العلوم التربوية

الاتجاهات: مفهوم، أهمية، أنواع، مكونات، نظريات واستراتيجيات تدريس

دليل شامل للاتجاهات في العملية التربوية

تحتل دراسة الاتجاهات مكاناً بارزاً في حياة الأفراد، وديناميات الجماعة، وتعد من الجوانب المهمة التي يجب أن يشملها التقويم التربوي الشامل والتوازن، إن معرفة الاتجاهات تساعد على التنبؤ بسلوك الأفراد المستقبلي، وتعد وسيلة لتفسير السلوك الإنساني، كما أنها مـن المؤثرات القوية على السلوك الظاهـر للفرد، حيث يتأثر سلوك الأفراد تجاه الأمور وموقفهم منها بما لديهم من اتجاهات تتكون للتفاعل المتبادل بينهم وبين بيئتهم.

مفهوم الاتجاهات

المفهـوم: حاول الكثير من علماء النفس التربوي وعلماء الاجتماع وضع تعريف محدد لمفهوم الاتجاه، ولكن وجهات نظرهم اختلفت وتباينت في هذا المجال نظراً لتعقد هذا المفهوم، وبعد الاطلاع على الأدب السابق في هذا تم حصر التعريفات التالية:

يعرفه (البورت): بأنه حالة من الاستعداد أو التأهب العصبي والنفسي منتظم مـن خـلال خبرة الشخص، ويكون ذا تأثير توجيهي أو دينامي في استجابة الفرد بجميع الموضوعات والمواقف التي تستثير هذه الاستجابة.

ويعرف بأنه تنظيم مستمر للعمليات الانفعالية، والإدراكية، والمعرفية عن مجال حياة الفرد.

ويعـرف بأنه استعداد نفسي متعلم للاستجابة الموجبة أو السالبة نحو مثيرات مختلفة تستدعي هذه الاستجابة، ويعبر عنه عادة بالحب أو الإكراه.

ومـن وجهة نظر المعرفية يعرف الاتجاه بأنه تنظيم لمعارف ارتباطات موجبة أو سالبة ومـن وجهـة نظـر الدافعية، فالاتجاه يمثل حالة من الاستعداد لاستثارة دوافع فيما يتصل بالموضوع، وهذا الاستعداد يتأثر بمعرفة الفرد وخبراته السابقة بالموضوع سلباً أو إيجاباً.

خصائص الاتجاهات

بعـد الدراسة المعمقة لهذه التعاريف أمكن اشتقاق الخصائص التالية لمفهوم الاتجاه:

  1. إن الاتجاهـات أمـا أن تكون مكتسبة أو متعلمة من خلال ما يواجه الفرد من خبرات وأنشطة ومواقف.
  2. يستدل عليها من ملاحظة والتقدير، ويمكن التنبؤ بها.
  3. الاتجاه قد يكون قويا أو ضعيفا نحو موضوع معين أو شخص معين.
  4. الاتجاه قابل للقياس والملاحظة والتقدير، ويمكن التنبؤ بها.
  5. الاتجاه قابل للتغيير والتطور تحت ظروف معينة.
  6. الاتجاه يتأثر بخبرة الفرد ويؤثر فيها.
  7. الاتجاه دينامي؛ أي يحرك سلوك الفـرد نحو الموضوعات التي تنظم حوله.
  8. لها أبعاد معرفية ووجدانية وسلوكية.
  9. تتسم بصفة الثبات النسبي نحو الأشياء والموضوعات.
  10. لها خصائص انفعالية، حيث إن استجابات الفرد إما أن يتبعها ارتياح أو ضيق، ويتبع ذلك بحب أو كره.

أهمية الاتجاهات

تحتل الاتجاهات مكاناً واسعاً في الدراسات التربوية، وفي كثير من المجالات المختلفة مثل: التربية والصحة والإدارة، وحـل الصراعات في مجالات العمل، والحروب النفسية، والإرشاد التربوي والديني وتوجيه الرأي العام، والدعايات، وفي السياسة وتمرير المعاهدات بين الدول، وقد أدت دورا بارزاً في الصراع العربي الصهيوني وخاصة من قبل إسرائيل بأسلوب الحرب النفسية، والتي سخرت لهـا إمكانيات هائلـة مـن أجل تحطيم معنويات الإنسان العربي، وجعله إنساناً مهزوماً أمام التحدي الإسرائيلي، وفي مجال الصحة تؤدي الاتجاهات دوراً كبيراً في معالجة الأمراض، وقد نلمس خلالها شواهد كثيرة.

وتزخـر الكـتب التربوية بالموضوعات البحثية في هذا المجال، من هنا كان لدراسة الاتجاهات دوراً أساسياً في تفسير السلوك الحالي، والتنبؤ بالسلوك المستقبل للفرد والجماعة.

وظائف الاتجاهات

تقوم الاتجاهات بالعديـد مـن الوظائف التي تسير للإنسان القدرة على التعامل مع المواقف المختلفة، وأهم هذه الوظائف:

الوظيفة المنفعية والتكيفية: حيث تحقق الكثيرة من أهداف الأفراد ومصالح الدول، فالاتجاهات موجهات سلوكية تمكن الفرد من تحقيق أهدافه، وإشباع دوافعه في ضوء المعايير الاجتماعية السائدة، كما تمكن الأفراد والدول من إنشاء علاقات تكيفية سـوية مع الأفراد والجماعات داخـل المجتمع وخارجه. والاتجاهات التي يكتسبها الإنسان في خدمة التكيف تكون إما وسيلة لتحقيق هدف مرغوب أو تجنب هدف غير مرغوب، باعتبارها ارتباطات وجدانية، تقوم على أساس خبرات الفرد في الحصول على اشباعات للدوافع.

الوظيفة التنظيمية: وذلك بتوفير إطار مرجعي يساعد الفرد على تنظيم عمليات الإدراك والمعلومات التي لديه عن الأمور المختلفة، يشكل بعينه على فهم العالم من حوله، ويعود الفضل في هذا التنظيم إلى الاتجاهات المكتسبة.

الوظيفة الدفاعية: وتهتم بتوفير القناعات التي يحتفظ بها الفرد للدفاع عن نفسه، إن الأنا الدفاعية والحيل اللاشعورية تعد من المشكلات التي تهدده من الخارج، وتعد وسائل لتقليل التوتر، ومـن أمثلة ذلك فقدان العمل، الانتقال إلى مدرسة جديدة، فهذه التغيرات البيئية المستمدة تولد لدى الإنسان اتجاهات تقوم بالوظيفة الدفاعية عـن الـذات ومن الوظائف الدفاعية الانتماء للنوادي والأحزاب وهذه الارتباطات بالوظيفة التوافقية المنفعية.

وظيفة الحصول على المعرفة وتحقيق الذات: يسعى المرء دائماً لفهم العالم المحيط به وتسهم الاتجاهات في اكتساب الأفراد المعايير والأطر المرجعية لفهم العالم من حولهم وتؤدي دوراً بارزاً في تكوين اتجاهات الأفراد والجماعات، ومن الأمثلة على ذلك أجهـزة التلفزيون ودورها في تشكيل اتجاهات الناس، ومن خلال عمليات التعلم والتفاعل مع عناصر البيئة، يكون الفرد مجموعة من الاتجاهات، وتتيح له الفرصة للتعبير عن ذاته ومكانته في مجتمعه ألا وهو تحقيق الذات.

مكونات الاتجاه

يرى ترفلز بأن الاتجاهات تنطوي على ثلاث مكونات رئيسة أساسية هي:

المكـون المعرفي العقلي: يبنى الاتجاه على ما لدى الفرد من معارف ومعتقدات، ويمثل بعضها معارف صحيحة وثابتة والبعض الآخر غير صحيح، وكلها تؤلف البعد المعرفي للاتجاهات، فمثلا قـد يـكـون للفرد اتجاه قوي سلبي نحو نوع من الطعام، والاتجاه السلبي هـذا يمكن أن يكون مبنياً على أسس صحيحة، فإذا كان الاتجاه هو عملية تفضيل موضـوع على آخر، فإن هذه العملية تتطلب عادة بعض العمليات العقلية: كالتمييز، والفهم، الاستدلال، والحكم، فمثلا ساهمت الانتفاضة في تشكيل رأي عام إيجابي نحو الحق العربي في فلسطين، وأوجدت اتجاهات إيجابية.

مكـون انفعالي عاطفي: ويرتبط بالجوانب الانفعالية ذات العلاقة بالمشاعر كالحب والكراهية، فقد يندفع ويستجيب لموضوع لأنه يحبه، وينفر من موضوع آخر على نحو سلبي، وتقاس المشاعر من خلال مقاييس والاتجاهات.

مكـون الأداء أو النزعة إلى الفعـل: حيث تعمـل كموجهات لسلوك الإنسان، فتدفعه إلى العمل على نحو إيجابـي عـندما يملك اتجاهات إيجابية نحو بعض الموضوعات، فعندما تكونت اتجاهات إيجابية نحو الحق في الوطن السليب تكون دافع الاستشهاد، وهكذا يتضح أن الاتجاه ينطوي على نزعة تدفع المرء للاستجابة على نحو معين.

قياس الاتجاهات

نظراً لأهمية الاتجاهات ودلالتها على السلوك، تهتم المؤسسات المختلفة بقياس الاتجاهات للأفراد وذلك وسيلة للتعرف على المناخ التنظيمي ومحاولة التأثير فيه إيجابا أو سلباً، وقد ارتبط قياس الاتجاهات للفائدة المرجوة منها كوسيلة لتفسير السلوك، والتنبؤ به، إن فائدة الاتجاهات تتوقف على قدرتها على تحديدها بدقة، وتقاس الاتجاهات بطريقة غير مباشرة، حيث ارتبط قياسها بقياس ظاهـرة السلوك المعبرة عنها، وتقاس الاتجاهات من خلال استخدام مقاييس غير مباشرة، معين يتعلق بموضـوع البحث أو يمثل بقائمـة مـن العبارات التي تلمس النواحي الفكرية والمشاعر في الاتجاهات، ومـن هـذه المقاييس مقياس ليكـرت وثيرستون.

تصنيف الاتجاهات

تم اعتماد التصنيف الثنائي في الاتجاهات.

وعلى هذا تم تصنيف الاتجاهات إلى:

  1. اتجاهات جماعية وفردية، فالاتجاه الجماعي مثل الاتجاه نحو الدين، والانتماء للوطن، وإما الفردي مثل الإعجاب بشخص معين.
  2. اتجاهـات عامـة وخاصة، فالاتجاه العام مثل الاتجاه نحو الوحدة العربية أما الخاص كنوع من السيارات.
  3. الإيجابية والسلبية مثل الحب والكره، القبول والرفض.
  4. علنية وسرية، فالعلنية التي يتحدث بها المرء علنيا أمام الناس.
  5. قوية وضعيفة، فالضعيفة مثل الاتجاه نحو النظافة، وأما القوية ككره الاستعمار.

تعليم الاتجاهات وتعديلها

تناولت المدارس المختلفة في التعليم، أساليب تعلم الاتجاهات النفسية ومن هذه المدارس أو المناحي أو النظريات هي:

  1. المنحى السلوكي (Behaviorist approach).
  2. المنحى المعرفي (Cognitive approach).
  3. المنحى الاجتماعي (Social approach).
  4. المنحى التفاعلي (Interaction approach).

النظرية السلوكية

يشمل هذا المنحى في الاتجاهات ثلاثة أساليب هي: أسلوب الإشراك الكلاسيكي والإجرائي والإقناعي، تفسر النظرية الكلاسيكية للتعلم اكتساب الطالب الاتجاهات السلبية (كـره المعلم)، وبالتالي فإن الطالب سيطور سلوك الكراهية للمواد التي يدرسها هذا المعلم، وبالتالي يعمم الطالب هذا الإشراط على المادة في كل المستويات وبالتالي تصبح اتجاهـات هـذا الطالب نحـو هـذه المادة سلبية، وبالعكس يتشكل اشتراطات الحب المواد معينة، وحتى يمكن تعديل الاشتراطات السابقة المتعلمة، فإن ذلك يتم بإشراط المادة التي تشكل نحوها اتجاهات سلبية بخبرات إيجابية محببة للطالب وبتكرار اقترانها، فإن ذلك يساعد على تطوير الاشتراطات السلبية وتغييرها نحو تعلـم مـادة إلى اشتراطات إيجابية. وهكذا على المعلم أن يكون حذراً في إجراء مثل هذه الاشتراطات وأن لا يتسبب في تشكيل اشتراطات سالبة، لأن ذلك يـطـور اتجاهات سلبية نحوه، وبعد ذلك نحو المادة الدراسية.

وأما الأسلوب العقلاني (الإقناع) فيقوم على افتراض أن الإنسان منطقي في تفاعله مع الآخرين، وإن الإنسان يمكن حفزه للإنصات إلى رسالة معينة، والتفاعل مع محتواها وتعلمه ومن ثم تمثله في سلوكه واتجاهاته.

فالمعلم الذي يبني علاقات ثقة واحترام، فإنه يكون لدى طلابه اتجاهات مرغوبة ويستطيع إكسابهم هذه الاتجاهات، وتعد الاتجاهات الناتجة من الإقناع من النوع القوي والثابت والقادر على مقاومة الارتداد نحو السلبي، وتتطلب هذه الطريقة الصدق والموضوعية والخبرة في استخدام وسائط التواصل المختلفة اللفظية وغير اللفظية.

النظرية المعرفية

في المنحى السلوكي انطلـق السلوكيون مـن افتراض أن الاتجاهات هي ارتباطات مكتسبة تتطور وتتقوى بالتعزيز، ويرى المنحى المعرفي أن السلوكيين أغفلوا جانباً من مفهـوم الاتجاهات، وهو أن الاتجاهات تتكون من المعاني التي تنتظم عند الفرد من خلال الخبرة والتعليم في البنية المعرفية حسب محتوياتها ومعانيها وأهميتها، وبذلك تكون هذه الاتجاهات ابنية معرفية مخزونة في ذاكرة الأفراد، فالاتجاه السلبي: هو مجموعة المعـارف التي تتطور لدى الفرد في أثناء تفاعله مع المواقف التي واجهها، ويرى أصحاب النظرية المجالية المعرفية أن الاتجاهات أهم جوانب التعلم، وذلك بسبب الدور الكبير الذي تؤديه البنى المعرفية للفرد في تنظيم المعلومات، فالطريقة المعرفية لتعديل الاتجاهات تستند إلى مساعدة الفرد على إعادة تنظيم بناء معرفي في ضوء المعلومات المستجدة حول موضوع الاتجاه.

النظرية الاجتماعية في تعديل الاتجاهات

يزداد انتماء الطالب للأشخاص ولجماعات معينة مع ازدياد تطـوره ونضجه، فيكتسب اتجاهات الذين يحبهم ويعجب بهم واستناداً إلى ذلك، فإن تزويد الطالب بنماذج مـن الشخصيات البارزة والمحببة، لديهم يساعد في تغيير اتجاهاتهم بشكل يجعلها تتجه مع اتجاهات الشخصيات المحببة ويسمى هذا التعلم، التعلم بالمشاهدة أو التقليد أو القدوة أو النموذج، ويعرف بأنه ذلك التعلم الذي يحدث عند فرد يتصف بخصائص معينة ويسمى الملاحظ، نتيجة ملاحظته لشخص آخر يسمى النموذج يعرض سلوك معين، ويمكن تحديد عناصر التعلم بالملاحظة بما يأتي:

  1. النموذج الذي يعرض سلوكاً ما.
  2. السلوك الذي يعرضه النموذج.
  3. المقلد الذي يلاحظ سلوك النموذج.
  4. نتائج السلوك عند كل من النموذج والملاحق.

وهناك شروط أساسية لتعلم الاتجاه باستخدام أسلوب الملاحظة أو التقليد وهي:

  • إدراك الملاحظ سلوك النموذج.
  • إدراك إمكانية لدى الملاحظ للقيام بالسلوك الذي يعرضه النموذج.
  • اهتمام الملاحظ بالملاحظة.
  • توفر نماذج تتمتع بخصائص معينة وتعرض سلوكاً.
  • أن يدرك الملاحظ أن سلوك النموذج يعزز.

تزداد إمكانية التعلم بالملاحظة إذا أدرك الملاحظ أن النموذج يتصف بواحدة أو أكثر من الصفات الآتية:

  1. أن يتمتع النموذج بقوة أو سلطة.
  2. أن يكون النموذج قد أثاب الملاحظ سابق.
  3. أن يكون شبهاً بين المقلد والملاحظ.
  4. أن يكون النموذج مصدر حب ورعاية.

أمـا خصائص السلوك الذي يقلد الملاحظ فيجب أن يتصف بالجدية ويشبع رغبة الملاحظ ويعرض بنماذج متعددة، وأما خصائص المقلد فهي:

  1. أن يكون الملاحظ قد تلقى تعزيزاً على ممارسته.
  2. أن يكون الملاحظ في وضع يحتاج للمساعدة.
  3. أن يكون الملاحظ حساساً من خلال ما يجربه من أزمة تجعله بحاجة إلى نموذج.

المنحى التفاعلي لتغيير الاتجاهات

تعـد هـذه الطريقة مـن أكثر أساليب تعديل الاتجاهات انتشاراً في المجالات التربوية والتعليمية وتزداد فرص التعديل والاتجاهات واكتساب اتجاهات جديدة بازدياد عرض الفرد لخبرة مباشرة بالموضوع عن طريق التفاعل المباشر معه، وكأمثلة على ذلك التلفاز والصحافة فهـي وسائل تخاطب أكثر من حاسة واحدة، ويعد التعليم بالقدوة وتبادل الزيادات بين المدارس نمطا من الخبرة المباشرة للطلاب، فالطالب يقلد معلمه ويعده مثلاً.

استراتيجيات تطوير الاتجاهات وتعديلها وتغييرها

يتم تطوير وتعديل الاتجاهات للأفراد عن طريق التحكم بالعوامل التي تسهم في تشكيلها وتتوقف عملية تغيير الاتجاهات على عوامل منها:

  1. مدى الاهتمام والشعور بالموضوع الذي يتعلق بالاتجاه، فكلما زاد الاهتمام صعب التغيير.
  2. مدى توافر المعلومات عـن الموضوعات، فالإنسان أكثر عرضة لتغيير اتجاهاته عن الموضـوعات التي لا يعرف فيها المثير بينما تزداد مقاومته للتغيير كلما زادت المعلومات عن الموضوعات، وكذلك يسهل تغيير الاتجاه حول موضوع ما عندما تتوافر لديه معلومات جديدة عن ذلك الموضوع.

وفيما يلي بعض الاستراتيجيات في تطوير الاتجاهات:

استراتيجية معرفية لتطوير الاتجاه

إذا ما أراد الطالب تعديل اتجاهات كان قد طورها بصورة خاطئة فإنه بحاجة إلى التعامل مع عناصرها وجمع معلومات كافية مفصلة ودقيقة مـن أجـل تـصحيح الأخطاء، واستبدالها بخبرات أكثر صحة، وبالتالي تطوير اتجاهات نحو ذلك الشيء والخطوات المتبعة هي:

