الطفولة المبكرة (مرحلة اللعب)

سر انتشار اصابات الأطفال بالتهابات الأذن الوسطى

التهابات الأذن الوسطى من أكثر الإصابات انتشار والتي يعاني منها الأطفال الرضع. وذلك نتيجة لصغر حجم قناة ستاكيوس، ووسعها، ووضعها الأفقي. وأيضاً بسبب تعرض الطفل للالتهابات بصورة متكررة سواء في الأنف أو اللوزتين. غير أن هذه الحالة قد تحدث للكبار لنفس الأسباب، ويتم العلاج بنفس الأسلوب.

توصيات الأطباء

يقول أحد أطباء الأنف والأذن والحنجرة: أن التهابات الأذن الوسطى الحادة قد ينتج عنها في المستقبل التهابات مزمنة، مع فقدان السمع مما يعوق تطور الطفل العقلي مستقبلاً. لذا يجب علاج هذه الالتهابات في بدايتها حتى نتجنب حدوث أية مضاعفات إذ أنه في حالة تحول الالتهاب البسيط الى التهاب مزمن، فإن النتائج تكون صعبة، وتؤثر على سير صحته العامة.

كما تؤكد الدراسات ان الطفل الذي يشكو من سمعه نتيجة تلك الالتهابات يكون عادة متأخراً في دراسته.

ويؤكد الطبيب أن التطور العلمي والطبي في الوقت الحاضر يؤمن سلامة الطفل إذا قرر إجراء عملية لاستئصال اللوزتين والزوائد اللحمية خلف الأنف. وذلك في حالة ما إذا ثبت أنها السبب وراء هذه الحالة. ولا خوف من استئصالها خلال الأعمار المناسبة.

وينصح الطبيب الآباء بالاهتمام بصحة آذان أولادهم وعدم إهمالها. والأخذ بإرشادات ونصائح الطبيب المختص لمنع تحول المرض الى حالة مزمنة يصعب علاجها.

ويضيف الطبيب: أن من الأسباب الرئيسية لانتشار وحدوث التهابات الأذن الوسطى، اصابة الأطفال بالأمراض الفيروسية، خاصة الأنفلونزا. كما ثبت أيضاً ان امراض الأطفال مثل الحصبة، والسعال الديكي، والحصبة الألمانية، والجديري والحمى القرمزية والتهاب الغدة النكفية تؤدي جميعها إلى التهابات حادة في الأذن. علماً بأن هذه الأمراض أكثر انتشار في السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل نتيجة لضعف مناعة الجسم في تلك المرحلة العمرية، وتكرار النزلات المعوية، والرضاعة الصناعية، ونقص التغذية والتهاب الأنف المتكرر، وحساسية الأنف والتهاب الجيوب الأنفية وتضخم اللحمية خلف الأنف والتهاب الحلق، واللوزتين، وأيضاً نتيجة لانتشار الميكروبات السبحية والعنقودية.

الأعراض

أما عن أعراض المرض، فهو عادة ما يبدأ في صورة ألم في الأذن، وقد ينتشر الى نصف الرأس، ويشعر المريض برعشة وبرودة في الجسم ترتفع بعدها درجة الحرارة، ويلاحظ أن الطفل كثير البكاء، ويحول رأسه يميناً ويسارا، وربما يضع يده أو أصبعه على الأذن المصابة وقد يحدث قيء وإسهال أو ضعف في حاسة السمع لذا يلزم استشارة الأخصائي منذ البداية.

كيفية العلاج

وعن كيفية وقف انتشار وتلافي هذه الحالة من التهابات الأذن الوسطى وطرق الوقاية منها ينصح الأخصائيون باتباع التالي:

– يجب الاهتمام بشكوى الطفل، وملاحظة ضعف السمع البسيط، وبداية الألم المتكرر في الأذن والعلاج المبكر للحالات الحادة.

– عند تكرار التهابات الأنف والجيوب الأنفية أو الالتهابات الحادة للوزتين. وتكون هذه الحالات واضحة من خلال ارتفاع درجات الحرارة مع انسداد الأنف نتيجة التهاب الزوائد اللحمية خلف الأذن، وكثرة الاصابة بالزكام. كل هذه العلامات المرضية يجب أن تكون مؤشراً للخطر يجب الأخذ بها قبل انتقال الالتهاب إلى الأذن الوسطى.

أما إذا كان التهاب الأذن الوسطى غير صديدي مع تجمع السوائل فقط في الأذن الوسطى دون ارتفاع درجات الحرارة، فإن العلاج يتم بواسطة الأدوية التي ينصح بها الطبيب وعدم استعمال قطرات الأذن.

وفي حالة عدم الاستجابة للعلاج. وتكرار الاصابة فينصح باستئصال اللوزتين والزوائد اللحمية خلف الأذن، مع سحب السوائل من الأذن الوسطى. وهذا ما يمنع تحول الحالة من بسيطة الى التهاب حاد صديدي بالأذن الوسطى. كما يؤدي الى استرجاع سمع الطفل الى الحالة الطبيعية.

أما إذا حدث التهاب صديدي مع ثقب الطبلة. ففي هذه الحالة يجب تنظيف الأذن مرتين يومياً على الأقل. مع استعمال القطرات الملائمة التي يصفها الطبيب في الأذن وإعطاء الطفل مضادات وعقاقير لمنع الاحتقانات. وتستمر هذه المعالجة لحين شفاء الطفل بصورة تامة والتئام ثقب الطبلة.

وفي حالة تكرار هذه الالتهابات ينصح باستئصال اللوزتين، والزوائد اللحمية. وإذا ما حدث ثقب في الطبلة فيجب المحافظة على الأذن من تسرب الماء اليها. وزيارة الطبيب بين الحين والآخر للتأكد من عدم وجود التهاب. وعندما يكبر الطفل قد يحتاج الى عملية ترقيع الطبلة مستقبلاً.

– الرضاعة الطبيعية حيوية بالنسبة لصحة الطفل والأم.

– ينصح الطبيب الأم بأن تراعي عند الارضاع أن يكون الطفل في حضن أمه، ورأسه لأعلى لمنع دخول الحليب إلى الأذن الوسطى من خلال قناة ستاكيوس. لأن هذه القناة في الأطفال تكون قصيرة وواسعة، ودخول الحليب اليها يسبب التهاباً في الأذن الوسطى.

الوقاية

بالنسبة للاستحمام في المنزل، فهو لا يؤدي إلى دخول الماء إلى الأذن إلا إذا كانت الطبلة مثقوبة. وحتى في هذه الحالة يمكن وضع قطن طبي نظيف مغموس بكمية من الزيت، أو استعمال وسائل أخرى لغلق القناة الخارجية للأذن.

أما بالنسبة للسباحة في أحواض السباحة فإن تيار الماء يدخل بقوة الى جوف الأنف، ومنه إلى قناة ستاكيوس ثم الى الأذن الوسطى. وذلك عند الغطس في الماء، وليس كما هو متعارف عليه عن طريق الأذن الخارجية، إلا إذا كانت الطبلة مثقوبة. وبقي ماء حمامات السباحة الذي يحتوي على مادة الكلورين، وأيضاً كمية من الجراثيم المنقولة من الأشخاص، الآخرين. مما يتسبب في حدوث التهاب في الأذن الوسطى، وهذه الحالة تشمل الجميع كباراً وصغاراً.

ويفضل الابتعاد عن الأماكن المغلقة والمزدحمة حيث يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالجراثيم.

المصدر
د. محمد رفعت ومجموعة مؤلفين، تربية الطفل صحيا ونفسيا من الولادة حتى العاشرة، دار البحار للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى