قصة صابر وشجاع

تدور قصة صابر وشجاع حول الحمار صابر والثور شجاع اللذان يعملان في حقل أبو موسي وتعلم القصة الاطفال الصغار أهمية النشط والعمل وعدم التكاسل والبعد عن التمارض والكذب.

في حقل أبو موسي

الحمار صابر في حقل ابو موسي

أبو موسى فلاح نشيط وذكي. يحرث قسماً من أرضه في فصل الشتاء ويزرعه قمحاً وشعيراً وعدساً وفولاً. ويحرث القسم الآخر في فصل الصيف ويزرعه لوبياء وخيارا وقثاء وباذنجاناً. وعنده حمار اسمه “صابر”، وثور اسمه “شجاع”.. وكان أبو موسى يحب حماره “صابر”، وثوره “شجاعا”..

“صابر” حمار أسود كبير الرأس، طويل الأذنين قوي الجسم، يحمل صاحبه الفلاح وعدة الفلاحة من البيت إلى الحقل ومن الحقل إلى البيت.

“شجاع” ثور أبيض وفيه بقع حمراء، له قرنان قويان وذنب طويل وقوائم صلبة، يحرث من الصباح إلى المساء دون تعب أو سأم.. “شجاع” يحب صديقه “صابر”، “وصابر” يبادله حبا بحب.

الحمار صابر والثور شجاع داخل الاسطبل

الحمار صابر يشعر بالمرض

ذات يوم أحس “صابر” بوجع في رأسه، وانحطاط في جسمه، فشكا حاله إلى صاحبه. رق قلب أبي موسى لحال حماره “صابر” وتركه في الإسطبل. حمل أبو موسى الآلة على كتيفه ونهر أمامه ثوره شجاعا، وذهب إلى الحقل. وفي المساء عاد الفلاح إلى بيته. دخل إلى الإسطبل وسأل حماره “صابر” عن حاله. أخبر “صابر” صاحبه أنه بخير وشكره على عطفه.

أما “شجاع” فقد دخل إلى الإسطبل ورقد في زاوية من زوايا الاسطبل يشكو ويئن. سمع “صابر” أنين صاحبه “شجاع”، فتقدم منه وسأله عن حاله.

قال “شجاع” لصابر: “لقد شعرت اليوم بتعب شديد.”

فقال له “صابر”: “تمارض غداً صباحاً، يرحك معلمنا أبو موسى من العمل كما أراحني أنا اليوم”.. شكره “شجاع” صديقه على نصيحته وقرر العمل بها.

ابو موسي يستمع إلي حوار صابر وشجاع
الحمار صابر ينصح الثور شجاع بالتظاهر بالمرض كذباً

وفيما كان أبو موسى يتناول عشاءه في غرفة مجاورة للإسطبل، سمع الحديث الذي دار بين حماره وثوره وعلم بخديعة الحمار. فضحك من غباء حماره وبساطة ثوره، وصمم أن يريح في اليوم التالي الثور ويصطحب معه الحمار فيركب عليه ويعلمه الحراثة.

الثور شجاع يدعي المرض

في صباح اليوم التالي، دخل أبو موسى إلى الإسطبل فوجد الثور يخور خواراً محزناً من شدة الألم. رق قلبه لحال ثوره، وتركه في الإسطبل، ثم حمل عدة الفلاحة على حماره وذهب إلى الحقل.

ابو موسي يستخدم الحمار صابر للحراثة في الحقل

ربط أبو موسى العود وسكة الفلاحة بالحمار وراح يعلمه الحراثة فتعب الحمار كثيراً وندم على عمله. وأحس أبو موسى بندم حماره فضحك كثيراً.

وفي المساء ركب أبو موسى الحمار وعاد من الحقل إلى البيت. “صابر” يلوم نفسه ويفكر في حيلة يحتال بها على صاحبه الثور حتى يعود إلى عمله. فيقول في نفسه: “إذا تمارض “شجاع” يوماً آخر سيقضي عليا أنا من التعب..”

أبو موسى يشعر بكل ما يجول في نفس حماره “صابر” ويضحك.

لا كذب او تمارض بعد اليوم

دخل “صابر” إلى الإسطبل فوجد صديقه راقداً في الزاوية التي تركة فيها. فتقدم منه وهو يهز رأسه أسفاً وحزناً، وقبل أن يتكلم سأله “شجاع” عن سبب أسفه وحزنه. فقال: “لقد سمعت صاحبنا أبا موسى يقول اليوم: إذا بقي شجاع مريضاً سأذبحه وأبيع جلده ولحمه”.

صابر يعود للاسطبل في نهاية اليوم

فخاف “شجاع” خوفاً شديداً وأستوى واقفاً على قوائمه وقال لصديقه: “أنا بخير يا عزيزي، فلا تأسف ولا تحزن..” ثم تقدم من العلف وأخذ يأكل التبن والحب بشهية زائدة.

كان فرح الحمار عظيماً لنجاح حيلته، واقترب من صاحبه وهو يقول: الحمد لله يا عزيزي، لقد نجوت من سكين معلمنا الفلاح أبي موسى..

ابو موسي يسأل عن حال صابر وشجاع في صباح اليوم التالي

في صباح اليوم التالي، دخل أبو موسى الإسطبل كعادته. فسأل أبو موسى ثورة عن حاله فأجابه: “أنا بخير يا معلمي”.. ثم سأل أبو موسى حماره: عن حاله فأجابه: “أنا بخير يا معلمي”. عندها ضحك أبو موسى وقال لهما: اليوم يوم عطلة، ثم وضع لهما التبن والحب في المغلف ومضى.

ومنذ ذلك اليوم والثور “شجاع” والحمار “صابر” يعملان بشجاعة وصبر فائقين وقرروا أن لا يكذبوا ويدعوا المرض أبداً.

المصدر
قصة صابر وشجاع - حكايات وأساطير للأولاد - المكتب العالمي للطباعة والنشر - بيروت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى