الطفل الصغير (تعلم المشي)

نصائح للأم: عندما تستقبلين الطفل الأول

عندما تستقبلين الطفل الأول.. قد ينتابك شعور بالخوف والقلق عليه.. وتتساءلين: كيف أواجه هذا الضيف الجديد؟ وكيف أتعامل معه.. ولكن سرعان ما تتبدد مشاعر خوفك مع فرحة استقبالك له لتبدأ معاً حياة جديدة.

وتتوقف سعادتك مع وليدك على مدى رعايتك واهتمامك به فهي ليست مسألة صعبة وإنما تحتاج منك ان تتبعي التعليمات الصحيحة لرعايته.

يقول أخصائي امراض الأطفال: أن أهم شيء هو ارضاع الوليد رضاعة طبيعية بعد ولادته بحوالي ۱۲ ساعة بالنسبة للوليد المكتمل النمو والذي عنده اعراض مرضية مثل القيء والاسهال.

أما الأطفال المبتسرين “ناقصي النمو” فتبدأ رضاعتهم بعد ٢٤ ساعة. بحيث يتم تغطية احتياج الطفل من السوائل بمحلول الغلوكوز.

ويقول الدكتور: ان أنسب حليب للطفل هو حليب الأم وهذا لا يتم إفرازه قبل ثلاثة أو أربعة أيام من الولادة. في هذه الفترة يفرز الثدي سائلاً معروفاً بالكلستردم colostrum يميل لونه للاصفرار.

وهو عالي التركيز فيما يختص بالبروتين.. وغني بالأجسام المضادة للميكروبات وله أهمية كبيرة في اعطاء الطفل المناعة وخاصة لجهازه الهضمي ونظراً لأنه يعتبر غير كاف لتغذية الطفل فيعطي الطفل عادة سوائل اضافية بعد ثدي الأم..

وتؤكد اخصائية الأطفال أهمية الرضاعة الطبيعية بالنسبة للطفل والأم معاً.. وذلك من الناحية النفسية والعضوية فمن الناحية النفسية تجعله يشعر بالرضا والراحة.. مما يدفعه الى النمو السليم من الناحية العقلية والجسدية بالإضافة الى أن الرضاعة الطبيعية تساعد على تخفيف اصابة الأم بالأورام الخبيثة.

وتضيف الأخصائية: أنه بجانب الرضاعة الطبيعية يمكن للأم أن تقدم لطفلها منذ بداية الشهر الثاني بعض السوائل التي تحتوي على فيتامين (ج) مثل: عصير الليمون والبرتقال.

من الشهر الرابع يمكنك أن تقدمي له أنواعاً أخرى من الأغذية بكميات صغيرة ومخففة على أن تكون رقيقة القوام مثل الخضروات لأنها تحتوي على العناصر المعدنية والفيتامينات علاوة على تأثيرها الملين على الجهاز الهضمي فتجنب الطفل من حدوث الامساك.

بالإضافة الى اثنين أو ثلاث صفار بيض مسلوق أسبوعياً مع استبعاد بياض البيض..

أما اللحوم فهي مصدر غني بالبروتينات والحديد وتقدم في بداية الشهر السادس وخاصة كبد الفراخ ويتناول معها الطفل الأغذية النشوية كالبطاطا والأرز والخبز وذلك مع بداية قدرته على المضغ.

وبالنسبة لحمام الطفل.. تقول الأخصائية: يراعى أن تكون درجة حرارة الماء المستخدم في حمام طفلك ما بين 26 و27 درجة مئوية مع مراعاة عدم تعرضه للتيارات الهوائية.. وبعد تجفيفه يوضع على منشفة دافئة ثم انثري البودرة على جسمه ووزعيها عليه على أن تراعي وضع المرهم الخاص على الأماكن الملتهبة بجلده قبل وضع البودرة عليها.

ويجب اختيار ملابس طفلك على ان تكون من الخامات الطبيعية كالقطن والبعد تماماً عن المنسوجات الصناعية مثل ((الحفاضات)) خاصة في الشهر الأول والثاني حتى لا تسبب له أية حساسية أو التهابات.

ومع دخول فصل الشتاء نود أن نوضح ان الطفل سريع التأثر بالبرد ولذلك يستحسن أن يرتدي غيارين أحدهما من القماش الناعم والآخر من القطن أو الصوف حسب حالة الجو على ألا يتعدى طول الغيار عن حد السرة بحيث تثنى أطرافه الخلفية حتى لا يصل اليه البول فيرطبه.

أما في فصل الصيف فيجب عدم لف الوليد بملابس وأغطية ثقيلة.

وعن التسنين والوزن تقول الأخصائية: يبدأ التسنين عادة في الشهر السادس ويكتمل مع نهاية العام الثاني وعند بلوغ الطفل عامه الأول يكون قد اكتملت لديه ثماني أسنان في المتوسط.

وتضيف الأخصائية: يجب على الأم أن تراعي موعد تطعيم طفلها ضد الأمراض المعدية لتحصينه منها ولكي تحافظي على صحة طفلك ونموه الطبيعي يجب أن تلاحظيه منذ شهوره الأولى.

فالطفل الطبيعي يمكن أن يستقبل من الشهر الأول والثاني صورة الوجوه التي تتعامل معه ويميزها عن غيرها، كما يمكنه الاستجابة الى ايقاعات الصوت في الوسط المحيط به بأن يحرك أطرافه فيبدأ بالابتسامة دون أي مؤثر كرد فعل للاحتكاك بمن حوله.

وفي الشهر الرابع يستطيع أن يرفع رأسه عند الجلوس ويبدأ محاولاته في الوصول الى الأشياء والامساك بها.. ومحاولة وضعها في فمه..

أيضاً يكون قادراً على إبداء اعتراضه أو رضائه حسب المؤثرات الخارجية المحيطة به.

ومن الشهر السادس حتى الثامن يمكن للطفل أن يجلس بمفرده كما يمكن أن يقف على قدميه بمساعدة أمه، أيضاً يستطيع أن يمسك بالأشياء الكبيرة التي في متناول يديه ويتبادلها من يد لأخرى.

وفي هذه المرحلة من عمره يفضل أمه عن أي شخص آخر لمحادثته ومداعبته مستجيباً لذلك بنطق بعض الأحرف وإطلاق الضحكات العالية..

يبدأ الطفل الحبو على اليدين والركبتين عند الشهر العاشر كما في إمكانه أيضاً التقاط الأشياء التي تسقط من يديه بمعاونة الأصابع وليس اليد كلها ويردد كلمتي: ماما.. بابا.. ويستجيب لنداء اسمه بالالتفات لمن يناديه.

وفي عامه الأول.. يمكن للطفل أن يبدأ في المشي ممسكاً من إحدى يديه كما قد يتنازل عما يحمله من أشياء عند الطلب وتقديمها عن طيب خاطر لمن يرغب فيها.

المصدر
د. محمد رفعت ومجموعة مؤلفين، تربية الطفل صحيا ونفسيا من الولادة حتى العاشرة، دار البحار للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت

مقالات ذات صلة

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى