مرحلة المراهقة

ما هي مراحل المراهقة وكيف تساعدين طفلك المراهق خلالها

البلوغ و مراحل المراهقة هي الانتقال من الطفولة إلى النضج، إذ تبدأ براءة الطفولة بالزوال تدريجياً بينما تحل محلها ملامح النضوج خطوة خطوة. وفي هذه المرحلة يزداد نمو المراهق البالغ بمعدل لم يشهد له مثيلاً، ويكبر حجم أعضائه وطول أطرافه لتصبح أكثر قوة ونشاطاً، ليغدو من بعد قادراً على الإنتاج، وبين هذا وذاك لا شك من حدوث بعض المشكلات المصاحبة لهذه الفترة الحرجة.

وعلى الرغم من أن تلك التغيرات تتفاوت من مراهق لأخر، إلا أن ملاحظة وإدراك هذه التغيرات وتفهم معناها يقلل من حدة المشكلات المتوقعة ويخفف من خطرها، كما أن المراهق لم يعد طفل صغير ويتوقع أن يعامله الآخرون على أنه أصبح رجلاً.

ومن الأهمية بمكان أن يدرك المراهقون التغيرات الجسمانية التي تحدث فيهم، وأساليب النمو ومدى الفرق فيها بينهم وبين المراهقين الأخرين، وبهذا يقل شعورهم بالقلق إزاء مشكلاتهم الصحية كانعدام التوافق بين حركاتهم الجسمية وحب الشباب، وعدم التناسق في ملامحهم وعدم التماثل في نموهم وأحجامهم زيادة أو نقصاً.

تعريف المراهقة

سن المراهقة هي الفترة الزمنية في حياة الشاب عندما ينتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ ويختبر تغييرات جسدية وسلوكية ومعرفية وعاطفية واجتماعية تنموية وتبدأ مراحل المراهقة في سن العاشرة تقريبًا وتنتهي في سن 21 عامًا تقريبًا.

بطبيعة الحال، يتساءل المراهق عن هذه التغييرات، ويبذل جهدًا لفهمها. الإجابات التي يجدها المراهق تساعد في تحديد هويته. على الرغم من أن التغييرات الجسدية خلال هذه المرحلة عالمية، إلا أن ردود الفعل النفسية والاجتماعية تعتمد على كل فرد، والسياق الذي يجدون فيه أنفسهم وثقافتهم. هناك ثلاث مراحل نمو أساسية للمراهقة:

  1. مراهقة مبكرة (10 إلى 13 سنة)
  2. مراهقة متوسطة (14 إلى 17 سنة)
  3. والمراهقة المتأخرة / الشباب (18 إلى 21 سنة وما بعدها)

مراحل المراهقة

كما ذكرنا سابقًا، يتم تقسيم المراهقة إلى ثلاث مراحل تشكل الفترة العمرية بين 10-21. عندما يتعلق الأمر بالعمر، يتفق معظم الباحثين على أن كل مرحلة تستمر حوالي 3-4 سنوات. خلال كل مرحلة، تبدأ مستويات متفاوتة من التطور الجسدي والفكري والعاطفي والاجتماعي.

المراهقة المبكرة (10 إلى 13 سنة)

  • التنمية الجسدية: في هذه المرحلة، يدخل الأطفال الى أولى مراحل البلوغ. وتحدث مجموعة من التغيرات الجسدية لدى الجنسية.
  • التنمية الفكرية: عندما يدخل الأطفال مرحلة المراهقة، يظلون عمومًا يركزون بشدة على الحاضر ولا يمكنهم التفكير في العواقب طويلة المدى لما يفعلونه أو يقولون.
  • التطور العاطفي: نظرًا للتغيرات الجسدية العديدة التي يمرون بها في هذه المرحلة، يمكن ان يكون الأمر كالأفعوانية العاطفية تماما. من الشائع تدني احترام الذات وتقلب المزاج والعدوانية وحتى الاكتئاب.
  • التنمية الاجتماعية: في حين أن معظم التفاعل الاجتماعي يحدث على الأرجح مع العائلة والأصدقاء المقربين قبل هذه المرحلة، يبدأ الأطفال عمومًا في توسيع تفاعلاتهم الاجتماعية لتشمل مجموعات من الأقران خارج “الدائرة الداخلية” في هذه المرحلة.

المراهقة المتوسطة (14 إلى 17 سنة)

  • التنمية الجسدية: في هذه المرحلة، تكون سرعة النمو عند الذكور، حيث يُصاحب ذلك خشونة في الصوت. غالبًا ما يبدأ الذكور في التركيز على ممارسة الرياضة والعناية بجسمهم و تكون الإناث في هذه المرحلة أيضا على وعي بمظهرهم الجسدي أيضًا.
  • التنمية الفكرية: مع انتقال الأطفال إلى هذه المرحلة، يطورون عمومًا القدرة على التفكير وحل المشكلات المعقدة لأول مرة. كما يصبحون أكثر استعدادًا وقدرة على التفكير في المستقبل وما يحمله لهم.
  • التطور العاطفي: قد يكون هذا وقتًا عاطفيًا غريبًا لأنهم غالبًا ما يسعون جاهدين من أجل الاستقلال بينما في نفس الوقت يتوقون إلى الأمان الذي توفره أنت (الوالدان).
  • التنمية الاجتماعية: في هذه المرحلة، عادة ما يكون هناك تركيز على إيجاد مجموعات الأقران والأصدقاء الذين يمكنهم الوثوق بهم. أيضًا، هذه هي المرة الأولى بشكل عام التي يفكرون فيها في تكوين علاقات رومانسية.

والمراهقة المتأخرة / الشباب (18 إلى 21 سنة وما بعدها)

  • التنمية الجسدية. في حين أن الكثير من نموهم البدني سينتهي في هذه المرحلة، غالبًا ما يصبحون أكثر اهتمامًا باللياقة البدنية والحفاظ على مظهر بدني قوي وجذاب.
  • التنمية الفكرية: في هذه المرحلة، غالبًا ما يكونون قادرين على رؤية “الصورة الأكبر” وتطوير فهم أفضل لكيفية تأثير اختياراتهم وأفعالهم على مستقبلهم على المدى الطويل. غالبًا ما يبدأون في تطوير “ذكاء الشارع” في هذه المرحلة.
  • التطور العاطفي: في هذه المرحلة، سيبدأون عمومًا في تطوير ثقة أكبر بأنفسهم مع توسع دوائرهم الاجتماعية وتصبح العلاقات الرومانسية في مقدمة الأذهان. يمكن أن يكون هذا أيضًا وقتًا مرهقًا للغاية، حيث إنها غالبًا المرة الأولى التي يضطرون فيها إلى التفكير في اختيارهم الوظيفي.
  • التنمية الاجتماعية: مع اقترابهم من نهاية فترة المراهقة والبدء في تطوير المزيد من الثقة، غالبًا ما تبدأ دوائرهم الاجتماعية في التوسع و التفكير بالأمور بشكل عقلاني.

خصائص المراهق

ويتضح لنا مما سبق ضرورة التعرف علي مراحل المراهقة ومراحلها. وأهمية معاونة المراهق الصغير معاونة مبنية علي الفهم الكامل لطبيعة المراحلة التي يمر بها ومتطلباتها وحاجات الشاب وآماله. ومبنية علي المشاركة الإيجابية لإيجاد الحلول لهذه المتطلبات والآمال. ومساعدته علي التعرف علي إمكانياته الطبيعية وظروفه الخاصة حتي يجتاز هذه المرحلة إجتيازاً يقوى ثقته بنفسه و بمن حوله. وعند هذه النقطة نحن نفترض أن مشكلات المراهقين ليست دائماً هى مشكلاتهم وحدهم. وإنما فى كثير من الأحوال هى مشكلات الكبار الذين يحيطون بالمراهقين ويضيقون ذرعاً بأفكارهم. ولا يحاولون تفهم هذه الأفكار، أو التعرف علي نزعات الشباب الحقيقية. ولا يشاركونهم أو يساعدونهم علي تفهمها وإيجاد حلول سليمة لها.

فإذا أضفنا إلى هذه المجموعة من العوامل أن هذه الفترة من حياة الانسان فترة عنيفة تنفجر فيها طاقات حيوية جديدة تشمل كافة نواحيه الجسمية والعقلية والإنفعالية والإجتماعية. فثمة تغيرات جسمية عديدة تطرأ عليه. وهى ليست تغيرات هادئة مستكينة، وإنما هى تغيرات متمردة لها متطلباتها التى كثيراً ما تلقى المعارضة. هناك مثلاً الرغبات الجنسية التى تظهر وتلح بشدة تبغى الاشباع. وهناك أيضاً قوى الشاب العقلية التى تأخذ فى النمو بشكل واضح وتطرق ميادين جديدة متفتحة. فينمو ذكاؤه وتزداد وتقوى قدرته على التفكير. ويصبح أكثر قدرة علي الجدل والمحاورة فلا يسلم ببساطة بكل ما يلقى إليه، كما كان يفعل وهو طفل. وتأخذ هذه الرغبة فى المعرفة والجدل طابعاً حاداً شأن غيرها من النواحى التي يتطرق إليها المراهقين.

وتحدث أيضاً تغيرات إنفعالية كثيرة يصحبها عدد من الصراعات النفسية. منها ما يرجع إلى التغيرات التى طرأت علي جسم الشاب والتى يصحبها فى العادة تغيرات نفسية أساسية تنتج عن قلق المراهق وحساسيته بالنسبة لها. ومنها ما ينتج عن اعتداد المراهق بذاته. ومحاولته التحرر من التبعية الطفلية والخضوع لأوامر الأبوين وسلطة الكبار عموماً إلي غير ذلك من التغيرات الإنفعالية والإجتماعية.

طرق لمساعدة طفلك المراهق على التكيف مع التغيير

  • ابحث عن طرق للتواصل مع ابنك المراهق. اسأليه كيف كان يومه وماذا كان يفعل. يمكن أن يكون من خلال دعوته للانضمام إليك في مهمة، مثل إعداد العشاء، حتى تتمكن من استغلال الوقت للدردشة حول يومه.
  • من المهم التعرف على المشاعر التي قد يمر بها وفهمها، حتى لو شعرت بعدم الارتياح. عندما ينفتح عليك، يمكنك الرد بـ “أنا أفهم”، “يبدو الأمر وكأنه موقف صعب” أو “هذا منطقي”.
  • المراهقة تعني الاستقلال, حاول أن تمنح ابنك المراهق الوقت والمساحة المناسبين ليكون بمفرده. الحاجة إلى الاستقلال هو جزء طبيعي من النمو.
  • استمع إلى آراء ابنك المراهق وحاول تسوية الخلافات بهدوء. تذكر الجميع يتوتر!.
  • قد يكون من السهل ملاحظة الأشياء التي يفعلها ابنك المراهق ولا تحبيها. لكن حاول أيضًا أن تلاحظيه وتثني عليه لشيء يفعله جيدًا حتى لو كان شيئًا بسيطًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى