الطفولة المبكرة (مرحلة اللعب)الطفولة المتوسطة (سن المدرسة)

كيف يتعلم طفلك بطرق مختلفة؟

تعرف على أنواع الطرق المختلفة التي يتعلم بيها طفلك واكتشف كيف تساعده أفضل طريقة تناسب أسلوبه الفريد في التعلم.

أثبتت الدراسات والتجارب العلمية أن طرق تعلم الطفل تختلف باختلاف نوع ذكاءه. فبعد ما يقارب العشرين عامًا من تحديد هوارد جاردنر للأنواع المختلفة للذكاء في كتابه الرائد “أطر العقل” عام (1983)، بدأ المعلمون حول العالم باستخدام هذه النظرية في فصولهم الدراسية. لطالما عرف الآباء والمعلمون بشكل حدسي أن الأطفال يتعلمون بطرق مختلفة، وأن النشاط الذي يجذب طفلًا ما قد لا يثير اهتمام طفل آخر. لكن العديد من أفكارنا التقليدية حول التعليم تفترض وجود طريقة محددة لتعلم مهارات معينة. وكآباء، جميعنا مررنا بمواقف شعرنا فيها بالإحباط بسبب عدم قدرة أطفالنا الظاهرة على إنجاز مهمة بالطريقة التي تعلمناها نحن. عندما يكون لدينا فهم أفضل لأنواع ذكاء الطفل الفردية وطرق وأساليب التعلم الخاصة بهم، يمكننا أن نقدم لهم تجارب تتناسب مع الطريقة التي يتعلم بها أطفالنا بشكل أفضل.

أنواع الذكاء الثمانية هي:

  1. اللغوي
  2. المنطقي الرياضي
  3. الجسدي الحركي
  4. الموسيقي
  5. المكاني
  6. الطبيعي
  7. الشخصي الاجتماعي
  8. الداخلي الشخصي

كيف تحددين نوع ذكاء طفلك؟

تستطيعين ملاحظة طفلكِ وهو يلعب. ماذا يختار من الألعاب؟ في الأغلب ستلاحظين تشابهًا بين الألعاب المفضلة عنده. ربما تكون جميعها ذات ألوان زاهية وأنماط مميزة أو قوام وأشكال مثيرة، أو تصدر أصواتًا. ثم تأملين في طريقة لعبه: هل يميل إلى التأمل بالألعاب بتركيز، أو لمسها والشعور بها بيديه؟ ربما يكون أقل اهتمامًا باللعب نفسه، ويميل أكثر إلى التدحرج والقفز والتحرك.

عندما تقرئين لطفلكِ كتابه المفضل، لاحظي ما يثير اهتمامه أكثر. هل ينظر إلى الرسومات؟ أم يستمع إلى إيقاع الكلمات والقوافي وأنت تقرئين بصوت عالٍ؟ هل يلمس الأشياء المختلفة المصورة في الصفحة؟ أم يقفز من حضنكِ تقريبًا ويبدأ في تمثيل الأفعال في القصة وأنت تصفينها؟

معظم الأطفال لديهم مجموعة متنوعة من الذكاءات وأساليب التعلم ويمكن إشراكهم بطرق تعلم مختلفة. إذا لم تري تفضيلاً قويًا للعب بألعاب معينة، فهذا يعني أن طفلكِ يمتلك أكثر من ذكاء رئيسي واحد، أو أنه لم يبلغ من العمر ما يكفي لتكوين ميول قوية. في معظم الحالات، يمكنكِ البدء في ملاحظة تفضيل طفلك لأنماط معينة من اللعب والأنشطة في حوالي سن الثانية. بحلول هذا الوقت، من المرجح أن يستجيب طفلكِ بشكل أفضل لأنشطة وخبرات محددة.

احترامك لاختلاف الذكاءات الفردية وأساليب التعلم يعني تقديمك مجموعة متنوعة من الطرق ليتعلم بها طفلك. هذا لا يعني أن تتجنبي مساعدته على إتقان مهارات معينة – حيث يمكن تعليم أي شيء تقريبًا بطريقة تناسب ذكاء طفلك مهما كان. وعندما تتعرفين على ذكاء طفلكِ وأسلوب تعلمه وتستجيبين لهما، فأنتِ تساعدينه على التعامل مع العالم بشروطه الخاصة. إن اللعب على نقاط قوته يمكن أن يجعل إتقان المهارات الجديدة أقل إحباطًا – ويمكن أن يساعده على تنمية حب التعلم مدى الحياة.

أساليب عديدة للتعلم

واحدة من أهم فوائد نظرية الذكاءات المتعددة هي أنها تمنح الآباء خيارات عديدة وطرق تعلم مختلفة، فإذا لم يستجب الطفل لنشاط معين، فهناك العديد من الأساليب الأخرى التي يمكنك تجربتها.

بعد أن تكوّني فكرة عن أسلوب تعلم طفلك، ألقِ نظرة على بيئة منزلكِ والروتين اليومي لمعرفة مدى ملاءمتها لطريقة تعلمه. إذا وجدتِ أن طفلكِ ينجذب إلى الموسيقى، تأكدي من وجود آلات موسيقية متاحة له. حاولي تشغيل الموسيقى طوال اليوم واستخدمي الأغاني كطريقة لتشجيعه على الاستمتاع بأنشطة مختلفة (فأغنية خاصة لغسل الأطباق أو الذهاب إلى التسوق يمكن أن تفيد كثيرًا!). أما إذا بدا أن لديه ذكاءً جسديًا أو حركيًا قويًا، فتذكري أن ابتكار ألعاب مسلية للقفز أو الوثب للعب أثناء الانتظار في الطابور أو في المتجر يمكن أن يساعد في تسهيل هذه الأوقات الصعبة.

في حين أن فهم أسلوب طفلك يساعدكِ على استغلال نقاط قوته، من المهم أيضًا أن تمنحيه الفرص لتقوية نقاط ضعفه. حتى لو كنتِ متأكدة من أن طفلكِ متعلم لغوي (لديه ذكاء لغوي)، فهناك الكثير مما يمكن اكتسابه من إشراكه في تجارب مكانية أو موسيقية.

إليكِ نظرة سريعة على كل نوع من أنواع الذكاء بالإضافة إلى أنواع الأنشطة والتجارب التي يميل الأطفال المتميزون فيه إلى التفوق فيها.

تختلف طرق تعلم الطفل باختلاف نوع ذكاء الطفل
أنواع الذكاء

الذكاء اللغوي

ويقصد به: الحساسية لمعنى الكلمات وترتيبها. يستخدم هؤلاء الأطفال مفردات واسعة ويحبون عادةً سرد النكات والألغاز والألعاب اللفظية؛ يقرأون ويكتبون ويحكون القصص ويلعبون بالألعاب اللغوية.

على سبيل المثال، لإشراك الطفل المهتم باللغة في تجربة علمية منزلية، شجعيه على وصف وتسجيل ما يفعله ويلاحظه بالضبط. لمساعدته على فهم مفهوم مثل العد، اطلبي منه ابتكار قصة يجب على شخصية فيها عد أشياء كثيرة. ولتحقيق ذلك، احتفظي بورق وأدوات للكتابة وأنواع مختلفة من كتب القصص وجهاز تسجيل في متناول اليد.

الذكاء المنطقي الرياضي

ويقصد به: القدرة على التعامل مع سلاسل الاستدلال والتعرف على الأنماط والترتيب. يتمتع هؤلاء المتعلمون بالعمل مع الأرقام، ويرغبون في معرفة كيفية عمل الأشياء، ويطرحون الكثير من الأسئلة، ويجمعون الأشياء ويتعقبون مجموعاتهم.

فمثلاً لإثارة اهتمام المتعلم المنطقي الرياضي بكتاب صور، اطلبي منه فرز وتصنيف الأشياء أو الحيوانات المختلفة التي يراها فيه. إن طلبه بمقارنة الأصوات المختلفة والنغمات التي يمكن أن تصدرها الآلات الموسيقية المختلفة هي طريقة جيدة لمساعدته على استكشاف المفاهيم الموسيقية. من الجيد أن يكون لديك في متناول اليد أحجيات ومكعبات وأشياء صغيرة للمساعدة في العد.

الذكاء الجسدي الحركي

ويقصد به: القدرة على استخدام الجسم بمهارة والتعامل مع الأشياء ببراعة. يتمتع المتعلمون الحركيون بالرياضة ويحبون ممارسة النشاط البدني. يميلون إلى استخدام لغة الجسد والرقص والتمثيل أو المشاركة في التمثيل الإيمائي.

يميل الأطفال الذين يتمتعون بهذا الذكاء إلى التعلم بشكل أفضل من خلال ألعاب الحركة وتمثيل المشاهد والمواقف. إن لعبة مثل الحجلة ستساعد الطفل الحركي على تعلم المفاهيم الرياضية بشكل أسهل من عد الأشياء. أحد التجارب العلمية الجيدة للطفل الحركي في تعلم القياس والمسافات هي مقارنة مدى قدرته على رمي أنواع مختلفة من الأشياء. حاولِ توفير ملابس تنكرية وأدوات لعب الأدوار وغيرها من المعدات الرياضية المناسبة لعمر طفلك الحركي في المنزل.

لعبة الحجلة أحد طرق تعلم الطفل الحركي في تعلم الأعداد
لعبة الحجلة

الذكاء الموسيقي

ويقصد به: الحساسية للدرجة والنغمة والإيقاع والنبرة. يحب هؤلاء الأطفال الاستماع إلى الموسيقى وعزفها والغناء والترنم والتحرك على الإيقاع وخلق الألحان وتقليدها.

غناء الأغاني وتسجيل الأشرطة الصوتية يمكن أن يكون أفضل طريقة لإشراك الطفل الموسيقيِ في الأنشطة. ومثلاً على تعليم طفلك ذو الذكاء الموسيقيِ بعض المفاهيم الرياضية، اطلبي منه عد ضربات الطبل أو تكوين أنماط موسيقية باستخدام آلة موسيقية. ويفضل توفير العديد من الآلات (بما في ذلك أدوات المطبخ للعزف والضرب عليها!) وجهاز تسجيل ومجموعة متنوعة من الأغاني والأصوات للاستماع إليها.

الذكاء المكاني

ويقصد به: القدرة على إدراك العالم بدقة وإعادة إنتاج أو تحويل جوانب منه. يتمتع هؤلاء المتعلمون بالخربشة والرسم والتشكيل بالقطع، ويستمتعون بالنظر إلى الخرائط وحل الألغاز والمتاهات، ويمكنهم تفكيك الأشياء وإعادة تجميعها.

سيساعد عرض الصور الفوتوغرافية والرسومات على طفلكِ على فهم المعلومات الجديدة بشكل أفضل من الشروحات اللفظية. فعند إشراكه في تجارب العلوم، اطلبي منه رسم ملاحظاته. وفريِ له الكثير من الكتب ذات الرسومات المشرقة والجريئة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المواد الفنية لاستكشافها.

الذكاء الطبيعي

ويقصد به: استكشاف البيئة المحيطة، فمع كل نبات أو حيوان يُقابلونه، يزداد شغفهم بالمُعرفة واكتشاف أسرار الطبيعة. ويتميز هؤلاء الأطفال بالميل إلى قضاء وقت طويل في الهواء الطلق. ويظهرون شغفاً بتعلم أنواع النباتات والحيوانات المختلفة، وتصنيفها، وجمع العينات مثل الصخور والحشرات. يُكوّن هؤلاء الأطفال رابطة قوية مع الطبيعة، ويُدركون العلاقات المترابطة بين الكائنات الحية في بيئتهم.

عند الإمكان، استخدمي الصور والكتب عن الحيوانات والعالم الطبيعي لشرح المواضيع. الخروج لمراقبة مفاهيم مثل السبب والنتيجة أثناء العمل هو أفضل طريقة لتعليمها للطفل ذي الذكاء الطبيعي. حيث إن توفير أشياء مثل حوض زجاجي للمحاكاة البيئية ومجهر ومطعم للطيور هي أشياء جيدة تقدميها لطفلكِ الصغير المهتم بالطبيعة.

الذكاء الاجتماعي

ويقصد به: فهم الناس والعلاقات. لدى هؤلاء الأطفال أصدقاء كثيرون ويميلون إلى الوساطة بينهم ويكونون لاعبين ممتازين ضمن فريق.

كلما أمكن، أشركي طفلكِ في الألعاب والمناقشات الجماعية. إن تحويل تجربة علمية إلى نشاط يقوم به مع الأصدقاء يمكن أن يكون أفضل طريقة لإشراك المتعلم الاجتماعي. من المحتمل أن يستمتع طفلكِ باللعب بالدمى والشخصيات الصغيرة.

الذكاء الشخصي

ويقصد به: القدرة على استخدام الحياة العاطفية كوسيلة لفهم الذات والآخرين. يتحكم الأطفال الذين يتمتعون بهذا النوع من الذكاء في مشاعرهم وحالاتهم المزاجية، وغالبًا ما يراقبون ويستمعون. يفضلون العمل بمفردهم.

شجعي طفلكِ على التفكير في كيفية تأثير التجارب الجديدة عليه وقدمي له العديد من الفرص لاستكشاف المواضيع بمفرده. لإشراك المتعلم الشخصي في مشروع علمي، اطلبي منه وصف تجاربه وعواطفه. يمكن للكاميرا ولوحة الرسم والمفكرة الفارغة أن تساعد طفلكِ على تسجيل ملاحظاته والتفكير في مشاهداته.

المصدر
scholastic.com

مقالات ذات صلة

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى