قد تشكل اجتماعات التواصل مع أولياء الأمور مشكلة في نهاية يوم مليء بالعمل، خاصة إذا لم تكن مستعداً بشكل جيد لهذا الأمر. وفي بعض المواد الدراسية، قد يتعامل المدرس مع أكثر من 250 تلميذاً في الأسبوع. لذا من الأفضل، في هذه الحالة، كتابة ملاحظات مختصرة عن مستوى تقدم التلاميذ، مما يساعدك على التواصل ومواجهة اجتماعات أولياء الأمور بمزيد من الثقة، إن اجتماعات أولياء الأمور ليست هي المكان المناسب لمناقشة قضايا أساسية. فإذا لزم الأمر وكانت هناك أمور مهمة أو تحتاج لوقت أطول أو مناقشات شخصية، فيجب أن توضح ذلك لأولياء الأمور. وبوجه عام، لا يجب مفاجأة أولياء الأمور بأي موضوعات خطيرة أو غير متوقعة في اجتماع أولياء الأمور.
كيفية التواصل مع أولياء الأمور
- كن على علم بأولياء الأمور الذين سيحضرون الاجتماع. تحدث إلى التلاميذ في البداية، وتعرف على ردود أفعالهم بشأن حضور أولياء الأمور إلى اجتماع المدرسة. تناقش مع التلاميذ عن تقييمهم لجوانب القوة وجوانب الضعف التي يلاحظونها في أدائهم حتى الآن في المنهج الدراسي الخاص بمادتك.
- عرف نفسك لأولياء الأمور. ويعد ذلك على قدر كبير من الأهمية خاصة إذا كانت اجتماعات أولياء الأمور تنعقد في أماكن واسعة مثل فناء المدرسة. قم بكتابة اسمك واسم المادة التي تدرسها على المائدة التي تجلس عليها.
- تأكد من معرفة التلاميذ جيداً. إذا كان الاجتماع في بداية العام الدراسى بحيث لم تتمكن بعد من حفظ جميع أسماء تلاميذ فصلك، فلتتأكد من حفظ أسمائهم أثناء الحصص الدراسية وتمييز كل منهم بعلامة مميزة أو ملاحظات معينة عنه وذلك قبل انعقاد الاجتماع بمدة كافية. ولتقم بتدوين ملاحظات مختصرة عن إنجازات التلميذ أو سماته الشخصية في سجل ملحوظات حتى تتعرف جيداً عليها. وسيساعد ذلك كثيراً عند إعداد التقارير المكتوبة فيما بعد.
- فلتأخذ بعض العينات من أعمال التلاميذ إلى الاجتماع. لا يقتصر اهتمام أولياء الأمور على معرفة مدى تقدم مستويات أبنائهم، بل يمتد ذلك إلى رغبتهم في التعرف على نوع المهام التي يقومون بها في الفصل.
- اكتب ملاحظات مختصرة عن أولياء الأمور الذين يتحدثون إليك ونقاط النقاش المختلفة التي دارت معهم. فإنك ستحتاج لمتابعة هذه النقاط فما بعد.
- تجنب المقارنات المستهجنة. تحدث عن التلميذ نفسه، بدلاً من مقارنته برفقائه في الفصل. فعندما تعقد هذه المقارنات، فإنك قد تفاجأ بأن ما قلته قد أخذ عليك أو تم نقله بطريقة خاطئة، وفي هذه الحالة لن تتمكن أبداً من إقناع الأخرين أنك لم تقل ذلك.
- اهتم بنفسك. حاول طلب مشروب ساخن، أو على الأقل، احضر معك زجاجة ماء معدنية وبعض من حبات النعنا ع. فقد تستمر مثل هذه الاجتماعات لفترات طويلة.
- ركز على سلوك وإنجازات التلاميذ أكثر من التركيز على سماتهم الشخصية. قد يكون أولياء الأمور أكثر تقبلاً للانتقادات المتعلقة بما يقوم به التلميذ بالفعل أكثر من تقبلهم لنقد السمات الشخصية للتلميذ (والتي قد تكون سمات موروثة!).
- تجنب التورط في مناقشات تتعلق بعيوب أحد أعضاء هيئة التدريس الآخرين. ورغم أن ذلك قد يكون له مبرر كاف في بعض الأحوال، لكنه أمر يسيء إلى أداب المهنة!
- لا تحاول الإسراع عند الاقتراب من نهاية الاجتماع. قد تكون متعباً، لكن أولياء الأمور الذي يلتقون بك في النهاية قد يكونوا هم الأخرين قد انتظروا كثيراً، لذا فقد يحتاجون إلى مزيد من اهتمامك مثلهم في ذلك مثل أولياء الأمور الذين التقوا بك في بداية الاجتماع.
إقرأ أيضاً:
- نصائح للمعلم في كيفية تقييم الطلاب
- نصائح في كيفية تحضير درس العلوم داخل المعمل بنجاح
- كيفية التعامل مع الطالب الضعيف ورفع مستواه الدراسي
نصائح في التواصل مع ولي الأمر العنيد
ولي الأمر العنيد هو الذي دائم الشكوى وصعب التعامل. وأفضل طريقة في التواصل مع أولياء الأمور العنيدون هي عدم المواجهة المباشرة وعدم الاصطدام معهم بشكل مباشر، ولكن قد يكون ذلك صعباً عند التطبيق. وقد تساعدك الاقتراحات التالية عند مواجهة مثل هذه المواقف الصعبة. ويقدم الاقتراحان الأولان خططاً للمراوغة – لكنك ستحتاج أيضاً للراحة إن عاجلا أو أجلاً.
- ارجع بالشكوى إلى رئيس القسم الخاص بمادتك. يمكن كذلك الرجوع بالشكوى إلى مدير أعلى إذا أمكن ذلك للتعامل مع الشكوى دون تورطك في مواجهة مباشرة مع أولياء الأمور. (وربما أمكنك عرض نسخة من هذه الشكوى على زميلك الأقدم منك في العمل!)
- إذا كنت قد قمت بارتكاب خطأ ما، فلتعترف به. قم بإخبار رئيس قسمك أو المدرس المسئول عن المادة، واترك له المشكلة ليحلها نيابة عنك.
- قم بتنمية مهاراتك في الاستماع إلى أولياء الأمور. إن السبب وراء الكثير من المشكلات يكمن في أن أولياء الأمور لا يشعرون أن المدرسين يمنحونهم فرصة الحديث عما يؤرقهم. فغالباً ما يشرع المدرس في الدفاع عن نفسه قبل عرض المشكلة بالتفصيل. فلتدعهم يخرجون كل ما في جعبتهم أولاً، ثم ابدأ في إعداد الرد عليهم.
- فكر في المشكلات من حيث المواقف والأفعال، وليس من حيث الأشخاص. وضح لأولياء الأمور (والتلاميذ) أن موقفك لا يتعلق بالأشخاص بقدر ما يتعلق بالأحداث وتبعاتها وأثارها.
- تجنب تراكم المشكلات. عندما تواجه مشكلة مع تلميذ (أو ولي أمر)، يجب أن توضح أن تلك المشكلة لن تجعلك تحمل أي ضغينة تجاه التلميذ أو ولي الأمر، وأنك تتعامل مع كل موقف على حده كبداية جديدة.
- تأكد أن الأسباب وراء موقفك منطقية. قبل مناقشة أية أمور مع الأباء بخصوص أبناهم، تأكد جيداً أنه يوجد بذهنك أسبا منطقية تبرر سلوكك وتصرفاتك مع هذا الاين. فإذا استطاع أولياء الأمور تفهم وجه نظرك، فإن ذلك سيقلل كثيراً من حدة التعامل معهم.
- احتفظ بهدوء أعصابك، وانتبه أن لا يتم استدراجك إلى مشاحنات أو مشاجرات. حتي لا تفقد أعصابك، قم بتكرار سردك للموقف الذي حدث بينك وبين التلميذ ومبرراته من وجهة نظرك وذلك بأسلوب محترف. تجنب المصادمة، اعرف جيداً متي يجب عليك التراجع بشموخ، ومتى لا يجب التراجع. عندما تتشكك في وجود مشكلات كبيرة، احرص على عدم مقابلة الأباء بمفردك تماماً.
- حاول تفهم أراء أولياء الأمور حتى وإن كنت لا تتفق معهم. غالباً ما تنشأ صعوبات في التعامل مع الآباء عندما يجدون أنك لا تستطيع أن تتفهم وجهة نظرهم. أما إذا أقنعتهم أنك متفهم لوجهة نظرهم لكنك لا تستطيع الموافقة عليها من الناحية المهنية العملية، فقد يصبحون أكثر استعداداً لسماع وجهة نظرك.
- كن أنت المبادر بالتصالح بعد المشاكل. قد يكون ذلك من الصعب على الطبيعة البشرية، لكننا نحن معشر المدرسين، قد نكون أحياناً أكثر قدرة على فتح قنوات جديدة للتواصل بعد انتهاء المشكلة مع الأباء.
- حاول التعلم واكتسب الخبرة من تلك المقابلات وتجنب الأخطاء في المستقبل. قد يكون هذا مؤلماً أحياناً، لكنه يرسخ لديك الكثير من الخبرة عند التعامل مع كثير من أولياء الأمور من هذه النوعية، وستجد أنك تسأل نفسك مع كل مقابلة كيف سأتعامل مع مثل هذا الموقف إذا حدث غداً؟