قصة العطلة السعيدة

العطلة السعيدة هي حكاية وقصة تعليمية للأطفال قبل النوم، تحكي عن اهتمام الأب (سالم) بعناية لعلامات التفكير المتلألئة على وجه ابنه هشام، قرر أن يشجعه على استثمار وقت عطلته المدرسية في نشاط فكري مفيد. في هذه السياق، قدّم الأب توجيهاته لهشام حول أهمية القراءة والاطلاع خلال العطلة. يأتي هذا النص ليروّج لفكرة استفادة الأطفال من وقتهم الفارغ من خلال القراءة والتعلم.

جمال الطبيعة

قال السيد سالم لزوجته:

“فصل الصيف يقترب بسرعة، وقد أصبح على الأبواب، وقريباً ستمنح إدارة المدرسة لتلامذتها العطلة الصفية، وسنجد أبناءنا في المنزل لا يبرحونه. وإن بقاءهم دوماً في البيت يسبب مشاكل كثيرة لهم ولنا.

إن العطلة المدرسية فرصة طيبة لكي يستمتع أطفالنا بجمال الطبيعة، ويقوموا بنزهات ورحلات تقوي أجسامهم وتنشط عقولهم وتزيد من معلوماتهم. وتبعدهم عما يمكن أن يحدثوه فيما لو ظلوا في البيت لا يبرحونه.”

عائلة السيد سالم تجتمع في البيت - قصة العطلة السعيدة

قالت زوجته:

“هذا صحيح. كما أن جمع الأزهار من الحقول والبراري هواية جميلة، ورياضة مفيدة. وتوجد أنواع مختلفة من الزهور التي تنبت في البراري كالبنفسج والخزامى، وهي زهور ذكية الرائحة وجميلة المنظر، وكذلك الزنبق الذي يضربون به الأمثال في الصفاء والنقاء.”

قال الزوج:

“نعم، ولكن يجب علينا أن نلفت نظر الأطفال وهم يقطفون الزهور أو يقتربون منها أن يحترسوا لأن النحل يحوم حول هذه الزهور ليحط عليها ويمتص رحيقها لكي تحول النحلة هذا الرحيق إلى عسل، وهذه إحدى معجزات الله سبحانه وتعالى.”

وفي صباح أحد الأيام أيقظت الأم أولادها باكرًا وقالت لهم:

“ستذهبون إلى الجبل وستقضون طول النهار هناك،” وفرح الأولاد بهذا النبأ وسرهم أن ينطلقوا متنقلين بين الحقول والبساتين عوضًا من أن يمكثوا كالسجناء بين جدران المنزل.

حقول وبساتين جميلة

وذهبت الأم مع أطفالها إلى الحقول والبراري لجمع مختلف أنواع الأزهار، وقضى الجميع يومًا سعيدًا.

وعندما اقتربت الشمس من المغيب عاد الجميع إلى المدينة، وفي المنزل بدأوا في وضع الزهور في المزهريات وتنسيقها حسب ألوانها وأشكالها. ولبثوا على هذا الحال لفترة أسبوع كامل.

مغامرة عائلة في العطلة السعيدة

وبعد أن مضى الأسبوع، جمع الأب أولاده وقال لهم:

“في الأسبوع الماضي قمتم برحلة إلى الحقول والبراري. أما اليوم، فإنكم ستذهبون إلى شاطئ البحر حيث تسبحون وتعرضوا أجسامكم لحرارة الشمس المفيدة.”

الاطفال تلعب داخل الحقول الخضراء في العطلة السعيدة
طفلة تقضي العطلة السعيدة في قطف الأزهار الحمراء

وقال الطفل هشام:

“أخشى، يا والدي، إن أظهرت جسمي لحرارة الشمس أن أصاب بالتهابات مؤلمة كما حدث في العام الماضي.”

قال الأب:

“لا ترتكب يا هشام نفس الخطأ الذي ارتكبته في العام الماضي، ولا تعرض جسمك للشمس مدة طويلة، ويفضل بك أن تشرب كمية موفورة من الماء قبل أن تعرض جسمك لحرارة الشمس.”

وسأله هشام:

“وما فائدة شرب الماء قبل السباحة يا أبي؟”

فأجابه أبوه:

“لأن الجسم إذا ازدادت حرارته بفعل أشعة الشمس، يفرز مسامه العرق الذي يتبخر فيلطف حرارة الجسم، وبذلك لا يصاب الجسم بالالتهابات التي تسببها زيادة الحرارة.”

الأطفال تقضي العطلة السعيدة فارحين يلعبون علي الشاطئ

قال هشام:

“حسناً يا والدي، سأفعل ذلك.”

ونظرت الأم إلى سائر الأطفال وقالت لهم:

“إن الرياضة لازمة لتنشيط أجسامكم وتقوية عضلاتكم.. وهي تنظم الدورة الدموية وتفتح الشهية لتناول الطعام.”

وأضاف الأب:

“نعم.. إن الطفل الصحيح الجسم يكون دائماً واثقًا من نفسه.. ويساعده ذلك على مواصلة واجباته المدرسية ولذلك قالوا إن العقل السليم في الجسم السليم.”

وهنا قالت الأم:

“إن السباحة رياضة مفيدة وضرورية.. فكم من إنسان مات غرقًا لأنه لم يتعلم السباحة.. لذلك سيدربكم أبوكم على السباحة في كل مرة تذهبون فيها إلى شاطئ البحر.”

ورحب الأطفال بذلك.

الأطفال تعوم في الشاطئ

وقال أبوهم:

“ستقومون أيضًا ببعض التمرينات الرياضية ويحسن أن يشترك معكم أطفال آخرون حتى يشجع بعضكم بعضًا… بشرط أن تعتبروا هؤلاء الأطفال الذين سيشتركون معكم كأنهم إخوة أو رفاق مدرسة فتعاملوهم بكل لطف وأدب.”

سباحة ممتعة

وفي اليوم التالي ذهب الأطفال إلى شاطئ البحر واستمتعوا بالهواء النقي وبأشعة الشمس الدافئة، ودربهم أبوهم على السباحة الواحد تلو الآخر بأن يضع أحدهم فوق يديه ويطلب منه أن يحرك برجليه ويديه ويتركه آنا ويمسكه أخرى حتى يستطيع العوم بنفسه.

العائلة تستمع بالعطلة السعيدة في الشمس والهواء النقي
الأطفال تسبح علي الشاطئ

ولما خرجوا من البحر أحسوا جميعًا بالجوع الشديد، وذلك لأن رياضة السباحة نشطت دورتهم الدموية وفتحت شهيتهم لتناول الطعام، فبسطوا فوق الرمال قطعة كبيرة من المشمع وضعوا عليها ما كانوا قد جلبوه معهم من الأكل الناشف كالبيض المسلوق والجبن والزيتون وكثيرًا من الفاكهة وتحلقوا حول هذه المائدة وراحوا يأكلون بشهية، وبعد تناول الطعام اضطجعوا تحت مظلة كبيرة وناموا فترة من الزمن.

وقال الأب لابنه هشام بعد الظهر:

“يا هشام.. يجب أن تخصص أثناء عطلتك المدرسية وقتًا للقراءة والاطلاع.”

وسكت الأب قليلاً عندما لاحظ علامات التفكير بادية على محيا ولده ثم قال:

“ليس من الضروري أن تقرأ كتبًا مدرسية كل الوقت الذي تحدده للمطالعة، فأنت في عطلة الآن… وبإمكانك أن تقرأ كتبًا مسلية ومفيدة أيضًا لتزيد من معلوماتك العامة وتكون متفوقًا على رفقائك بهذه المعلومات.”

في أوقات العطلة السعيدة يزدحم الشاطئ بالأسر.

وسأله هشام:

“معلومات مثل ماذا يا والدي؟”

استكشف عالم القراءة والمغامرات

قال الأب:

“لقد أحضرت لك ولإخوتك بعض الكتب المسلية عن الطيور والحيوانات وأنواع الأسماك المختلفة وأنواع الزهور… كما أحضرت لكم بعض القصص والحكايات والأساطير.”

قال هشام فرحاً:

“أين هذه الكتب يا ولدي؟”

قال الوالد:

“سأجعل كل واحد منكم يختار منها ما يشاء قراءته… ويحسن أن تقرأ على مقربة من نافذة حجرتك وتجعل هواء حجرتك متجددًا دائمًا حتى يظل عقلك نشطًا، لأن استنشاق الهواء الفاسد يسبب للعقل الخمول والكسل… ونافذة حجرتك تطل على منظر جميل ويمكنك بين آونة وأخرى أن تريح عينيك من القراءة لتتأمل المنظر الجميل الذي تطل عليه النافذة.”

الأطفال تلعب علي الرمال في الشاطئ

ثم قال سالم لابنه هشام:

“ما الذي تختاره أنت يا هشام؟”

قال هشام:

“إني سأقرأ بعض القصص ومتى عثرت على قصة جميلة فسأجمع إخوتي الصغار وأقصها عليهم.”

فقال له أبوه:

“حسنًا ما تفعل… “

وراح هشام يقرأ القصص حتى قرأ قصة عجيبة فجمع إخوته وقال لهم تعالوا أقص عليكم هذه القصة العجيبة، فتخلق إخوته حوله فقال لهم إن القصة التي سأقصها عليكم قد قرأتها في إحدى القصص الممتعة المسلية واسمها: “النعامة وفراخها الصغار.”

المصدر
قصة العطلة السعيدة - حكايات وأساطير للأولاد - منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر - بيروت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى