قصة هدى والمزرعة – قصص تعليمية للأطفال
قصة هدى والمزرعة هي قصة تعليمية قصيرة بالصور للأطفال يتعلم الصغار منها أهمية السيطرة على المزاج وإنهاء المهام بدون حزن وعبوس.
جدول المحتويات
زيارة للمزرعة
كانت هدى سعيدة ذلك اليوم، فالطقس كان مشمساً بعد أيام متواصلة من المطر. وكانت ستذهب مع أمها إلى المزرعة في أطراف المدينة.
سألت هدى أمها: «هل تعتقدين أننا سنجد نعجات صغيرة؟»
فأجابتها: «أظن ذلك. على كل حال، ارتدي معطفك السميك، فالجو بارد».
تناولت هدى وشاحها وقفازيها وانتعلت حذاءين عاليين، وأخذت تغني. كانت تحب زيارة المزرعة في هذا الوقت من السنة. وقد يسعدها الحظ وترى عجلاً صغيراً حديث الولادة.
كانت المزرعة بعيدة. ومع أن أم هدى كانت تمشي بسرعة، فقد سبقتها هدى ببضع خطوات، لأنها كانت متشوقة للوصول إلى هناك.
هتفت الأم ضاحكة: «تمهلي! علينا أن نتوقف في السوبر ماركت أولاً. إني بحاجة لشراء بعض الأشياء». لم تكن هدى تتوقع ذلك.
التسوق أفسد اليوم
كانت هدى تكره التسوق، وخصوصاً في ذلك المكان حيث كانت الموسيقى صاخبة والأنوار باهرة جدا حتى الإزعاج. فأخذت تسير وراء أمها بخطى بطيئة، وسألت: «ألا يمكننا التسوق في طريق العودة؟».
فأجابتها أمها: «قد لا نشعر بالرغبة في ذلك عندها»
قالت هدى: «لا أرغب في ذلك الآن!»
لدى انتهائهما، كان هناك صف طويل من الناس عند المخرج. فأزاحت هدى وشاحها، وقالت متذمرة: «أشعر بحر شديد».
لما خرجتا، رأت والدة هدى إحدى صديقاتها.
فصاحت هدى متبرمة: «ليس الآن!». لكن والدتها كانت قد ألقت التحية.
انتظرت هدى، وهي واقفة تهز إحدى رجليها، ثم تهز الأخرى، وتنكش في ثقب صغير في قفازها.
لم تطل والدة هدى الكلام. ثم هتفت: «هيا بنا إلى المزرعة!»
لكن هدى لم تبتسم.
أخيراً وصلت هدى مع أمها إلى المزرعة، وكانت تعلو فيها مختلف الأصوات: فهنا بط يوقوق، وهناك إوز يهسهس، وذاك ديك يصيح.
ضحكت أم هدى وقالت: «إنه يقول: صباح الخير». لكن هدى ظلت عابسة. شاهدتا وسمعتا العديد من الحيوانات، وحاولت أم هدى أن تلفت نظر ابنتها إليها.
لكن هدى لم تنظر حولها ولم تنطق بكلمة.
كان في حظيرة الماشية عدد من الأولاد، وكثير من الحملان الصغيرة.
نادى المزارع الأولاد قائلاً: «سنطعم الخراف الصغيرة الآن. تعالوا ساعدوني!»
وقفت هدى بعيداً، وتقدمت بنت صغيرة وحملت زجاجة حليب. ثم رأت هدى أحد الحملان يرضع منها.
قالت البنت: «آه، إنه جائع جدا!»
وقفت هدى في زاوية الحظيرة. ثم وضعت يديها في جيبيها، وتظاهرت بأنها لم تكن تراقب الحملان الصغيرة.
جاءت أم هدى، فلم تنظر إليها هدى.
قالت الأم: «فلتذهب لنرى الماعز. أم تفضلين تناول الغداء الآن؟» لكن هدى هزت كتفيها ولم تجب.
فقالت أم هدى غاضبة: «لقد ضقت ذرعاً بكل هذا! فلنعد إلى البيت». وتظاهرت هدى بعدم الاكتراث، وقالت: «حسنا».
العبوس لا يفيد
لما عادت هدى إلى البيت، دخلت غرفتها. حاولت أن تقرأ كتابا، لكنها ظلت تفكر بالمزرعة وتملكها شعور حزين.
بعد قليل جاءت أمها.
سألت الأم: «ألا تزالين عابسة؟»
فأجابت هدى بهدوء: «أجل. وأنا آسفة جدا».
قالت أمها: «أعلم أنك لا تحبين التسوق. لكن علينا جميعا أحيانا أن ننجز أعمالا لا تروق لنا كثيرا. واعلمي أن العبوس لا يفيد».
فعلقت هدى بقولها: «صحيح! إنه يفسد كل شيء».
جلست الأم قرب ابنتها.
قالت هدى: «كنت فعلاً أود أن أطعم الحملان. لم أرد الوقوف جانباً».
فأجابت أمها: «أعلم ذلك»، ووضعت يدها حول هدى وسألتها: «هل تريدين الذهاب إلى المزرعة ثانية في الأسبوع القادم؟»
هتفت هدى: «أجل، أجل. وأعدك بأني لن أكون غاضبة وسيئة المزاج».
ابتسمت الأم وقالت: «اتفقنا. وإذا كان علينا الذهاب إلى السوق للتبضع فسأعلمك بذلك مسبقاً».
انفرجت أسارير هدى، وقالت: «حسناً».
مناقشة قصة هدى والمزرعة
الشعور مثل هدى: هل سبق أن كنت متقلب المزاج مثل هدى؟ هل شعرت بالحزن على نفسك وعبست؟ عندما تكون كئيباً تتمنى أن يتفهمك الآخرون. لكن المشكلة هي في أن تصرفك هذا يغضبهم ويبعدهم عنك.
الكف عن العبوس: عندما تقطب جبينك يتفاقم وضعك سوءاً، ويصعب عليك التفكير في أي أمر آخر. وكما اكتشفت هدى، فإن العبوس يفسد كل شيء. فإذا كان مزاجك كئيباً حاول ألا تتمادى في شعورك هذا: جرب التفكير في النواحي الإيجابية وتذكر أن استمرارك في العبوس يحرمك من التمتع بالأشياء الجميلة حولك.
السيطرة على المزاج: من الصعب أن يتكيف الإنسان مع مزاجه، حتى ولو كان بالغاً. لكن الطبع السيئ قد ينغص حياة صاحبه والمحيطين به. وعلينا جميعاً أن نتعلم السيطرة على طبعنا السيئ. صحيح أن ذلك صعب في البداية، لكنه يصبح أسهل مرة بعد مرة.
فكر في الأمر: فكر في القصة التي قرأتها. لقد عبست هدى لكنها اكتشفت شيئاً عن مزاجها، فماذا تعلمت أنت عن تقلب المزاج وكيفية السيطرة عليه؟