العلوم التربوية

مفهوم ومزايا طريقة المجموعات الصغيرة في التدريس وتطبيقاتها التربوية

تستند طريقة المجموعات إلى توافق كل من أهداف التعلم، والمجتمع حيث تعمـل علـى تفتح شخصية الطالب. كما أنها تنمي ميوله، وتفجر طاقاته وتحث على التعاون بينه وبين أفراد مجموعته. وتعد طريقة المجموعات من الأساليب الحديثة المستمدة من التربية التقدمية كما أنها تراعي الفروق الفردية بين الطلبة وتكسبهم الثقة بأنفسهم وتشعرهم بالاطمئنان وتساعدهم على معرفة ذواتهم والاستفادة من قدراتهم ضمن أطر الجماعة التي ينتمون إليها، وتوجههم توجيهاً مهنياً واجتماعياً نحو الأهداف التعليمية المنشودة تحققها.

مفهوم طريقة المجموعات

إن الأفكار التربوية الحديثة تنادي بربط الحياة بالواقع المدرسين. ولا نستغرب أن تدخل الأفكار إلى غرفة الصف في وقتنا الحاضر. فطريقة المجموعات تعد من الطرائق الحديثة ويمكن وصفها بأنها تقوم على شكل جماعـة متماسكة يمكن تنظيمها إلى مجموعـات عـمـل صغيرة. بحيث تسمح لكل طالب باختبار مجموعته التي يرغب في العمل معها. كما أنها تحقق حاجات الطلاب النفسية من ناحية، وإيصال محتوى المادة لهم من ناحيـة أخـرى.

كما أنهـا تكسبهم فعالية ضمن الإطار الجماعي يمكن الطلاب ممارسة نوعين من النشاطات:

  1. نشاطات ابتكارية: مهمتها إثارة دوافع التفاعل عند الطلاب. حيث يمارسون ضمن هذه الطريقة أعمالاً يدوية كقص الورق وتشكيل الأدوات الخشبية، كما أنهم من خلال هذه الطريقة يعبرون عن ذاتهم.
  2. النشاطات المعرفية: إكساب المعارف للطلاب وتدريسهم الحقائق والقوانين.

من خلال ما تقدم يمكن تعريف طريقة المجموعات، بأنها مجموعة الأساليب التي تعتمد على التعاون بين المجموعة التعليميـة الواحـدة فيما بينهمـا وتنافسهما مع المجموعات التعليمية الأخرى.

دور المعلم في طريقة المجموعات

كما أن هذه الطريقة تؤدي إلى زيادة فعالية التعليم، خاصـة عنـد الـطـلاب بطيء التعلم، ويكونون متفاعلين ونشطين.

أما دور المعلم في طريقة المجموعات يتمثل بالنقاط الآتية:

  1. يهيئ بيئة تربوية مناسبة لنمو المتعلمين تثير دافعيتهم للعمل الجماعي، وتساعدهم على اكتشاف ميولهم وقدراتهم المعرفية.
  2. تقسيم طلبة الصف إلى عدد من المجموعات، بحيث يكـون عـدد أعضاء المجموعة الواحدة متساوي ويراعى في ذلك ما يأتي:
    – أن يراعي في تقسيم المجموعات الفروق الفردية بين الطلبة الصف بحيث يكـون الطلاب الأذكياء والمتوسطين والمتخلفين تحصيلياً ضمن المجموعة الواحدة.
    – أن يكون لكل مجموعة قائداً وهو الذي يدير شؤونها.
    – أن يقسم العمل ضمن المجموعة الواحدة.
  3. يعد المعلم الأدوات والوسائل الأولية اللازمة لعمل المجموعات.
  4. يعطي المعلم نشاطاً جماعياً يزود به الطلاب بالتوجيهات المناسبة قبل بدء العلم ضمن المجموعات الخاصة بهم، حيث يثير وعيهم بعض المشكلات التي تصادفهم.
  5. أن تتم عملية التقييم بشكل جماعي أولاً وبشكل فردي ثانياً.

كما يقصد بمفهوم المجموعات بأنها العمل الرمزي، الذي من خلالهـا نقـسـم الـصـف إلى مجموعات. بحيث تكون المجموعة من أربعة إلى سبعة طلاب، فيقومون بالعمل معاً على إنجاز الأعمال أو المهام التي حددها لهم المعلم. وتختار كل مجموعة من بين أعضائها قائدا أو ممثلاً عنها، مـا قـامـت بـه مجموعته أو إرشـادها إلى بعـض الأعمال أو الأنشطة الفردية والجماعية.

ودور المعلم يكمن بالتجول والإشراف على المجموعات، وإبـداء الـرأي والإرشاد والملاحظة. وعليه أن يكتشف قدرات الطلبة ويوجهها بطريقة علمية، وأن لا يكون متحيزاً لمجموعة على حساب المجموعات الأخرى.

مزايا استخدام طريقة المجموعات

وتشير الدراسات والأبحاث في مجال استخدام أساليب التدريس المعاصرة، بان مزايا استخدام طريقة المجموعات (الطريقة التعاونية) يتمثل في عدة نقاط:

  • إن هذه الطريقة تشجع الطلبة في الحصول المعلومات ذاتياً.
  • تتيح لعدد أكبر من الطلبة الاشتراك في استخدام الأدوات التعليمية والأجهزة الأخرى بحيث تؤدي إلى زيادة فعالية التعليم.
  • توفير الفرصة للمعلمين لتصحيح العمـل الفـردي للطلبـة، مـن خـلال التنقـل بـين مجموعات الطلبة والاطلاع على ما يقوم به أفراد المجموعة.
  • احترام الطلبة بعضهم بعضاً وانتزاع روح العدوانية لديهم.
  • إعطاء فرصة للطلبة بطيئو التعلم للتفاعل والاشتراك مع الطلبة الآخرين.
  • يمكن أن يتعلم الطلبة من بعضهم من أجل تحسين مستواهم وزيادة قدراتهم العلمية.
  • يمكن المعلمين من تصميم سلسلة من الأنشطة والمهام التي تناسب حاجـات الطلبـة وقدراتهم.

كيف يتم توزيع موضوعات الدرس على الطلبة؟

تشير الدراسات في هذا المجال بأن توزيع الموضوعات الدراسية ضمن إطار الوحدة الدراسية الواحدة، يؤدي إلى تفعيل الأدوار داخل المجموعة الواحدة، ويشجع العمل الفردي ضمن الإطار الجماعي. وهذا بدوره يؤدي إلى كسر الملل والاهتمام بالمادة.

ويمكن توضيح ذلك من خلال الشكل الآتي:

كيف يتم توزيع موضوعات الدرس على الطلبة تبعاً لطريقة المجموعات في التدريس

التطبيقات التربوية

من خلال استعراض النقاط السابقة يمكـن القـول: إن طريقة المجموعات الركيزة الأساسية في تفعيل دور الطلبة ضمن المجموعة الواحدة. بحيث نجعل الطلبـة قادرين على الاستمرار في الانتباه للحصة الصفية، وعدم الوصول إلى الملل. ولذلك نرى بعض الدراسات تؤكد على أهمية تطبيق هذه الطريقة لما لها من مزايا في جعـل الطلبـة متعاونين فيما بينهم ضمن المجموعة الواحدة. وهـذا يؤدي إلى تشكيل إطار متكامـل مـن التفاعل الصفي، مما يؤدي إلى التعاون والتكامل في الحصول على الاستفادة.

وتشير الدراسات، بأن لطريقة المجموعات أهمية تكمن في النقاط الآتية:

  1. تزيل العزلة والانطواء لدى الطلبة بطيئة التعلم؛ مما يؤدي ذلك إلى تفعيل دورهم في النشاطات الصفية، وزيادة مستوى تحصيلهم.
  2. تؤدي إلى إزالة الملل لدى الطلبة ضمن إطار الصف، بحيث تجعل الطلبة قادرين على الاستمرار في متابعة الحصة الصفية.
  3. تؤدي إلى زيادة مستوى تحصيل الطلبة الذين يعانون بطئاً في التعلم. وهـذا يـتـم عـن طريق الاهتمام بهم، وإشراكهم في المناقشة ضمن المجموعة الواحدة.
  4. تشكيل منظومة صفية متعاونة ومتنافسة في التحصيل، وهذا يؤدي إلى تشكيل إطـار صفي عام يزيد من قدرات الطلاب تحصيلياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى