العلوم التربوية

شروط حدوث التعلم عن طريق اللعب وفوائده

ترى الدراسات التربوية والسيكولوجية المتطورة أن للعب دوراً هاماً في نمو الأطفال وتطورهم وفي تحفيزهم على التعلم وزيادة نشاطهم وتجديد حيويتهم وفي جعل التعلم أكثر إبداعا. ولكي يتحقق التعلم عن طريق اللعب ينبغي أن يكون منظماً ومخططاً وفق خصائص الأطفال وحاجاتهم النهائية، وأن تكون الألعاب هادفة وجذابة وسهلة الإعـداد والتنفيـذ وقليلة التكاليف كذلك، ولذا يصبح اللعب وسيطاً هاماً وأساسياً للنمو المتكامـل والـسـوي لشخصية الطفل.

مفهوم اللعب وسماته المميزة

اللعب نشاط ينهمك فيه الفرد للحصول على المتعة التي تصاحب هذا النشاط دون اعتبار للنتاجات الأخرى التي تحقق النهائية. ويتسم هذا النشاط بكثير من العفوية والتلقائية بدون ضغط أو إكراه خارجي.

ويقول بياجيه: يتكون اللعب من استجابات متكررة يؤديها المرء من أجل الاستمتاع الوظيفي.

ويتميز اللعب عن العمل بالعديد من السمات المميزة بما يأتي:

  1. اللعب نشاط حركي أو ذهني مصدره طاقات الفرد.
  2. تعد المتعة غاية اللعب وهدفه الأول.
  3. اللعب نشاط تلقائي غير خاضع للقسر والإكراه.
  4. يمارسه اللاعب اللعب بحرية تامة في إطار القواعد المتفق عليها.
  5. لا مجال في اللعب للربح والخسارة المالية من أي نوع لأي مـن اللاعبين، ولذا غير مربح مادياً، ولا ينبغي أن يكون الربح هو الهدف.
  6. يمارس اللعب بصورة فردية أو بصورة جماعية.
  7. يرتبط بالدوافع الداخلية للفرد، ولذا فهو غير متعب.
  8. يؤدي إلى النمو والتطور والتعلم ولكن هـذه كلها نتاجـات جانبيـة بالنسبة للعـب الطفل.
  9. يخضع لقوانين وقواعد معينة أو ينفق اللاعبون عليها.
  10. اللعب نشاط غير مؤكد النتائج، أي لا التنبؤ بخط سيرة وتقدمه ونتائجه ويتوقف ذلك على مهارة اللاعبين وخبراتهم.

مظاهر اللعب عند الأطفال

يتخذ اللعب مظاهر وأشكالاً مختلفة في مراحل الطفولة، وأبرز هذه المظاهر أربعـة وهي:

1

اللعب الاستكشافي

وهو الذي يحاول الطفل من خلاله استكشاف البيئة المباشرة والتعـرف إليها. ويبدأ منذ سن ثلاثة أشهر، ويتخذ شكل النظر إلى الأشياء والناس والقيام بحركات عشوائية يحاول الطفل بوساطتها التقاط الأشياء الموجودة أمامه، ويتطور هذا المظهـر فيما بعد، ليتحول إلى الالتقاط الإداري للأشياء والتدقيق فيها، كما تشكل مظاهر اللعب الاستكشافي، هذا على الحبو والمشي كي يتفحص الطفل كل ما يمكن الوصول إليه.

2

اللعب بالدمى

يبدأ هذا المظهر في السنة الأولى من العمر ويستمر عند الأطفال طيلة مرحلة مـا قـبـل المدرسة، ويعد هذا المظهر من مظاهر اللعب مكملاً للعب الاستكشافي، ويتصرف الأطفال مع الدمى والألعاب وكأنها أشياء قادرة على الكلام والإحساس والحركة حتى يبلغوا سنتين أو ثلاث سنوات، ثـم يـبـدأ اهتمام الأطفال بالـدمى والألعـاب الجامدة الفردية يقل تدريجياً مع التقدم في السن حتى خمس إلى ست، حيث يفقد هذا المظهر تماماً مع دخول الطفل إلى المدرسة.

3

اللعب الجمعي (مع الآخرين)

ينشط هذا المظهر من مظاهر اللعب عند الأطفال بعد سن السادسة ويتخذ الألعـاب الجماعية التي يشارك فيها الطفل أترابه في الألعاب الرياضية والمباريات والتمثيل والهوايات وغير ذلك من الألعاب الناضجة والفكرية والتعليمية، ويستمر هذا المظهر حتى أواخر المدرسة الابتدائية وقبيل مرحلة البلوغ.

أنواع اللعب

  • حركات عشوائية وتلقائية في مراحل العمر الأولي.
  • اللعب بالدمى.
  • اللعب الاستكشافي الحركي.
  • اللعب الاجتماعي.
  • التمثيل.
  • التمارين والألعاب الرياضية المختلفة.
  • العاب البناء والتركيب.
  • الألعاب التربوية والتعليمية الجماعية والفردية.
  • الرقص والموسيقى.
  • جمع الطوابع وغيرها من الهوايات المفيدة.
  • الرحلات والزيارات.

دور المعلم في تخطيط التعلم عن طريق اللعب

لقد عرفنا أن للعب مراحل، وأن للعب في كل مرحلة سمات مميزة، وفي ضوء هذه السمات تتحد أنواع اللعب من حيث ألوان النشاط الذي تتطلبه، ومن حيث مواده وخاماته، ومن حيث المشاركون فيه. وفي ضوء هذه السمات أيضاً تتحـد شـروط اختبار الألعـاب وأدائها.

وتلقى على عاتق المعلمين في الرياض الأطفال وفي المدرسة الابتدائية أدوار ومهـام جديدة، فعليهم الوقوف على المبادئ النفسية والتربوية الخاصة بلعب مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية وليهم تنظيم اللعب بحيث يساعد في اكتساب المهارات والمعارف وبناء الشخصية والعلاج النفسي والتعويض والتوجيه المهني والاجتماعي، وأخيراً علـيـهـم تـقـويـم أنشطة اللعب طبقاً لأسس ومعايير مختارة.

التعلم عن طريق اللعب المخطط والألعاب التربوية

تختلف ألعاب الأطفال في مرحلتين: رياض الأطفال والابتدائية اختلافاً واسعاً وذلك حسب المعايير المستخدمة في تصنيفها وكـل أنـواع اللعب بغض النظـر عـن مـعـايير التصنيف التي تتطلب شروطاً لاختيارها. وشروطاً أخرى لأدائها وفيما يلي توضيح لكـل الأمور.

أنواع اللعب والألعاب من حيث ألوان النشاط الذي تتطلبه

يمكن تصنيف الألعاب المختلفة إلى أصناف متعددة في ضوء قيمتها التربوية بالنسبة للأطفال، وبالنسبة لما يتطلبه كل منها من أعمال أو مهارات أو معارف:

أ- الألعاب الحركية أو الألعاب والمهارات:

  • ألعاب الرمي والقذف.
  • ألعاب البناء والتركيب.
  • ألعاب السباق والمطاردات والصيد البري والبحري.
  • العاب القفز.
  • ألعاب المصارعة والملاكمة.
  • ألعاب التوازن والتأرجح
  • تشغيل دمى السيارات والقطارات والطائرات، ودمى العرائس.
  • اللعب بالأدوات المنزلية.
  • تشغيل الآلات الموسيقية ودمى الآلات.

ب- ألعاب الذكاء:

  • الفوازير (الحزازير).
  • حل المشكلات.
  • الكلمات المتقاطعة.
  • الطلاقة الفكرية أو اللفظية.

ج- الألعاب التمثيلية:

  • التمثيل المسرحي.
  • لعب الأدوار.
  • اللعب الإيهامي.

د- ألعاب الغناء والرقص:

  • الغناء التمثيلي.
  • تقليد الأغاني.
  • الأناشيد الوطنية.
  • الأهازيج الوطنية.
  • الرقص الشعبي.
  • الرقص الإيقاعي التعبيري.

هـ- العاب الحظ :

  • الدومينو.
  • الثعابين والسلالم.
  • العاب التخمين والقدير.

و- قراءة القصص والألعاب الثقافية :

  • المسابقات الشعرية.
  • بطاقات التعبير.
  • صحف الأعمال.

شروط اختيار الألعاب التربوية

يحتاج كل نشاط إلى شروط خاصة تعمل عمـل المعايير لاختيـار نـوع مـن الألعـاب التربوية واختيار موادها، وبالرغم من ذلك نذكر هنا الشروط العامة:

  1. حدد نشاط اللعب في ضوء الهدف المطلوب:
    تنمية الجسم؟ أم تنمية لغة الطفل؟ أم تنمية الجانب العقلي لدى الطفل؟
  2. حدد نشاط اللعب في ضوء المواد والأدوات اللازمة.
  3. حدد نشاط اللعب في ضوء الأطفال المشاركين:
    أعمارهم، أوضاعهم الاجتماعية، الأعداد المطلوبة.
  4. حدد نشاط اللعب في ضوء الوقت والمدة المقررة.
  5. حدد نشاط اللعب في ضوء المكان المتاح.
  6. انتبه إلى عمر الأطفال:
    أربع سنوات، خمس سنوات، ست سنوات، وهكذا..
  7. تنبه إلى حالة الأطفال الجسمية والنفسية:
    فقد يكون الطفل جائعاً، وقد يكون مريضاً وقد يكون خائفاً.

شروط أداء التعلم عن طريق اللعب

يعتقد بعض المربين أن حدوث التعلم عن طريق اللعب لا يحتاج إلى خطة سابقة وأنـه يكفي أن نطلـب مـن الأطفال اللعب فيلعبون وفي الحقيقة لازم ضروري حتى تحقق الألعاب أهـدافها ومـن هـذه الشروط:

  1. اجمع المواد والأدوات والآلات اللازمة لنشاط اللعب، أو وفرها في مكان معين.
  2. درب الأطفال على أن يتناولوا ما يلزمهم فقط من بين الأشياء الموجودة.
  3. لتكن توجيهات كافية ومحددة وواضحة.
  4. قدم المساعدة للطفل المحتاج أو للطفل الذي يطلب المساعدة.
  5. احرص على أن يرجع الأطفال المواد والأدوات والآلات إلى أمكنتها بعد الاستعمال.
  6. أشرك الأطفال في تنظيف الغرفة أو أماكن العمل، واحرص أن يشترك الجميع في هذه العملية.
  7. نوع الأنشطة في المرة الواحدة وليكن التنويع هدفاً مقصوداً.
  8. وأخيراً احرص على تشجيع الأطفال، وبث الثقة في نفوسهم وعزز أعمالهم، واقبـل تصرفاتهم وشخصياتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى