مرحلة المراهقة

كيف أحمي ابني المراهق من الانحراف لضمان مستقبل مشرق

الخوف من انحراف الشباب مشكلة تقلق العديد من الأسر خاصة من لديهم أبناء في سن المراهقة أو اقتربوا من دخول هذه المرحلة الحرجة. وتتزايد هذه المخاوف كلما ترددت حول الآباء أنباء عن إدمان بعض الشباب للمخدرات أو ارتكابهم حوادث اعتداء أو سرقة أو حتى الانتحار أو الهرب من الأسرة، وهي من الظواهر الجديدة على مجتمعنا. فيجد الآباء والأمهات أنفسهم أمام سؤال “كيف أحمي ابني من الانحراف؟”.

ويتفق أولياء الأمور مع الخبراء التربويين على أهمية دور الأسرة في حماية أبناء الجيل الجديد من الانحراف. ويتساءل العديد من الآباء والأمهات عن كيفية التعرف عن قرب على أفكار أبنائهم. واكتشاف أن أطفالهم يواجهون أزمة لكي يتمكنوا من المساعدة قبل فوات الأوان.

علامات انحراف المراهق

يقول علماء النفس أن هناك أعراضاً تظهر على الأبناء تكون مؤشراً للأسرة بضرورة الاسراع بتقديم يد العون المساعدة، ومن هذه الأعراض، حدوث تغيير في عادات الأبن أو الأبنة في الاقبال على الطعام، أو اضطراب في معدل ساعات النوم، والرغبة في الانطواء والانعزال عن محيط الأسرة والاقارب ممن في مثل سنه واختيار مجموعه من الأصدقاء لا تعرف الأسرة شيئاً عن سلوكهم الشخصي والشكوى من الاحساس بالملل والتبرم دائماً.

وهناك مؤشرات أخرى مثل هبوط الدرجات في الامتحانات، وظهـور مـيــل للعنف والثورة لأتفه الأسباب، الاهمال في المـظـهـر، إيجاد صعوبة في التركيز، الهروب من المنزل. بالإضافة إلي الاحساس بعدم الانتماء للبيت والوطن، وظهور علامات تغير على الشخصية. وأحياناً يصل الأمر الى شكوى الأبناء من الضيق من الحياة والرغبة في الخلاص منها بالانتحار.

ويشير الخبراء أنه ليس بالضرورة أن ينحرف كل مراهق حساس تصادفه مشكلة أو حدث طارئ ما. ولكن يكون أكثر عرضة للمعاناة النفسية عندما يضطر لمواجهة مواقف لم يكن معتاداً على مواجهتها.

كيف أحمي ابني من الانحراف

هناك خطوات يجب أن يتخذها الوالدان أثناء تربية الأبناء، لعلاج هذه الظواهر:

  • العمل على انشاء جو من مشاعرة الصداقة والحب المتبادل بين الأبناء والأمهات. حيث لا يجد الصغار صعوبة في التحدث عما يجوب بداخلهم بصراحة. وأدراك ان الابن يحتاج لا شعوريا لمساعدة الأب عندما يجتاز مرحلة المراهقة. رغم انه ظاهرياً يحاول اثبات انه أصبحت له شخصية مستقلة.
  • جعل الابن أو الأبنة يشعران أن حب الوالدين لهما غير مشروط فإنه مهما حدث فإن عاطفة الأمومة والأبوة قوية.
  • على الأبوين محاولة تفهم وجهة نظر الأبن في أي مشكلة يتعرض لها. وعدم المقارنة بينه وبين الأب عندما كان في نفس عمره. فالمجتمعات في تغير مستمر، ومجتمعنا اليوم ليس مجتمع الأمس، والمقارنة لن تساعد في حل المشكلة.
  • الاستماع بهدوء لأي مشكلة وعدم الاستخفاف بشكوى الأبن، والعمل على مساعدته على أن يقوم هو شخصياً بحلها. وكذلك ابتعاد الآباء عن اظهار مشاعر الشفقة أو العنف والاشمئزاز مهما كانت المشكلة.
  • عدم الإغداق على الأبن أو الأبنة بالهدايا أو النقود لتعويضهم عن الحنان أو الاهتمام بسبب خروج الأبوين للعمل أو هبوط ثراء مفاجئ على الأسرة. بل على الأبوين أدراك ان فقد المعنويات لن يعوض بالماديات. وأن عليهم تخصيص وقت للأبناء يشعرون خلاله بوجودهم.
  • إتباع أسلوب علمي في الحوار مع الأبناء. فلا يكون الحوار في الوقت الذي تطهو فيه الأم الطعام. أو يقود فيه الوالد سيارته ولكن في جلسة هادئة عندما يكون الكل مستعداً. والجمل تختار بدقة حيث لا يشعر الابن انه في قفص الاتهام، ويقوم الوالدان بالإصغاء لوجهة النظر الأخرى، وإقناعه بوجهة نظرهم.
  • وأخيراً على الوالدين إدراك انهما القدوة للأبناء. وأن من واجبهم توفير حياة أساسها الاستقرار والصدق والأمانة، وأن يلتزم بالمبادئ الأخلاقية والدينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى