الطفولة المتوسطة (سن المدرسة)

كيفية بناء شخصية قوية للطفل عشرة نصائح تربوية

من أهم وظائف الآباء في التربية هو إعداد الأطفال لمواجهة الحياة كأشخاص بالغين مستقلين. ولن يكون ذلك إلا ببناء شخصية قوية للطفل تهيئه للحياة بثقة وجرأة. وهناك مجالات مختلفة لتحديد معني الشخصية القوية: عاطفيا وجسديا وأخلاقيا واجتماعيا وفكريا. وكلها مهمة بالفعل في حياة الأطفال حتى يصبحوا أشخاصا مستقلين ومسؤولين لديهم آرائهم الخاصة ومستعدون لمساعدة الآخرين. وأنتي قادر علي مساعدة طفلك على تطوير كل هذه الصفات وإعداده ليكون شاب مسئول.

أهمية التربية وتشكيل الشخصية في المراحل الأولي

يؤكد د. هشام حمودة – أستاذ مساعدة في كلية الطب بجامعة هارفرد الأمريكية – علي أهمية سنوات الطفولة في التربية باعتبارها السنوات الأكثر درامية وتأثيراً في حياتهم كما في الفيديو التالي

إليك عشرة نصائح تربوية تساعدك في بناء شخصية قوية للطفل ببعض الطرق البسيطة التي يمكنك من خلالها تغيير حياة طفلك للأفضل و مساعدته علي تطوير شخصية مستقلة وقوية.

ساعدي طفلك علي الاعتماد علي النفس

من الأفضل ألا تفعلي كل شيء لطفلك. يجب أن يتعلموا ارتداء الملابس بأنفسهم ، و كيفية ربط الحذاء الخاص بهم ، وحزم حقيبة الظهر للمدرسة. بالتأكيد، يمكنك القيام بذلك بشكل أسرع وبمهارة أكثر، ولكن عليكي التحلي بالصبر والانتظار حتى تمرني طفلك علي الاعتماد علي نفسه. قد لا تكوني موجودة دائمًا لمساعدتهم لذلك يجب أن تعلمي أطفالك كيفية الاعتماد علي أنفسهم.

أعطي طفلك فرصة الاختيار لنفسه

دعِ طفلك يتخذ القرار. لا يجب أن تختار بدلا عنهم جميع ملابسهم وألعابهم وحتي هوايتهم، أو أن تقرري لهم ما يعجبهم وما لا يعجبهم. يمكنكِ مساعدتهم بالنصيحة ومناقشة اختيارهم معهم. لكن لا يمكنكِ أن تعتقدي أنك تعرفين أفضل منهم عندما يتعلق الأمر بما يريدون. فقط أتركي لهم الفرصة لاختيار ما يريدون من ألعاب وملابس وهوايات.

اجعلي طفلك يساعدك

عندما يصبح عمر طفلك 3 سنوات، يمكنكِ إشراكهم تدريجيا لأداء بعض المهام. علي سبيل المثال، يمكنكِ البدء بتعليمهم إرجاع الألعاب في مكانها. وعندما يكبرون ، استمري بتوسيع قائمة الأعمال المنزلية الخاصة بهم. هذا سيساهم في نمو شخصيتهم وغرس الاجتهاد والانضباط. كما سيعلمهم هذا أيضًا كيفية مساعدة الآخرين واحترام عمل الآخرين ومجهودك في المنزل.

علمي طفلك التحكم بمشاعره

الأطفال عاطفيون للغاية. يمكن أن يكونوا سعداء بجنون أو يصرخون بصوت عالٍ يُسمع في الشارع. بالتأكيد، رؤية أطفالنا سعداء شيء مفرح، ولكن إذا كان الطفل مع  أدنى اختلاف، يبدأ في الصراخ بشراسة وإلقاء الأشياء علي الأرض، فيجب أن يتعلم كيف يتحكم في عواطفه وأن يتصرف بعقلانية لما يحدث. إذا كنتِ تسمعِ كلام طفلك مع كل صرخة، فستعودِ طفلك علي هذه الطريقة للحصول علي ما يريد.

علمي طفلك الانضباط الذاتي

يجب أن يتعلم الطفل الانضباط والقيام بالأشياء الضرورية، حتى لو لم تكن مرتبطة باللعب والمرح. مثل تنظيف الأسنان قبل النوم ، ووضع الألعاب في مكانها، وأداء الواجبات المدرسية. كل هذه الأنشطة جزء لا يتجزأ من الروتين اليومي. لذلك يجب علينا تعليم أولادنا الانضباط الذاتي للقيام بهذه الأنشطة بمفردهم بدون التحكم فيهم وتركهم تدريجيا لأداء واجباتهم المدرسية بمفردهم أو تذكيرهم بغسل أسنانهم قبل النوم.

