قصة حلم عمر

تدور قصة حلم عمر أثناء نومه وحلمه في أن يكون قائد للدفاع عن وطنه ضد الأشرار والأعداء حتى يحرر بلاده ويحصل على السلام.

أمام التلفاز

– “سأسمح لك بمشاهدة التلفاز، لأنك درست جيداً بعد الظهر!”.

– “شكراً أمي. سوف يعرضون بعد قليل، حلقة من مسلسلي المفضل!”

– “هذا جيد، ولكن لا تندمج كثيراً في أحداثه، فتوقظ بصراخك أخاك الصغير!”.

كان عمر ولداً شديد الذكاء ودقيق الملاحظة، وهذان جعلاه من التلاميذ المميزين في صفه. أما عائلته، فتتكون من أب وأم محبين، وأخت تصغره سناً وتتحمل كل ما يقوم به لإغاظتها وإزعاجها، وأخ ما يزال رضيعاً. وكان عمر مولعاً بالرسوم المحركة التي يشاهدها على شاشة التلفاز، والتي كانت قادرة على إبقائه مسمراً في مكانه لساعات، مندمجا في المشاهد، ناسيا أنه أمام قصة خيالية مصورة. وهكذا، يروح ينتقد شخصية ويطلب من أخرى أن تغير مواقفها، أو يصفق لثالثة تصرفت كما كان ينتظر… وهذا كله بصوت عالٍ كافٍ لإيقاظ حي بأسره.

– “كم أتمنى أن أكون بطل هذه الحلقات، لأري الجميع كيف ينبغي التصرف في الأوقات الصعبة!”.

لم يكن عمر يكف عن تكرار هذه الجملة، فهو على الرغم من أنه لما يبلغ العاشرة بعد، يحب المغامرات والقصص المشوقة.

بقي عمر طويلاً أمام شاشة التلفاز قبل أن يشعر بالنعاس

– “طابت ليلتكما. سآوي إلى فراشي!”.

– “هذا غريب! أيعقل أن يصيب النعاس من كان قبل دقائق، بركاناً متفجراً ثائراً؟”

– “آه أبي.. تعرف أني شديد التحمس في بعض الأحيان!”.

– “يحاول أبوك ممازحتك يا ولدي. هيا إلى النوم… تصبح على خير”.

– “شكرا أمي.”

لم يمض وقت طويل حتى تغلب النعاس على عمر، فغط في نوم عميق حمله إلى عالم الأحلام، حيث بدا شاباً بهي الطلعة وقائداً لجيش جرار مسؤول عن حماية آلاف الأبرياء العزل.

في حلم عمر

– “سيدي.. إن العدو يتقدم، وقد بلغني أن الشعب خائف!”

– “لا بأس أيها الجندي. حافظوا على أعصابكم باردة، وحضروا أنفسكم لرد الهجوم ولا تخافوا، فلطالما كان النصر حليفنا”.

كان هذا القائد الشاب ذا مآثر كثيرة، فهو قد عرف بإيمانه وذكائه وشجاعته، كيف ينتصر في المعارك الحامية الوطيس، وهذا دفع شعبه إلى حبه وتقديره والإيمان به قائداً حكيماً ومقداماً.

– “ساعدني يا ربي لأتمكن من الدفاع عن شعبي الذي يرفض الشر تركه لكي يعيش في سلام!”

بهذه الكلمات، كان القائد الشاب يستعد للإشراف على سير المعارك.

كم كان يكره الحروب ومسببيها، لكنه يجد نفسه في كل مرة، مضطراً للدفاع عن شعبه.

– استعدوا للهجوم.. جهزوا البنادق والمدافع … النصر لنا أيها الجنود.. صحيح أنه يغار علينا، لكننا أصحاب حق أكيد. سنسحق الباطل ورجاله كما دائما فلا تخافوا!”.

وبدأ الجميع يسمع أصوات القنابل والعيارات النارية، وراحت قذائف المدافع تنفجر في ساحة المعركة، والحرائق تغطي السماء بدخانها، فكان المشهد مؤلماً.

– “ما أصعب أن نبني وما أسهل أن نهدم!”.

– “ولكن يا سيدي، لسنا المعتدين!”.

– “هذا صحيح، غير أن من يخسر بيته ورزقه وجنى حياته، لن يفكر في ذلك! وما همه من يكون المعتدي؟”

– “لا بأس، يمكنه أن يشكر قائده لأنه أبقاه على قيد الحياة!”

– “أرفض هذا المنطق! أتحرق بيوت الناس ويطلب منهم أن يشكروا قائدهم لأنه أبقاهم أحياء؟ ليشكروا ربهم على نعمة الحياة لا قائدهم!”.

– “ولكنك يا سيدي، لست مسئولاً عن دمار وقع بفعل هجوم الأعداء علينا!”.

– “بلى، أنا مسئول وإلا ما كنت مستحقاً لقب قائد. أأنا قائد في اليسر فقط؟ لا … إليك قراري. بعد تحقيق النصر، إن شاء الله، سنعيد بناء ما تهدم بأموال الخزينة، وسأخصص تعويضاً مالياً لذوي الشهداء، على الرغم من علمي بكون المال لا يملئ الفراغ الذي يحدثه فقدان شخص ما!”.

– “عاش الشعب الذي أنت قائده يا سيدي!”.

– “بل قل عاش الشعب الذي أنا أحد أفراده!”.

انتصار الجنود الشجعان

في تلك الأثناء، كان رجال القائد وجنوده، يقاتلون ببسالة قل نظيرها، ملقنين المهاجمين درساً من الصعب عليهم نسيانه، وهذا دفعهم إلى ترك أسلحتهم والفرار خوفاً من الموت.

– “سيدي، لاحظ رجالنا أن العدو بدأ يتقهقر!”

– “هل هناك أسرى؟”.

– “نعم، وقد بات عددهم كبيرا!”

– “أطلقوهم جميعاً، فهؤلاء الرجال تركوا في ديارهم نساءهم وأطفالهم الذين ينتظرون عودتهم إليهم!”.

فجأة، سمعت هتافات الفرح والنصر عالية في الشوارع والساحات، فتوجه القائد إلى الجماهير المحتشدة وقال:

– “أيها الناس….. انتصر جيشنا في المعركة، ومن حقنا أن نفرح ونبتهج.. لكنني أذكركم بأننا لم ننتصر نهائيا على الشر الذي سلب حياة عدد من رجالنا الشجعان، وهذا يجعلنا في حزن. إن حربنا ضد الشر، ما تزال معلنة، وعلينا أن نظل مستعدين لذلك. وتذكروا أن فرحنا سيكون عندما نقضي على الشر ونحصل على السلام!”.

– “عاش القائد… عاش القائد…”.

وهنا، رفع القائد يديه محيياً الجماهير…

– “هل تقوم بتمرينات رياضية وأنت مغمض العينين؟”.

– “عشتم… عشتم…”

– “لمن تقول “عشتم”يا عمر، ما بك؟ استيقظ يا بني!”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى