قصة مغامرات توم سوير

قصة مغامرات توم سوير تعد من أشهر القصص والحكايات العالمية التي يحبها الأطفال الصغار وتشد انتباههم تحكي عن فتي صغير شجاع يمر بكثير من المغامرات المثيرة.

ذكاء توم سوير

مرة أخري تلقى “توم سوير” ضرباً عنيفاً من العمة “بولي”؛ بسبب تغيبه عن المدرسة، وسرقة مربى الفاكهة من المطبخ.

كان “توم” يعيش مع العمة “بولي”، والخالة “ماري”، وشقيقه الأصغر “سيد”.. وكان مشهورا بالمشاغبة، وقد قررت العمة “بولي” في ذلك اليوم أن تعاقبه.

وعقوبة له، طلبت منه العمة “بولي”، أن يقوم يوم السبت؛ وهو اليوم الذي يلعب فيه الأطفال ويلهون، بطلاء السياج الذي يبلغ طوله ثلاثة أمتار. ولذلك خرج “توم” في الصباح الباكر، حاملاً الفرشاة ودلو الطلاء، وهو يفكر باللحظات الممتعة التي يقضيها أصدقاؤه وهم يلعبون، وعرف أنهم سيسخرون منه حين يرونه، لكن قفزت إلى رأسه فجأة فكرة رائعة، فبدأ بطلاء السياج بحماس كبير، وهمة عالية.

حضر أصدقاء “توم”، وراحوا يسخرون منه، لكنه – تنفيذاً للخطة التي في رأسه – بادرهم بقوله: “كم هي نادرة وقليلة تلك الفرص التي يتاح فيها لصبي صغير، أن يقوم بطلاء السياج!”.

دهش أصدقاء “توم”، وأعجبوا بهذه الفكرة، ظنا منهم أن في طلاء السياج متعة ونشاطا لا مثيل لهما، وجعلوا يقومون بالطلاء بدلا منه.

كان كل شيء يسير كما خطط له “توم”، وبذلك كان هو وحده الذي نال رضا العمة “بولي”.

صديق جديد

في صباح يوم الإثنين، وبينما كان “توم” في طريقه إلى المدرسة، قابل المتشرد القروي “هكل بري”، الذي كان شديد الإعجاب بالأطفال، ولكنه اعتاد أن يضيع أوقاته دونما عمل.

قال “توم”:
– مرحبا “هكل بري”، ما الذي تفعله هنا؟

أجابه “هكل بري”:
– أهلا “توم”، أبحث عن قطة ميتة، هل تريد الذهاب معي إلى المقبرة الليلة؟ سأقوم باستدعاء الأرواح، ولذلك أحتاج إلى قطة ميتة.

وافق “توم” على الفور، وتابع طريقه إلى المدرسة، ولكنه عوقب لتأخره عن الحصة.

ارتفعت معنويات “توم” بسبب حضور فتاة جديدة إلى الصف تدعى “بيكي تاتشر”، وقد رسم لها “توم” بعض الرسومات فأحبتها.. إلا أنه أحس بيد تفرك له أذنه… التفت فإذا هي معلمته.. لم يشعر بألم أذنه؛ فقد امتلأ قلبه بالفرح والبهجة، لأن “بيكي” أحبت رسوماته.

في تلك الليلة، تسلل “توم” من منزله ليذهب مع “هكل بري” إلى المقبرة.. لقد أحضر “هكل” معه قطة ميتة، واتجه إلى أحد القبور، وجعل يتمتم ببعض العبارات.

طلب “هكل بري” من “توم” أن يضع القطة قرب القبر، واختبأ الطفلان خلف الأشجار، ينتظران حضور الأرواح.

جريمة قتل

وفجأة رأيا ثلاثة أشخاص يدخلون المقبرة.. فزع الطفلان، وراحا يدعوان الله.. لكنهما اكتشفا بعد ذلك أن هؤلاء الأشخاص الثلاثة ليسوا أرواحا، إنما هم بشر مثلهما، فشعرا بالراحة والاطمئنان.

وكان هؤلاء الثلاثة هم: “موف بوتر”، وإنجون جوي”، والطبيب “روبنسون”.

كان الطفلان يشاهدان ما يجري.. دخل الرجال الثلاثة في عراك، حتى غضب “إنجون جوي “غضبا شديدا، وقام بقتل الطبيب “روبنسون”.

وفي تلك اللحظات، كانت الغيوم قد حجبت ضوء القمر، وانطلق الطفلان عائدين إلى القرية، وهما في غاية الرعب والخوف.

فقد أدركا أنهما الشاهدان الوحيدان على هذه الجريمة، ولكنهما قررا أن يلتزما الصمت.. لقد أصبح كل من في القرية على علم بجريمة القتل.

فوجئ الطفلان باعتقال “موف بوتر” بتهمة القتل، وافتتحت جلسة المحاكمة في محكمة المقاطعة، حيث اتهم “موف بوتر” بقتل الطبيب “روبنسون”.. قرر “توم” مساعدة المتهم البريء، ولذلك ظهر في المحكمة يوم النطق بالحكم، وروى لهم كل ما حدث في تلك الليلة.

قال “توم” وهو ينهي حديثه في المحكمة:
– عند ذلك سقط “موف بوتر”، فالتقط “إنجون جوي” السكين، وطعن بها الطبيب.

وفي أثناء إدلاء “توم” بشهادته، هرب “إنجون جوي” من إحدى نوافذ المحكمة.

وقد أطلق سراح “موف بوتر” لبراءته، وأصبح “توم” مشهورا في المقاطعة كأحد الأبطال.

رحلة ومغامرة

بعد أيام، فكر “توم” بالخروج في رحلة صيد الكنز.

وانضم إليه في هذه الرحلة “هكل بري”… واقترح “توم” أن يذهبا إلى المنزل المسكون بالأشباح، ويحفرا هناك.. وحين ذهبا إليه، وبدءا بالحفر، سمعا بعض الأصوات الغريبة، فاختبنا خلف الجدار.. دخل رجلان وهما يناقشان أمرا ما بجدية.

ميز الطفلان منهما “إنجون جوي”، الذي كان يقول لصاحبه:
– دعنا نخبى المال هنا.

بدأ صديق “جوي” بالحفر، ثم وضع داخل الحفرة صندوقا حديديا مليئا بآلاف الدولارات، إلا أن “جوي” لاحظ وجود فأس ومجرفة الطفلين، وعليهما تراب جديد، فرأى تغيير الخطة، قائلا لصاحبه:
– يجب علينا أن نخبئه في (الرقم 2) تحت التقاطع.

عندما غادر الرجلان، قرر “توم” العثور على (الرقم 2)، واستنتج الطفلان أنه عبارة عن غرفة في إحدى حانتي القرية، ولذلك قررا مراقبة صاحب “جوي”.

وعلى الفور، وجدا (الرقم 2).. استمر “توم” و”هكل” عدة ليال، يراقبان حول الحانة، لكنهما لم يعثرا على الكنز هناك.

بعد أيام تلقى “توم” دعوة من “بيكي تاتشر”، للخروج في نزهة مع بقية الأطفال، فسعد بذلك، وانطلق الجميع في رحلتهم إلى “كهف ماك دوغال” القريب المجاور.

حالما وصلوا إلى الكهف، تفرق الأطفال مبتعدين في ممراته المتنوعة.

وفي الوقت الذي كان يستمتع فيه “توم” مع أصدقائه، كان “هكل بري” في القرية يراقب الحانة.

فجأة، خرج “إنجون جوي” من الحانة مغادرا بصحبة صديقه.. تبعهما “هكل بري”.. وحين مرا بمنزل الأرملة “دوغلاس”، توقفا لحظات، وقال “جوي” لصديقه:
– سوف أنتقم الليلة.

وعلى الفور، أخبر “هكل” جيران الأرملة “دوغلاس” بنية المجرم “جوي”، لكنه هرب ولم يستطيعوا الإمساك به.

وقد تناقلت الأخبار في الصباح التالي، أن “توم” و”بيكي” قد تاها في ممار الكهف، فأرسل فريق لإنقاذهما.. وبعد يومين تمكن الطفلان من العودة سالمين.

كنز مدفون

وفي اليوم نفسه، التقى “توم” بصديقه “هكل بري”؛ الذي بقي مع الأرملة “دوغلاس، وأخبره أن الكنز ليس في (الرقم 2)، إنما هو في الكهف، وقال له “توم”:
– لا تقلق فقد رأيت “إنجون جوي” ميتا في الكهف.

صرخ “هكل بري” بفرح:
– هيا بنا إذن لإحضار الكنز.

وبعد ظهر ذلك اليوم، انطلق الطفلان إلى الكهف، وعلى الفور وجدا صخرة عليها إشارة تقاطع، وكان “توم” قد رآها في زيارته الأولى للكهف.

فقال لصديقه:
– أراهن أن المال تحت هذه الصخرة، دعنا نحفر هنا.

بعد لحظات، وجدا الكنز، وأصبحا من أثرى الأثرياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى