العلوم التربوية

الفرق بين الكفاية والكفاءة والمهارة في التعليم

هناك تداخل بين مفهوم الكفاية والكفاءة والمهارة لأن الكثير من المهتمين بالعملية التعليمية لا يعرف الفرق بين هذه المفاهيم حتي راح البعض يستخدم مفهوم الكفاية والكفاءة والمهارة بشكل متبادل دون وضع الحد او الفرق بينهم.

مفهوم الكفاية

الكفاية لغة ترجع إلى الجذر اللغوي كفي يكفي كفاية إذا قام بـالأمر،ويقـال كفاك هذا الأمر أي حسبك، وكفاك هذا الشيء. ويقال استكفيته أمراً فكفانيه. فالكفاية مصدر للفعل كفي: قام بالأمر.(ابن منظور، اللسان).

أما اصطلاحاً فقد عرفت الكفاية التعليمية تعريفات عديدة منها:

  • هي توافر ما يعطي الشيء حقه من الأداء من امتلاك المعرفة الضرورية، والمهارات والاتجاهات اللازمة لبلوغ مستوى مقبول من الأداء.
  • الكفاية التعليمية هي مجموعة المهارات، والمعارف، والأساليب، وآنماط السلوك التي يبديها المعلم بشكل ثابت مستمر في أثناء التدريس.
  • عرفها كود بأنها: القدرة على تطبيق المبادئ والتقنيات الجوهرية لمادة حقل في مهنة التعليم.
  • هي القدرة على شيء، وإحداث تغير متوقع أو (ناتج) متوقع. (عطية، 1994).
  • هي القدرة على مارسة الأعمال التي تتطلبها وظيفة من الوظائف. (زيدان، 1979).
  • هي جميع المهارات والخبرات والمعلومات والمعارف التي تنعكس على سلوكيات المعلم، وتظهر في التصرفات المهنية خلال الدور الذي يمارسه عند التفاعل مع عناصر الموقف التعليمي.
  • هي أهداف سلوكية محددة بدقة تصف كل المعارف والمهارات، والاتجاهات اللازمة لممارسة مهنة التعليم.(جرادات، وأخرون .ب.ت).

مفهوم الكفاية في التعليم

وفي ضوء ما تقدم من تعريفات للكفاية يمكننا القول إن هناك من عرفها بأنها قدرة وهناك من رأى أنها أداء، وهناك من رأى أنها وصف السلوك، وآخر رأى انها أهداف سلوكية محددة، وآخر رأى أنها معلومات ومعارف ومهارات. ومفاهيم. وهكذا فقد تعددت التحديدات الاصطلاحية لمفهوم الكفاية ويمكـن أن نستنتج من كل هذه التحديدات أنها تلتقي فيما يأتي:

  1. إنها قدرة على العمل. فكفايات المـدرس تشمل مختلف قدراته اللازمة لأداء مهماته.
  2. هي قدرة مركبة تتضمن وتحتوي على المهارات والمعارف والاتجاهات.
  3. إن الكفاية التعليمية ترتبط بالقدرة علـى أداء المهمات التعليمية المتصلة بمهنة التعليم.

والاختلاف في تعريف مفهوم الكفاية يعود إلى اختلاف زواية النظر فمن ينظر إلي الكفاية من زاوية شكلها الكامن يعرفها بأنها قدرة تتضمن المعارف والمفاهيم، والمهارات التي يتطلبها العمل لكي يؤدى بشكل جيد. ويرى أن هذه القدرة تصاغ بعبارات تصف السلوك المطلوب تأديته، وتحدده بشكل دقيق يمكن ملاحظته وقياسه.

أما من ينظر إلي الكفاية باعتبار شكلها الظاهر فيعرفها بأنها الأداء الذي يمكن أن يبديه الفرد، ويمكن ملاحظته وقياسه أي أن الكفاية هي مقدار ما يحققه الفرد من عمل. فالكفاية في شكلها الكامن تعني إمكانية القيام بعمل، أما في شكلها الظاهر فتعني الأداء الفعلي له. (عطية، 2007).

وفي ضوء ما تقدم يمكن تعريف الكفاية بأنها جميع الممارسات والأنشطة الـتي يفترض أن يؤديها المدرسون في التدريس متضمنة المعارف والمهارات لغرض تحقيق أهداف التدريس وفي ضوء ما تقدم فإن للكفاية مكوناً معرفياً يضم مجموعة المعارف والمفاهيم، والاتجاهات المكتسبة، ومكوناً سلوكياً يتضمن مجموع الممارسات الـتي يبديها الفرد وتتصل بالكفاية.

وتأسيسا على ما تقدم فإن الكفايات أنواع منها الكفايات المعرفية، والكفايات الأدائية وكفايات الإنجاز.

مفهوم الكفاءة في التعليم

الكفاءة لغة ترجع إلى الجذر اللغوي كفا فيقال كافـأه علـى الشئ مكافـأة، وكفاء: جازاه، تقول مالى به قبل، ولا كفاء أي مالي به طاقة علـى أن أكافئه. والكفىء بالمد النظير، وكذلك (الكفء) أو (الكفؤ) بسكون الفاء وضمها. والمصدر الكفاءة بالفتح والمد، وفي حديث العقيقة (شاتان متكافئتان) بكسر الفاء أي متساويتان، والمحدثون يقولون: (مكافأتان) بفتح الفاء. وكـل شيء ساوى شيئاً فهو مكافئ له. والتكافؤ الاستواء. (الرازي، ب.ت).

الفرق بين الكفاية والكفاءة

يبدو أن هناك تداخلاً في الاستعمال بين الكفاية والكفاءة حتى راح البعض يستخدم أيا منهما للتعبير عن المعنى نفسه، وهذا أمر يجانب الصواب، إذ يوجد فرق بين دلالة المصطلحين يمكن إدراكه بالعودة إلى جذريهما اللغويين فإذا اختلف جذر الكلمة اختلفت دلالتها فالكفاءة تعني المجازاة، أو المناظرة والمساوة بينما الكفاية تعني القيام بالشيء، والقدرة على أدائه ولهذا فالكفاية تـدل علـى القيام بـالأمر، والقدرة عليه بينما الكفاءة تدل على المكافأة والمناظرة أو المساواة وليس سليماً استخدام الكفاءة للتعبير عن معنى الكفاية.

مفهوم المهارة

وأخيراً في تحديد الفرق بين مفهوم الكفاية والكفاءة والمهارة يجب علينا تحديد مفهوم المهارة في التعليم.

المهارة لغة: الحذق في الشيء، وقد مهرت الشيء أمهره مهارة، والماهر الحاذق، وأكثر ما يوصف به السباح الجيد، والجمع مهرة. تقول: مهرت بهذا الأمر أمهر به أي صرت ماهراً به. وبهذا فإن المهارة تختلف عن الكفاية والكفاءة.

أما اصطلاحاً فالمهارة تعني: القيام بعمل معين بدقة وسهولة واتقان وسرعة واقتصاد في الوقت والجهد المبذول.

والمهارة أنواع فمنها المهارات العقلية كمهارة الملاحظة، والوصف، والتفسير، والتمييز والاستنتاج، والتصنيف. ومنها مهارات حركية كمهارة الكتابة والسباحة وقيادة السيارة، واستخدام الأجهزة، والأدوات.

الفرق بين الكفاية والمهارة

هناك من يستخدم الكفاية والمهارة بمعنى واحد مع أن مفهوم المهارة يختلف عن مفهوم الكفاية؛ فالمهارة تتضمن السرعة والسهولة ودقة الأداء والماهر هو الذي يؤدي الكفاية بسرعة وإتقان وسهولة في الجهد المبذول مهما كان نوع ذلك الجهد سواء أكان عقلياً ام حركياً.

أما الكفاية فهي أشمل من المهارة بجيث لو توافرت المهارة في أداء الفرد فـإن ذلك يعني بالضرورة توافر الكفاية فيه. بينما لو تحققت الكفاية لدى شخص في أداء معين فإن ذلك لا يعني تحقق المهارة لديه.

وهذا يعني أن ليس كل من هو قادر على أداء شيء ماهراً في أدائه، في حين أن كل ماهر في أداء شيء قادر على أدائه.

وتأسيساً على ذلك يمكن القول إن المهارة لا تتحقق بمعزل عن الكفاية، وهي تصف أعلى مستوى من الكفاية في إنجاز عمل معين، وهذا يعني أن المهارة تظهر في الأداءات الحركية وتقتضي الدقة والسرعة، والمواءمة للوصول إلى تحقيق هدف معين وعلى هذا الأساس حددت المهارة بأنها: أداء يؤديه الفرد في موقف معين يتسم بالسهولة والدقة والاقتصاد بالجهد المبذول والوقت اللازم سواء أكان ذلك الأداء عقلياً أم اجتماعياً، أم حركياً. ومن الجدير بالذكر ان أداء المهارة يتطلب التمكن من الكفاية.


عطية، محسن علي. (2008). الجودة الشاملة والجديد في التدريس. عمان، دار صفاء للنشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى