قصة روبن هود

قصة روبن هود هي قصة مغامرات خيالية للأطفال تتحدث عن دور البطل روبن هود وأصدقائه في مساعدة المحتاجين ونصرة المظلومين ضد الظلم.

ظلم الأمير

تبدأ القصة منذ زمان بعيد في غابة «شيروود» حيث عاش «روبن هود» مع أصدقائه المخلصين وكانوا يؤلفون جماعة خارجة على القانون، يسرقون الأغنياء ويعطون النقود للفقراء.

وذات يوم، هاجم «روبن هود» عمدة «نوتنجهام» الشرير، الذي كان يأخذ أموال الفقراء عنوة ليعطيها للأمير جون. وبعد أن أسترد «روبن هود» الأموال، اختبأ مع صديقه المخلص «سام» وسط أغصان الشجرِ، يخشون حتى التنفس، حتى لا يكتشف مكانهم جنود العمدة. وبعد فترة طويلة يئس العمدة ورجاله من العثور على «روبن هود»، فانصرفوا عائدين من حيث أتوا.

في اليوم التالي، وزع «روبن هود» وصديقه «سام» القطع الذهبية التي استرداها من العمدة على الفقراء.

وفي تعجب تساءل الأرنب «سكيبي»: “لماذا يأخذ العمدة أموالنا؟”.

وأضافت السلحفاة «توبي» موجهة كلامها «لروبن هود»: “نعم! ولماذا يرفض أن يعيدها لنا؟؟”.

أجاب «روبن هود»: “إن العمدة يأخذ هذه الأموال تنفيذاً لأوامر الأمير «جون» الذي يحصل عليها كلها”.

فقالت السلحفاة «توبي»: “متى يعود إلينا الملك «ريتشارد» الطيب؟ فبعودته سوف تتوقف كل هذه الشرور”.

الاستعداد للمسابقة

كان الناس يستعدون للاحتفال بمسابقة الرماية التي ستقام في الأسبوع التالي، وكانوا سعداء إذ رد لهم «روبن هود» أموالهم المسروقة.

قال الحداد «أوتو» للإسكافي العجوز: “هل تعرف من سيفوز في المسابقة؟ إنه «روبن هود»!” وضحك وهو يكمل كلامه: “وهل تعرف ما هي جائزته؟ … إنها قبلة من «ماريان» الجميلة”.

“نعم.. نعم أعرف ذلك” أجاب الإسكافي العجوز، ولكني أخاف على «روبن هود» فإني أعتقد أن الأمير «جون» لم ينظم هذه المسابقة إلا ليقبض عليه.

واستطرد في حزن يقول: “سيعرفه الجميع حتى لو تخفى وراء ألف قناع”.

في أثناء ذلك رأى الإسكافي العجوز و”أوتو” الحداد العمدة قادماً. وعلى طول الطريق، كان العمدة ورجاله يقتحمون المنازل باحثين عن الذهب لينهبوه. حتى العملة الصغيرة التي تلقاها الأرنب «سكيبي» المسكين كهدية بمناسبة عيد ميلاده لم تسلم من أيدي العمدة.

وفي ذلك المساء شارك «روبن هود» وصديقه «سام» الأرنب «سكيبي» الاحتفال بعيد ميلاده، وقدم له «روبن هود» هديتان: الأولي سهم وقوس يلعب بهما. والثانية …… هل تدري ماذا كانت؟ إنها قبعة «روبن هود» نفسه الذي كان يعلم أن «سكيبي» معجب بها … وهكذا فرح الأرنب «سكيبي» ونسي العملة التي سرقها منه العمدة ورجاله.

يوم المسابقة

كان يوم المسابقة يوما ساطعا مشرقا.. أحتشد الناس ليشاهدوا الحفل.

جلس الأمير «جون» الشرير في المقصورة الملكية، وفجأة أقترب منه رجل غريب وقال له بصوت هامس: “هل يسمح لي جلالة الأمير بالجلوس معه؟” وقبل أن يرد الأمير، ولدهشته، كان الرجل الغريب قد جلس بالفعل. وقدم نفسه للأمير قائلاً:

“أنا السيد «ريجينالد» التاجر، ربما لا تعرفني جلالتك ولكني أعرفك ويشرفني أن أجلس معك”.

لم يكتشف أحد حقيقة ذلك الرجل الغريب، حتى «ماريان» الجميلة.

هل تستطيع أن تخمن من كان هذا الرجل.. إنه «سام»!

أجل «سام» صديق «روبن هود» المخلص.

عند بداية الاستعراض، سار جميع الرماة، وبينهم «روبن هود» الذي كان متخفيا تحت اسم «ايريك» الفلاح، أمام المقصورة الملكية. فلم يتعرف أحد على «روبن هود» سوى الجميلة «ماريان» التي ابتسمت له.

فكر الأمير «جون» وهو يستعرض الرماة: ربما كان «روبن هود» بينهم، على أية حال، سيقع في قبضتي حالاً.

صاح الحكم “… أبدأ” وانطلقت الرماة لتحدث في الجو أزيزاً عالياً. كان الرامي الذي يخطئ الهدف يتنحى جانباً. وعقب كل دورة كان الحكم ينقل الهدف إلى مكان أبعد.

وأخيراً لم يبق غير أثنين من الرماة «روبن هود» المتخفي تحت اسم «ايريك» الفلاح والعمدة الشرير. رمى العمدة سهمه فأصاب وسط الهدف تماماً! وعندئذ صاح في فرح: “لقد فزت، لقد فزت!”.

ولكن لا.. ليس بعد، فما زال «روبن هود» واقفاً منتظراً دوره والسهم في يده.

وعندما أمر الحكم «روبن هود» برمي السهم، أنطلق كالقذيفة ليسقط سهم العمدة على الأرض ويحل محله. وحينئذ هلل الناس فرحين.

صاح الحكم: “لقد فاز «ايريك» الفلاح!”

في هذه الأثناء كان الأمير «جون» قد تعرف على «روبن هود». وأنتظر حتى مر بجانبه ليأخذ الجائزة وهي قبلة من «ماريان». وبسرعة رفع القناع عن وجه «روبن هود» وصاح: “امسكوه! … امسكوه، إنه «روبن هود»”!

نجاة بأعجوبة

عندما سمع العمدة هذا الكلام رفع سيفه بسرعة وحاول أن يغمده في جسد «روبن هود»، ولكن يد «سام» المتخفي تحت اسم السيد «ريجينالد» كانت أسرع! فضرب العمدة بعصاه الطويلة ضربة قوية على رأسه.

وهكذا استطاع «روبن هود» أن ينجو هذه المرة أيضاً، بل واستطاع أن يأخذ معه حبيبته «ماريان» التي كان يمسك بها بيد ويقاتل الحراس باليد الأخرى. وهرب الثلاثة: «روبن هود» و«ماريان» و«سام» المخلص.

أستمر «روبن هود» و «سام» و «ماريان» في مراوغة الحراس في وسط الغابات، وفجأة رأوا فرقة كاملة تتعقبهم. فكر «روبن هود» بسرعة وهداه تفكيره إلى قلب كومة من البراميل أمامهم. فتعثر الحراس فيها وسقطوا جميعا على الأرض. وقبل أن يتمكنوا من الوقوف على أقدامهم مرة أخرى، كان «روبن هود» قد هرب ومعه «ماريان» و«سام» المخلص.

غضب الأمير «جون» غضبا شديدا عندما أدرك أن «روبن هود» أستطاع أن يفلت منه بعد أن كان في قبضته. وأراد أن ينتقم، لذلك أمر العمدة بأن يفتش جميع المنازل ويأخذ ما يجده بها من أموال. ليس هذا فقط، بل إن الأمير «جون» الشرير طلب من العمدة أن يقبض على كل من ليس لديه مال ويضعه في السجن. وسرعان ما أمتلأ السجن الملحق بقصر الأمير بالمساجين الأبرياء.

في أثناء ذلك كان الراهب يتناول عشاءه بدعوة من الإسكافي العجوز وزوجته. وبينما هو يضع قطعة من اللحم في فمه، إذا بجنود العمدة يقتحمون المكان ويقتادون الجميع إلى السجن.

فكر «روبن هود» و«سام» في خطة لإنقاذ المساجين. وفي إحدى الليالي، بينما كان العمدة نائماً، تسلل «روبن هود» إلى القلعة، وأخذ ينظر مليا في المكان، فرأى سلسلة المفاتيح تتدلى من حزام العمدة، وبحذر شديد فكها وحرر صديقه الراهب أولاً.

إنقاذ المساجين

أعطى «روبن هود» المفاتيح بعد ذلك «لسام» ليحرر بقية المساجين، أما هو فقد كان لديه مهمة أخرى. بينما كان «سام» يفتح أبواب الزنزانات ويخرج المساجين، كان «روبن هود» يبحث عن الذهب.

تسلق «روبن هود» سور القلعة حتى وصل إلى حجرة الأمير … وهمس: “لا بد أنه يحتفظ بالأموال والذهب هنا”. وفعلا استطاع «روبن هود» أن يأخذ أكياس الذهب دون أن يشعر به الأمير.

وخرج إلى الشرفة وبدأ يسقطها «لسام» واحدة بعد الأخرى، ولكن … يا لسوء الحظ … لقد أنفرط الكيس الأخير وأحدث صليلاً عالياً، أستيقظ على أثره الأمير وهب مذعوراً صائحاً: “يا حراس أمسكوهم.. أمسكوهم!”.

بينما كان الناس يندفعون ناحية الجسر سعداء بالحرية وبالأموال التي أعادها لهم «روبن هود»، كان «روبن هود» و«سام» يقاتلان الحراس الذين اندفعوا وراءهم.

أخيراً وصل الناس إلى حيث تنتظرهم عربة كبيرة، وقفزوا فيها واحداً في إثر الآخر، وانتظروا سائق العربة …. آه. إنه «سام» واستطاع بمعاونة «روبن هود» الهرب، ولحق بالعربة وسار بها وهي محملة بالناس الطيبين الهاربين من قسوة الأمير «جون» وسهم العمدة.

وهكذا أصبح «روبن هود» وحيداً محاطاً بالحراس، فأسرع إلى الحائط يتسلقه بينما السهام مصوبة باتجاهه من كل جانب.

غطس «روبن هود» في الخندق المائي المحيط بالقصر ولما لم يظهر لمدة طويلة ظن الأمير «جون» أنه غرق وصاح في فرح: «أخيراً قضينا عليه».

ولكن … كان الأمير مخطئاً، فقد سبح «روبن هود» تحت الماء حتى وصل إلى النهر، وهناك لحق بـ«سام» والآخرين.

الفرح يسود غابات شيروود

في اليوم التالي أحتفل الجميع ليس فقط بخروج الفقراء من السجن وباسترداد أموالهم، ولكن.. كان هناك ما هو أهم، فقد عاد الملك «ريتشارد» الطيب القلب. وهرب الأمير «جون» الشرير من المملكة.

وفي أحد أيام الربيع الجميلة عندما كانت الأشجار باسقة والأزهار مزهوة بباقة الألوان، والطيور تملأ الجو شدوا، جاء أصدقاء «روبن هود» من كل مكان ليشاركوا بالاحتفال بزفافه على «ماريان».

وكان «سام» هو الشاهد الأول للزواج. وعندما أنحنى «روبن هود» ليقبل عروسه «ماريان» هلل الناس في فرح وسرور.

وأخيراً انتهت قصة متاعبهم، كما حقق صديقهم «روبن هود» حلمه بالزواج من ماريان الجميلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى