قصة سامي والحبوب العجيبة

قصة سامي وحبوب الفاصوليا العجيبة هي أحد أشهر الحكايات والقصص العالمية التي تشد انتباه الصغار والكبار معاً في أسلوب قصصي مرح ومسلي ملئ بالمغامرة والإثارة.

حبات الفاصوليا العجيبة

في بلدة صغيرة، عاش سامي مع أمه في كوخ متواضع، ولم يكن لديهما سوى بقرة يغتذون من حليبها ولبنها. وذات يوم، توقفت البقرة عن در الحليب، فأصاب الأم هم وحزن، ثم هداها تفكيرها إلى بيع البقرة، والاستفادة من ثمنها.

نادت الأم ابنها الصغير سامي، وطلبت منه أن يذهب بالبقرة إلى السوق، ويبيعها لأي جزار يريدها. وفي الطريق، التقى سامي برجل عجوز.

سأل العجوز سامي: – إلى أين أنت ذاهب يا بني؟

فأجابه سامي: – إلى السوق يا جدي لأبيع البقرة.

فقال له الرجل العجوز: – أترضى أن تبيع البقرة بحبات من الفاصولياء العجيبة؟

أخرج العجوز بضع حبات من الفاصولياء من جيبه وقال:
– إذا زرعت هذه الحبات في الليل، فإنها ستكون في الصباح شجرة عميقة، عالية تصل إلى السماء.

فقال له سامي بعفوية: – أحقا ذلك؟ فقال له العجوز: – أجل.

فسر سامي وباغ البقرة مقابل حبات الفاصولياء العجيبة.

لما عاد (سامي) إلى البيت سألته أمه:
– صغيري! بكم بعت البقرة؟

فقال سامي بفرح:
– بعثها لرجل عجوز، لقاء حبات من الفاصولياء العجيبة.

لما سمعت الأم كلام سامي اشتعلت غضباً، وقالت:
– ماذا سنفعل بحبات الفاصولياء العجيبة، أيها الصبي الغبي! أغرب عن وجهي، ولا طعام لك اليوم، عقوبة لك على استهتارك وصغر عقلك.

وأخذت حبات الفاصولياء، ورمت بها من النافذة. صعد سامي إلى غرفته، والأسى يعتصر قلبه على إغضابه لأمه، ونام والدمع ينهل من عينيه.

شجرة عملاقة

في الصباح، استيقظ سامي، فرأى أشعة الشمس محجوبة عن غرفته، فنظر من النافذة، فإذا بحبات الفاصولياء التي رمتها أمه قد أصبحت شجرة عملاقة تصل إلى السماء، فصرخ سامي بفرح:
– لقد صدق الرجل العجوز، إنها حبات عجيبة.

نظر سامي إلى الشجرة العملاقة، وقال في نفسه:
– ترى، ماذا يوجد في أعلى الشجرة، سأصعد وأرى.

وفعلا، شمر عن ذراعيه، وأخذ يصعد الشجرة، حتى انتهى إلى قلعة عظيمة مرتفعة.

قلعة في السماء

شاهد سامي عند باب القلعة امرأة عملاقة، فتقدم نحوها غير خائف وقال:
– صباح الخير سيدتي! هل أجد عندك طعاما، لأني لم أفطر بعد.

فاستغربت المرأة طلب سامي، وقالت له:
– إذا لم ترحل من هنا ستصبح أنت إفطار زوجي، فابتعد حالا.

لكن سامي ألح على المرأة العملاقة، فرقت له، وقدمت له بعض الطعام.

وفجأة، يفتح باب القلعة، ويدخل منه العملاق، فاختبأ سامي في الفرن قبل أن يراه.

ولكن العملاق كان ذا حاسة شم قوية، فقال لزوجته:
– عزيزتي! إني أشم رائحة إنسان في بيتنا.

اصطنعت المرأة العملاقة الضحك وقالت:
– إنسان! من أين سيأتي؟ كفاك توهما يا رجل.

وقدمت المرأة الطعام لزوجها، فلما شبع أخرج كيسا مليئا بالنقود الذهبية وأخذ يعدها، ثم ربط الكيس، وغط في نوم عميق.

خرج سامي من مخبئه بهدوء، وأخذ كيس النقود من على الطاولة، ونزل بسرعة إلى أسفل الشجرة العملاقة.

عاد سامي إلى بيته لاهثاً، ونادى أمه لترى كيس النقود التي أحضرها، وأخبرها بخبر القلعة والعملاق وكيس النقود. فسرت الأم بشجاعة ابنها، وأخذت تصرف من محتويات الكيس.

العودة لقلعة العمالقة

وبعد مدة، كادت النقود تنفذ منهم، فعاد سامي، وصعد إلى قلعة العملاق ثانية.

لما شاهد سامي المرأة العملاقة طلب منها أن تطعمه، فأدخلته، فلما أكل كان العملاق قد أتى، فاختبأ منه. ولاحظ أن العملاق قد أحضر معه إوزة تبيض ذهبا، فانتظر حتى ينام ليأخذها منه.

حين نام العملاق، تقدم سامي إلى الطاولة، وأخذ الإوزة، وهرب من القلعة، وعاد إلى بيته فرحاً بهذه الغنيمة الكبيرة. إلا أنه بعد أيام قرر العودة إلى القلعة ليرى ما سيحضره العملاق إليها.

فتسلل إلى القلعة، وشاهد العملاق قد أحضر معه قيثارة ذهبية سحرية.

انتظر سامي العملاق حتى نام على صوت موسيقى القيثارة، ثم تقدم من الطاولة، وأخذ القيثارة. وفجأة، صاحت القيثارة:
– سيدي! سيدي! لص، لص

الهروب من العملاق

فاستيقظ العملاق، وهرب سامي منه، إلا أن العملاق أخذ يطارده.

استطاع سامي أن يسبق العملاق في نزول الشجرة، وأسرع إلى الفأس، فأخذ يقطع به جدع الشجرة، وما زال يضرب بفأسه حتى قطعت الشجرة، وسقط العملاق من عليها، ومات فورا.

وهكذا عاش سامي مع أمه بسعادة وهناءة وغنى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى