العلوم التربوية

الفرق بين التقويم والقياس في التعليم

القياس والتقويم وسيلتان لرصد تقدم أداء الطلاب والأفراد في الفصل أو البيئة التعليمية. وتساعد نتائج كل من القياس والتقويم في تحديد مستوي الطلاب والطرق الأمثل لتحسين مستواهم وأداءهم الدراسي. وهناك العديد من أوجه التشابه بين مفهوم القياس والتقويم وهناك أوجه اختلاف تعرف علي الفرق بينهم.

القياس

القياس هو تقدير الأشياء والمستويات تقديراً كمياً على وفق إطار معين من المقاييس المتدرجه وذلك اعتماداً على فكرة: (كل ما يوجد يوجد بمقدار، وكمل مقدار يمكن قياسه).

وقد عرف القياس تعريفات عديدة منها:

  • هو عملية تحدد بوساطتها كمية ما يوجد من الشيء، أو السمة التي يراد قياسها.(عطية، 2008.291).
  • هو قيمة رقمية كمية تعبر عن تحصيل الفرد المتعلم في اختبار ما، وهذا يعـني أن التحصيل المدرسي الذي يعبر عنه بالأرقام هو قياس لا يتضمن أحكاماً حول فائدته أو قيمته.

فالقياس التعليمي يتضمن دليلاً عددياً أو كمياً للشيء الذي يراد قياسه. فالمدرس يقيس تحصيل المتعلمين بمقياس (الاختبار) وتعد الدرجات التي يضعها على إجابات الطلبة وصفاً كمياً يمثل تحصيلهم. وفي ضوء ما تقدم يمكن القـول إن القياس عملية تربوية هادفة توفر البيانات الصالحة اللازمة لإصدار الأحكام بحق أطراف العملية التربوية.

وتكمن أهمية القياس في أن التقويم يقوم على القياس ولا يمكن إصدار الأحكام. وتحديد قيمة الأشياء او السمات من دون قياسها.

فالقياس في التعليم يوفر البيانات الرقمية التي تمكننا من تقدير سلوك المتعلم. وبالقياس نستطيع الحصول على خصائص المتعلمين، وتحديد قدراتهم، وميولهم وإنجازاتهم، وما الاختبارات المدرسية إلا أدوات من أدوات القياس الـتي يمكـن أن تعتمد في الكثير من القرارات المتعلقة بالمتعلمين والمعلمين، والمنهج الدراسي، وطرائق التدريس، والأجهزة، وكل ما له شان في العملية التعليمية.

التقويم

عرف التقويم تعريفات عديدة منها:

  • هو عملية يحدد بها قيمة ما يحدث.
  • هو إعطاء قيمة لشيء ما على وفق مستويات تم تحديدها مسبقاً.
  • هو عملية الحصول على المعلومات، واستخدامها للتوصل إلى أحكام تعتمد لاتخاذ قرار.
  • هو عملية مقارنة نتائج التحصيل بالأهداف التعليمية المرغوب فيها.
  • ويعرف التقويم التعليمي بأنه: إجراء يقصد به معرفة مدى تحقيق أهداف تعليمية محددة.

وعرف بأنه عملية منهجية منظمة مخططة تتضمن إصدار الأحكام على السلوك، أو الفكر، أو الوجدان، وذلك بعد موازنة المواصفات والحقائق لذلك السلوك والتي تم التوصل إليها بالقياس على وفق معيار تم تحديده بدقة.

أنواع التقويم

ويمكننا تصنيف أنواع التقويم كما يلي:

  • التقويم القبلي: وهو ما يجري قبل تنفيذ العملية التعليمية لغرض تحديد مستوى استعداد المتعلمين وتحديد النقطة التي تبدأ منها العملية التعليمية.
  • التقويم التكويني: وهو التقويم الذي يرافق العملية التعليمية في أثناء مسارها ويهدف إلى تحديد مدى التقدم الذي ينجزه المتعلمون فيها.
  • التقويم الختامي أو النهائي: وهو ما يجري بعد انتهاء العملية التعليمية ويهدف إلى معرفة ما تحقق من الأهداف التعليمية المنشودة.

الفرق بين التقويم والقياس

يعد القياس الخطوة الأولى من خطوات التقويم. فإذا أردنا تقويم تحصيل الطلبة في مادة فإن أول خطوة هي أن نعد مقياساً. وإذا كان هذا المقياس اختبـارا تحصيلياً تكون الخطوة اللاحقة تصحيح إجابات الطلبة لنحصل على البيانات المحددة بموجب القياس. وبعد ذلك يأتي التقويم ليحدد تقديرات، أو مستويات في ضوء تلك الدرجات. وفي المثال التالي نستطيع بوضوح تحديد الفرق بين التقويم والقياس.

فعلى سبيل المثال قد يحصل الطالب على درجة 75 في مقياس درجته العليا (100) فعند تجميع الطلبة بحسب درجاتهم في فئات مثل: الأولى 90-100 والثانية 75-89 89—75 والثالثة 60-74 وهكذا. فإن هذا المقياس يمثل نوعاً من أنواع القياس وعندما يعطى تقديرات مثل ممتاز للأولى، وجيد جداً للثانية، وجيد للثالثة فإن هذا التقدير يمثل الحكم وهو تقويم، وفي ضوء هذا الحكم يكون تقويم تحصيل الطالب الذي حصل على 75 بأنها تعني جيد جداً، وعلى هذا الأساس يمكن القول إن القياس حكم كمي بينما التقويم حكم نوعي.

هناك علاقة وثيقة بين مفهوم التقويم والقياس ويمكننا توضيح الفرق بينهم كما يلي:

  1. التقويم عملية تستخدم القياس، والغرض منه إصدار أحكام ومعالجات.
  2. القياس عملية تجميع بيانات وتصنيفها، وتبوبيها، ومقارنتها مـن دون إصدار أحكام.
  3. القياس يسبق التقويم، والتقويم تال له معتمد عليه.
  4. القياس يقدم وصفاً كمياً، او كيفياً بوحدات رقمية متعارف عليها، أما التقويم فيحول الوصف الكمي إلى حكم تقويمي، وتقدير قيمة الشيء أو الصفة. فالقياس مثلاً يحدد درجة الطالب، والتقويم يحول هذه الدرجة إلى تقدير، أو أحكام مثل راسب، ناجح، أو جيد، جيد جيداً، أو متوسط وهكذاً.

التغذية الراجعة

تعرف التغذية الراجعة بأنها استجابة المستقبل لمثير يصدره المرسل كما ذكرنا في حديثنا عن عناصر الاتصال. وهي في التعليم استجابة المتعلم لما يقدم المعلم من أسئلة، أو حركات، أو أساليب تظهر مدى التفاعل بين المعلم والمتعلم. والتغذية الراجعة في ظل الاتجاهات الحديثة في التدريس تكون تبادلية بين المرسل والمستقبل. فقد تصدر من المتعلم فيستلمها المعلم ويقوم رسالته في ضوئها. وقد تصدر من المعلم فيستلمها المتعلم وفي ضوئها يقوم أثر استجابته في المعلم.

وبذلك فإن التغذية الراجعة توفر تمكين المرسل من تقويم رسالته، وتصحيح ما فيها من اخطاء، أو تغيير قناة الإرسال بما يوفر توصيلاً أفضل.

فإن المعلم عندما يستقبل إجابات الطلبة، وردود أفعالهم على ما يطرحه فإنه يستطيع معرفة ما إذا كانت رسالته وصلت كما يريد أم أن بها حاجة إلى تعديـل. وكذلك عندما يجيب المدرس على أسئلة الطالب، أو ما يطرحه فإنه يستطيع معرفة ما إذا كانت تلك الأسئلة، أو الطروحات وصلت إلى المعلم كما يريد أم أن بـها حاجة إلى تعديل فيعدلها.

وعلى هذا الأساس فإن التغذية الراجعة لا تسير باتجاه واحد إنما باتجاهين ولها أهمية كبيرة في تنشيط عملية الاتصال وتحقيق أهداف التدريس لما لها مـن دور في مساعدة المتعلم على اكتشاف الاستجابات الصحيحة فيثبتها والاستجابات الخاطئة فيحذفها. (عاشور، وأبو الهيجاء، 2003).

العلاقة بين التغذية الراجعة والتقويم

وفي ضوء ما تقدم فإن التغذية الراجعة تدخل في عملية التقويم نفسها. ولها دور كبير في تفوق المتعلم، وتعديل استجاباته، وتثبيت تعلمه. وبذلك يكون أثرها وفعلها كفعل التعزيز ولكن بأشكال مختلفة، والتعلم لا يمكـن أن يحدث من دون تعزيز. وهي تكون جزءاً من التقويم المستمر بها يتم توجيه السلوك، وضبطه نحو تحقيق الأهداف.

وتأخذ التغذية الراجعة التي هي بمعنى التعزيز أشكالاً مختلفة: إعلامية وتصحيحية، وتفسيرية، وتعزيزية.

فالتغذية الراجعة الإعلامية تزود المتعلم بمعلومات تبـين دقة إجابته بوضـع إشارة صواب على الإجابة الصحيحة، وإشارة خطأ على الإجابة الخطأ.

أما التصحيحية فتزود الطالب بمعلومات حول دقة إجاباته بالطريقة نفسها. وذلك من خلال وضع إشارة الصواب على الإجابة الصحيحة، وإشارة الخطأ على الإجابة الخطأ مع تصحيح الخطأ.

وتزود التغذية الراجعة التفسيرية الطالب بمعلومات حول دقة إجاباته بوضع الإشارات نفسها. لكن مع تفسير الخطأ كتابة، والشيء نفسه فيما يخص التغذية الراجعة التعزيزية مع زيادة عبارات تعزيزية مثل أحسنت، وممتاز، وأشكرك، وغير ذلك. نلاحظ أن جميع الأنواع تضع إشارة الصواب، وإشارة الخطأ. فالإعلامية تكتفي بهذا القدر، والتصحيحية تزيد بتصحيح الخطأ، و التفسيرية تبين لماذا الخطأ، والتعزيزية تزيد عبارات تشجيعية.

أما مصادر التغذية الراجعة في المنهج فهي متعددة منها المعلمون والمديرون والمشرفون، وأولياء امور الطلبة وغيرهم ممن يعنيه أمر المنهج.(مرعي، والحيلة، 2003).


عطية، محسن علي. (2008). الجودة الشاملة والجديد في التدريس. عمان، دار صفاء للنشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى