الطفولة المبكرة (مرحلة اللعب)

تحذير لكل أم: لا تهملي انطواء طفلك مهما بدت صغيرة

الاكتئاب مرض يصيب الانسان منذ سنوات عمره الأولى، غير أن علاج حالات الاكتئاب التي تصيب الأطفال – كما يقول عالم النفس الاميركي د.جوليوس سيجال – تحتاج الى قدر من الحذر، وعادة ما تبدأ حالات الاكتئاب لدي الطفل بالانطواء. وهذا يعني أن الطفل يفتقد الى الحب والحنان، ويعتبر الأطباء هذه الظاهرة مؤشراً لتحذير الآباء من التأثير السيء على نفسية الطفل الذي قد يمتد معه إلى المراحل العمرية المختلفة.

أسباب انطواء الطفل

تتعدد أسباب انطواء الطفل، ويمكن تقسيمها إلى أسباب عدة تختلف بيت فسيولوجية واجتماعية وتربوية:

  • الإصابة بمرض أو إعاقة: مثل التوحد، أو صعوبات التعلم، أو مرض التوحد، أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو الصرع، أو الشلل الدماغي، أو غيرها من الأمراض أو الإعاقات التي قد تجعل الطفل يشعر بالاختلاف عن الآخرين، مما يؤدي إلى شعوره بالنقص وعدم الثقة بالنفس، وبالتالي العزلة والانطواء..
  • الإصابة باضطرابات صحية مزمنة: مثل الأمراض المزمنة التي تتطلب علاجًا مستمرًا، أو الأمراض التي تتطلب عناية خاصة، مما قد يحد من قدرة الطفل على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وبالتالي العزلة والانطواء.
  • التجارب السلبية: قد يؤدي تعرض الطفل لتجارب سلبية في طفولته، مثل التنمر أو الإساءة، إلى شعوره بالخوف أو عدم الأمان، مما يدفعه إلى الانعزال والانطواء.
  • البيئة المدرسية، مثل طريقة تعامل المعلمين مع الأطفال، أو وجود بيئة مدرسية غير إيجابية، أو تعرض الطفل للتنمر أو الرفض من قبل أقرانه، مما قد يؤثر على شعور الطفل بالراحة في المدرسة، وبالتالي العزلة والانطواء.
  • البيئة الأسرية، مثل أسلوب التربية السائد في الأسرة، أو وجود صراعات أو خلافات بين الوالدين، أو انشغال الوالدين عن الطفل، مما قد يؤثر على شعور الطفل بالأمان والحب، وبالتالي العزلة والانطواء.
  • التوقعات المرتفعة: قد يؤدي وضع الآباء توقعات مرتفعة على أطفالهم، مثل النجاح في المدرسة أو تحقيق إنجازات اجتماعية، إلى شعور الطفل بالقلق والضغط، مما يدفعه إلى الانعزال والانطواء.

كيف تلاحظي إنطواء طفلك في بدايته

يمكنك ملاحظة بعض العلامات التي توضح بداية اصابة طفلك باضطراب، مما يقوده إلى الانطواء:

  • قد يحدث تغيير مفاجئ في تصرفات الطفل. فالطفل المرح فجأة تظهر عليه أعراض، الاكتئاب والحزن. والطفل الهادئ بطبعه فجأة يبدو كثير الحركة والنشاط. كما أن هناك الطفل الذي يتبول بطريقة لا إرادية، أو الذي يسير أثناء النوم..
  • تغيير في نظام تناول الطعام أو النوم. فالطفل الذي ينام لوحده يتحول الى طفل جبان يخاف من الظلام. لا يجرؤ على النوم بمفرده في الغرفة. كذلك نجد الطفل الذي يقبل على الأكل بشراهة، يفقد شهيته فلا يتناول من الطعام إلا القليل.
  • علاقة الطفل بالآخرين تبدو ضعيفة، فلا يستطيع تكوين صداقات، ويلجأ إلى الانطواء لا يتحدث إلا قليلا. لا يحب المشاركة في الحفلات المدرسية أو الرحلات وتنتابه فترات من الارتباك دون سبب.
  • عدم الرغبة في المشاركة في الأنشطة الاجتماعية أو الألعاب الجماعية.
  • التحدث بصعوبة أو الخجل من التحدث أمام الآخرين.
  • الاهتمام بالأمور الخاصة به ورفض التفاعل مع الآخرين.

دور الأم في مواجهة هذه المشكلة

للأطفال مقدرة على التعبير عن مشاكلهم، لذا ينصح د. سيجال بالتعرف على مشكلة الطفل منذ البداية، وعدم تجاهلها. وإذا لاحظت أن طفلك يعاني من الانطواء. فمن المهم أن تتعامل معه بطريقة إيجابية تساعده على التغلب على هذه المشكلة، وذلك من خلال:

  • الصبر والفهم، حيث يحتاج الطفل الانطوائي إلى وقت ودعم حتي يتغلب علي هذه المشكلة.
  • توفير بيئة آمنة ومحبة، فالطفل الانطوائي إلى الشعور بالأمان والحب ليتمكن من التفاعل مع الآخرين.
  • المساعدة في تكوين علاقات اجتماعية. حيث يمكن مساعدة الطفل الانطوائي في تكوين علاقات اجتماعية من خلال تعريفه على أطفال آخرين، أو إشراكه في أنشطة اجتماعية.
  • تعزيز الثقة بالنفس. حيث يمكن تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال تشجيعه على المشاركة في الأنشطة التي يحبها، وإعطائه المسؤولية، وتعزيز نقاط قوته.
  • عدم الضغط عليه أو إجباره على التفاعل الاجتماعي إذا كان غير مستعد لذلك.

ثم يوجه حديثه إلى الأم قائلاً: (استمعي إلى ما يقوله طفلك. وإذا كانت هناك مشاكل عائلية مثلاً لا تحاولي إخفاءها. وحاولي إقناعه بأنه ليس السبب في هذه المشاكل، وإن حبك له لن يتأثر. حاولي أن توفري له الشعور بالطمأنينة والثقة بالنفس. وذلك عن طريق مساعدته في واجباته، وتشجيعه كلما سنحت الفرصة.

وإذا لاحظت أن هناك تغييراً في تصرفاته قد استمر لمدة تزيد على الأسبوعين، فلا تترددي في عرضه على طبيب نفسي. واعلمي أن العلاج النفسي يفيد كثيراً في مراحل العلاج المبكرة.

المصدر
د. محمد رفعت ومجموعة مؤلفين، تربية الطفل صحيا ونفسيا من الولادة حتى العاشرة، دار البحار للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى