العلوم التربوية

دور الوسائل التعليمية في التعلم الصفي وقواعد استخدامها

هنالك علاقة تكاملية بين طرائق التدريس ودور الوسائل التعليمية، ويتضح ذلك من خلال عملية تدريس معينة بالإضافة إلى الإجراءات التي تسلك في سبيل تحقيق الأهداف التي وضعت من قبل. ومعنى هذا أن هناك إمكانات يجب أن تتوافر مثل مكان الدراسة والإضاءة والتهوية ووضع الكتاب المدرسي والسبورة وأي أجهزة أو وسيلة تعليميـة أخـرى. وبهذا فالوسيلة التعليمية تشكل جزء ومكون أساسي في موقف التعلم. وهي الأداة التي يوفرهـا المعلم ويتأكد من صلاحيتها للاستخدام وفعالية تأثيرها لدى المتعلمين.

دور الوسائل التعليمية في التعلم الصفي

فالوسائل التعليمية تسهل عملية التعلم والتعلم الصفي، وتعمل على تثبيتها بشرط أن يحسن المعلم استخدام تلك الوسائل. ولذلك فهـي تـؤدي دوراً هاماً في الـتـعـلـم الـصـفي يتمثل في:

1

الإدراك الحسي

لما كان الكتاب المدرسي أحد الوسائل الهامة والجادة لتحقيق الأهداف فلا بد من تدعيم الكتاب بالأشكال والرسوم والصور الفوتوغرافية بما يساعد على توضيح المعلومات. فالوسيلة هنا تعمل على توضيح المعنى الموجود في المحتوى وتفسير الخبرات، وتضيف إليها الأبعاد والمعاني الضرورية التي قد يكون من الصعب على الطلاب تبنيها وتلمسها.

2

الفهم

يقصد بالفهم القدرة على تميز المدركات الحسية وترتيبها وفرزها والاختيار من بينها. ولا يفهم الطالب الأشياء أو الحـوادث أو الظاهرة التي أمامـه دون أن تفسر له. فالوسائل التعليمية تقدم للطالب خبرات مباشرة تعتمد على الإحساس بها، خاصـة الخبرات البصرية التي تعمل على تفسير أو ترجمة أو استنتاج المعلومات وفهمها.

3

التفكير

لما كان تنمية التفكير أحد أهم الأهداف المراد تحقيقها والوصول إليها من خلال العملية التعليمية. فلا بد من أن تهتم التربية بالتفكير المنظم، وتعمل على تدريب الطلاب على هذا التفكير.

4

المهارات

يقصد بالمهارة السرعة والدقة، ولتعلم المهارات يجب أن يركز الانتباه علـى الهـدف المراد تحقيقه. ويمكن للمعلم مساعدة الطلاب في تحقيق هذا الهدف من خلال استخدام الوسائل التعليمية المناسبة.

5

الاتجاهات والقيم

تهدف التربية إلي تنمية جيل له اتجاهات وقيم مرغوبة مثل النظافة والتعاون والرحمة والرفق بالحيوان. وتعنى أيضاً بتكـويـن قـيـم سـليمة إيجابيـة لـدى الطـلاب مثـل الـصدق – الادخار – التجديد – الديمقراطية عن طريق الخبرات المباشرة، وعن طريق القدرة مـن خلال التمثيلية أو الصور المتحركة أو الإذاعة المدرسية…الخ. فالوسائل التعليمية لها دور هام يساعدنا في بناء اتجاهات وقيم سليمة لدي الطلاب.

6

الاهتمام والنشاط الذاتي والفروق لدى الطلاب

إذا قام المعلم في أثناء التدريس باستخدام التجارب العملية أو استخدام الخريطة أو بعض النماذج، يكون نتاج ذلك ظهور الاهتمام والتشويق والإنصات لدى الطلاب. فالوسيلة التعليمية تعمل على إثارة النشاط والحماس في الأفراد، كما أن استعمال الوسائل التعليمية المختلفة يمكن المعلم من مواجهة الفروق الفردية لدى الطلاب.

فمن هنا وجب التنويع في الوسائل التعليمية.

وخلاصة القول نستنتج بإن الوسائل التعليمية تلعب دور أساسي وبارز في الموقف التعليمي داخل غرفة الصف. فهي تعمـل على المعالجة اللفظية والتصدي لها وإثارة اهتمام الطلاب؛ مما يجعل بقـاء أثـر الـتعلم وإثارة النشاط الذاتي لدى الطلاب، والعمل على تسلسل أفكارهم وتوسيع مجال الخبرات التي يمر فيها الطلاب، وتضيف بعداً آخر هو جودة التدريس.

أنواع الوسائل الصفية

هناك وسائل عديدة يمكن للمعلم استخدامها، بعضها يعتمد على حاسة البصر مثل السبورة والرسم البياني وطوابع البريد والنماذج والعينات والشرائح والأفلام الثابتة. وبعضها يعتمد على حاسة السمع مثل التسجيلات، وبعضها يعتمـد علـى حاسة السمع والبصر مثل التمثيليات والتلفزيون والأفلام المتحركة.

وفيما يلي أبرز أشكال الوسائل التعليمية:

1

الخبرات المباشرة

ونقصد بها المواقف التعليمية التي يقوم فيها الطالب بدور نشط ويكتسب منها خبرة واقعية.

2

المجسمات

– نماذج قياسية ذات مقياس رسم مثل الكرات الأرضية والخرائط.
– قطاعات لتوضيح التركيب الداخلي كقطاع يبين أجزاء الجهاز الهضمي.
– نماذج مفككة؛ أي يمكن فكها وتركيبها كنموذج لمحرك السيارة.
– نماذج شفافة كزجاجة وضع فيها ثعبان.
– وهناك نماذج شغالة تتحرك عند تشغيلها كالمضخة الماصة.
– مناظر مجسمة للشيء مثل الصخور والملابس والنقود.

3

التمثيليات

تستخدم التمثيلية للتغلب على الصعوبات التي تواجه المعلـم وتقـف أمـام الخبرة المباشرة. فمن خلال التمثيليات يمكن أن تتجمع لدى الطلاب فرصة الإسهام بطريقة إيجابية والتركيز على العناصر الهامة. وإن مشاركة الطلاب في العمل تكون أكثر فائدة من ملاحظة العمل.

4

التوضيحات العملية

حيث يقوم المعلم بالدور الإيجابي فيها، كأن يكون قدوة في فكرة ما أو مهارة بطريقة عملية، ومن أمثلة ذلك التجارب ويجب أن يقوم المعلم بإشراك الطلاب في الدرس عن طريق الأسئلة والأداء العملي.

5

الرحلات

أي الخروج بالطلاب خارج حجرة الدراسـة بهدف التعرف على مظاهر الكـون والطبيعة فيزورها الطلاب في صورة جولات تعاونية مخطط لها، حتى تكون الزيارة هادفة وجزءاً أساسياً متكاملاً مع العمل المدرسي. فالرحلات تتيح للطلاب فرصـة للمشاهدة المباشرة ومتابعة ما يتعلمونه في الفصل وتعمل أيضاً على تنمية التفاعـل الاجتماعي والاتجاهات والقيم المرغوب فيها وتسهم في جعل الطالب، مشاركاً نشطاً في العملية التعليمية.

6

المعارض

الهدف من المعارض هو أن يقوم المعلم بتلخيص ما مر به الطلاب مـن خـبرات في أثناء دراستهم؛ لإثارة تفكيرهم نحو مشكلات تهمهم، وتكون المعارض ذات قيمة إذا كانت من إنتاج الطلاب أنفسهم.

7

الصور المتحركة

تعمل الصورة على توضيح معنى المحتوى أي معنى الكلمـة المطبوعـة وتبرز معـاني الكلمات ومغازيها. وتوضيح العلاقات التي لا يسهل توضيحها من خلال الوصـف والتفسير. وقد تعرض تلك الصور عن طريق التلفزيون أو السينما وتكون وثيقة الصلة بالواقع.

8

التسجيلات الصوتية

وهي من الوسائل السمعية المتمثلة في الأسطوانات وأشرطة التسجيل والإذاعـة الداخلية المدرسية والراديو. وتفيد في تعلم النطق السليم وحسن الإلقاء وتعمل على غرس القيم والاتجاهات وتوضيح النواحي التاريخية والجغرافية وعرض الأحداث، بالإضافة إلى أن الإذاعة يصل تأثيرها إلى ملايين الطلاب.

9

الصور الثابتة

مثل الصورة الفوتوغرافية وصور المجسمات والرسوم والـصـور الشفافة والشرائح المجهرية المعروضة. ومن هذه الصور ما يستخدم دون أجهزة عرض، ومنها ما يحتاج إلى أجهزة عرض، ومنها ما يحتاج إلى أجهزة خاصة مثل جهاز عرض الأفلام الثابتة.

10

الرسوم

تتضمن أنواع عديدة مثل الرسوم والخرائط واللوحات والرسوم التوضيحية والرسوم التخطيطية. وهذه الرسوم شائعة في الكتب استخدامها على السبورة وفي المعارض والمتاحف، فهي تمثل أنواع عديدة من الملصقات التعليمية.

وظيفة ودور الوسائل التعليمية

وتتمثل أهمية الوسائل التعليمية في الدور والوظيفة التي تؤديها في أثناء التدريس:

  1. تعمل الوسائل التعليمية على إثارة دافعية الطلاب نحو الدرس، وتضفي على الدرس حيوية؛ مما يجعل الطلاب مهتمين في الموقف التعليمي، وتعمل على تركيز الطلاب وانتباههم للدرس، وتعمل على إزاحة الملل.
  2. تسهل الوسائل التعليمية على الطلاب فـهـم المعـاني المجردة، وتعمـل علـى تعميم المفاهيم، وتنتقل بالطالب من المحسوس إلى المعقول.
  3. تقدم الوسائل التعليمية للطالـب مـا حـدث في الماضـي مـن خـبرات، حيـث يمكـن استعادتها في الحاضر باستخدام تلك الوسائل التعليمية.
  4. تساعد الوسائل التعليمية الطلاب على تنمية قدرة الملاحظة والنقد والمقارنة والتحليل والوصف والتفسير للأشياء والمواقف.

قواعد عامة لاستخدام الوسائل التعليمية

عند قيام المدرس بالتخطيط الدراسي ووضع مذكرة العمل التي تحدد بهـا الأهـداف العامة والخاصة لمادة الدرس وللأهداف السلوكية المطلوبة، لا بد من تحديد الوسيلة التعليمية المناسبة لذلك الموقف التعليمي. ولكي تؤدي هذه الوسيلة دورها المطلوب، وتحقق الهدف من اختيارها، لا بد للمدرس من الاعتماد على القواعد الآتية:

  1. تحديد الهدف المطلوب تحقيقه نتيجة استخدام وسائل تعليمية معينة.
  2. الإعداد والدراسة – معرفة الوسائل التعليمية المتوافرة التي يمكن الحصول عليهـا مـن المصادر المتخصصة. بحيث تتناسب مع الموقف التعليمي بعد الحصول على الوسيلة المطلوبة. ولا بد للمدرس من دراستها وتجربتها ليتأكد من مطابقتها للموضوع الـذي اختيرت من أجله. وكذلك التأكد من صلاحية آلـة العـرض إذا كـان نـوع الوسيلة المختارة مادة تعليمية تحتاج إلى جهاز لتقديمها.
  3. رسم خطة العمل – كيفية استخدام هذه الوسيلة مع مراعاة الزمان والمكان الذي يتم من خلاله مشاهدتها مـن قبـل الطـلاب بسهولة ويسر. وماهي الأسئلة المرافقة (النقاش) لعملية عرض الوسيلة والتي يجب طرحها قبل الاستخدام وبعده. وما هي الأنشطة اللاحقة التي يترتب إجراءها بعد الوسيلة.
  4. التنفيذ – تقديم الوسيلة للطلاب حسب خطة العمل المرسومة مع مراعاة التوقيـت عند استخدامها ومدة هذا الاستخدام.
  5. المتابعة – ملاحظة المدرس للطلاب ومدى تأثير الوسيلة عليهم مع الاهتمام بالتغذية الراجعة ليقوم المدرس بتعديل أسلوب العرض إذا لزم الأمر.
  6. التقويم – بعد الانتهاء من الدرس يستطيع المعلم تقويم الوسيلة التي قام باستخدامها كمحور أساسي لموضوع درسه. وذلك بهدف الوصول إلى قناعة صادقة في أن الوسيلة المستخدمة قد أدت دورها المرسوم بفعالية أم أنها تحتاج إلى تغيير أو غير ذلك.

كيفية استخدام الوسائل التعليمية

تخضع الوسائل التعليمية بجميع أنواعهـا عنـد اسـتخدامها لعدة قواعـد وشروط أساسية. يجب على المعلم مراعاتها بدقة حتى نضمن أن تحقق أهـدافها التعليمية ووظائفهـا التربوية.

فمن هذه الشروط والقواعد ما يأتي:

  1. أن تتلاءم الوسيلة المستخدمة والهدف المحدد للدرس، فلا بد أولاً مـن تحـديـد هـدف الدرس.
  2. أن تتلاءم الوسيلة التعليمية مع المحتـوى فـالمحتوى يعتبر ترجمة إلى اختيار الوسيلة المناسبة.
  3. أن تتلاءم الوسيلة التعليمية مع مستويات الطلاب.
  4. يجب مشاركة المتعلم مشاركة إيجابية حيث يمكن أن يمارس أدواراً معينة.
  5. التنوع في استخدام الوسائل التعليمية.
  6. يجب على المعلم تجربة الوسيلة التعليمية واختبارها قبل عرضها على طلاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى