الرضاعة الطبيعية تحمي من التهابات الأذن الوسطى
كل يوم تضاف فائدة جديدة الى الفوائد العديدة للرضاعة الطبيعية: للطفل ولأم الطفل حتى يتأكد للأم أنه لا مفر من الرضاعة الطبيعية، وفيما يلي يقدم لنا أخصائي جراحة الأنف والأذن والحنجرة أحدث بحث عن الرضاعة الطبيعية بأنها تحمي الطفل من التهابات الأذن الوسطى.. وكيف يحدث ذلك؟ هكذا توجهنا بالسؤال إلى الأخصائي فقال:
في البداية.. التهابات الأذن الوسطى، من أكثر الأمراض شيوعاً بين الأطفال، وتحدث بعد نزلة برد عادة، حيث يمتد الالتهاب من الحلق والبلعوم الأفقي – عن طريق قناة استاكيوس – بالأذن الوسطى حيث يتكون افراز مخاطي، يتحول الى صديد. يؤدي لإحداث ثقب بالطبلة، ويسيل الصديد خارجاً من الأذن، ويحمل اسم التهاب صديدي حاد.. وعندما يعالج بنجاح، فإن الصديد يجف والثقب يلتئم ويعود السمع الى حالته.
أما في حالة الاهمال، فإن الالتهاب الحاد يتحول الى التهاب مزمن… مستمر… ويظل الثقب على حاله. وإذا كان الالتهاب في الأذنين فإنه يحدث نقصاً ملحوظاً في السمع وتؤثر على درجة استيعابه للدرس وعلى علاقته بأقرانه من الطلبة.
وثمة التهاب آخر للأذن الوسطى عبارة عن ارتشاح الأذن الوسطى، وهو عبارة عن التهاب مزمن غير صديدي، حيث يتكون في الأذن الوسطى، ويكون مخاطياً. ولا يؤدي إلى ثقب بالطبلة، ويظل كامناً داخل الأذن الوسطى ويسبب نقصاً في السمع.
ولأن التهابات الأذن الوسطى تأتي في مرتبة ثاني الأمراض التي تصيب الأطفال بعد الزكام، والنزلات البردية، فقد ثبت أن ثلث عدد الأطفال المترددين على عيادات الأطفال بسبب التهابات الأذن الوسطى، وقد تصل عدد مرات تردد الطفل على طبيبه أكثر من ١٠ مرات في السنة.
وفي الدراسة التي أعدها فريق من الباحثين على ٥٠٠ طفل من المترددين بسبب التهاب الأذن الوسطى، ظهر أن ٨٥% من هؤلاء الأطفال مما كانوا يرضعون حليباً صناعياً، أثناء طفولتهم.
ووجد أنه كلما طالت فترة الرضاعة الطبيعية من الثدي انخفضت التهابات الأذن الوسطى، وظهر أنه إذا حدث التهاب حاد في الأذن الوسطى في الطفل، فإن الشفاء يكون سريعاً ويلتئم الثقب في أضيق وقت، وهناك علاقة عكسية بين فترة الرضاعة.. وفترة الالتهاب.. فإذا زادت مدة الرضاعة قلت مدة الالتهاب..
وكان السؤال: ما هي العوامل التي تقلل من التهاب الأذن الوسطى في الأطفال بسبب الرضاعة الطبيعية؟
وأجاب الأخصائي:
هناك عدة عوامل من اهمها:
– عندما يرضع الطفل من ثدي أمه فإن وضع الطفل يكون عالي الرأس، وتكون قناة استاكيوس أعلى من الفم، بحيث لا يتسرب اليها الحليب، نتيجة الوضع الطبيعي للرضيع، أما الطفل الذي يرضع صناعياً فإنه غالباً ما يكون الطفل نائماً على ظهره، وفي هذا الوضع تكون قناة استاكيوس في وضع منخفض عن الفم، وإذا تسرب بعض الحليب خلف سقف الحلق، فإنه يدخل القناة ويسبب التهاباً في الأذن الوسطى.
الطفل الذي يتغذى صناعياً يبذل مجهوداً كبيراً لشفط الحليب من الزجاجة، وهذا الشفط يخلق ضغطاً منخفضاً عند فتحة قناة ((استاكيوس))، يعقبه شفط للمخاط، وأسفل الأذن ويسبب التهاباً بها.
أما الطفل الذي يرضع من ثدي أمه، فإنه لا يبذل أي مجهود، ومجرد حركة شفاه الطفل، على حلمة الثدي، تجعل عضلات الثدي تنقبض ضاغطاً على حويصلات الحليب فينساب منها الحليب دون أن يبذل الطفل أي مجهود.
– لا تحدث حساسية للطفل من حليب أمه، في حين أن الحليب المجفف الصناعي كله يحتوي على بروتينات غريبة على جسم الطفل وقد يسبب له حساسية. ومعروف أن الحساسية عامل مهم في حدوث ارتشاح الأذن الوسطى.
ونصيحة الأخصائي لكل أم: بالعودة إلى الرضاعة الطبيعية، من الثدي لمدة عامين على الأقل، ففي ذلك حماية للطفل من التهابات الأذن الوسطى المتكررة، وحفاظاً على سمع الطفل.