دعِ طفلك يجيب

من الضروري أن تعطي طفلك الفرصة ليتحدث عن نفسه. لأن هذا يساعد علي نمو مهاراته الفكرية وقدرته علي التواصل الاجتماعي. يجب ألا يخاف الطفل أن شخص ما قد يسألهم شيئا. يجب أن يتعلموا كيفية الإجابة على الأسئلة والرد بعفوية. و إلا، يمكن أن يصبحوا خجولين ومنعزلين عن الآخرين.

فسري السبب والنتيجة لطفلك

فسري أفعالك لطفلك. إذا قمتِ بتوبيخهم، فتأكدي أن تخبريهم لماذا تفعلي هذا و ما هم مذنبون به. من المهم أن يدرك الطفل أخطائه ويستخلص استنتاجاته الخاصة. يجب أن يفهموا أن أفعالهم يمكن أن تؤدي إلى نتائج معينة. وحاولي أن تظل هادئة عندما تشرحي لهم لماذا من الأفضل التصرف هكذا و ما أسباب ذلك.

دعِ طفلك يرتكب الأخطاء

حاولي ألا تبالغي في حماية طفلك. بالتأكيد، يجب علينا حمايتهم من الأشياء الخطرة علي حياتهم. لكن عليكي منح طفلك الحرية عندما يتعلق الأمر بأشياء أخرى. سيسمح لهم ذلك بالتعلم من أخطائهم واكتساب خبراتهم الشخصية، التي ستكون مفيدة في المستقبل وستساعد علي بناء شخصية قوية للطفل . تذكري بأن الأخطاء وخيبات الأمل كلها جزء من الحياة.

ساعدي طفلك علي تكوين رأيه الخاص

من المفيد تطوير قدرة الطفل على التفكير والنظر بشكل نقدي للموقف وتكوين رأيه بناءً على فهمه ومشاعره. من المهم أيضًا السماح لهم بالتعبير عن آرائهم. لأن ذلك سيساعدهم على عدم الوقوع ضحية لنكات أصدقائهم أو التصرف بطريقة سيئة لإثبات شيء ما للآخرين. وفي المستقبل، سيؤدي هذا الي نمو طفلك كشخص مسئول لديه رأيه وقناعاته الخاصة ولا يخضع تحت تأثير أراء الأخرين.

لا تذهبي مع طفلك في كل مكان

لا يوجد ضرورة للذهاب مع طفلك في كل مكان. بمجرد أن يكبر طفلك لسن مناسب، اتركي له حرية الذهاب إلى المدرسة بمفرده أو ركوب الحافلة المدرسية. بالطبع، إذا قمتي بتوصيله بنفسك، ستشعرين بالاطمئنان ويمكنك التأكد من أن طفلك قد وصل للمدرسة بسلامة. لكن في سن أكثر وعياً، عندما يكون لأطفال القدرة علي فهم قواعد السلامة ويعرفون كيفية عبور الشارع. يمكنك تركهم للذهاب برفقة أصدقائهم لأن ذلك يساعدهم علي تنمية علاقتهم اجتماعياً و بناء شخصية قوية للطفل.

خاتمة

إن عملية التربية والتنشئة الاجتماعية عملية مستمرة يتحمل الوالدن مسئوليتها منذ لحظة ميلاد الطفل إلي لحظة تسلمه زمام أمور حياته وانطلاقه لبناء مستقبله. ولكن هذه العملية نفسها بل تقف عند سن معينة بل تستمر ما دامت الحياة. لأن التنشئة الاجتماعية عملية تعلم وتعليم وتربية وتعتمد أصلاً علي التفاعل الاجتماعي. وتهدف التنشئة إلي تزويد الفرد في مراحل عمرها المختلفة بالمعايير والاتجاهات المناسبة للأدوار اجتماعية معينة تساعده علي مسايرة المجتمع والتكيف معه وتسهل عملية الاندماج في الحياة الاجتماعية.

بالإضافة إلي ذلك تعمد التنشئة إلي مساعدة الفرد علي النمو السليم في مواهبه وقدراته، وكذلك مساعدته ليكون عضواً نشيطاً فاعلاً في نطاق المجتمع. ولكن هناك عوامل كثيرة تؤثر في عملية التنشئة الاجتماعية منها الثقافة، والأسرة والمدرسة، وجماعة الرفاق، ووسائل الأعلام. ودور العبادة. ولأن الأسرة (متمثلة في الوالدين والأخوة والأقارب) هي التي تمد الفرد بالمفاهيم التي تحرص الثقافة علي تزويده بها وهي التي تعده وتمده بالمعرفة اللازمة لبناء شخصية قوية للطفل والتكيف مع المجتمع الخارجي (المدرسة، والرفاق).

ما هي أفضل الطرق والأساليب التي تستخدميها في بناء شخصية قوية لطفلك؟ نريد أن نعرف رأيك في التعليقات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى