قصة عطلة البطريق جميل

في قصة عطلة البطريق جميل وصباح أول يوم من أيام العطلة الصيفية، تأخر الأخوان جميل وجميلة في الاستيقاظ من النوم، مما جعلهما يتأخران عن موعد الإفطار. بعد أن عجزا عن الحصول على رحلة مع والدهما لصيد السمك كما وعد، توجهت الأم بمهمة جمع قرون البسلة لتحضير الغداء. وخلال هذه المهمة، تعرضا لمواقف مضحكة ومثيرة، بدءًا من اكتشافهما غرابًا يسرق البسلة، وانتهاءً بمحاولتهما ركوب دراجة نارية بشكل مثير للضحك. بين الحزن والضحك، انتهى اليوم بوعد جديد من والدهما لرحلة مستقبلية، تاركين خلفهما ذكريات تجمعهما في قصة ومغامرة فريدة من نوعها في أول أيام العطلة من قصة عطلة البطريق جميل.

أول أيام العطلة

في صباح أول يوم من أيام العطلة الصيفية، تأخر جميل وجميلة في الاستيقاظ من النوم، ولم يغادرا الفراش باكرًا.

وجاءت السيدة البطريق توقظهما وتنادي: “أسرعا! لن ينتظر الإفطار أكثر من هذا، حتى في أول أيام العطلة.”

قام جميل وجميلة يلبسان ملابسهما بسرعة، فبعثرا بقية الثياب يمينًا ويسارًا، وأصبح منظر الحجرة عجيبًا.

قالت جميلة: “أعتقد أن بابا سيأخذنا اليوم في رحلة.”

وقال جميل: “لننزل بهدوء، وإلا غضب منا.”

نزلا السلم على أطراف أصابعهما، فوجدا والدهما يمسك ساعته في يده، وينظر إليهما بشيء من الدهشة، ويقول في حزم: “لقد تأخرتما عن موعد الإفطار.. هيا أسرعا.”

قالت جميلة: “نأسف يا أبي لهذا التأخير.. ونرجو أن تسامحنا هذه المرة!” ثم جلس الاثنان يتناولان طعام الإفطار.

قال جميل، وهو لا يتوقف عن المضغ: “ما ألذ الطعام!” ثم نظر إلى أخته وقال: “لا أعتقد أننا تأخرنا كثيرًا عن موعد الرحلة.”

وبسرعة، خلت المائدة من الطعام، وجرى الصغيران إلى مقعد أبيهما.

قال جميل: “متى نبدأ الرحلة يا أبي؟”

وقالت جميلة: “إلى أين؟ للصيد؟”

وظهرت الدهشة على وجه الأب، وهو يقرأ صحيفة الصباح.

قال الأب: “عن أية رحلة تتحدثان؟”

قالت جميلة: “لقد وعدتنا يا أبي برحلة لصيد السمك، نقوم بها عندما تبدأ العطلة الصيفية.”

وقبل أن يجيب الأب، كانت الأم تقف عند الباب، تحمل في يديها سلتين.

وظن الطفلان أول الأمر أن في السلتين طعامًا للرحلة. لكن دهشتهما كانت كبيرة، عندما اتضح لهما أن السلتين فارغتان!!

قالت الأم: “يا عزيزي.. اذهبا إلى الحديقة، وليملأ كل واحد منكما سلته بقرون البسلة. فإني أريد أن أعد طعام الغداء..”

فوجئ جميل وجميلة.. فلن تكون هناك رحلة إذا، ولن يكون هناك صيد سمك!

وتساقطت دموع جميل، وبدا الانزعاج على وجه جميلة وهي تخبط الأرض بقدميها.

قال البطريق الأب: “لماذا هذه السخافات؟! هيا اذهبا، وليملأ كل منكما سلته. وسوف أصحبكما في وقت آخر إلى رحلة لصيد السمك، كما وعدتكما.”

جمع قرون البسلة

خرج الاثنان في حزن، وذهبا إلى نباتات البسلة، وجميل يقول لأخته: “كان الذهاب إلى المدرسة أفضل من هذا!!”

وأخذ جميل وجميلة يعملان في الحديقة، وكل منهما يفكر في أحلامه التي انتظر العطلة ليحققها.

ولم يكن بين هذه الأحلام، أن يقضيا صباح أول أيام العطلة، في جمع قرون البسلة، ووضعها في السلال.

وفجأة، سمعا صوتًا غريبًا عند السلة. والتفت جميل خلفه، وصرخ: “جميلة… غراب في السلة، يلتقط البسلة التي تعبنا في جمعها منذ الصباح!”

رفرف الغراب اللص بجناحيه، وطار بعيدًا، وفي منقاره قرن بسلة.

وقفز جميل خلفه، وحاول أن يرفرف بزعنفتيه ليلحق به، ويضربه بالعصا.

لكن جميل، للأسف، لا يستطيع الطيران، إنه بطريق يعوم في الماء، بسرعة طيران الطيور في الهواء، ولا يطير!

لذلك وقع جميل عندما حاول الطيران.

وصرخت جميلة، وجرت نحو أخيها، ترفعه عن الأرض.

وسمعت الأم أصوات المطاردة والسقوط والصراخ، فأطلت منزعجة من النافذة وقالت: “لقد حان وقت عودتكما إلى المنزل..”

أحس جميل بألم شديد في قدمه، فزاد غضبه، وصرخ: “آه يا قدمي.. آه يا رجلي… التوت قدمي!!”

قالت جميلة: “سأربط لك قدمك. تعلمت هذا في دروس الإسعافات الأولية.”

وأخرجت منديلها ذا الخطوط الخضراء، وربطت قدم أخيها.

وأقبلت أمهما، ونظرت في سلة كل منهما، وقالت: “إنكما لم تجمعا كمية كافية من البسلة.”

ثم أشارت إلى إناء كبير تحمله بين يديها وقالت: “لقد أحضرت هذا الإناء، لتضعا فيه الحبوب بعد أن تفصصا القرون، وعليكما أن تجمعا كمية أخرى من البسلة تكفي لغدائنا.”

جلست جميلة حزينة على الأرض، لا تستطيع أن تنطق بحرف، وقد أمسكت الإناء بين يديها، فوق ركبتيها.

أما جميل، فقد انفجر يقول لأخته: “ما هذا؟ هل نفصصها أيضًا، ونجمع كمية أخرى؟! هذا كثير جدًا علينا!”

ثم قال غاضبًا: “سأخرج من هنا..”

واندفع من بين سيقان البسلة، ليخرج إلى الطريق.

وكانت جميلة غاضبة هي أيضًا، لكنها أمسكت بأخيها، وأخذت تجذبه تحاول أن توقفه، لكنها لم تستطع.

حادثة مؤسفة

لقد تسلل جميل بين السيقان والأغصان، وخلال الأوراق والقرون، ووصل إلى الطريق.

وفي الطريق، رأى دراجة نارية، تلمع تحت أشعة الشمس.

وسمع أخته جميلة تناديه: “ارجع يا جميل… أمنا تنتظرنا.. لقد اقترب ميعاد الغداء.”

لكن جميل ذهب إلى الدراجة، وأخذ يتأملها. كانت جديدة، نظيفة، تنتظر من يستخدمها.

وأخذ جميل يفحص المفاتيح، وأجزاء الدراجة، ثم قال: “سيكون شيئًا مثيرًا ورائعًا، أن أركب هذه الدراجة.”

وجاءته جميلة، فقال لها أخوها فرحًا: “أنظري.. أنا محظوظ! وجدت هذه الدراجة هنا.”

وبذل جهدًا كبيرًا حتى تسلق الدراجة، وجلس على مقعدها.

ونسيت أخته أن هذه الدراجة ليست ملكهما، فتسلقت هي أيضًا الدراجة، وجلست خلف جميل.

قال جميل: “كنت أحلم دائمًا بركوب دراجة نارية. سنسابق بها الريح!”

قالت جميلة: “هل تعرف كيف تقودها؟”

وفي جرأة أجابها جميل: “طبعًا.. أنظري!”

وأدار بعض المفاتيح، فانطلقت الدراجة، كأنها تطير!

انطلقت الدراجة تسير بجوار الأشجار والأسوار. كانت سرعتها شديدة، فصاحت جميلة في خوف: “توقف.. توقف!”

أجاب جميل مضطربًا: “إنني أحاول إيقافها، لكنني لا أستطيع!!”

وشاهد جميل وجميلة صاحب الدراجة يقف في وسط الطريق، يصفق لهما بشدة، ويطلب منهما التوقف وتهدئة السرعة.

لكن الدراجة السريعة، أخذت تسير في اندفاع، وعليها الصغيران الخائفان.

صدم الصغيران مالك الدراجة، فوقع على ظهره فوق أرض الطريق.

وسقط فوقه جميل وجميلة!!

ملأ الخوف قلب جميل وجميلة، مع أنه لم يصبهما أذى.

وأمسك بهما مالك الدراجة الغاضب يهزهما في عنف، ويؤنبهما بشدة.

لم يكن مالك الدراجة راضيًا عن تلك السقطة الشديدة.

سمعت السيدة البطريق صوت سقوط الدراجة، والصراخ، فأسرعت إلى المكان.

وشرح لها مالك الدراجة ما حدث، فأبدت أسفها الشديد، واعتذرت عما حدث. وقبل صاحب الدراجة اعتذارها.

وبخت الأم ولديها، وكان ميعاد الغداء يقترب، فأرسلتهما ثانية.. لجمع بقية البسلة!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى