تعليم سليم

دور المعلم في علاج صعوبات التعلم في القراءة والكتابة

أحد أهم أدوار مهنة المعلم تتمثل في دعم العملية التعليمية ومساعدة التلاميذ علي علاج صعوبات التعلم في القراءة والكتابة. إلا أنه غالباً ما يكون التركيز علي الكم الذي يتم تدريسه لا الذي يتم استيعابه، ويظهر هذا في اهتمام المعلمين الزائد بالتخطيط للمنهج الدراسي والأمور المتعلقة به. لقد أثبتت التجربة أن المهارات الدراسية التي ينبغي أن يكتسبها التلاميذ تكون أقل فاعلية عند تناولها كجانب فرعي من العمل داخل الفصل. إن الاهتمام بالكيفية التي يستوعب بها التلاميذ المواد تماثل تماماً الاهتمام بشرح محتويات المنهج. لهذا السبب، تتناول هذه المقالة كيفية تقديم العون للتلاميذ في التحصيل بشكل جيد.

إن الوعي يزداد حالياً بالعلاقة بين تطوير مهارات التلاميذ الدراسية وتعزيز المهارات القابلة للاكتساب التي يسعي إليها المسئولون والتي ستساعد التلاميذ علي الوصول إلي أعلي المستويات عند الالتحاق بالتعليم الجامعي.

نصائح للمعلم في علاج صعوبات التعلم في القراءة والكتابة

إن العجز عن القراءة بشكل صحيح يعد مشكلة كبرى بالنسبة للتلاميذ، خاصة إذا كان نظام التعليم يجعل عملية التقييم معتمدة على مهارات التلاميذ في القراءة والكتابة. قد تساهم الإرشادات التالية في تحسين دور المعلم على علاج صعوبات التعلم في القراءة والكتابة شيئاً ما. كما تدور هذه الإرشادات حول مساعدة التلاميذ على التعامل مع بقية المنهج ومع الصعوبات الدراسية التي يواجهونها بصورة أكبر من مساعدتهم على تحسين مهاراتهم في القراءة والكتابة:

اعتمد على القراءة والكتابة معاً. عند تحديد مهام معينة للتلاميذ، قم بالإعلان عن إرشاداتك شفهياً وكتابياً. أكد لهم أنك لا تمانع في تكرار هذه التعليمات لمن يرغب في ذلك.

حاول أن تحدد من هم في حاجة إلى بعض العون. حاول أن تحدد التلاميذ الذين يعانون من مشاكل حقيقية في القراءة. احرص على عرضهم على المتخصصين في تحليل مثل هذه الحالات وتقديم العون اللازم لهم.

انتبه إلى لغتك. استخدم جملاً قصيرة متى أمكن في كتابة المهام والتعليمات، حيث يصعب على من يعانون من صعوبات في القراءة ترجمة التعليمات الطويلة المعقدة. كما أن كثرة استخدام مصطلحات خاصة بالمادة لا يألفها التلاميذ تشكل قدراً كبيرا من الصعوبة بالنسبة لهم.

قم بوضع نظام للتقييم أقل اعتماداً على مهارات القراءة. عليك أن تقوم بتنويع نماذج التقييم الخاصة بك بحيث لا يكون النجاح متوقفاً إلى حد كبير على قدرة التلاميذ على القراءة وعلى تفسير الأسئلة المكتوبة أو المطبوعة. استخدم أسئلة وتعليمات شفوية أيضاً.

استخدم بعض المهام التي لا تشكل القراءة عنصراً أساسياً فيها. حدد للتلاميذ مهاماً وتدريبات لا تعتمد على مهارات القراءة. مع الحرص على الثناء على من يحسن أدائها ممن يعانون من صعوبات في أداء المهام المعتمدة على مهارات القراءة.

ساعد التلاميذ على الاحتفاظ بالثقة في أنفسهم. لا تجعل التلاميذ الذين يعانون من صعوبات في القراءة يقعون فريسة الاعتقاد بأنهم أقل فى القدرات العقلية من زملائهم. عليك أن تدرك أنهم قد يعانون من بعض المشكلات في جانب واحد فقط من القدرات الذهنية، مع التفوق في الجوانب الأخرى.

ساعد تلاميذك على كتابة الكلمات بشكل صحيح. عادة ما يعاني التلاميذ من صعوبات في الإملاء طالما أنهم يعانون من صعوبات في القراءة. قم بتحديد الكلمات الجديدة وساعد التلاميذ على تعلم كيفية كتابتها. فعند وجود كلمات جديدة اجعل التلميذ ينظر إليها أولا ثم يحجب الكلمة بشيء ما، ثم يكتبها ويتأكد من صحة الهجاء. إن الكتابة بشكل سليم لا تعد أمراً صعباً، ولكنها مهارة تعتمد على التركيز البصري.

ساعد التلاميذ على اكتساب الثقة بأنفسهم وأعطهم دافعاً. قم بقضاء وقت إضافي مع التلاميذ الذين يعانون من صعوبات في تفسير معنى الكلمات المكتوبة أو المطبوعة. فقد يكونون في حاجة إلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم.

احرص دائماً على تفسير معنى الكلمات. لمساعدة التلاميذ على التعبير عن معنى جمل أو عبارات طولة بأسلوبهم الخاص، اجعل التلاميذ يقارنون بين تفسيراتهم المختلفة للكلمات.

إقرأ أيضاً:

كيفية مساعدة التلاميذ على التعاون فيما بينهم

يحصل التلاميذ على معلومات هائلة من بعضهم البعض. كما أنهم قد يستوعبون إحدى النقاط من أحد زملائهم بصورة أفضل من المعلم. إن التلاميذ يفضلون العمل في مجموعات، لجزء من الوقت على الأقل. فيما يلي بعض الاقتراحات التي تساعدك على تحقيق أكبر استفادة ممكنة من العمل الجماعي.

اكشف للتلاميذ عن أسباب الاعتماد على الأنشطة الجماعية. تحدث إليهم عن فوائد التعاون في تحصيل العلم.

قم بالتخطيط للتعاون وليس التنافس. قم بإعداد أنشطة جماعية يمكن أن يشترك جميع أفراد المجموعة في أدائها، وبالتالي يتبادلون الخبرات فيما بينهم.

شجع التلاميذ على معاونة زملائهم في تحصيل العلم. شجع التلاميذ على اختبار بعضهم البعض، فبذلك يتدربون على طرح أسئلة جيدة والإجابة عليها بطريقة غير رسمية.

اجعل التلاميذ يقيمون أعمال بعضهم البعض. يعني هذا، في أدنى الحدود، مراجعة إجابات زملائهم طبقاً لنموذج إجابة تحدده لهم. يمكنك بعد ذلك الاعتماد على أساليب أكثر تعقيداً في هذه العملية، حيث يقدم التلاميذ تقارير في ضوء قواعد معينة عندما تتطور قدراتهم على التقييم.

امنح التلاميذ الفرصة لتعليم بعضهم البعض. إن شرح التلاميذ لبعضهم البعض يعد وسيلة ممتازة لتبادل المعلومات.

إعداد المجموعات. عند تقسيم التلاميذ إلى مجموعات لممارسة أنشطة جماعية، اهتم بكيفية تحديد هذه المجموعات. فأحيأناً تحتاج إلى أن تجمع الأصدقاء أو متشابهي القدرات في مجموعة واحدة حتى تحقق نوعاً من التوازن في مستوى المهارات والقدرات في كل مجموعة. إن الجمع بين الجنسين في مجموعة واحدة، إذا تم بشكل دقيق، قد يفيد العملية التعليمية، إلى جانب تحسين السلوكيات.

اهتم بمشاعر التلاميذ تجاه بعضهم البعض. حاول أن تنتبه إلى الاضطرابات التي قد تنتاب العلاقات بين أفراد المجموعة الواحدة. إن إجبار التلاميذ على التعامل معاً على غير رغبتهم لن يحقق أي نفع. من الضروري أن تكون لديك خطط طارئة لتغيير تشكيل المجموعات التي تثار فيها أية مشكلة بين أفرادها.

احترس من المتطفلين. يجب عليك مراقبة عمل المجموعة حتى تتأكد من عدم وجود متطفلين، يعتمدون على جهود الآخرين. من إحدى طرق التغلب على هذا الأمر أن تجعل المجموعة مسئولة عن التأكد من أن الجميع يعلم الإجابة الصحيحة وكيفية التوصل إليها. كما يمكنك أيضاً أن تخبرهم أنك ستختار عند انتهاء العمل تلميذاً من كل مجموعة ليعرض على الفصل العمل الذي قامت به مجموعته.

قم بتوزيع الأعباء. قم بتغيير تشكيل المجموعات من وقت لأخر حتى لا يستمر التلاميذ غير البارزين أو الذين يعانون من صعوبات دراسية في العمل في نفس المجموعة.

اجعل المجموعات تتبادل المعلومات فيما بينها. قم بإتاحة الفرصة لكل مجموعة للاستفادة من المعلومات التي توصلت إليها المجموعات الأخرى، وذلك من خلال عرض النتائج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى