسان لنفسه ولغيره من الأشخاص، هذا لأن معرفة الدوافع المختلفة التي تدفعنا أو تحركنا للقيام بأنواع السلوكيات المتعددة في مختلف المواقف والظروف تساعدنا بشكل كبير على فهم ذواتنا وأنفسنا وسلوكنا الإنساني. كما ان معرفتنا لدوافع الأشخاص الأخرين تجعلنا قادرين على فهم سلوكهم وأفعالهم ولماذا قام بهذا السلوك دون غيره.
كذلك فإن الاهتمام بدراسة الدوافع تعطينا قدرة كبيرة على التنبؤ بالسلوك الإنساني لشخص ما في المستقبل من خلال معرفتنا بالدوافع المحركة لهذا الشخص. كما يمكننا أيضاً استخدام معرفتنا بدوافع الأشخاص للتحكم في سلوكهم وتوجيههم بشكل معين، من خلال خلق ظروف خاصة لتثير فيهم دوافع معينة لكي تحفزهم على فعل سلوك أو تصرف معين، وكذلك قد تستخدم في كبح أو منع سلوك أو تصرف معين. لذلك تظهر أهمية دراسة موضوع الدافعية في مختلف مجالات العلوم التطبيقية، كعلوم التربية والصناعة والعلاج النفسي وغيرهم.
مفهوم الدافعية
الدافعية هي قوة ذاتية في الفرد تحرك سلوكه وتوجهه لتحقيق غاية معينة، أو هدف يشعر بالحاجة إليها أو بأهميتها المادية أو المعنوية (النفسية) بالنسبة له، وتحافظ على استمراريته وديمومته حتى يتحقق الهدف. وتستثار هذه القوة المحركة بعوامل تنبع من الفرد نفسه، وتسمى عوامل داخلية. أو من البيئة المادية أو النفسية المحيطة بالفرد، وتسمى عوامل خارجية.
من هذا التعريف يمكن الوصول إلى سمات الدافعية منها:
- الدافعية هي قوة ذاتية داخلية.
- الدافعية محرك للسلوك.
- الدافعية توجه السلوك.
- تتصل الدافعية بحاجات الفرد.
- تستثار بعوامل داخلية أو خارجية.
أما دورة الدافعية فهي:
- نشوء دافع أو حافز.
- إصدار اتجاهات تؤدي إلى تحقيق الهدف.
- الوصول إلى الراحة بعد إشباع الحاجة.
فمثلاً عن عرض وسيلة تعلمية أمام الطلاب، يتولد لدى الطلاب حب الاستطلاع والرغبة في المعرفية، فيصغي الطالب لما سيقوله المعلم حول الوسيلة، وربما يطرح الطالب أسئلة على المعلـم سـعياً لتحقيق هـدف معين وتلبية الحاجة للمعرفة. فالوسيلة تعد مثيراً، والرغبة في المعرفة هي الدافع، والانتباه وطرح الأسئلة هو السلوك أو العمل، والمعرفة وتلبية الحاجة هي تحقيق الهدف، ويمكن تمثيل ذلك كما يلي:
المنبه أو المثير ← الدافع أو الحافز ← السلوك أو العمـل ← تحقيق الهدف ← الوسيلة ← الرغبة في المعرفة ← الانتباه والتركيز وطرح الأسئلة ← المعرفة والتعليم وتلبية الحاجة.
إن استثارة الدافعية تتطلب عوامل رئيسة هي المنبه أو المثير، الدافع أو الحافز.
تعريف الدافع
هو مثير أو القـوة التي تدفع الفرد للقيام بسلوك من أجل إشباع وتحقيق حاجة أو هدف، فهذا المثير قد لا نراه ولكن يستدل عليه من خلال السلوكيات الخارجية، وهناك علاقة بين الدافع والحافز تتوضح من خلال الأمثلة التالية: الطعام حافز وهو موجود في البيئة، والجـوع مـثير داخلـي وهـو دافع والحافز هو الشيء الذي يهدف الكائن الحي الوصول إليه مثل الطعام، والماء، والهواء، والتخلص من الفائض عن حاجة الجسم. وأما الدافع فيمثل الجوع، والعطش، والتنفس.
والدافعية مفهـوم واسع، يرتبط بعدد من المفاهيم الأخرى التي تزيده قوة، وتسمى المنظومة الدافعية وتضم:
- الاهتمام.
- الحاجات.
- القيم.
- الاتجاهات.
- الميول.
- العقائد.
- التطلعات.
- التحصيل.
- التوازن.
فالطالب يهتم بالأمور التي تهمه (الاهتمام) ويسعى للحصول على حاجاته (الحاجة) ويحرص على تحقيق القيم، ويختار مـا يناسبه، ويتجنب الأمور التي يحمل اتجاهات سلبية نحوها (الاتجاهات) وكمـا يعمل الطالب على إشباع حوافزه كالثناء، والتحصيل، والنجاح، والمديح.
القلق والدافعية
إن الدافعية تزيد في قلق وتوتر المتعلم، وكلما زادت الدافعية زاد القلق والتوتر، ويؤثر القلق في الجانب الانفعالي، وهذا يؤثر في اكتسابه المعرفة والمهارة والاتجاه، إن مستويات القلق مؤثرة في عملية التعلم، فالقلق العالي يؤثر سلباً على تحصيل الطالب، ويستطيع كثير من الناس التكيف مع مستوى معتدل من التوتر، وقد تقل كفاءة الفرد عندما يكون متوتراً جداً، ومن خلال الشكل التالي تتوضح العلاقة بين القلق والأداء
وهـذه إشارة إلى المعلـم بـعـدم إثارة مستوى عال من القلق والتوتر لدى الطلاب، وعليه أن يكـون حـذراً في مستوى الدافعية والقلق الذي يستثيرهما لدى الطالب. وأن عليه الموازنة بين القلق والدافعية والحصول على مستوى معتدل من القلق، الدافعية ليست عملية سهلة بل تتطلب من المعلم المراقبة للموقف الصفي المتعلم للتعلم.
نظريات الدافعية
يمكن إظهار الاتجاهات أو النظريات في تفسير الدافعية، وذلك من أجل تطوير فهم لجوانب هذه العملية، وذلك لمساعدة المعلم لتحسين ممارساته مع طلابه، وبالنسبة لعملية الدافعية هناك اتفـاق حـول أهمية الدوافع وآثارهـا، وهناك اختلاف حول عوامل توليد الدافعية والأغراض التي تخدمها، والسبب هو اختلاف المدارس والاتجاهات التي تبحث في ذلك، وهذه النظريات والاتجاهات هي:
النظرية السلوكية
يتضمن هـذا الاتجاه فكـرة فهم السلوك الذي هو عبارة عن وحدات أدائية إجرائية محددة بمثير – استجابة، ويحكـم حـدوث هذه الوحدة ما يتبعها من تعزيز أو نتائج بافتراض أن السلوك محكوم بنتائجه.
وتزعم هذا الاتجاه مؤسس السلوكية (سكنر) ويرى أن السلوك ينشأ من مؤثرات خارجية وداخلية تسمى معززات، ويتضمن زيادة حدوث وتكرار السلوك الذي اتبع بمفرز، فإذا ما أراد المعلم زيادة أداء الطلاب فعليه تقديم التعزيز الفوري بعد أداء كل عمـل صـحيح، ويرى سكنر أنه لا داعي لوجود الحوافز لدفع السلوك وتوجيهه، بل إن المحرك الأساسي للسلوك هو التعزيز، وهو يرى أن التعزيز يقوي الاستجابات التي تعمل على خفض كمية الحرمان في التعزيز، ويرى سكنر أن مصدر الدافعية هي خارجية، فهي ناتجة عن مؤثرات وتعزيزات مختلفة، حتى يتطور ويصبح التعزيز ذاتياً وفيه يشبع الفرد حاجاته وأهدافه بدون.
النظرية المعرفية في تفسير الدافعية
فكرة الدافعية وفق هذا المنحى أن الأفراد يميلون حتى يصلوا إلى حالة التوازن المعرفي؛ أي أن الفرد حين تنقصه المعرفة يكون في حالة عدم توازن، ويبقى نشطاً من أجل الحصول على تلك المعرفة، وذلك يكون مدفوعاً دفعاً داخلياً، ويفترض الاتجاه المعرفي وجـود حاجـات أساسية للناس، ومن أجل تحقيق هذه الحاجات يكون الفرد نشطاً، فعالاً في صراعه مع البيئة من أجل إدراكها، وتمثيلها، وهذا مشابه لفكرة الحاجة للتوازن المعرفي ويقصد بها حاجة الفرد إلي المعرفة والمعلومات الجديدة حتي يتمكن من الشعور بالقوة لامتلاكه الخبرة الجديدة وتمثيلها.
وفسر الاتجاه المعرفي وفـق عـدد مـن التفسيرات الفرعية مثل نظرية الانجاز الدافع، والتي تفترض أن الإنجاز الدافع مفهوم يعبر عن القوة الدافعة للقيام بالعمل المتقن وفق معيــار محـدد مـن السيطرة والإتقان، ويتأثر هذا الدافع بعدد من العوامل مثل العمر، والجنس، والظروف البيئية والأسرية.
وكذلك فسر بنظرية القـدرة/ الدافع وترى أن الإنسان يمكن دفعه وإثارته بزيادة قدرته وإمكاناته كي يتكيف مع البيئة التي يعيش فيها.
وأمـا نـظـريـة العـزو للدافـع فـتعـد مـن أكثر النظريات في معالجتها لدافعية الفرد نحو النجاح وتجنب الفشل ويرى (واينر) أن الأفراد يحاولون معرفة الأسباب التي دعت الأمور إلى أن تحدث على الشكل الذي حدثت عليه، وذلك برد الأمور إلى أسباب محددة فمثلاً يفسر الفرد نجاحه أو فشله في الامتحان برده إلى أسباب ليست له القدرة على التحكم به، وقد سمى هذه النظرية اللذة والألم، فهو يرى أن الحاجة للمفهوم تقود الطلاب إلى أن يسألوا أنفسهم عن أسباب النجاح والفشل في الامتحان، فيقوم الطـالـب بعزوها إلى أسباب معينة منها: أسباب داخلية مع مسببات خارجية مثل صعوبة المهمة، والحظ، وأسباب غير دائمة مثل المزاج، وأسباب تخضع للضبط والتي لا تخضع للضبط، فإنك تستطيع أن تتحكم بكمية المساعدة التي تحصل عليها ولكن لا تستطيع أن تتحكم بالحظ والمزاج في أثناء الامتحان.
نظرية التعلم الاجتماعي (Social Learning)
تعد من النظريات التي تفسر الدافعية وتأخـذ هذه النظرية بعين الاعتبار اهتمامات المدرسة السلوكية في توابع السلوك، وكذلك المدرسة المعرفية التي تركز على دور المعتقدات والتوقعات في سلوك الفرد. اقترح باندورا صورتين أساسيتين للدافعية.
المصدر الأول: الأفكار عما تكون عملية النتائج المستقبلية لسلوكها، هل سأنجح أو سأفشل؟ وتعتمد هذه التوقعات أساساً على خبراتنا وعلى نتائج أفعالنا السابقة، أي أن الفرد يحاول تصور النتائج المستقبلية.
المصدر الثاني: وهو وضع الأهداف وصياغتها، بحيث تصبح أهدافا فعالة، والفرد يحاول أن يثابر في جهوده حتى يصل إلى المعيار الذي يضعه، والفرد عندما يصل إلى الهدف، فإنه يشبع ويحقق حالة رضي والفترة قصيرة، ثم يطبع أهداف جديدة ويسعى مـن جهـة لتحقيقها، يختلف الأفراد في وصفهم لأهداف فعالة وتقييم أدائهم ومكافأة أنفسهم على تحصيلهم، لذلك فإن المدرسين يستطيعون مساعدة الطلاب في هذا المجـال مـن خـلال صياغة أهدافهم وتهيئة الفرص لتحقيقها، وذلك يعد بمثابة مكافأة وتعزيز لسلوكهم في التعلم كأهـداف خاصـة، ويتحولون إلى أفراد أكثر إيجابية، وبالتالي ذوي دافعية أعلى للتحصيل المدرسي.
النظرية الإنسانية (Humanistic Theory)
تزعم هذا الاتجاه: (ابراهام ماسـلو) ويرى أنه لا المدرسة السلوكية ولا التحليلية قدمـتـا تفسيرا للدافعية، فجمعت هذه المدرسة بين المصادر الداخلية للدافعية والنزعة الفطرية وتعتقد المدارس الإنسانية أن الفرد مدفوع لتحقيق أهدافه مثل تحقيق الذات والاستقلال بفعـل حـاجـات فطرية، وإبراز ما كتب في هذا المجال دور الحاجات في الدافعية في الاتجاه الإنساني (ماسلو) لهرم الحاجات.
هرم الحاجات (Needs Hierarchy)
لدى الناس حاجات متعددة وهذه الحاجات إما أساسية بيولوجية، أو ثانوية مكتسبة والحاجة الأقوى هي التي تفرض نفسها، وتبقى تعمل على استثارة سلوك الفرد حتى تشبع أو تتحقق، وعند تتحقق حاجة تتيح الفرصة لبروز حاجة أخرى، وتكون بحاجة إلى إشباع، نظم ماسلو هذه الحاجات الإنسانية في هرم، وذكرها على النحو الآتي:
- الحاجات البيولوجية والفسيولوجية: الأكل، والشرب، والراحة، والجنس.
- الأمن والسلامة.
- الاجتماعية: التبعية والانتماء.
- تقدير الذات: الثقة بالنفس.
- المعرفة: الرغبة في الفهم.
- الجمال: الإحساس بالجمال والخير.
- تحقيق الذات: طلب القدرة على العطاء والتفكير.
نلاحظ أن ماسلو وضع تحقيق الذات في قمة الهرم، لاعتقاده أن الفرد يولد ولديه الدافع لتحقيق الذات، ويعد هذا الدافع قوة إيجابية تدفع الإنسان لتوجيه سلوكه نحو النجاح، وسمى حاجات الجسد، والأمن والانتماء وتقدير الذات بحاجات النقص، وعندما يتم إشباعها تنخفض الدافعية لتحقيقها، بينما أطلق على حاجات الأخرى حاجات النمو “الوجود” فعندما يتم إشباع هذه الحاجات جزئياً تزداد الدافعية للبحث عن حاجة أخرى.
ولنظرية ماسلو تطبيقات صفية تربوية ذات أهمية:
على المعلـم: تحسس الحاجـات الفسيولوجية لطلابه وذلك من خلال محاولة حل المشاكل الآتية:
- طفل يرتجف في الصف من البرد.
- طالب يجلس بوضع غير صحي بالنسبة للوح.
- طالب ملابسه بالية.
الحاجات الأمنية
- ساعد الطالب الذي لا يشعر بالأمان في الصف.
- كن قدوة في المحافظة على هدوئك واتزانك.
- لا تسمح للطالب بالسيطرة والتسلط على الطلاب في الصف وكن حازماً.
الحاجات الاجتماعية:
- كون علاقات بين الطلبة وذلك من خلال المجموعات.
- احترم طلابك.
- تعرف على قدرات طلابك وتعامل معهم حسب هذه القدرات.
الحاجة الذاتية الفردية وتحقيق الذات:
- ساعد الطالب قليل الاحترام لذاته على النجاح.
- اطرح أسئلة من خلال المناهج تخدم مسألة احترام الذات.
- كن على صلة مع المرشد التربوي في التعرف على سلوكيات الطلاب.
- ابتعد عن التعليقات المدمرة.
الاتجاه التحليلي (المنظور السايكورديناميكي/ الغرائز):
يقـوم هـذا المنحنى على آراء فرويد في بناء الشخصية ودوافعها، ويستخدم الغريزة والكبت واللاشعور في تفسير السلوك ودوافع السلوك.
يقول فرويد إن وراء الدوافع؛ غريزة الجنس، والعدوان، ويسميه دافع الجنس، ودافع العـدوان، ويطـرح مفهوم الدافعية واللاشعورية في تفسير ما يقدم به الفرد من سلوك دون تحديد الدوافع الحقيقية في منطقة اللاشعور، ويقوم الفرد بكبت أفكاره، وإذا تعذر ظهورها تظهر أحلام، فعندما نريد فهم السلوك ودوافعه نبحث عن الدوافع خلف ذلك السلوك من خلال معرفتنا بالبناء النفسي للفرد، وهذا الأسلوب يجب أن يستخدمه المعلم مع طلابه لفهم سلوكهم والتعامل معهم.
مصدر الدافعية | الثمرات الهامة | المنظرون | |
السلوكية | خارجي | التعزيز، والحوافز | سكنر |
الإنسانية | داخلي | الحاجات | ماسلو |
المعرفية | داخلي | الاعتقاد والتوقع | واينر |
التعلم الاجتماعي | داخلي وخارجي | الأهداف | باندورا |
التحليل | داخلي | الغرائز والجنس | فرويد |
الدافعية للتحصيل الدراسي
هـذا الدافع لـه صـلة بالمعلم، كون التدريس الصفي يعتمد عليه، والحاجة إلى التحصيل تعـد حـاجـة عامـة قوامها محاولة الوصول إلى مستوى معين من النجاح والتمييز، فالطالب الذي لديه حاجـة عامـة قوامها محاولة الوصول إلى مستوى معين من النجاح والتمييز، فالطالب الذي لديه حاجة قوية للتحصيل يشعر بانجذاب إلى نشاطات التي فيها نوع مـن التحدي، ويرى بعض علماء النفس أن دافعية التحصيل عبارة عن سمة ثابتة لدى الفـرد بمقـدار، ويرى آخرون أنها مجموعة القيم والاعتقادات ثم تشكيلها من خلال خبرات الفشل أو وجـود المحفزات. فمثلاً تكون دافعية التحصيل عالية لدى طالب نحو مساق الرياضيات بسبب حبه للمادة العلمية. ولدى الناس حاجة إلى تجنب الفشل مثلما لديهم حاجة إلى التحصيل. فإذا كانت دافعية التحصيل أقوى من دافعية الفشل فإن قدراً من الفشل يمكن أن يكون دافعاً لقبول التحدي، ويؤدي إلى النجاح. لذا على المعلم أن يعطي لطلابه مهمات فيها نوع من التحدي ويستطيع الطالب أن يحلها.
التطبيقات التربوية للدافعية في التعلم الصفي
إن دور المعلم في تحديـد الدافعية واستخدامها وتوظيفها لرفع كفاءة التعلم لدى المتعلم، يمكن أن يبرز من خلال استخدام النشاطات والفعاليات التالية ومنها:
- وضع الطالب في مواقف البحث والاستطلاع.
- استخدام أسلوب الأسئلة بدلا من تقديم المعلومات، وخاصة الأسئلة التي يقل توقع الطلاب لها.
- استخدم الاكتشاف.
- ربط الدافعية بالتحصيل ونتائجه.
- استخدم أسلوب التشكيك فيما يعرفه المتعلم فإنه يزيد من دافعيته للتعلم.
- التقليل من فرصة التهكم والسخرية لآرائه.
- تجنب استخدام العقاب البدني وربطه بالتعلم الصفي.
- إتاحة الفرصة للنجاح؛ لأن النجاح يولد نجاح.
- استخدام أساليب التعزيز الإيجابي، وأساليب التشجيع.
- زيادة فرص التعاون.
- وضع اهداف واقعية يمكن تحقيقها لدى المتعلم.
مـن خـلال هـذه الممارسات يظهـر أثـر الدافع في توجيه واستثارة انتباه الطالب، والعمل على استدامة السلوك لدي المتعلم، المعلم المدفوع هو إيجابي، مشارك، مخطط، نشط.
وظائف الدافعية في التعلم
تؤدي الدافعية ثلاث وظائف أساسية في عملية التعلم هي:
- الوظيفة الأولى: تزويد السلوك بالطاقة المحركة؛ حيث إن الدوافع تطلق الطاقة وتستثير النشاط وتسمى الوظيفة الاستثارية (Arousal Function)، فالمثيرات والحوافز الخارجية مثل التهديد، الجوائز هي عوامل دافعة ومحرك للسلوك (خارجية)، وأما الرغبة والتحدي فهي دوافع داخلية تحرك السلوك وتدفعه نحو الهدف.
- بعض الممارسات الصيفية الخاصة بالطلبة أو سلوكهم، مثل الجو الصفي وما يسوده من علاقات، التباين بين الطلبة في مستوياتهم التحصيلية والاقتصادية، كثرة عدد الطلاب في الصف.
- ممارسات بعض المعلمين الخاطئة تسهم في تدني الدافعية، لذا لا بد من وجود استراتيجيات محددة يتبعها في استثارة الدافعية وتقويتها، ورفع مستوى تدنيها لدى الطلبة، وذلك من أجل تحقيق تعلم سوي متوازن وفعال وقابل للاسترجاع والتطبيق، ومن هذه الاستراتيجيات.
كيفية تنمية الدافعية للتعلم والتحصيل الدراسي
- ربط تعلم المهمة والتعليم بحاجات الطلبة.
- ربط النشاطات باهتمامات الطلبة.
- جعل المهنة مثيرة وممتعة.
- ربط التعليم بالتطبيقات العملية.
- استخدام غير المألوف لديهم.
- بناء الثقة والتوقعات الإيجابية وتجنب الطلاب الإحباط والمعاناة:
- أبدا مع الطلـبـة مـن حيث هم (البدء بالعمل على مستوى الطالب، واستمر بخطوات).
- اجعل الأهداف واضحة ومحددة وقابلة للإنجاز.
- ابتعد عن المنافسة بين الطلاب وأكد على المقارنة مع الذات.
- أعط الطلبة نموذج حي من المشكلات، أي حلل مشكلات بطريقة نموذجية.
- اشعر الطلبة بإمكانية تحسن مقدراتهم.
- أنجز جميع المتطلبات:
- وفر بيئة صفية مناسبة ومنظمة وخيالية من الفوضى.
- نوع من المهمات واجعل فيها نوعاً من التحدي وذات فائدة تطبيقية.
- تقديم صورة للإنجاز المتوقع من الطلاب يتصف بالدقة والكمال، وذلك بإحداث ما يسميه علمـاء النفس التناقض الإدراكي في أفكارهم؛ ليقارنوا ما لديهم بالنموذج المعروض عليهم مما يدفعهم لمحاولة بلوغه.
- الاستمرار في التركيز على المهمة:
- امنح بدائل للإجابة.
- تجنب التركيز على الدرجات والمنافسة.
- قدم التفاصيل مرتبة.
- التعلم التعاوني:
- اجعل في المهمة نوع من التحدي.
- تأكد من مشاركة جميع أفراد المجموعة في العمل.
- أبعد أفراد المجموعة عن التنافس.
- تحويل الدافعية من خارجية إلى داخلية:
- أشعر الفرد بأنه يتعلم ويبادل طلاب صفه العمل وذلك باستمتاع ورغبة.
- اشعر المشاركين بأنهم يتعلمون ويعطون.
- ركز على إظهـار مـبـدأ العدالة والإنصاف بين أفراد المجموعة، وخاصة قليلي التحصيل، حتى يصل الجميع إلى مستوى محدد من الإنجاز كل حسب قدرته.
- أشعر المتعلم بأنه يعمل بفاعلية لتوليد مشاعر الرضا والرغبة في العمل.
- تزويد الطالب بتغذية راجعة هامة حول تقدمه وإنجازاته.
- استثارة التشويق والاكتشاف وحب الاستطلاع وذلك:
- استثارة الدهشة.
- الشك سؤال مثل: هل صحيح أن مجموع زوايا المثلث يكون دائماً 180 درجة سواء أكان المثلث كبيراً أو صغيراً.
- الإرباك: عن طريق الأسئلة.
- التناقض.
أساليب معالجة تدني الدافعية لدى المتعلم
هناك اتجاهين معروفين في معالجة تدني الدافعية وهما النموذج السلوكي والنموذج المعرفي في العلاج.
النموذج السلوكي في العلاج
يسير حل المشكلة السلوكية وفق الخطوات التالية وذلك لمعالجة مشكلة تدني دافعية الطلبة للتعلم الصفي:
- تحديد أعـراض السلوك ومـن الأعراض: تشتت الانتباه، الانشغال، النسيان، الإهمال….).
- تحليل الظروف الصفية لتدني الدافعية للتعلم ومن الأمثلة (ممارسات الطلبة، الجو الصيفي المنفر، زيادة عدد الطلبة في الصف، جمود الأنشطة…..).
- تحديد الأغراض المهمة للمشكلة (مثل تدني الاهتمام بالواجبات، سلوك تشتت الطلاب، إهمال تعليمات المعلم…) وهذه الأعراض يجب أن ينصب الاهتمام عليها حتى تعالج المشكلة، ويقلل الوقت والجهد لبذله في مواقع أخرى.
- تحديد الأهداف العامة والخاصة:
يهدف المعلمون إلي استخدام الخبرات والمواد التعليمية في الفصل الدراسي بهدف تحفيز وزيادة دافعية المتعلم وبالتحديد لتقليل تأثير العـوامل التي تساهم في انخفاض الدافعية للتعلم، وتقوية السلوك المساهم في زيادة الدافعية للتعلم، ويمكن تحديد تحقق هذه الأهداف من عدمها من خلال ملاحظة أنماط محددة من السلوك وهي:
– يهتم الطلبة بما يقدم لهم من خبرات.
– تسجيل الملاحظات الصفية.
– حل الواجبات.
– المثابرة على إنهاء المهمات.
– استيعاب التعليمات والالتزام بها. - تعريف السلوك بشكل واضح ومحدد، وقياسه وتسجيله: ويمكن تحديد انخفاض الدافعية بأنه السلوك الذي يظهـر فـيه الطلاب مشاعر الملل، وتشتت الذهن، والانسحاب من الأنشطة، ويمكن قياس انخفاض الدافعية بتحديد مدى شرود الذهن والانسحاب والملل.
- تحديد مدى قبول الأهداف العامة والخاصة.
- تعرف الترتيبات الموجودة: وذلك بتحديد الظروف التي تحدث قبل حدوث أعراض تدني الدافعية.
- تحديد الإجراءات المناسبة منها: زيادة تفاعل المعلم والمتعلم، زيادة فاعلية الأنشطة.
- تقرير الترتيبات الجديدة: مثل البحث عن إجابات الأسئلة، زيادة الاستمرار في عمل المهمة.
- عقد اتفاقات مع الطلبة: يتعهد الطالب بالسير بالبرنامج، ويتعهد بتقديم توضيح في حالة تقصيره.
- تهيئة مواقف مساعدة لإنجاح المهمة مثل: إشعارهم بأهمية الانجاز، تقديم مواد مثيرة لهم.
- تحديد الإجراءات التقويمية، ويمكن ذكر الإجراءات التقويمية التي حددت في معالجة مشكلة تدني الدافعية للتعلم الصفي فيما يلي: قائمة رصد السلوك، تقرير سردي وذلك بتسجيل سرداً قصـصي لأداءات الطلبة، وسلوكياتهم.
ثانياً النموذج المعرفي في العلاج (Cognitive Approach)
تعالج مشكلة تدني الدافعية وفق الاستراتيجيات الآتية:
- التحدث عن مشكلة بأبنية معرفية مناسبة بصوت عال.
- الانتباه إلى العناصر المتعلقة بالمشكلة.
- مساعدة الطالب على أن يتخيل نتائج معالجة المشكلة، أو التخلص من أعراضها.
- حديث الطالب بصوت مسموع عما يجب فعله للقضاء على الأسباب المرتبطة بمشكلة تدني الدافعية وانخفاضها.
- تحدث الطالب عما ينبغي أن يقوم به ليتخلص من أسباب المشكلة بصوت منخفض.
- تحدث الطالب عما ينبغي أن يقـوم بـه ليتخلص من أسباب المشكلة بحديث ذات صامت.
من استراتيجيات معالجة تدني الدافعية:
- لعب الدور.
- التمثيل.
- المسابقات الفرضية.
- الاستكشاف.
- وضع أهداف تربوية تعليمية نحو المعرفة وليس نحو الأداء.
- تغير العزو.
- الاسترشاد برأي المعلم.