  1. تعريف الاتجاه المراد تطويره بألفاظ ومفاهيم الفرد نفسه.
  2. وصف عناصر الاتجاه ومكوناته.
  3. تزويد الفرد بالمعلومات اللازمة والمتعلقة بالموضوع الذي كان قد طور نحوه اتجاهـات سلبية، وذلـك مـن خـلال إبراز التناقض بين الاتجاه المرغوب فيه ومساوئ الاتجاه غير المرغوب، وذلك من خلال الأسئلة التي تزود الطالب بالمزيد من المعلومات عن موضوع الاتجاه.
  4. صياغة الصورة للاتجاه من خلال الأمثلة، أمثلة للصورة التي يظهر فيها، إبراز المواقف.
  5. دعـم الاتجاه الإيجابي المرغوب وتعزيزه بالطرق المناسبة حال بروزه في سلوك المتعلم ورفع الروح المعنوية لديه. ويمكن للمعلم أن يساعد طلابه بتبني الاتجاه المعرفي في تطوير الاتجاه السلبي إلى إيجابي مرغوب في تعلم مواد تعليمية معينة أو ممارستهم أنشطة مدرسية معينة.

استراتيجية تعلم اجتماعية

يستطيع المعلم تنظيم تعلم طلابه لتطوير اتجاهات إيجابية نحو موضوع معين من خلال الخطوات الآتية:

  1. عرض نماذج لسلوكيات إيجابية وذلك من خلال:
    • إظهار الحماس لموضوع الاتجاه المراد تطوره.
    • عرض نماذج سلوكية سواء حسية أو عقلية يظهر فيها تبني الاتجاه المراد تعليمه.
  2. استخدام نماذج تعرض الاتجاهات الإيجابية المرغوبة والمراد تعلمها.
    • يعرض الطالب اتجاهاتهم أمام زملائهم.
    • إتاحة الفرصة للطلاب ليلاحظوا السلوكيات الإيجابية والتي يريد المعلم تعليمها لهم:
      • إظهار العلاقة بين الاتجاه الإيجابي، والنتائج المترتبة على ممارسة الطلاب له.
      • تحديد سلوكيات الإيجابية، وتحديد الطلاب الذين يتمتعون باتجاه إيجابي في موضوع السلوك المراد تعليمه.
      • تكليف الطلاب ذوي المراكـز الجيدة بقيادة الأنشطة المـراد تطويرها.

استراتيجيات تغيير الاتجاهات

  1. التقليد: ويسمى النمذجة وذلك بمشاهدة نموذج معين، ويتطلب أن يكون النموذج قـدوة، ويتقوى سلوك التقليد إذا ما شاهد المتعلم أن النموذج يعزز، وفي لحظة مشاهدة التعلم الاتجاهات ينبغي حينئذ أن يقلـد الـتعلم سلوك النموذج وهنا يبرز أهمية لعب الأدوار في تغيير الاتجاه.
  2. الرابطة: وتسمى التجاوز مثلاً ارتداء ملابس السلامة في أثناء العمل وبعد أمراً غير مريح.
  3. التعزيز: ويعني زيادة احتمالية ظهور سلوك ما، فالسلوك المعزز يميل إلى الظهور والتكــرار مـثـل البدء لإحداث التغيير، وينبغي تهيئة الأفراد للتغيير وتسمى الإذابة من خلال:
    • بعث قلق لدى الطالب وإشعاره بالخطأ الذي يرتكبه في سلوكه.
    • إظهار المتعلم بمظهر مختلف وأن سلوكه لا ينتمي لسلوك أفراد المجتمع.
    • إزالة العوائق التي تقف أمام التغيير

وفي حالة تغيير الاتجاه فلا بد من المتابعة وتقوية هذا التغيير ودعمه بهدف استمراره وبذلك يستمر الاتجاه ويقوى.

استراتيجيات تعديل الاتجاهات

  1. انتقال الفرد إلى مجموعة أخرى: عند انتقال الفرد من مجموعة إلى أخرى يتم تدني أفكار ومعتقدات تلك المجموعة الجديدة ومن الأمثلة عليها الانتقال من حزب إلى آخر.
  2. استراتيجيات التعديل عـن طـريق الإقناع وذلك عن طريق تقديم المعلومات المقنعة وقد سبق الحديث عن ذلك.
  3. استراتيجية تغيير أوضاع الفرد وذلك عند الانتقال من وظيفة إلى أخرى وعند الترقية لمنصب جديد يتبنى الفرد معتقدات جديدة.
  4. استراتيجية الخبرة المباشرة بموضـوع الاتجاه. فالخبرة المباشرة هي أقوى أنواع الخبرات وأفضلها وتؤثر في تكوين الاتجاهات وتؤثر في تعديلها ومن الأمثلة على ذلك يوم النظافة في المدرسة.
  5. استراتيجية التوريط: وذلك بتوريط فرد يحمل اتجاهات معينة معاكس لهذا الاتجاه فيصعب عليه التراجع فالأسلوب المستخدم هو تقديم خدمة تخالف اتجاهه، ولكنها تبدو له بسيطة فيصعب عليه التراجع، ويؤدي هذا التنازل إلى تحطيم دفاعات صاحب الاتجاه، ويصبح أكثر استعداداً لتقديم تنازلات جديدة وهكذا يتورط في أمر لم يكن يرغب به، ومن الأمثلة على ذلك تحويل شخص إلى عميل.

استراتيجيات تعليم الاتجاه

هي استراتيجيات مبنية على نموذج اوزبل كالتعلم اللفظي ذي المعنى ويعتمد على:

  1. مبدأ التمايز التدرجي ويقوم على عرض أفكار رئيسة ومن ثم عرض أفكار متدرجة.
  2. مبدأ التوفيق التكاملي: أي ربط الأفكار الجديدة مع الأفكار المتعلمة سابقاً وخطوات هذا النموذج:
    • استخدام المنظم المتقدم:
      • صنف باختصار الأفكار الرئيسة التي نريد عرضها.
      • تعريف المفردات والتي سبق استخدامها.
    • طرح الأمثلة.
    • ركز على التشابهات والاختلافات وذلك بتضييق المتشابه والأشياء المختلفة.
    • اعـرض المـواد بطريقة منظمة وذلك باستخدام الأشكال البسيطة، أبدا الـدرس بفكرة عامـة وأعـط تلخيصاً جزئياً للألفاظ الهامة وفي أثناء التلخيص العام وفي نهايته.
    • لا تشجع تعلم الصم وركز على تعلم ذي المعنى.

استراتيجيات مبنية على نموذج التمثيلات المعرفية لدى برونر:

يرى برونر أن الطفل يستطيع أن يتعلم أي مفهوم وفي أي مرحلة إذا وضع في الموقف التعليمي الصحيح وخطوات الاستراتيجية هي:

  1. مرحلة عرض البيانات أمام المتعلم أو تحديد المفهوم المراد تغيير الاتجاه نحوه:
    • عرض أمثلة موجبة وأخرى سالبة.
    • مقارنة الأمثلة الموجبة بالسالبة.
    • وضع فرضيات من قبل الطلاب ويقومون بتجريبها واختبارها.
    • الوصول إلى التعـريـف مـن قبل الطلاب بناء على السمات الرئيسة التي تم ذكرها.
  2. مرحلة اختبار تحقيق المفهوم وذلك عن طريق:
    • إعطاء أمثلة إضافية غير مصنفة.
    • يؤكد المعلم الفرضية التي صاغها الطلاب ويعيد صياغة التعريف.
    • إعطاء أمثلة جديدة منتمية وغير منتمية.
  3. مرحلة تحليل استراتيجية التفكير التي تم بوساطتها تحقق المفهوم واكتسابه وذلك عن طريق:
    • يطرح الطلاب أفكار معينة.
    • يناقش الطلاب دور الفرضية والسمات والصفات.
    • يناقش الطلاب أنواع الفرضيات وعددها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى