تعليم سليم

نصائح لتنمية الإبداع و تعزيز مهارات التفكير لدى الطلاب

تنمية إبداع الطلاب هو المرحلة الأسمى التي يطمح إليها كل معلم ويرغب في تحقيقها لدى تلاميذه. فالإبداع هو التفكير خارج الصندوق في أفكار جديدة وفعالة. وهو أيضًا أن تتعدى حدود التفكير العادي والتقليدي وتخرج عن المألوف لتخلق فكرة ناجحة لحل مشكلة ما. وأن تستخدم كل ما يتوافر لديك من معرفة لتطوير أمر معين.

وعلى الرغم من وجود أشخاص مبدعين بطبعهم وأن بعض الطلاب قد تلمس فيهم الحس الإبداعي منذ الصغر إلا أنهم بحاجة إلى تطويره وتنميته باستمرار. والبعض الآخر قد تكون قدراتهم محدودة إلا أنهم يبدعون إذا توافرت لديهم المعرفة والتدريب والاجتهاد، وحصلوا على الدعم ممن حولهم.

تعريف الإبداع

الإبداع ظاهرة إنسانية طبيعية ولا تقتصر علي أصحاب الموهبة. وهذا يعني بأن الإبداع يوجد عند جميع البشر بدرجات متفاوتة وأساليب مختلفة. وحينما يتعرف الإنسان علي ما لديه من إبداع ويستطيع أن يوظفه فسوف يشعر بالأمن والسعادة. فالإبداع يعود بالنفع علي الفرد في حياته الخاصة والعملية مما يؤدي إلي رفع مستوي ونوعية الحياة بالنسبة للمجتمع ككل.

الإبداع دالة لاتجاه الفرد الذي يتسم بالإيجابية وتوقع المنفعة باستخدام الأساليب الإبداعية في تفاعله مع ثلاثة عوامل هي المعرفة والخيال والتقييم. ومن المعروف أن الأطفال لديهم خيال تلقائي ولذلك يحتاجون إلي الخبرة وإلي فهم محكات التقييم حتي يصبحوا مبدعين.

إن تعريفات الإبداع متعددة ومتنوعة ولكن هناك اتفاقا علي محاور أساسية يمكن أن نتقدم بالتعريف التالي علي أساسها.

حيث تعريف الابداع بأنه القدرة علي التفكير خارج الصندوق وإدراك الأنماط غير الواضحة، فهو العملية الخاصة بتوليد منتج فريد وجديد بإحداث تحول من منتج قائم، هذا المنتج يجب أن يكون فريداً بالنسبة للمبدع، كما يجب أن يحقق القيمة والفائدة والهدف الذي وضعه المبدع.

مكونات التفكير الإبداعي

وللتفكير الإبداعي مكونات وهي تلك المكونات التي تتوافر في الشخص المبدع بصفة عامة، وهي ضرورية لكي يخرج الإبداع أصيلاً. وأولها هي الطلاقة في التفكير والتصور واللغة والتعبير، وذلك لتوسيع دائرة الاحتمالات التي يفكر المرء ضمنها. وثاني تلك المكونات المرونة وهي القدرة علي تغيير الحالة الذهنية بتغير الموقف والعوامل المحيطة بحيث تخرج من العقل أكبر كمية من الأفكار المتنوعة والمتناسبة مع المواقف المختلفة. ثم الأصالة، وهي أساس الإبداع بما أنه لا يزيد عن أفكار وأفعال جديدة في المواقف المختلفة. وأخيراً الحساسية للمشكلات والقدرة علي ملاحظة وإدراك التفاصيل. فالمبدع قادر علي إيجاد مواطن الضعف في أغلب المظاهر المحيطة به، من خلال النفاذ إلي تفاصيلها الدقيقة.

صفات الطالب المبدع

ويتساءل البعض عن كيفية تنمية الإبداع لدى الطلاب، وما هي صفات الشخص المبدع، وفي الحقيقة أن الشخص المبدع يتصف بعدة صفات رائعة، وهي:

  • الجرأة – فنجد الطالب المبدع لا يخاف من السعي وراء أفكاره وإثبات صحتها ولا يخجل منها، ولديه ثقة كبيرة بنفسه وبطريقة تفكيره.
  • المرونة – من أهم صفات المبدعين، لأن الإبداع يولد من تراكم الأفكار وتزاحمها وتغييرها مرة تلو الآخرى حتى الوصول إلى الفكرة الصحيحة، وعدم الإصرار على الأفكار الخاطئة.
  • الفضول – الشخص المبدع يكون لديه فضول كبير وخيال خصب، وتكون بداخله أسئلة كثيرة يسعى في البحث عن إجابة لها.
  • الأصالة – وتعني التفرد والتميز، فالشخص المبدع تكون أفكاره أصيلة من وحي تفكيره الخاص وغير مكررة أو مقلدة من أحد.
  • الطلاقة – وهي أن يقوم الشخص المبدع بإنتاج أكبر كم ممكن من الإنتاج بأقل الموارد المتاحة وفي وقت محدد، فالطلاقة هي الإجادة والسرعة في الإنتاج والتحصيل.

كيف أطور الإبداع لدى طلابي؟

وفي سبيل تنمية الإبداع لدى الطلاب ابتعد عن الأساليب التقليدية في التعليم كالإلقاء والشرح الطويل الممل، فلقد أصبح التلاميذ حاليًا يفضلون تجربة الأشياء بأنفسهم.

  1. اجعلهم يكتشفون ويجربون بأنفسهم دون أن تقيدهم مع اتباع القواعد المحددة مسبقًا، ولكن اعطِ لهم مساحة من التفكير والتساؤل والاكتشاف.
  2. لا تقدم لطلابك المعلومات جاهزة على ورق من ذهب، بل اترك الطالب يبحث عن المعلومة ويصل إليها بنفسه.
  3. مناقشة بعض الموضوعات التي تحفز تفكير الطلاب وحثهم على إيجاد حلول لها كالتكدس السكاني، حوادث الطرق، إدمان المخدرات.
  4. الابتعاد عن الحشو والحفظ والتركيز على الفهم والتفكير وتشجيع البحث والتجربة والتساؤل.
  5. على المعلم أن يطرح التساؤلات التي تثير تفكير الطلاب وتشعرهم بالمسؤولية كـ ماذا يحدث إذا زاد اتساع ثقب الأوزون؟، ماذا لو تكدس السكان في المدينة وهجروا القرى؟.
  6. إيجاد مصادر أخرى للمعرفة وتقديمها للطلاب كالسفر والفنون، والقراءة ومشاهدة الأفلام الإبداعية، والتأمل في الطبيعة، فكل ذلك يلهم الطلاب ويزيد حسهم الإبداعي.
  7. تنويع استراتيجيات التعلم واستخدام طرق التدريس الحديثة كـ لعب الأدوار وطريقة العصف الذهني والحوار والعمل الجماعي.
  8. قم بتطوير “الطلاقة” لدى تلاميذك، فعلى سبيل المثال اطلب منهم تكوين أكبر عدد من الجمل باستخدام كلمة واحدة، أو كتابة أكبر عدد من الكلمات التي تبدأ بحرف الألف.

مهارات التفكير الإبداعي

علم طلابك وأبنائك مهارات التفكير الإبداعي الرئيسية، وهي:

  • التحليل: وهي أن نقوم بالفهم الجيد للأمور وتحليلها إلى أجزاء. ونقوم بتقسيمها إما بالكتابة أو تحويلها لبيانات، أو قصة، أو نص تمثيلي.
  • العقلية المنفتحة: التحلي بعقلية المنفتح يجعل الطالب لا يشعر بالخوف من التفكير والفشل. فهنا يمكنك وضع الحلول والتوقعات دون التقيد بشروط معينة.
  • التنظيم: وهو ما يجعل الناس يثقون في الشخص المبدع ولا يعتبرونه عشوائيًا. المبدع لابد أن يكون منظمًا في أفكاره وحلوله ورؤيته.
  • التواصل: مهارات التواصل تساعد الشخص المبدع في توصيل رسالته للآخرين. فبدون مهارات التواصل الجيدة تموت الأفكار الإبداعية ولا تتعدى حدود صاحبها.

نصائح لتنمية الإبداع عند الطلاب

من السهل أن ينسى المدرسون أثناء تدريس منهج أو برامج دراسية بالاهتمام بتنمية الإبداع لدي الطلاب. فقد تكون لديك فكرة محددة عن أسلوب التدريس الذي ترغب في اتباعه. ومن ثم لا تترك مساحة للأفكار الجديدة غير التقليدية. فأحياناً لا نشعر بتفرد العمل أو سماته المميزة عندما يكون ضعيفاً من الناحية الفنية أو معروضاً بشكل سيئ.

  1. عند إعداد مهمة أو مشروع ما، اعرض على التلاميذ ملخصات شاملة لهذه المهمة أو إرشادات غير إلزامية. بحيث يكون المجال متاحاً لهم لاتباع المنهج الذي يروق لهم في التعامل مع المهمة المحددة. ثم لاحظ النتائج التي يتوصل إليها كل تلميذ.
  2. تقبل التجديد والاستقلالية. وإن كانت النتائج التي توصل إليها التلاميذ من خلال الاعتماد على ملخص المهام تختلف عن نتلك التي ترمي إليها.
  3. إذا كان العمل ضعيفاً من الناحية الفنية. أو إذا كان أسلوب العرض ضعيفاً تصرف بإيجابية تجاه الأفكار التي بني عليها هذا العمل. وحاول أن تساعد التلاميذ على تطوير مهاراتهم في التعبير عن أفكارهم.
  4. اطرح على التلاميذ أسئلة مفتوحة متعددة الإجابات. حاول أن تتجنب طرح أسئلة لها إجابة واحدة ممكنة (إلا إذا كنت تتعامل مع حقائق).
  5. اترك للتلاميذ فرصة للتجربة والخطأ واستكشاف الأفكار. عندما تعرض على التلاميذ مهمة أو أساليب أو مواد علمية حديدة. امنحهم الفرصة للبحث عن الاحتمالات وتجربتها قبل الانتقال إلى عمل أكبر.
  6. شجع التلاميذ على إنشاء نسخ أولية من الأعمال في بادئ الأمر. عادة ما يشعر التلاميذ أنهم أكثر إبداعاً عند العمل في مسودات. يمكنك هذه الحالة أن تساعدهم على إعادة كتابة أفكارهم الأصلية بعد التوصل إلى أسلوب عرض يروق لهم.
  7. اشترك في جلسة لإثارة الأفكار. مع كل تلميذ على حده أو في شكل مجموعات صغيرة من التلاميذ أو مع جميع التلاميذ. قم بالتأكيد على تقديرك لجميع الأفكار المطروحة، وأنك لن تنتقد أي منها.
  8. حاول إعداد مهام مفتوحة تؤدي إلى نتائج متعددة وليست محددة. ستكون هذه العملية شيقة، ليس فقط بالنسبة للتلاميذ ولكن بالنسبة لك.
  9. اجعل التلاميذ يعملون في مجموعات في ضوء أفكار معينة. لا تطلب منهم اختيار أفضلها ولكن إيجاد وسائل يتمكنون من خلالها من الجمع بين أفضل عناصر الأفكار التي تم طرحها في المجموعة.
  10. شجع التلاميذ على التفكير في جميع الاحتمالات الممكنة. اجعلهم يفكرون في الاحتمالات المتعلقة بأمر ما إذا سارت الأمور على ما يرام. وإذا سارت على غير ما يرام، ساعد التلاميذ على استخلاص نقاط معرفية من هذه الأنشطة ومن الاحتمالات التي يفكرون فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى