العلوم التربوية

أهمية تعليم الأطفال عن طريق اللعب وفوائدها في التدريس

يعد التعلم باللعب من وسائل تربية التفكير عند الأطفال الـذين هم دون الـسادسة من أعمارهم، ويسهم اللعب بصورة فاعلة بتنمية الجانب العقلي للطفل. فتنمو قدرته على الكلام الذي يتعلمه من والديه وأقرانه، حيث يعمل اللعب على تنشيط ذاكرة الطفل وتوسيع مداركه وتكسب القدرة على التخيل، كما أن تعليم الأطفال عن طريق اللعب يناسب كافـة المراحل التعلمية وكافة المباحث الدراسية ويتطلب لنجاحه حسن التخطيط المسبق لفعاليات الدرس.

مفهوم استراتيجية التعلم باللعب

يعرف اللعب على أنه نشاط موجه أو غير موجه يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة والتسلية ويسهم في تنمية السلوكيات العقلية أو الوجدانية والمهارية لدى الكبار.

وتعرف كاترين تايلور (Cotreen Teylor) اللعب على أنه: أنفاس الطفل والحياة التي يعيشها فهو ليس مجرد مضيعة وتمضية للوقت وإنما هو استغلال أنـشطة اللعب في اكتساب المعرفة.

وقد اهتم العلماء العرب والمسلمين باللعب باعتباره عملية تربوية تهتم بالجوانب النفسية والبدنية والعقلية والترفيهية. حيث يعرف “الامام الغزالي” اللعب بانه حاجة مهمة لدي الطفل في النواحي البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية. ولقد ربط علماء المسلمين بين اللعب والذكاء فهذا هو الإمام الغزالي يقول: (فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه إلي التعلم دائماً يميت قلبه ويبطل ذكاءه).

أهمية وفوائد تعليم الأطفال عن طريق اللعب

يعاني التعليم في مدارسنا العربية من مشكلة التعلم بالحفظ والتلقين، فتعليم الطلاب الذي يعتمد علي سكب المعلومة وحفظها لا يأتي بثماره ولا تتحقق أهدافه وينسي الطالب ما تعلمه بمجرد خروجه من الامتحان. في حين أثبتت البحوث التربوية، وخاصة بحوث تعليم الأطفال، أنهم كثيراً ما يخبروننا بما يفكرون فيه وما يشعرون به من خلال لعبهم. ومن هنا تظهر أهمية استراتيجية التعلم باللعب، فاللعب يعطي الطلبة فرصة كي يستوعبوا عالمهم ويكتشفوا ويطوروا أنفسهم ويكتشفوا الأخرين ويطوروا علاقات شخصية مع المحيطين بهم ويعطيهم فرصة تقليد الأخرين.

فمن هنا لا يمكننا أن ننقص من أهمية اللعب في إكساب الأطفال مهارات أساسية في كافة المجالات، ولا تنكر أهمية اللعب في صقل شخصية الطفل وربط تجربة اللعب مع وظائف عديدة كالتطور اللغوي والعاطفي والنضج العقلي.

تعليم الأطفال عن طريق اللعب له فوائد عدة من أهمها ما يأتي:

  1. يتعلم احترام القوانين والقواعد والأنظمة ويلتزم بها.
  2. يساعد في نمو الذاكرة والتفكير والإدراك والتخيل.
  3. يعزز انتماءه للجماعة.
  4. يكتسب الثقة بالنفس والاعتماد عليها.
  5. يسهل اكتشاف قدراته واختبارها.
  6. يتعلم التعاون واحترام حقوق الآخرين.

شروط التعلم باللعب

  1. اختيار الألعاب التي تحتوي على أهداف تربوية محددة وفي نفس الوقت مشوقة وممتعة ومثيرة.
  2. مناسبة الألعاب لخبرات الطلاب وقدراتهم وميولهم.
  3. أن تكون قواعد اللعبة مفهومة وواضحة بدون تعقيد لجميع الطلاب.
  4. أن تكون اللعبة من بيئة الطلاب.
  5. أن يعرف الطلاب دورهم بشكل واضح ومحدد في اللعبة.
  6. أن يشعر الطلاب باستقلاليتهم في اللعبة.

دور المعلم في تعليم الأطفال عن طريق اللعب

ينبغي على المعلم عند التعليم باستراتيجية التعلم باللعب أن يقوم بما يأتي:

  1. معرفة مدي توافر الألعاب والدمى الموجودة في بيئة الطلاب.
  2. توضيح قواعد اللعبة للطلبة بشكل سهل ومشوق.
  3. ترتيب المجموعات وتحديد الأدوار لكل طالب.
  4. التخطيط السليم لاستغلال هذه الألعاب والنشاطات لخدمة اهـداف تربوية تتناسب مع قدرات واحتياجات الطلاب.
  5. تقديم المساعدة للطلاب والتدخل في الوقت المناسب في الأمور التي تحتاج إلى تدخل.
  6. تقويم مدى فعالية اللعب في تحقيق الأهداف التي رسمها المعلم.

أنواع الألعاب التربوية

  1. الدمى: مثل السيارات والقطارات، أشكال الحيوانات، الآلات، أدوات الزينة، أدوات الصيد، العرائس، المكعبات …الخ.
  2. ألعاب الذكاء: مثل: الكلمات المتقاطعة، الفوازير، حل المشكلات …الخ.
  3. الألعاب الحركية: مثل ألعاب الرمي والقذف، السباق، القفز، المصارعة، التوازن والتأرجح، الجري، ألعاب الكرة، التركيب …الخ.
  4. ألعاب الغناء والرقص: الغناء التمثيلي، تقليد الأغاني، الأناشيد، الرقص …الخ.
  5. ألعاب الحظ: الثعابين والسلالم (السلم والحية)، ألعاب التخمين …الخ.
  6. القصص والألعاب الثقافية: مثل مسابقات الشعر.

ميزات استراتيجية التعلم باللعب في التربية

  1. يؤكد الفرد ذاته من خلال التفوق على الآخرين فردياً وفي نطاق الجماعة.
  2. يتعلم الفرد التعاون واحترام حقوق الآخرين.
  3. يلتزم الفرد بالقوانين ويحترمها ويتعلم أهمية الاحترام لها.
  4. يعزز الفرد انتماءه للجماعة.
  5. يساعد في نمو الذاكرة والإدراك ويزداد التخيل لديه.
  6. تزداد ثقة الطالب بنفسه والاعتماد عليها مما يسهل علي معرفة ذاته واكتشاف قدراتها.

عيوب تعليم الأطفال عن طريق اللعب

  1. عدم تغطية المنهاج التعليمي بسبب ضيق الوقت على الـرغم مـن احتياجه إلى وقت كبير.
  2. صعوبة الحصول على معلم خبير في الألعاب التربوية المفيدة للطـلاب والـتي تتماشى مع المنهج الدراسي.
  3. صعوبة توفير الأدوات اللازمة لإجراء طريقة اللعب بشكل مناسب وفعال.

نماذج من الألعاب التربوية

1- لعبة البحث عن الكلمة الضائعة: وتنفذ هذه اللعبة من خلال لوحة بها مجموعة من الحروف، يحدد المعلم الكلمات، ويقوم التلاميذ بالبحث عن الكلمة بين الحروف كلمات رأسية وأفقية.

مفهوم طريقة التعلم باللعب لعبة البحث عن الكلمة الضائعة

2- لعبة صيد الأسماك: وتكون هذه اللعبة عن طريق إعداد مجسم لحوض به أسماك تصنع من الورق المقوى ويوضع بها مشبك من حديد ويكتب عليها أرقام وحروف ويقوم الطالب بصيدها بواسطة صنارة مغناطيسية للتعرف على الأعداد والحروف الهجائية.

3- لعبة الأعداد بالمكعبات على هيئة أحجار النرد: يلقي التلميذ المكعبات أو النرد ويحاول التعرف على العدد الـذي يظهـر ويمكن استغلالها أيـضاً في الطرح والجمع.

4- لعبة قطع الدومينو: ويمكن استخدامها في مكونات الأعداد وذلك من خلال تقـسيم التلاميـذ إلى مجموعات ومن ثم تعطى كل مجموعة قطعاً من الدومينو ويطلب من كل مجموعة اختيـار مكونات العدد وتفوز المجموعة الأسرع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى