قصة بياض الثلج

قصة بياض الثلج من أفضل الحكايات العالمية المشهورة وقصص قبل النوم المسلية والممتعة والمحببة للأطفال حيث تشد انتباه كل من الصغار والكبار.

بياض الثلج

في قديم الزمان، رزق ملك بطفلة فائقة الجمال، شديدة البياض سماها: (بياض الثلج). ولكن سرور الملك لم يتم، إذ سرعان ما توفيت زوجته الحبيبة، بعد ولادة طفلتهما الجميلة.

بعد فترة من وفاة الملكة، تزوج الملك بامرأة أخرى لتعتني بابنته. وكانت هذه المرأة شديدة الغرور بجمالها، والكبرياء على من حولها. وكان لديها مرآة سحرية، تخاطبها باستمرار: “أيتها المرآة على الجدار، من هي أجمل النساء في الأقطار؟” فتجيبها المرآة: “أنت يا مولاتي!”، فيزيد ذلك غرورها وسعادتها.

ومرت السنوات، وتكبر بياض الثلج، وتزداد حسنا وجمالا.

المرآة السحرية

وذات يوم، تسأل الملكة المغرورة المرآة عن أجمل النساء قاطبة، فتجيبها: “مولاتي! أنت جميلة، ولكن بياض الثلج أجمل النساء!”. فتصعق الملكة بجواب المرآة، وتغار من بياض الثلج، وتضمر لها الشر.

بعد أيام، استدعت الملكة صياداً ماهراً، وأمرته بأخذ بياض الثلج إلى الغابة، وقتلها هناك، على أن يحضر معه قبلها، دليلاً على قتله لها. دهش الصياد بأمر الملكة واستقبحه، ولكنه اضطر إلى الموافقة عليه. وفي اليوم التالي، اصطحب بياض الثلج معه إلى الغابة، بقصد تنزيهها.

عندما اختفى الصياد وبياض الثلج داخل الغابة، أخبرها بأمر الملكة له أن يقتلها، وطلب منها أن تهرب في أعماق الغابة، حتى لا تصل إليها يد الملكة الشريرة.

ركضت بياض الثلج إلى أعماق الغابة، وهي خائفة مذعورة مما سمعت.

وفي أثناء ذلك، أحضر الصياد الطيب إلى الملكة الشريرة قلب أرنب، زاعما أنه قلب الأميرة. فسرت الملكة بصنيعه، وأجزلت له العطاء.

واصلت بياض الثلج ركضها في الغابة، رغم تعبها وإرهاقها، حتى انتهت إلى كوخ صغير، فقرعت الباب، ولكن أحدا لم يجب، ففتحت الباب، ودخلت الكوخ.

الأقزام السبعة

كانت دهشة بياض الثلج كبيرة حين رأت الكوخ في فوضى كبيرة، تتوسطه طاولة، حولها سبعه كراسي صغيرة، وفيه سبع أسرة صغيرة متراصفة. فشمرت بياض الثلج عن ذراعيها، وبدأت بتنظيف الكوخ، ورتبت الأسرة، حتى إذا انتهت استلقت على أحد الأسرة، وغطت في نوم عميق.

كان الكوخ ملكا لسبعة أقزام، كانوا يعملون في منجم لهم. فلما عادوا إلى كوخهم فوجئوا بنظافته وترتيبه، ولكنهم لما رأوا الفتاة تغط في نومها على أسرتهم، فهموا ما حصل لكوخهم.

في الصباح، استيقظت بياض الثلج، وفوجئت برؤية الأقزام السبعة يحيطون بها، فارتعبت أول الأمر، ثم اطمأنت لهم لما رأت الابتسامة تعلو وجوههم.

وقصت بياض الثلج على الأقزام خبر هربها من زوجة أبيها الملكة، فطمأنها كبيرهم إلى أنها تستطيع أن تقيم عندهم ما شاءت، وأنهم سعداء بوجودها.

قبل ذهاب الأقزام إلى المنجم، حذروا بياض الثلج من أن تفتح الباب لأحد، ولا سيما أن الملكة ستدرك في النهاية أنها على قيد الحياة. فشكرتهم بياض الثلج على نصحهم، ووعدتهم ألا تفتح لأحد.

وذات يوم، سألت الملكة مرآتها عن أجمل نساء الأرض، فقالت لها: “إن أجمل النساء يا مولاتي! هي بياض الثلج التي تعيش مع الأقزام السبعة، في وسط الغابة”.

خطة شريرة

غضبت الملكة حين علمت بحياة بياض الثلج، وقررت قتلها بنفسها، فارتدت ثياب امرأة قروية، وأحضرت معها سلة تفاح مسموم، ثم توجهت إلى منزل الأقزام السبعة، وقرعت الباب عارضة على بياض الثلج شراء التفاح. إلا أن بياض الثلج رفضت فتح الباب وشراء التفاح.

لجأت الملكة الشريرة إلى الخدعة، فتحدثت على رائحة التفاح وطعمه اللذيذ، وقدمت لبياض الثلج تفاحة هدية لها.

لم تقاوم بياض الثلج حبها للتفاح، وأرادت ألا تحرج المرأة برفضها، فقبلت هديتها، وفتحت الباب وأخذتها. ولما أكلت قضمة من التفاحة سقطت على الأرض مغشية عليها. وحين اطمأنت الملكة إلى موت بياض الثلج، عادت إلى القصر سعيدة، بعد أن عادت أجمل نساء الأرض. وفي المساء، عاد الأقزام فوجدوا بياض الثلج مغشية عليها.

الأمير وبياض الثلج

حزن الأقزام لما أصاب بياض الثلج، ووضعوها داخل تابوت زجاجي، زينوه بالأزهار الجميلة، وجلسوا حولها يبكون عليها، ويسألون الله أن يشفيها لهم وتعود لها صحتها.

بعد مدة مر أمير وسيم بكوخ الأقزام فرآهم يحيطون بتابوت زجاجي، فتقدم إليه، فلما رأى بياض الثلج وقع في حبها، فانحنى إليها، وطبع قبلة على جبينها. وفجأة، تسعل بياض الثلج مخرجة قطعة التفاح، وكأن الروح قد دبت فيها من جديد. وبعد مدة، يتزوج الأمير ببياض الثلج، ويعيشان بأمان وسلام، وحب ووئام، بعد أن ماتت زوجة أبيها غيظا وحسدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى