قصة الكلب المشاغب

حكاية الكلب المشاغب هي قصة أطفال طويلة بالصور تحكي عن الكلب الصغير سمور الذي يرفض سماع الكلام حتى يتعلم درس قيماً يجعله مؤدب ويطيع صاحبه.

هدية رائعة

سأل الأب ابنه عمر بينما كان يحمل بيسراه الصحيفة اليومية لقراءتها: ((ما هي الهدية التي تفضلها على غيرها في يوم عيد ميلادك يا بني؟))

فأجابه عمر فورًا: ((أريد كلبا خاصا بي وحدي يا أبي.)) ثم ذهب وجلس على ذراع الكرسي، الذي يجلس عليه أبوه.

فالتفت إليه أبوه، وقال: ((تريد كلبا؟ لا أدري ما هو رأي أمك؟))

فرفعت أمه رأسها عن الثوب الذي كانت ترفوه (ترتيه)، وقالت: ((أظن أنها فكرة حسنة، ولا بأس باقتناء عمر حيوانًا أهليًا مدللًا، ويفيدنا الكلب في حماية المنزل أيضا.))

فقال الأب، وهو ينشر الصحيفة: ((حسنًا، سيكون لك كلب خاص بك في يوم عيد ميلادك. ستبلغ الثامنة من عمرك، أليس كذلك؟ إنك تنمو بسرعة كبيرة.))

الطفل عمر يطلب من والده كلب هدية - قصة الكلب المشاغب سمور العاصي

فصاح عمر: ((مرحى! مرحى!)) وراح يقفز على الأريكة (الكنبة) رأسا على عقب (يتشقلب).

صادف عيد ميلاد عمر يوم سبت، مما جعلهم جميعًا قادرين على الذهاب إلى السوق وانتقاء كلب. رأوا هناك جميع أنواع الكلاب الصغار والكبار. رأى الأب كلبا كبير الرأس، فأراد شراءه، ولكن الأم أقنعته بأنه ليس جميل المنظر. وانتقت الأم كلبا سلوقيا، ولكن عمر ركض إلى والديه، وهو يحمل على ذراعه كتلة صغيرة سوداء، وقال لوالديه متحمسًا: ((هل تسمحان لي بأخذ هذا الكلب الصغير؟ لقد أعجبني أكثر من جميع الكلاب الأخرى.)) ثم أراهما الجرو (الكلب الصغير) البيتي الصغير، بعينيه المشرقتين في وجهه الصوفي الأسود.

الطفل عمر يفرح بوجود الكلب سمور

رأى والدا عمر أن الجرو البيتي مناسب لهم، وبعد قليل أصبح خاصًا بعمر. أخذوه معهم في السيارة، وجلس على ركبة عمر، ولحس وجهه مرارًا. وعندما وصلوا إلى البيت، هيأت أم عمر سلة كبيرة وبساطًا من أجل الجرو. وتوسل عمر إلى أبويه لكي يسمحا له بجعل الجرو ينام في غرفته، فسر كثيرًا عندما سمحا له بذلك.

ضيف جديد

ثم قال الأب: ((ما هو الاسم الذي تقترحون أن نطلقه عليه؟ فقالت الأم: ((أعتقد أن اسم “حمور” لا بأس به.)) فقال عمر: ((إن هذا الاسم لا يلائمه أبدا، وأرى أن صوفه الأسود يجعلني أختار له اسم “سمور”.))

فقال والداه: ((لقد أحسنت الاختيار يا عمر. لن نطلق عليه إلا اسم “سمور” من الآن فصاعدًا.))

عمر يحضر فراش ويهتم بالكلب سمور

راح سمور يفكر بالسعادة التي غمرته، وهو في سلته الجميلة، وبعد قليل نام نومًا مريحا جدا.

وفي منتصف الليل، صحا فوجد نفسه وحيدًا في سلته، فقفز إلى سرير سيده الصغير عمر، الذي كان نائمًا، واقترب من قدميه، وهو مسرور جدا. وكان غطاء السرير ناعما كالحرير، فأعجبه كثيرًا، وراح يلحسه لحسا متواصًلا، حتى أحدث فيه ثقبا كبيرا، وبعد ذلك نام نوما عميقا حتى الصباح.

وعندما رأت أم عمر في الصباح ما فعله سمور بغطاء السرير، فركت أذنيه، وأعادته إلى سلته لكي لا يعود إلى مثل ذلك مرة أخرى.

الكلب سمور مشاغب ويقوم بتمزيق السرير

نزل سمور إلى الطبقة الأولى من المنزل مع سيده الصغير لكي يتناولان الفطور. وطلب منه أن يجلس على السجادة قرب المدفأة، ولكنه ما كاد يرى بائع الحليب، وهو يفتح باب الحديقة حتى هجم عليه نابحًا إياه بشدة. فضحك بائع الحليب كثيرًا، حتى عثر، وهو يصعد الدرج، وكسر إحدى زجاجات الحليب، فسال منها في جميع الجهات. ثم طارد سمور قطة في الحديقة، ولم يصغ إلى نداء عمر وأبيه له، وبعد ذلك راح يقفر هنا وهناك، ولم يلقوا القبض عليه إلا بعد أن قصف رؤوس كثير من الزنابق (نوع من الأزهار).

فصفعه عمر بيده، لكي لا يعود إلى مثلها ثانية.

الكلب المشاغب يدمر أزهار الحديقة

فتنهدت أم عمر قائلة: ((يا للمصيبة! لقد أحدث ثقبًا في غطاء السرير، وأراق الحليب، وقصف الزنابق. أرجو أن يتعلم بسرعة كل ما نطلب إليه عمله.))

محاولة للتعلم

فوافقها أبو عمر على قولها، وقال: ((أرجو ذلك، واأسفاه على زنابقي.))

ولكن سمور لم يتعلم إطاعة الأوامر، وراح يعمل كل ما يريده، بالطريقة التي يريدها دون أن يصغي إلى تحذير أو تنبيه.

قال الأب: ((يجب أن نضربه إلى أن يتعلم.))

فقال له عمر وهو يعانق كلبه الحبيب: ((أرجو أن لا تؤلمه بضربك يا أبي!)) فأجابه أبوه: ((سوف أضربه بشدة كافية تجعله يتذكر الضرب، لكي لا يعود إلى أعماله المزعجة.))

الاب غير سعيد بتصرفات الكلب المشاغب سمور

ذهب سمور مع عمر في اليوم التالي للقيام بنزهة في الريف. رأيا أحد كلاب المزارع يسوق البقر إلى الحظيرة لحلبها، فظن سمور أنه يستطيع أن يفعل مثله بالغنم الموجودة في الجانب الآخر من الطريق. فتسلل من تحت الباب الكبير، وراح يقفز هنا وهناك، دون أن يهدأ أبدًا. لقد نبح، وهر حتى أخاف الأغنام المسكينة التي لم تدر ماذا تصنع. وفي لحظات أصبح بعضها في الحفرة، وبعضها اخترق السياج وأصبح في الطريق، والأغنام الباقية راحت تركض هنا وهناك بشكل جنوني.

فناداه عمر مرات كثيرة بصوت عال، ولكن سمور تظاهر أنه لم يسمعه. ثم جاء من ساحة المزرعة فلاح ثائر غضبًا، فاستطاع مع عمر إلقاء القبض علي سمور. وفي هذه المرة ضربه الفلاح ضربًا مؤلمًا، ثم أخذه عمر إلى المنزل، وهو غاضب عليه غضبًا شديدًا.

سمور يطارد الخراف وعمر يجري وراءه

عاد سمور إلى المنزل، وهو ملطخ بالوحل الموجود في الحفرة وأرض المزرعة، مما جعل أم عمر ترى أنه في حاجة إلى حمام. فهيأت له لقنًا خشبيًا، فيه قليل من الماء الساخن ورغوة الصابون. وعندما وضع سمور فيه، قاوم أول الأمر؛ لأنه لم يشأ أن يبتل صوفه كله. ولكنه ألف ذلك بسرعة، وعندما دخل عينه قليل من رغوة الصابون، أحس بالألم فقفز من اللقن، وهرب إلى المطبخ.

فقالت له أم عمر: ((تعال إلى هنا يا سمور! تعال إلى هنا.)) ولكنه تظاهر بأنه لم يسمع، واختفى في غرفة الجلوس.

سمور يهرب من الام أثناء محاولة تنظيفه

كلب محب ومشاغب

فصاحت أم عمر: ((أخشى أن يقفز على وساداتي الجديدة.)) ولكنها – لحسن حظها – وصلت في الوقت المناسب، قبل أن يصل سمور إلى إحدى الوسادات على الكرسي ذي الذراعين.

فحملته أم عمر بيدها، وقالت له: ((آه منك! لماذا لا تطيعنا؟ إنك أشد عصيانًا من أي كلب عرفته في حياتي. يجب أن أزيل عنك رغوة الصابون.))

وهكذا أعيد سمور إلى المطبخ، وأمسك به عمر بكل قوته، بينما كانت أمه تصب الماء على الجرو لإزالة الصابون عنه، ثم أخرج من اللقن، وفرك صوفه بمنشفة حتى جف تمامًا.

الكلب المشاغب سمور يقفز فوق الكراسي والأثاث والمخدات

قالت أم عمر لأبيه في ذلك المساء: ((من المؤسف جدًا أنني أكون مشغولة طول النهار في المنزل، بينما تكون أنت في عملك، وعمر في مدرسته، وليس لدينا وقت لتدريب سمور كما يجب أن يدرب. انظر أين هو الآن.)) فأسرع الثلاثة إلى النافذة، فرأوا سمور قريبًا من خلايا النحل. كان يحاول أن ينظر من خلال باب صغير لإحدى خلاياها.

فناداه أبو عمر بصوت عال: ((تعال إلى هنا أيها الجرو القبيح، ستلسعك النحل الآن.)) ثم قال: ((لقد بذلت جهدي لتعليمه الابتعاد عن خلايا النحل فما أفلحت. يجب أن أذهب لإعادته إلى المنزل.))

الكلب المشاغب سمور يقترب من خلية النحل

ولكن قبل أن استطاع أبو عمر القفز من النافدة. سمع سمور يعوي عواء الألم، ويركض نحو المنزل وهو يئن أنينًا خفيفًا.

فصاح عمر، وهو يتبع أباه، قائلًا: ((يا لسمور المسكين! لقد لسع في أنفه!)) ثم وضع له مع أمه شيئًا على أنفه يخفف ألم اللسع، وكان أنفه الصغير منتفخًا جدا.

حزن سمور كثيرًا على نفسه، وذهب إلى سلته ورقد فيها، ولكن ألم أنفه لم يدم طويلًا، مما جعله يعود إلى سروره وحيويته ثانية.

يحاول عمر ووالدته علاج سمور بعد قرصه من النحل

لم يستطيعوا جميعًا إلا أن يحبوا سمورا، مع أنه أزعجهم عصيانه الشديد. ولم يكن كلبًا بيتيا صالحًا جدا؛ لأنه كان يرحب بكل زائر عدا ساعي البريد وبائع الحليب، اللذين كان ينبح عليهما نباحًا عاليا.

وداع يا سمور

وفي أحد الأيام زارتهم سيدة متقدمة في السن وكانت أم عمر تعلم أنها لا تهتم كثيرًا بالكلاب، لذا وضعت سمور في المطبخ، وطلبت إليه أن يبقى هناك.

قالت له عندما فتحت الباب لتخرج: ((ابق حيث أنت.)) ولكن سمور خرج قبلها بسرعة البرق. واندفع إلى غرفة الجلوس، فرأى الزائرة، فهجم لتحيتها، وقلب فنجان الشاي وصب ما فيه على ثوبها.

سمور يقلب فنجان الشاي علي ضيوف البيت

فقال أبو عمر بعد ذهاب الزائرة: ((ليس هنالك سوى حل واحد لمشكلة سمور، هي أن نعيده إلى المكان الذي جاء منه، لكي يدرب جيدًا، ويعلم كيف يكون مطيعًا. إن صفعه لم يعلمه شيئًا. وعلى كل حال، أنا لا أحب صفعه.))

فسأله عمر، وهو يرفع سمور إلى ركبته: ((آه يا أبي! هل سيغيب عنا مدة طويلة؟))

فأجابه أبوه: ((سيغيب نحو شهر، وأنا متأسف يا بني، ولكنه يجب أن يذهب.))

ثم أرجع سمور إلى المكان الذي جاء منه، رغم أنفه؛ لأنه كان يكره مغادرة المنزل. وكان الوداع بينه وبين عمر محزنًا. وقال له عمر: ((عجل بالذهاب، وتعلم أن تكون صالحًا.)) فلعق يدي سيده الصغير، كأنه يحاول أن يقول له: ((سأكون صالحا.))

الأب يرسل الكلب المشاغب سمور إلي مركز تدريب للكلاب

وضع في أحد بيوت الكلاب الموجودة في صف واحد، ولكل منها حظيرة خاصة به. تحدث سمور إلى الكلبين الموجودين على جانبيه كليهما، فأخبراه أن الرجال الذين يعلمونهم لطفاء، ولكن على جميع الكلاب أن تعمل عملًا شاقا جدًا.

فسألهما سمور: ((هل يصفعون؟))

فأجاباه: ((نعم! إنهم يصفعوننا إذا لم نعمل كما يريدون.))

شعر سمور بوحشة كبيرة، وذهب لينام على أرض بيته، متمنيًا أن يستيقظ فيجد نفسه في سلته.

سمور يخاف من وجوده في مركز التدريب

بدأت دروسه في صباح اليوم التالي، فلم يحبها كثيرا. لقد جعلوه يركض ويقف حينما يعطونه الإشارة، ويأتي بسرعة عندما ينادى، ويضطجع حينما يأمرونه بذلك. وكان يتعب عندما تنتهي الدروس، ويستعد للغداء الذي يعطى له. ثم اضطجع على القش، وراح يفكر في عمر. لقد أراد الرجوع إليه من صميم قلبه. وتمنى كثيرا أن يعود إلى البيت ثانية.

سمور وحيداً

استمر على تلك الحال نحو أسبوع، فبدأ يجد لذة في دروسه، فقرر أن من الأفضل له أن يطيع فيدلل بدل أن يعصي فيعاقب. وهذا جعله يشعر براحة نفسية. ولكنه كان يريد دائمًا عمر وبيته.

سمور تعلم سماع الكلام والأوامر ولكنه يريد العودة لمنزله

وأخيرًا لم يستطع سمور احتمال فراق سيده عمر، فهرب. وعندما نادوه ليعود إليهم، لم يصع إليهم أبدا، وراح يركض ويركض عبر ثلاثة حقول، بأقصى ما لديه من سرعة، حتى وصل إلى زقاق ضيق.

قال لنفسه، وهو يلهث: ((أعلم أنني لا أعمل كما تعلمت، ولكنها آخر مرة أعصي فيها أمرًا، يجب أن أعود إلى عمر.))

ثم وقف في الزقاق بلا حراك، ونظر حوله باهتمام، وفكر قليلًا، ثم انطلق باحثًا عن طريقه إلى بيته. وقع له حادثان. أولهما محاولة بعض الأولاد إلقاء القبض عليه، لأنه كان كلبا ظريفًا، وثانيهما أن صبيا كاد يدوسه بدراجته، ولكنه كان بارعا جدا ويقظا جدا، بحيث لم يصب هو ولا سمور بأذى.

سمور في طريقه للمنزل يحاول تفادي طفل يقود دراجة هوائية

وأخيرًا، بعد أن غابت الشمس وحل الظلام، وجد الطريق التي كان يعيش فيها، فركض فيها بأقصى سرعة لديه، ثم توقف فجأة، وقال لنفسه: ((لنفترض أنهم غاضبون على لأنني هربت، فأعادوني من حيث أتيت؛ لذا يستحسن أن أدخل المنزل دون أن يراني أحد، وإذا استطعت، بعد ذلك، رؤية عمر، فإنني أرجح أنني سأكون في أمان))

انتظر سمور قريبًا من الباب الخلفي، ونجح في الدخول إلى المنزل، بينما كانت أم عمر تضع قوارير الحليب خارج المنزل. ولم تره لأن لونه الأسود لا يظهر في الظلام. فأسرع إلى غرفة الجلوس، واختبأ تحت أحد مقاعدها الكبيرة.

الكلب المشاغب سمور يعود للمنزل ويتسلل داخله

بدأ والدا عمر بإغلاق الأبواب والشبابيك، فعرف سمور أنهم يستعدون للنوم. ولا بد أن يكون عمر قد نام منذ وقت طويل، وأن يكون باب غرفة نومه مغلقًا، ولا فائدة من التفكير في رؤيته قبل حلول الصباح. ثم سمع سمور وقع أقدام تصعد الدرج، فتسلل من تحت المقعد، وتمدد على السجادة أمام النار، التي توشك أن تنطفئ.

بطولة سمور

قال سمور لنفسه متنهداً: ((ما أحلى العودة إلى المنزل ثانية! إني أؤمل أن يسمحوا لي بالبقاء، ليتني أستطيع الصعود لأرى عمر!)) ثم تمدد، وأغلق عينيه.

ثم كرر حديثه لنفسه، قائلًا: ((ما أحلى العودة إلى المنزل ثانية!)) ونام بعد ذلك نومًا عميقا مريحا.

سمور ينام علي سجاد المنزل أمام الموقد

استيقظ سمور فجأة، ورفع رأسه، وراح أنفه يتشمم ويتشمم. شم رائحة غريبة، رائحة غريبة جدًا، لم تعجبه أبدا، فقفز، وركض إلى المطبخ، فوجد جمرة حمراء على السجادة، التي يخرج منها الدخان، وكانت الرائحة رائحة احتراق.

ففكر سمور، وقال لنفسه: ((آه يا للفظاعة! يا للفظاعة! ماذا يجب أن أفعل الآن؟ عرفت.)) ثم صعد الدرج إلى الطبقة العليا بسرعة البرق، وذهب إلى غرفة نوم أبوي عمر.

وراح يخدش الباب بمخالبه، ويعوي بصوت عال، ويواصل الخدش والعواء العالي.

الكلب المشاغب سمور يشم رائحة احتراق السجاد امام الموقد

وبعد لحظات خرج والد عمر لابسًا مفضله (الروب دوشامبر)، وخرجت وراءه أم عمر لابسة مفضلها، وفي الوقت ذاته أندفع عمر خارجًا من غرفة نومه، وهو يرتدي بدلة نومه (بيجامته).

فصاحوا جميعا بصوت واحد: ((يا سمور! كيف دخلت المنزل؟)) ثم شم أبو عمر رائحة الاحتراق، فنزل إلى الطبقة الأولى كل ثلاث درجات معًا، فأسرعت أم عمر نازلة وراءه، وتبعهما عمر بعد أن حمل سورًا بين ذراعيه.

وجدوا سجادة المطبخ تحترق، ولكن أبا عمر أطفاها بسرعة بدلو من الماء؛ ثم أزيل الماء بمكنسة المسح. وبعد ذلك راحوا يفكرون في الطريقة التي دخل بها سمور المنزل، وفي حسن حظهم أنه كان هناك في أثناء الاحتراق.

يذهب الكلب المشاغب سمور لإيقاظ أفراد الأسرة بسبب الدخان

فقال عمر: ((يجب أن يكون قد هرب، ولكن أليست عودته إلينا من حسن حظنا؟)) ثم احتضن سمور بشدة، بينما راح سمور يلعق وجه عمر كله، ويبصبص (يحرك ذنبه) بسرعة فائقة.

عودة حميدة

فقال له أبوه، وهو يدغدغ أسفل ذقن سمور: ((نعم، من حسن حظنا، ولكنني أخشى أن لا يكون قد تعلم أشياء كثيرة خلال أسبوع واحد فقط.))

فقالت أم عمر: ((من حسن حظنا أنه كان هنا.)) ثم حملت سمور، وأخذته إلى غرفة نوم ابنها عمر، ثم صنعت شاي، وأحضرت حليب وبسكوت لعمر وسمور، وتمتعوا جميعا بوليمة في منتصف الليل. ثم قفز الجرو سمور سعيد جدًا إلى سلته، وتمدد الصبي عمر سعيد جدا على سريره. ولكن عمر ما كاد ينام، حتى قفز سمور إلى طرف سريره، لكي ينام قريبا من قدميه.

تفرح الأسرة بوجود الكلب المشاغب سمور لأنه أنقذها

وقال لنفسه: ((ما أجمل العودة ثانية إلى المنزل!)) وهذه المرة لم يلحس غطاء السرير، بل نام نومًا هادئا حتى الصباح. وعندما صحا عمر لعبا معًا لعبة ممتعة. فقد لعبا فوق السرير وتحته، وعلى الكراسي، ثم هرب سمور بفردة من حذاء عمر، ورماه عمر بالفردة الأخرى، ثم نزلا لكي يتناولان طعام الفطور.

بعد أن انتهى عمر من فطوره، قال إنه يعتقد أن سمور كلب بيتي ممتاز؛ لأنه في الحقيقة قد أنقذ البيت من الاحتراق.

فقالت له أمه: ((إنه كلب لا عيب فيه، ولن ندعه يتركنا بعد الآن.)) ثم أعطت سمور قطعة خبز محمصة.

وقال الأب: ((لقد قام لنا بخدمة جليلة الليلة الماضية، ولو صار يطيع الأوامر لقلت إنه كامل أيضًا.))

أفراد الأسرة تناقش وجود الكلب المشاغب سمور في المنزل

في تلك اللحظة تمامًا، قفز سمور من النافذة، واخترق السياج الذي يحيط بحديقة المنزل، وراح يطارد الدجاج الموجود في الحقل المجاور.

فقال له أبو عمر بصوت عال: ((تعال إلى هنا يا سمور! تعال إلى هنا، ستقتل تلك الدجاجات! تعال إلى هنا فورا!))

وما كان أشد دهشته حين استدار سمور، وعاد راكضًا، ودخل من السياج، وذهب نحو النافذة التي كان يطل منها عمر وأمه وأبوه، ونظر إليهم كأنه كان يقول لهم: ((نعم، هل تريدونني؟))

تتفاجأ الأسرة بأن الكلب المشاغب سمور أصبح مطيع ويسمع الكلام

سمور كلب مطيع

نظر الأبوان أحدهما إلى الآخر، ورقص عمر حولهما، وهو يصيح قائلًا: ((لقد تعلم أن يكون صالحًا. لقد تعلم أن يكون صالحًا.)) ثم قفز من النافذة، وذهب إلى صديقه سمور.))

ثم قال أبو عمر: ((يبدو أنه قد تعلم، وهذا يجعله خاليًا من العيوب تمامًا، أليس كذلك؟))

فأجابته أم عمر: ((أظن أنك مصيب في حكمك عليه. إنني مسرورة جدا، لأننا اخترنا سمور دون سواه، ولأنه الكلب الذي يناسبنا.))

أما عمر وسمور فلم يقولا شيئًا؛ لأنهما كانا مشغولين بالتدحرج على العشب، واللعب الخشن.

الكلب المطيع سمور والطفل عمر يلعبان في الحديقة والأب والأم ينظران إليهم بابتسامة كبيرة

المصدر
قصة سمور العاصي - سلسلة قصص الحيوانات - محمد العدناني - مكتبة لبنان ناشرون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى