قصة بينوكو

قصة بينوكو أو الصبي الخشبي تعد من أشهر القصص والحكايات العالمية المشهورة والمسلية للصغار والكبار معاً حيث تجذب الانتباه وتثير الذهن من أول القصة لأخرها.

خشبة سحرية

أحضر أنطونيو لجبيتو خشبة، وقال له: “صديقي العزيز! هذه أفضل خشبة عندي.. إنها خشبة سحرية”. ضحك جبيتو، وظن أن صديقه يمازحه، وبعد أن تفحص الخشبة، ووجدها جيدة، قرر شراءها، وعاد بها إلى البيت، ليبدأ بنحت دميته.

بدأ جبيتو أولا بنحت الرأس، وجعل فيه عينين. وفجأة، تحركت العينان في محجريهما، فظن جبيتو أنه يحلم، وتابع عمله.

ثم أخذ ينحت الأنف، ولكنه فوجئ أن الأنف طال وحده، عند ذلك قال متعجبا: “يبدو.. يبدو.. أن هذه الخشبة سحرية حقا!”.

بعد أن أنهى جبيتو صنع الدمية، أطلق عليها اسم: «بينوكيو»، وتمنى لو تدب فيه الحياة، ليجعله ابنا له. وفجأة، تظهر جنية أمام جبيتو، وتحقق له أمنيته، ويصبح بينوكيو دمية حية.

صبي خشبي

وأحب جبيتو بينوكيو كابن له، ولكن بينوكيو كان مشاغبا، حتى إنه، ذات يوم، سبب فوضى كبيرة في المدينة، مما أدى إلى حبس جبيتو.

لما عاد بينوكيو إلى البيت، ولم يجد جبيتو، جلس في الورشة على كرسي ينتظر عودته.

وبعد فترة، حطت حشرة صرصار الليل أمامه، وقالت له: “بينوكيو! أيها الفتى الشقي! ماذا فعل جبيتو لك حتى تسبب له هذه المشكلات، وتدخله السجن. ألم يئن لك أن تصبح فتى مطيعا؟!”.

صدم بينوكيو بكلام الصرصار، وحزن لما سببه لجبيتو، وقرر في نفسه ألا يعود لأعماله الطائشة بعد اليوم.

وفي الصباح، أطلق سراح جبيتو، فلما رآه بينوكيو احتضنه، واعتذر له عن جميع الحماقات التي فعلها، ووعده أن يصبح من اليوم فتى جيدا. فسر جبيتو بما سمع من بينوكيو، وسامحه.

إلي المدرسة

بدأ بينوكيو بالذهاب إلى المدرسة. وذات يوم، وهو في طريقه إلى المدرسة، رأى مسرحا للدمى، يتجمع حوله الناس، فشده ما رأى، إلى أن تحمس وانضم إلى الدمى يرقص معها؛ مما زاد في تحشد الجمهور وتسليتهم.

وسر صاحب المسرح بأداء بينوكيو، فأعطاه خمس قطع ذهبية لقاء مشاركته في العرض.

أخذ بينوكيو القطع الخمس الذهبية، وقرر إعطاءها لجبيتو. وفي طريقه إلى البيت، التقى بمحتالين: قط وثعلب. فلما شاهدا النقود بيده، احتالا عليه قائلين: “صغيري الطيب! إذا أردت أن تضاعف من النقود التي معك، ازرعها تحت تلك الشجرة العجيبة، وسترى معك في الصباح عشر قطع بدل خمس”.

سر بينوكيو بكلام المحتالين، وانطلت عليه خدعتهما، وسارا معه إلى الشجرة التي أشارا إليها، حتى إذا وصلوها انقضا عليه، وسلباه نقوده، وقيداه إلى الشجرة، وهربا.

فأغمي على بينوكيو، ولم يستفق إلا عندما جاءت الجنية الطيبة لمساعدته.

اصطحبت الجنية بينوكيو إلى قلعتها، حتى يستعيد وعيه وصحته.

ثم قدمت إليه دواء يساعده على استرداد عافيته. ولكن بينوكيو كان يكره الأدوية، فلم يشرب الدواء، وكذب على الجنية، وادعى أنه قد شربه. وعلى الفور، طال أنف بينوكيو، وأصبح مثل الغصن.

ولكن الجنية الطيبة سامحت بينوكيو، وأعادت أنفه إلى طبيعته، وحدرته من الكذب ثانية.

بعد أن استرد بينوكيو عافيته، شكر الجنية على مساعدتها ولطفها، وعاد إلى البيت، وداوم على الذهاب إلى المدرسة، وأصبح لديه العديد من

الأصدقاء.

مدينة الألعاب

وفي أحد الأيام، حدثه صديقه مايكل عن مدينة الألعاب.

قال له مايكل: “إنها أجمل مدينة ألعاب، هل ترافقني الليلة إليها؟”.

سر بينوكيو بطلب مايكل، ووعده بالذهاب معه. وفي المساء، انطلق الأولاد إلى مدينة الألعاب في عربة يجرها ستة حمير، وهم تواقون لوصولها، واللهو بألعابها.

سعد بينوكيو بذهابه إلى مدينة الألعاب، وشكر صديقه الذي دعاه للذهاب معه. وفي الصباح، استيقظ بينوكيو مسرورا، ولكنه حين نظر في المرآة صدم لما رأى؛ حيث شاهد أذنيه قد طالتا، وصارتا مثل أذني الحمار.

خرج بينوكيو من البيت بأذنيه الطويلتين، فشاهده صاحب السيرك، فأسره، وأخذه إلى السيرك، ليؤدي بعض الخدع أمام الجمهور.

إلا أن بينوكيو أخفق في إمتاع الجمهور وتسليته، مما أغضب صاحب السيرك، فألقى بينوكيو من أعلى الجرف إلى البحر.

وفجأة، حدث شيء لا يصدق؛ حيث اختفت أذنا بينوكيو الطويلتان عندما لامستا الماء.

في بطن الحوت

صارع بينوكيو أمواج البحر، وبينما هو يحاول السباحة باتجاه الشاطئ، التقمه حوت ضخم.

وحين هدأ فزعه، أخذ يتجول في أحشاء الحوت، فشاهد ضوءا في أحد المجاري، فسار إليه.

وكانت المفاجأة حين شاهد جبيتو جالسا إلى طاولة، ففرح الاثنان بلقائهم، وسأل جبيتو بينوكيو: “ولدي العزيز! أين كنت؟ لقد بحثت عنك في كل مكان، حتى خرجت إلى البحر باحثا عنك، فالتقمني هذا الحوت”. فأخبره بينوكيو بكل ما حصل له.

اتفق جبيتو وبينوكيو على الخروج من بطن الحوت، فسارا من معدته إلى فمه.

ولحسن حظهما، فقد كان الحوت فاتحا فمه، يغط في نوم عميق.

فتعلقا بخشبة كانت في فم الحوت، وخرجا مع أول موجة مرت بهما.

عاد جبيتو وبينوكيو إلى البيت سالمين.

أمنية تتحقق

وذات يوم، استيقظ بينوكيو، ونظر في المرآة، وصاح: “أبي! جبيتو! تعال وانظر، لقد أصبحت صبيا حقيقيا”.

فيأتي جبيتو بسرعة، ويشاهد تحول بينوكيو إلى صبي حقيقي، فتدمع عيناه من الفرح ويقول: “الحمد لله. ألم أقل لك: … الطيبة تصنع المعجزات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى