قصة الغولة وامقيدش

تحكي قصة الغولة وامقيدش عن قرية نائية تسيطر عليها الغولة وابنتها بعد ان طردت سكانها من هذه القرية البسيطة فيما عدا البطل الصغير امقيدش الذي يستخدم ذكائه في مواجهة الغولة وابنتها. وهي قصة بالكلمات والصور إلى الأطفال توضح شرف الدفاع عن الأرض وأهمية استخدام الذكاء والمكر والحيلة في مواجهة القوة الغاشمة.

الغولة والقرية النائية

قصة الغولة وامقيدش

يحكى أن قرية نائية، كانت تقع عند سفح جبل، وكانت تحيط بها أراض خصبة تجري فيها جداول عذبة على مدار السنة، عاش أهلها في سعة ورخاء وهناء.

وفي ذات مرة تفاجئ أهلها بوجود غولة مع ابنتها، وقد اتخذتا في الجبال المجاورة للقرية كهفاً مأوى لهما. إذا جاعتا أو أرادتا شيئاً نزلتا إلى القرية، فإذا وجدتا بهيمة هجمتا عليها وأخذتاها، حتى الأطفال لم يسلموا منهما.

استمرت الغولة وابنتها على هذه الطريقة يوما بعد يوم، تفترسان أي شيء تجدانه. وكثيراً ما حاول أهل القرية القضاء عليهما بالبندقية، فلم ينجحوا، لأن الرصاص لا يخترق جلدهما المتين المغطى بالوبر والصوف، نصبوا لهما فخاً فلم يفلحوا، لأنهما كانتا شديدتا الحذر واليقظة، وأخيرا فكروا في الوسيلة الوحيدة التي تريحهم من الغولة وابنتها، أن يهجروا القرية ولا يرجعوا إليها وقد فعلوا ذلك، وأصبحت القرية خالية من أهلها، والحدائق والمروج خاوية من البهائم ومن الفلاحين.

أهل القرية يتركون قريتهم خوفاً من الغولة

من بين هذه العائلات المهاجرة عائلة شاب بشع الخلقة قصير القامة لا يرغب أحد من سكان القرية مصاحبته، ترفعوا عنه ونبذوه منذ كان صبياً فكبر وحيداً فأطلقوا عليه اسم “امقيدش”

كبر امقيدش وحيداً يقضي وقته في الحقول والبراري ولا يعود إلى البيت إلا في المساء عندما تغرب الشمس ويحل الظلام.

وكانت الغولة وابنتها تترصدان حركاته، فكم من مرة نصبتا له شركاً لتوقعاه فيه لكن امقيدش كان ينجو منه، لرشاقة جسمه ولاحتراسه الشديد من كل ما هو مبهم.

امقيدش يتحرك في القرية المجهورة

ذات يوم رأته أمه يطيل النظر إلى الجبال ويمعن النظر فيها. ففهمت ما يدور في ذهن ابنها الوحيد.

قالت الأم لابنها: امقيدش! إنك تكثر الخروج إلى الغابة وأنت وحيد فيها، فالغابة وكل ما يحيط بها من بساتين صارت ملكاً للغولة، وهي عدوتنا، ونحن فررنا منها لنتقي شرورها وإيذاءها، فهي شرسة لا ترحم، لهذا أنصحك يا بني بالابتعاد عنها وأن لا تقترب من القرية المهجورة.

امقيدش يزور القرية

لكن امقيدش لا يستطيع أن يتخلى عن البراري، ففي البراري يجد الراحة والمتعة، والمناظر الطبيعية تنسيه همومه، وتنسيه المضايقات التي يتعرض لها من أهل القرية.

تغير وجه امقيدش واشتد غضبه من الغولة التي استولت على أرزاقهم، كما اشتد غضبه من أهالي القرية الذين فروا خوفاً من الغولة وتركوا وراءهم منازلهم الجميلة وأراضيهم مصدر رزقهم.

خرج امقيدش من بيته صباحاً باكراً كعادته، وفي أحد جيبيه سكين وفي الآخر كيس وراح يتجول، لكن هذه المرة ليست كالمرات السابقة، لقد اقترب كثيراً من الجبل. فوجد حدائق القرية المهجورة جنة ساحرة، أشجاراً تدلت أغصانها من كثرة الثمار، وخضراً متنوعة: فلفلا، طماطم، جزرا، خيارا، ويقطينا وقرعا وأشياء أخرى، فلم يصدق ما رآه. ظن أنه في حلم، أكل من الثمار حتى شبع، وشرب من الماء العذب حتى ارتوى، ثم انهمك في جني الفواكه وقطف الخضر حتى ملأ كيسه وقفل راجعاً إلى بيته. بينما هو سائر في الطريق سقطت على رأسه جوزة، تك.. ثم جوزة ثانية تك.. تك.. نظر إلى أعلى وإلى أسفل ثم يميناً فشمالاً دون أن يتوقف عن السير ولم يظهر له أي شيء. قال في نفسه: هذه ألعوبة من ألاعيب الغولة أرادت أن أتوقف لتقبض على لا.. لا.. فراح ينط ويعدو إلى أن ابتعد عن المكان وكيس الخضر والفواكه على ظهره.

لما اقترب امقيدش من البيت أخذ يصفر ويغني من شدة الفرح.. فلما سمعته أمه خرجت إليه وأخذت منه الكيس ودخلا المنزل. لما أفرغت الأم ما في الكيس في آنية الطعام، فتحت فاها من شدة التعجب، خضر وفواكه كبيرة الحجم جميلة الشكل واللون!! ثم تذكرت وانتبهت فصرخت في وجه امقيدش قائلة: تكلم يا امقيدش! من أين أتيت بهذه الخيرات؟ لماذا أنت ساكت؟

رد عليها امقيدش: من قريتنا.

قالت الأم: كانت قريتنا. أما اليوم فهي قرية الغولة، تخلينا عنها مثل ما تخلى عنها كل الأهالي، مقابل الهناء والسلام.

امقيدش يحضر الفواكه والخضار من قرية الغولة

مكر الغولة وابنتها

وقعت هذه الكلمات كالصاعقة على امقيدش، فازداد سخطه، وغضبه على الغولة، وبات ليلة كاملة يتقلب على الفراش لم يغمض له جفن ولم يهدأ له بال، يفكر في كيفية استرجاع ما سلب، دون تهور ودون خسارة.

أما الغولة وابنتها اللنجة العوراء كانتا تتشاوران، قالت الأم الغولة لابنتها اللنجة: إن ذلك الآدمي الذي اقتحم ضيعتنا وأخذ منها خيراتنا لا بد من معاقبته لوقاحته وجسارته ولنمثل به حتى يكون عبرة لأمثاله.

قالت اللنجة بنت الغولة: لقد رشفته بحبات الجوز ليتوقف وأهجم عليه، لكنه فطن جداً، بحيث خطا خطوات سريعة وقفز عالياً، كأنه جرادة، وفي رمشه العين صار بعيداً ثم اختفى، آه يا أمي لو كنت أقدر على القبض عليه، ونأكله لا بد أن يكون لحمه لذيذاً، وبأكله نتخلص منه، حتى لا نعيد الخطأ الذي ارتكبناه المرة السابقة لما قبضنا على ذلك الآدمي الهزيل كأنه كومة من العظام وسجناه لنسمنه ويصبح دسماً ثم غفلنا عنه وفر بعد أن غرز عود الحديد في عيني، وتركني عوراء.

قالت الغولة الأم: لا بد من القبض عليه ولكن متى وكيف؟ هذا أمر لا يجب أن نتسرع فيه، يجب أن نستعد له لأننا على ضعف، فأنا قد كبرت وشخت، هانت قوتي رغم ضخامة جسدي، أصبحت غير قادرة على العدو والتسلق والقفز السريع في الجبال والغابات والمنحدرات وأنت عوراء ربما يخدعك بصرك ولا نفلح نحن الاثنتين في القبض عليه، ونتهور ونرتكب أخطاء ونصبح عرضة بعد ذلك لتهكم وسخرية البشر. اقنعي يا ابنتي بما في الغابة من قردة وخنازير ولنا من الخضر والفواكه ما لا يحصى.

بينما هما تتجادلان إذا امقيدش آتٍ من بعيد، صرخت اللنجة من الفرحة:

– ها هو آتٍ! يا سعادتي! إن اليوم هو أغلى يوم عندي أنا ذاهبة لأقبض عليه وأحضره لنطبخه، اجمعي جذوع الأشجار وأشعلي النار، وضعي القدر الطيني الكبير عليها، أضيفي إليها الضفادع والفئران حتى يكون المرق في منتهى الذوق.

امقيدش يتحدى الغولة

– قالت لها أمها: أنت مصرة وأنا خائفة عليك، لقد حاولت مراراً فلم تفلحي، فما الفائدة من الذهاب اليوم إليه؟!

– فأجابتها اللنجة: سوف ترين يا أمي، فلا أعود بدونه.

– فردت عليها الغولة العجوز: ما دمت مصرة لا تنسى أن تأخذي معك الكيس الذي صنعته من جلد الفرس أيام شبابي وكنت أستعمله لمثل هذه الأغراض.

أخذت اللنجة الكيس الجلدي الكبير، لكنهما نسيتا أنه ممزق وقديم ولم يعد يصلح لقدم عهده.

خرجت اللنجة وانحدرت تعدو نحو القرية قبل أن يسبقها امقيدش، ثم اختفت وراء جذوع الأشجار، فلما جاء امقيدش هجمت عليه، فأفلت منها بأعجوبة واختفى وسط الخضر، ثم اهتدى إلى يقطينة كبيرة مستديرة استطاع في ظرف وجيز أن يفتحها ويدخل فيها واختفى عن اللنجة الغولة.

بحثت عنه اللنجة في كل مكان فلم تجد له أثراً. وكانت القرعة الكبيرة أمامها ويظهر منها خصلتان من الشعر الأسود من جهة القطمير، فتلمست اللنجة الخصلتين وقالت في سرها: هل للقرع شعر؟! ثم قالت: هذه خليقة ربي، انتظرت طويلاً وهي تطيل النظر هنا وهناك لعله يظهر له أثر، لكن بعد طول الانتظار ملت وانصرفت.

لما تأكد امقيدش من انصراف اللنجة بنت الغولة خرج من القرعة مبتهجاً. ملأ كيسه بالغلة الموجودة في الحديقة حتى صار الكيس ثقيلاً، وضعه على كتفيه وتسلل من الحديقة بحذر دون أن يحرك ساكناً كأنه نملة.

امقيدش يحمل الغلة ويهرب من الغولة وابنتها

وصل امقيدش إلى حيه وهو مفتخر بنفسه وأطلق حنجرته تارة يغني وتارة يصفر، سمعته أمه فخرجت إليه لاستقباله كعادتها. أخذت عن عاتقه الكيس الثقيل ودخلا إلى بيتهما وامقيدش لم يصمت ثانية وهو يتحدث بعزة وافتخار عن مغامراته. وعن غباء الغولة. فكانت الأم تستمع له في ذهول وعيناها تذرفان دموعاً غزيرة. ثم قالت: لماذا تخاطر بنفسك وترني بها إلى التهلكة؟! فالغولة لا ترحم، إنها شرسة لو تقبض عليك ستمزق لحمك إرباً إرباً، وكيف تكون حياتي بدونك؟!

خطة اللنجة بنت الغولة

عندما حل المساء نزلت الغولتان للبحث عن غذائهما فمرتا بالضيعة فلفت انتباههما القرعة المحفورة والخاوية، ضربت اللنجة على صدرها وصرخت: خدعني القزم مرة أخرى. فتوهمت أن للقرع شعر! يا لي من مغفلة! لكن المرة القادمة لا ولن يفلت مني أبدا، وحينما يقع في قبضتي سيرى ما أفعل به.

قالت لها أمها: نصحتك مراراً يا ابنتي لكنك مصرة على القبض عليه، ولن تفلحي. لأننا ضعفنا، فالبشر يخافون منا لضخامة جسمنا وبشاعتنا، ولو عرفوا ما نحن عليه من ضعف القوة لقضوا علينا من زمان.

باتت اللنجة ليلة كاملة لم يهدأ لها بال وهي تفكر في الحيلة التي توصلها لنتيجة ترضيها وترضي أمها دون فشل أو خطأ.

في الصباح الباكر، قبل طلوع الشمس، ذهبت للضيعة وهي مرتدية ثياباً أنيقة لتخفي جسمها وأطرافها المخيفة المغطاة بالوبر ولفت رأسها بخمار وتلثمت بجزء منه ودست الكيس تحت إبطها، لما شعرت بمجيء امقيدش انبطحت على الأرض تبكي وتئن آي.. آي، ساعدوني يا ذوي القلوب الرحيمة. بقيت اللنجة بنت الغولة مدة وهي تتظاهر بالعجز وعدم القدرة على الوقوف، تئن وتصرخ تارة كأنها تتألم فعلاً: أين أنتم يا ذوي القلوب الرحيمة؟ ساعدوني على الوقوف سأمنح لمن ساعدني مكافأة لن تخطر له على بال. وسأخدمه مدى الحياة. بقيت على هذه الحال مدة دون ملل، وهي تتوسل. اللنجة بنت الغولة تدري بأن امقيدش قريب منها فهو يراها ويسمعها، لكنه يحترس منها فقط.

لما طالت المدة وهي على تلك الحال قال امقيدش في نفسه: ربما تحتاج للمساعدة سأقترب منها وليكن ما يكون.

اقترب امقيدش من الغولة وقال لها: سأساعدك، لست طامعاً في المكافأة، أو راجياً خدمة منك، ولكن لي شرط أطلبه منك إن وافقت عليه سأساعدك على النهوض.

قالت اللنجة بنت الغولة: طلبك رخيص أأمر واطلب ما تريد ستجدني طيبة سخية لا أبخل عنك بشيء، أما الآن ساعدني على الوقوف فقط.

القبض على امقيدش

مد امقيدش يده ليساعدها على النهوض وهو يقول بلهجة الحاسم المغتاظ ارحلا فوراً اتركا القرية لأناسها الطيبين. لكن الغولة لم تعر اهتماماً لما كان يقوله امقيدش بل كانت تنظر إلى يده وفمها يسيل باللعاب، حاولت أن تخفي نواياها الشريرة بكل حذر حتى لا يتفطن امقيدش إلى ما تهدف إليه.

وبعد جهد كبير وامقيدش يحاول مساعدتها على النهوض لكن من غير جدوى، لأنها لا تريد ذلك بل كانت تجذبه إليها لتسقطه، فسقط امقيدش على الأرض، وفي رمشه عين مدت يديها الغليظتين الشعراوين إلى رقبته وخنقته.

تظاهر امقيدش بعدم المقاومة حتى لا تستمر في خنقه ثم وضعته في الكيس المهترئ وراحت تعدو نحو كهفها.

استطاع امقيدش أن يحدث ثقباً في الكيس المهترئ، ثم وسع الثقب حتى صار كافيا لخروجه، بقي امقيدش في الكيس ينتظر الفرصة الملائمة للخروج.

تعبت اللنجة بنت الغولة وشعرت بإرهاق شديد، حدثت نفسها: من حقك يا لنجة أن تأخذي قسطاً من الراحة لقد أرقك وأتعبك هذا القزم منذ أيام متتالية. وضعت الكيس جانباً وتمددت على الأرض وهي تقول: آه! آن الأوان لأستريح، ما أعذب الراحة بعد التعب! سأنام قريرة العين، فتعبي لم يذهب سدى. أغمضت عيناها واستسلمت للنوم.

اغتنم امقيدش الفرصة فخرج من الكيس، وملأ الكيس بالحجارة وأغلق الثقب واختفى، واللنجة ما زالت مسترسلة في نوم عميق.

امقيدش يهرب من كيس الغولة

لما نهضت اللنجة من نومها لم تشعر بما جرى، لأنها كانت مرهقة وفي أشد الحاجة إلى الراحة. ذهبت إلى الكيس وحملته على ظهرها ومشت إلى البيت، وامقيدش يمشي خلفها بحذر.

نهاية الغولة وابنتها

ولما اقتربت من الكهف بدأت تحدث أصواتاً مرعبة تارة تنبح هووو.. وتارة تعوي عو.. عو.. وتارة أخرى تزأر وتزمجر آع.. آو.. سمعتها أمها الغولة، خرجت إليها فبادلتها الأصوات عو عو عو.. هو هو هو.. آآآووو.. تعبيراً عن فرحتها برجوع ابنتها من مهمتها. كانت تقول الأم:

– يا فرحتي بابنتي عادت سالمة غانمة! ضمت الأم الغولة ابنتها اللنجة إليها وهي تقول لها:

– ذكرتني يا ابنتي بأيام شبابي، يوم كنت أعود من القرية المجاورة بهذا الكيس ثقيلاً وأعد لك عشاءً دسماً طيباً تأكلين حتى التخم وتنامين مبسوطة.

مدت الغولة يدها إلى الكيس بابتهاج وأخذته من ابنتها اللنجة وهي تقول لها في استغراب وتعجب: إنه ثقيل! لقد نال منك التعب! واللنجة تجيب أمها بغباوة: – نعم لأن الآدمي دخل الحديقة وأكل كثيراً لقد كبر وسمن في الكيس في هذه الفترة.

ساعدت اللنجة أمها على حمل الكيس، واتجهتا نحو القدر الذي نصبته الغولة على النار.

قدر من الماء الغلي فوق النار

رفعت اللنجة الغطاء عن القدر وصبت الغولة ما في الكيس فإذا بالماء المغلي يفور بق.. بق.. طبش ويتكسر القدر وفاضت المياه الحارة على الغولة وابنتها اللنجة، انسلخ جلدهما وأصيبتا بحروق بليغة فصرختا صراخاً مرعباً.

سمعهما امقيدش الذي كان مختفياً قريباً من الكهف بين الصخور. فأدرك في الحال أن نهايتهما قد حانت، ولما بدأ صراخهما يتلاشى تدريجياً اقترب من باب المغارة فوجدهما ساكنتين لا تتحركان فأدرك أنهما فقدتا الحياة.

راح يعدو في المنحدرات دون أن يتوقف وهو يلهث، لما وصل إلى القرية أبلغ أهلها الخبر السار فجاءوا مسرعين ليتيقنوا من موت الغولة وابنتها اللنجة. حفروا لهما حفرة عميقة فدفنوهما فيها وعادوا إلى القرية المهجورة وعاشوا فيها مثلما كانوا من قبل، ولم ينسوا امقيدش وما بذله من جهد وأبداه من شهامة وشجاعة، ومنذ ذلك اليوم صار يدعى بأنبل الأسماء، يفتخرون به أمام القبائل ويستشيرونه في أمورهم. وعرفوا أن الإنسان ليس بجسمه وجماله بل بعقله وحسن تدبيره.

المصدر
قصة اللنجة بنت الغولة - سلسلة حكت لي جدتي - المكتبة الخضراء للطباعة والنشر والتوزيع - الجزائر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى