العلوم التربوية

أنواع التقويم وأساليبه في التدريس الحديث

تعتبر أنواع التقويم أحد أهم مقومات العملية التربوية برمتهـا والـتي تأتي للحكـم علـى مـدى النجاح في تحقيق الأهداف التربوية، ويعـد التـقـويـم أيـضـاً مـدخـلاً رئيسياً لتطوير العمليـة التعليمية لكونه عملية علاجية وتشخيصية في آن واحد. فهو يهدف إلى الكشف عن مواطن الضعف في عملية التعلم والتعليم لمعالجتها وتطويرها للأفضل.

يعتبر التقويم عنصر مهم من عناصر العملية التعليمية، ولا يستغنى عنه أي عنصر من عناصرها، فالمنهج وتطويره وتخطيطـه والمعلـم وإعـداده والمتعلم واستعداده وطرائـق التدريس وكل ما يرتبط بعناصر العملية التعليمية لا بد من التقويم (عطية، 2008).

مفهوم التقويم

تعددت التعريفات التي تدور حول التقويم ولكنهـا في مجملها تدور حول عمليـة إصدار حكم ومن هذه التعريفات:

  • التقويم: عملية الحصول على المعلومات واستخدامها للتوصل إلى أحكـام تعتمـد لاتخاذ القرار.
  • التقويم: إعطاء قيمة لشيء ما وفق مستويات حددت مسبقاً.
  • التقويم: عملية مقارنة نتائج التحصيل بالأهداف التعليمية المرغوب فيها.

ومن هنا فإنه يمكن القول بأن التقويم عملية تحقيـق الأهـداف التربوية وتطويرهـا وجمع المعلومات والبيانات وتفسيرها وإصدار الأحكام في ضوئها القصور والضعف الموجود واقتراح التعديلات لعلاجها.

وظائف التقويم

إن لكل مرحلة من مراحل العملية التربوية دور فاعل وبارز في تقـدم العلـم وكـل مرحلة منها تحتاج إلى التقويم ويمكن إيجاز بعض وظائف التقويم ومنها:

  1. الكشف عن قيمة الأهداف التربوية.
  2. توفير المعلومات عن استعدادات المتعلمين وخصائصهم وحاجاتهم بشكل واضح ودقيق.
  3. تزويد المعلم بصورة واضحة عما تم إنجازه.
  4. الحكم على مدى نجاح التجارب التربوية وفعاليتها.
  5. التعرف إلى مستوى تحصيل المتعلمين.
  6. بيان جوانب القصور والضعف في المناهج والضعف في المناهج ووضعها بـيـن أيـدي المعنيين والمختصين.
  7. توفير كافة الاقتراحات اللازمة لتطوير المناهج وتحسينها.
  8. التعرف إلى مواطن الضعف والقوة في البرامج التعليمية.
  9. تزويد أولياء الأمور بالمستوى الذي وصله أبناؤهم.

أنواع التقويم

يمكن تصنيف التقويم إلى عدة أنواع وهي:

  • التقويم القبلي (التمهيدي).
  • التقويم التكويني (البنائي، المستمر).
  • التقويم التشخيصي.
  • التقويم النهائي (الختامي).

أولاً: التقويم القبلي (التمهيدي)

يعتبر التقويم القبلي أول أنواع التقويم، ويتم إجراء التقويم القبلي قبل البدء في التدريس، والغرض منـه تحـديـد مستوى المتعلمين وخلفياتهم المعرفية ومستوى استعدادهم، وامتلاك صورة كاملة قبل تطبيق المنهج والتي على أساسه يقوم تخطيط محتوى التعلم وأنشطته.

يهدف التقويم القبلي (التمهيدي) إلى ما يأتي:

  1. تحديد مستوى المتعلم تمهيداً للحكم على صلاحيته للدراسة التي تقدم إلى إليها.
  2. توزيع الطلاب في مستويات مختلفة حسب مستوى التحصيل الدراسي.
  3. التعرف على خبرات الطلبة السابقة سواء في بداية الوحدة الدراسية أم بعـد الانتهـاء منها.

ثانياً: التقويم التكويني (البنائي)

يعد التقويم التكويني أحد أنواع التقويم ويعرف باعتباره عملية تقويمية تمارس أثناء سير الحصة الدراسية وأثناء عمليـة بنـاء المنهج ويهدف إلى الإسهام في تحسين عملية التعلم والتعليم والغرض منـه تـوفير تغذية راجعـة للمعلم والمتعلم والتعرف على مستوى تقدم الطلبة من قبل المعلم.

ومن الأساليب التي يستخدمها المعلم في التقويم البنائي ما يأتي:

  1. المناقشة الصفية (الحوار مع الطلبة).
  2. الواجبات البيتية.
  3. ملاحظة أداء الطلبة داخل الغرفة الصفية.
  4. الإرشادات والتوجيهات للطلبة.
  5. حصص التقوية.

الوظائف التي يحققها التقويم التكويني:

  1. تحفيز المعلم على التخطيط للدرس بأسلوب مشوق.
  2. تعريف المتعلم بنتائج تعلمه وإعطائه فكرة عن أداءه.
  3. بيان جوانب الضعف عند التلاميذ لعلاجها ومواطن القوة لتعزيزها.
  4. إثارة دافعية المتعلم للتعلم والاستمرار فيه.
  5. ترسيخ المعلومات في ذهن المتعلم من خلال مراجعتها وعمل تغذية راجعة لها.
  6. وضع برنامج للتعليم العلاجي.

ثالثاً: التقويم التشخيصي

التقويم الشخصي أحد أهم أنواع التقويم وهو الذي يستخدم لغرض الكشف عن أسباب الصعوبات التي يعاني منهـا بعض المتعلمين في عملية التعليم لعلاجها، وتحديد أفضل موقف تعلمي للمتعلمين في ضـوء حالتها التعليمية الحاضرة.

رابعاً: التقويم النهائي (الختامي)

وهو التقويم الذي يجري في نهاية الفصل الدراسي أو العام الدراسي، بقصد قيـاس ما تحقق من الأهداف التربوية التي خطط لها المعلم، ويترتب عليه نقـل الطـالـب مـن مرحلـة دراسية أو من صف إلى آخر.

ويمكننا ملاحظة الفرق بين كل من التقويم التكويني والتقويم النهائي كما في الجدول التالي:

التقويم النهائيالتقويم التكويني
– غرضه منح الشهادة أو تقرير نقل الطالـب مـن مرحلـة لأخرى.
– يجري في نهاية الدراسة أو الانتهاء من التدريس.
– يقيس الأهداف العامة للمادة أو المقرر الدراسي (بعيـدة المدى).
– غرضـه تقـديـم تغذية راجعـة للمعلـم والمتعلم.
– يجري في أثناء التدريس.
– يقيس الأهداف السلوكية المحددة.
جدول يوضح الفرق بين التقويم التكويني والتقويم النهائي

أساليب التقويم

هنالك أسلوبان للتقويم هما:

  • التقويم الفردي.
  • التقويم الجماعي.

أولا: التقويم الفردي

ويتخذ هذا الأسلوب واحداً من شكلين هما:

1- التقويم الذاتي:

ويعد التقويم الفردي مكملاً للتقويم الذاتي حيث يتم تقويم الفرد ذاتيـا كـأن يـقـوم المعلم أو الطالب بتقويم نفسه، فإذا ما قوم الطالب نفسه بنفسه في موضوع دراسي فإن عليـه أن يحدد مدى تقدمه نحو بلوغ أهداف ذلك الموضوع.

العوامل التي تساعد الطالب والبيئة التعليمية على النجاح بالتقويم الذاتي:

  • تشجيع الطالب على القيام بعملية التقويم الذاتي (التشجيع).
  • تدريب الطالب على تحقيق شروط التقويم الناجح على أكمل وجه (التدريب).
  • يمتلك الطالب درجة كافية من النضج لتحقيق شروط التقويم الناجح (النضج).

الفوائد التي يحققها التقويم الذاتي للطلبة:

  • اكتشاف الطالب لأخطائه، يساعده على التخلص منها.
  • يتقبل الطالب نقد الآخرين، فإذا اكتشف الطالب أخطاءه فذلك يعني أنه انتقد نفسه.
  • يتحمل الطالب المسؤولية مبكراً فتتولد لديه الطمأنينة والثقة بالنفس للقيام بواجباتـه والوصول إلى ما يصبوا إليه.
  • يصبح الطالب متسامحاً نحو أخطاء الآخرين.

2- تقويم الآخرين:

تركز العملية التربوية على هذا النوع من التقويم بشكل كبير كأن يقوم المعلم بإجراء الاختبارات للطلبة في نهاية كل شهر أو فصل دراسي. ومن الأمثلة على هـذا التقويم أن يقوم الطالب بتقويم زميله الآخر أو أن يقوم المعلم بتقويم الطالب أو يقوم المشرف التربوي بتقويم المعلم.

ويدعو الاتجاه الحديث إلى تقويم المعلم للطلبة وشموليته بحيث يشتمل على:

  • جانب النمو المعرفي.
  • الجانب المهاري.
  • جوانب الشخصية (قيم ومهارات واتجاهات وعادات).

كما أن المعلم يقوم بتقويم الطلبة في عدة جوانب فإن المشرف التربوي يقـوم المعلـم وذلك من خلال الزيارات الميدانية التي يقوم بها إلى المدارس ومشاهدته خلال تدريسه على مدار السنة ولأكثر من مرة، ومناقشته في الطرق التي يستخدمها ومدى تأثيرها على الطلبة، وبيان الأخطاء التي يقع فيها وكيفية علاجها وتوجيهه بشكل أفضل، ومن هنا نجد أن تقويم المعلم يختلف عن السابق الذي كان يركز على تصيد أخطاء المعلم الـذي كـان يقـلـل ويـستاء من زيارة المشرف له ويخشاها.

ثانيا: التقويم الجماعي

ويتخذ هذا الأسلوب واحداً من شكلين هما:

1- تقويم الجماعة لنفسها:

يحقق تقويم الجماعة لنفسها فائدة كبيرة والتي تبقى على مر الأيـام عـادات حـسنة وتعمل على إكساب الأفراد العادات الجميلة والتي تتعلق بالعمل الجماعي التعاوني في جميع المجالات.

يبدأ تقويم الجماعة لنفسها من خلال الأهداف التي تسعى لتحقيقهـا مثـل اكتساب المفاهيم العلمية أو القدرة على التفكير العلمي أو احترام جهود الآخرين، ويستخدم أسلوب المناقشة للتقويم الذاتي للجماعة ويشترك بالمناقشة كافة أفراد الجماعـة دون تمييز، ويجب أن تتضمن عملية التقويم النقاط الرئيسية الآتية عند وضع الإطار العام للمناقشة وهي:

  • مناقشة الأهداف وبحث مدى تحقيقها.
  • الطرق والوسائل التي تم إتباعها لتحقيق الأهداف.

وينبغي عند المناقشة مراعاة عدم تحدث أحد أفراد الجماعـة دون أخـذ إذن بذلك والسماح له بالحديث، مع إعطاء كل فرد حرية التعبير عن رأيه، ويحرص على عدم الانفعال على أي فرد حتى يتعلم الطلبة آداب المناقشة وحرية التعبير عـن الـرأي مع الالتزام بعـدم سماح المعلم بتعرض أحد الطلبة لغيره أو انتقاده أو تجريحه وأهانته.

ومن أمثلة تقويم الجماعة لنفسها، التقويم بعد الانتهاء من ممارسة بعض الأنشطة مثل:

  • الزيارات الميدانية
  • الوعي المروري
  • إقامة المعارض
  • إقامة يوم النظافة
  • الندوات
  • التجارب العلمية
  • القيام بالرحلات
  • حل المشكلات

ومن أمثلة المهام التي يتم تقويمها أثناء أداء الطلبة (تقويم أدوار طلبة المجموعات) ما يلي:

  • تعاون الطلبة مع بعضهم أثناء تنفيذ النشاط.
  • علاقة الطالب بأفراد الجماعة.
  • التزام الطالب بالخطة التي تضعها الجماعة.
  • تنفيذ الطالب للعمل المكلف به من قبل الجماعة.
  • تقبله لنصائح وتوجيهات الآخرين.

2- تقويم الجماعة لجماعة أخرى:

وهي عبارة عن مقارنة بين جماعتين (مجموعتين) وتكوين فكرة دقيقة وواضحة عـن مستوى كل مجموعة، ومقارنة نتائج أداء جماعة نتائج أداء جماعـة أخـرى ومن الأمثلة على ذلك:

أ- الأنشطة الرياضية، ويتم تقويم ما يأتي:

  • خطة كل فريق.
  • ساعات العمل والتدريب.
  • نتائج الفريق.
  • تعاون أفراد الفريق.
  • طاعة رئيس الفريق والمدرب.

ب- إقامة المعارض، ويتم تقويم ذلك من خلال:

  • خطة المدرسة أو صف معين في تنفيذ المعرض.
  • القدرة على الابتكار والإبداع في هذا المجال.
  • تنظيم المعروضات بشكل يساير الخطط الموضوعة.

الأهداف التربوية التي يحققها تقويم جماعة لجماعة أخرى:

  1. تبادل الخبرات بين الآخرين، في الخطط وتنفيذها أو في طريقـة حـل المشكلات التي تواجههم.
  2. إتاحة الفرصة بين الجماعات للتحاور مع بعضهم البعض ويساهم في تضافر الجهـود بينهم وتفوقهم.
  3. ينمي روح التعاون بين أفراد الجماعة الواحدة ويزيد من نشر الحب والمودة بينهم.

معايير التقويم الفعال

لا بد للتقويم حتى يكون فعالاً وقادراً على تحقيق وظائفه أن يتوافر فيه ما يأتي:

  1. الشمول: وهذا يعني أن التقويم يجب أن يشمل جميع مجالات الأهـداف التعليمية المعرفية والوجدانية الانفعالية والنفس حركية المهارية، وأن يشمل جميع مستويات المعرفة من التذكر والفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقـويـم، وجميع مستويات المجال النفس حركي والوجداني.
  2. التكامل: قد يستخدم التقويم أكثـر مـن أداة والمطلوب أن تتكامـل هـذه الأدوات وتترابط من أجل الوصول إلى أغراض التقويم الشامل.
  3. التشخيص والعلاج: وهذا يعني تصميم أدوات التقويم بطريقـة تـؤدي إلى تشخيص الخلل ووضع المعالجة اللازمة لذلك، والحرص على عدم اقتصاره على التشخيص دون العلاج.
  4. الدقة العلمية في أدوات التقويم: وهذا يؤكد على أهمية تمتع أدوات التقويم بالصدق والثبات والموضوعية والشمول والتمييز لأنها تعد أساساً للتقويم.
  5. الابتعاد عن التعسف في بناء الأدوات: وإصدار الأحكام خاصة في تقـويـم التحصيل حتى لا يتحول التقويم من وسيلة تربوية إلى وسيلة للعقاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى