قصة لعبة تتكلم

قصة لعبة تتكلم هي حكاية وقصة تربوية وتعليمية تهدف إلي تعليم الصغار أهمية فعل أبسط الأشياء الصغيرة التي تقدر عليها وترك النتيجة علي الله سبحانه وتعالي من خلال قصة نيرة ولعبتها سوسو.

عروسة/دمية جديدة

في عيد ميلاد نيرة اشترت لها أمها لعبة جميلة غريبة، تختلف عن غيرها من اللعب. اشترت لها دمية (عروسا) يمكنها أن تتكلم وتقول: (ماما) أو (بابا) بصوت يسمع. ويمكنها أن تحدث أصواتا مثل صوت الأطفال عند بكائهم، وتقول: إي، إي.

أحبت نيرة لعبتها كثيرا، وشكرت لأمها هديتها الجميلة، ووضعتها نيرة مع بقية اللعب في حجرتها الخاصة بها، وسمتها (سوسو).

كانت نيرة تحب أن تلعب بلعبتها الجديدة (سوسو)؛ لتسمعها وهي تقول: (ماما، بابا) وتسمع صوتها: إي إي. وتضحك حينما تسمعها تتكلم مثل الأطفال الصغار. وكانت اللعب الأخرى تحب أن تسمع الدمية (العروس) أيضا. وهي تقول: ماما، ماما، بابا، بابا، ثم تحدث هذا الصوت: إي إي. وكانت اللعب تضحك حينما تسمع كلامها وصوتها.

كانت نيرة تلعب بلعبها نهارا، وفي المساء تضعها على الرف في دولاب اللعب. وقد اعتادت أن تضع عروستها مع الدب الأبيض من اللعب؛ لأن أمها نصحت لها بوضعهما وحدهما في جانب. خوفا من أن يتسخا إذا وضعتهما في الدولاب مع اللعب الأخرى. وكانت العروس سوسو تحب الجلوس مع الدب الأبيض على الرف؛ لتستطيع أن تري معه كل شيء في الحجرة تمام الرؤية.

وفي ليلة من الليالي ذهب كل واحد من الأسرة إلى حجرة نومه لينام. وصار البيت هادئا، والسكون تاما، وانقطع الصوت، ووقفت الحركة، إلا في حجرة اللعب. فقد أخذت تتكلم كل منها مع الأخرى، وتغنى أغاني الطفولة، تسلى نفسها ببعض وسائل التسلية والسرور. وكانت العروس (سوسو) جالسة على الرف مع الدب الأبيض يتحدثان معاً عما حدث وقت اللعب نهارا.

وقد حدث في تلك الليلة – في أثناء حديثها الهادئ، وغنائها الجميل – أن فتح رجل غريب نافذة حجرة اللعب، ودخل منها، فسكتت اللعب، ولم تتكلم. وعجبت (سوسو) والدب الأبيض كل العجب. واستغربا كل الاستغراب حينما رأيا ذلك الرجل الغريب يدخل الحجرة من النافذة، وحاولا أن يعرفا من هو ذلك الشخص الغريب.

لص في المنزل

وكان القمر طالعا، فتأكدت اللعب من ضوء القمر أن ذلك الرجل غريب، وهو لص من غير شك. فقد قالت نيرة للعبها – وهي تلعب معها نهارا – إن لصاً من اللصوص دخل بيت أحد الجيران ليلاً. وسرق منه جميع الأكواب والأواني من دولاب الأدوات الفضية، وهي من الفضة الخالصة، وبعضها من الهدايا الثمينة، والجوائز الغالية، وقيمتها كبيرة، وتساوى مبلغا كبيراً من المال.

وهنا تأكدت (سوسو) أن ذلك الرجل هو اللص نفسه، الذي سرق بيت الجار في الليلة الماضية. وأنه قد أتى الليلة ليسرق بيت أسرة نيرة؛ فأمها غنية. والكل يعرف أن عندها كثيرا من الجواهر واللآلئ الغالية، والعقود النادرة. وأبوها غني معروف بأن عنده خزانة كبيرة مملوءة أوراقا مالية، وجنيهات ذهبية، وتذكارات نادرة. وقد اتي اللص الليلة ليسرق من الحلي والجواهر ما خف حمله، وغلا ثمنه.

بقيت اللعب ساكتة ساكنة، لا تتكلم، ولا تتحرك، ولا تحدت صوتاً، واستمرت تنظر إلى اللص بعيونها. وقد رأى اللص لعب الأطفال في الحجرة، وهي تنظر إليه، فضحك حينما رآها، وقال لها: إنك لا يمكنك أن تمنعيني عن أخذ ما أريد. ولا يمكنك أن تعملي شيئا. فأنظري إلى كما تحبين، وكما تريدين.

خرج اللص بهدوء من حجرة اللعب، واعتقد أنه لم يره أحد، ونسي أن الله يراه، ولم يحس أنه قد أتى لارتكاب جريمة فظيعة، وهي سرقة أصحاب البيت وهم نائمون.

ترك اللص حجرة اللعب وسار في ممر الطابق العلوي، ورأى أبواب الحجر كلها مقفلة، ثم وقف حائرا خائفا يصغي بأذنيه؛ ليتأكد، أن أهل البيت نائمون.

وقف في حيرة، وأخذ يسأل نفسه: أين حجرة اللبس من هذه الحجر التي أراها؟

رأته اللعب وهو خارج من حجرتها، وسأل نوح – وهو الطفل الأسود من اللعب -: ماذا نستطيع أن نفعل؟

وسأل الكلب: ماذا نستطيع أن نفعل لنوقظ أصحاب البيت، ونمنع اللص عن السرقة؟

وسألت الأرنب: ماذا نستطيع أن نفعل؟

فأجاب الدب: إننا لا نستطيع أن نفعل شيئا.

افعل ما تستطيع

أجابت الدمية (العروسة) المتكلمة: إنني أستطيع أن أوقظ أصحاب البيت، وأمنع اللص عن السرقة. إنني يمكنني أن أنادى نيرة، ويمكنني أن أقول ماما وبابا بصوت مرتفع جداً، ويمكنني أن أحدث أصواتاً عالية بقولي: إي، إي كالطفل الصغير؛ حتى أوقظ كل من في البيت، فيقبضوا على اللص، ويمنعوه عن السرقة. وفي استطاعة الكلب أن ينبح لمساعدتي في إيقاظهم من نومهم.

قال الدب، افرضي أن اللص قد سمعك أو سمع الكلب، ثم أتى وأمسك بكما، وأسكتكما، أو رماكما من النافذة!

فقالت الدمية المتكلمة: يجب أن أقوم بالواجب. يجب أن أفعل كل ما أستطيع حتى أمنعه من السرقة! يجب ألا استسلم ما دمت قادرة على العمل. ولن أبالي ما يحدث، وسأترك النتيجة لله تعالى. ولن أنسى الواجب مهما تكن النتيجة.

وقال الكلب: سأقوم بواجبي وسأنبح وسأساعد (سوسو) في إيقاظ أهل البيت.

أخذت (سوسو) نفساً طويلا، وبدأت تنادى بأعلى صوتها:
ماما ماما ماما! بابا بابا بابا! إي إي إي!
ماما ماما ماما!  بابا بابا بابا! إي إي إي!

وأخذ الكلب ينبح: هو! هو! هو! واستمر يساعد العروسة (سوسو) بنباحه.

واستمرت (سوسو) تصرخ وتنادى بصوتها العالي؛ حتى استيقظ أبو نيرة، وجلس في سريره، واستيقظت أم نيرة منزعجة، وأخذ الأب يتساءل: – ما هذه الضوضاء؟ وما هذا النباح! ومن الذي ينادى ويحدث هذه الأصوات؟ إنني أسمع صوتا كصوت طفل صغير ينادى ماما وبابا، وليس في بيتنا طفل صغير، وليس عندنا كلب. فماذا يمكن أن يكون هذا الصراخ، وهذا النباح.

قام الأب من سريره، فسمع حركة في حجرة اللبس، وتأكد أن بها لصاً، فذهب بهدوء إلى الباب الذي دخل منه اللص وأغلقه بسرعة، وأغلقت زوجته الباب الذي بين حجرة النوم وحجرة اللبس. وتأكد الأب أن اللص لا يستطيع الخروج، ولا يمكنه أن يلقي نفسه من النافذة إلى حديقة البيت، لأن الارتفاع كبير، والمسافة بين النافذة وأرض الحديقة كبيرة. ولو ألقى نفسه من النافذة إلى الخارج لكسرت رجلاه من غير شك.

حضور الشرطة

تكلم أبو نيرة بالتليفون مع مركز الشرطة وأخبرهم بالأمر. وبعد خمس دقائق حضر رجلان قويان من رجال الشرطة، ودقا جرس الباب الخارجي، ففتح الأب لهما، ثم أخذهما إلى حجرة اللبس التي بها اللص، ففتحا بابها الخارج بالمفتاح، ورأيا اللص خائفا مضطربا بها، كأنه فأر في مصيدة، فقبضا عليه، ووضعا السلاسل في يديه، واستسلم لهما، من غير أن يحاول أي عنف معهما. أخذه الشرطيان، وذهبا به إلى مركز الشرطة؛ لسؤاله عما كان يريد أن يرتكب من السرقة ليلا، وتقديمه إلى النيابة ثم القضاء لمحاكمته، وعقابه على دخول بيت غيره ليلاً بقصد السرقة.

وأخذت الأم والأب ونيرة والأسرة يتكلمون حول اللص، والجواهر والحلى والأموال التي كان اللص يريد أن يسرقها. وقال الأب لزوجته: إنه كان يريد أن يسرق الحلي والجواهر من حجرة اللبس، أو كان يريد أن يفتح الخزانة، ويسرق ما فيها.

وقد سألت نيرة أباها: كيف استيقظت يا أبي في ذلك الوقت من الليل؟ وما الذي أيقظك وقد كنت نائما؟

أجاب الأب: لقد حدث شي ء غريب، فسمعت وأنا نائم كلباً ينبح بصوت ضعيف. وسمعت صوتا مرتفعا مثل صوت الطفل الصغير ينادى ويستغيث: ماما، بابا. ولا يمكنني أن أعرف من الذي أحدث هذا النداء، وهذه الأصوات، وليس عندنا أطفال صغار، أو كلاب.

قالت نيرة: إن كلبي من اللعب هو الذي نبح، وإن عروسي هي التي تكلمت، وهي التي نادت، واستغاثت، وأحدثت الأصوات التي سمعتها. وهذا مؤكد لا شك فيه. فإنها يمكنها أن تقول: ماما، وبابا، وتحدث أصواتا كصوت الطفل. فهي من غير شك قد رأت اللص وهو يدخل من نافذة حجرة اللعب، فنادت واستغاثت لتوقظ من في البيت، للقبض على اللص.

ألعاب نيرة

قالت الأم: لا يا نيرة، إن لعب الأطفال لا يمكنها أن تنبح، ولا يمكنها أن تتكلم أو تطلب المساعدة. ولا يمكنها أن تحدث صوتا؛ لأن هذا كله يتطلب إحساساً وفهماً، وهي لا تحس ولا تفهم.

قالت نيرة: سأذهب إلى حجرة لعبى؛ لأحضر لكما كلبي وعروسي(سوسو)، وسأريكما كيف ينبح كلبي، وكيف تتكلم عروسي وتقول ماما وبابا، وكيف تحدث أصواتا مثل: إي، إي. وستتأكد أمي وأبي أن كلبي هو الذي نبح، وأن دميتي هي التي نادت؛ حتى استيقظ أبي من النوم.

ذهبت نيرة، وأحضرت كلبها ودميتها (عروسها) واستطاع كلبها أن ينبح، ولكن (سوسو) لم تستطع أن تخرج صوتها عاليا كما كانت تفعل من قبل؛ فقد ضعف صوتها من كثرة الصراخ والنداء في الليلة الماضية، وصار صوتها ضعيفا لا يسمع إلا همساً.

تألمت نيرة، وقربت أن تبكي، وقالت: أمي، إن لعبتي قد بح صوتها من كثرة ما أحدثت من أصوات مرتفعة في الليلة الماضية لتوقظنا من نومنا. مسكينة يا سوسو! مسكينة يا عروستي!

قال أبوها: لا بأس عليها يا نيرة، لا تتألمي ولا تحزني، وسأذهب إلى دكان اللعب غداً، وسأشتري لها آلة جديدة لإحداث الصوت، وسأضعها بدلاً من الآلة القديمة التي تلفت، وبح صوتها.

وفى الصباح أخذت (سوسو) إلى دكان اللعب، ورآها صاحب الدكان، ووضع لها آلة جديدة لإحداث الصوت، بدلا من القديمة، فشفيت من مرضها، ورجع إليها صوتها، وفرحت نيرة فرحاً كثيراً حينما سمعت عروسها تنادى ثانية، وتقول: ماما، بابا، إي، إي.

أحضرت نيرة دميتها (عروستها) إلى البيت، وهي فرحة بها. وشاركها أبوها فرحها وسرورها، واستطاعت أمها أن تسمعها وهي تقول: ماما، بابا، إي، وتحدث أصواتا كصوت الطفل وتتكلم كما كانت تتكلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى