قصة القانون الجديد وقصص أخري

قصة القانون الجديد هي أحد قصص الأطفال التربوية القصيرة في أسلوب مسلي ومرح يعلم الأطفال أهمية الحرص من العدو واستخدام الذكاء وعدم الثقة في الأعداء والماكرين بالإضافة إلي ثلاثة قصص أخري تعليمية وتربوية.

قصة القانون الجديد

في يوم من الأيام خرج ديك من الديكة يبحث عن حب ليأكله، في جرن قريب من البيت في القرية. فرآه ثعلب من الثعالب، فأتى إليه، فخاف الديك، وهرب منه، وصعد إلى أعلى شجرة كانت بالقرب من الجرن.

فقال الثعلب: أيها الديك! إن صوتك عذب، وصياحك جميل، وأنا أحب أن أسمعك وأنت قريب، فانزل من أعلى الشجرة، وتعال هنا؛ لأسمع صوتك الجميل، وأتمتع بكلامك الحلو.

قال الديك: أيها الثعلب الماكر، كيف أصدقك، وأنت عدو الدجاج؟ وكيف آمن على نفسي منك، وأنت تحب أكل الدجاج؟

قال الثعلب: ماذا تقول؟ ألم تسمع بالقانون الجديد؟ لقد وضع السبع – وهو ملك الحيوانات – قانوناً يزيل العداوة، ويوجد المحبة بين أنواع الحيوان كلها؛ فالذئب يصاحب النعجة، والخروف يصاحب الذئب، والقط يلعب مع الفأرة، والفأرة تلعب مع القط، والثعلب يتكلم مع الدجاجة، والدجاجة تتكلم مع الثعلب. وكل حيوان يمكنه أن يطمئن على نفسه، ولا يخاف شيئاً.

قال الديك: الحمد لله، والشكر لله، قد ذهب الخوف، كما تقول، وأنا أرجو أن تذهب وتقابل هذه الكلاب الآتية من بعيد، فتلعب معها، وتطمئن على نفسك، وتكون آمناً.

فخاف الثعلب حينما رأى الكلاب وأخذ يجرى مسرعا.

قال الديك: لماذا تخاف الكلاب، وتهرب منها، والقانون الجديد يضمن لك السلامة؟

أجاب الثعلب: إني أخاف أن تكون هذه الكلاب لم تقرأ هذا القانون الجديد.

ليس الوقت وقت الكلام

في يوم من الأيام وقع تعلب من الثعالب في بئر عميقة، مملوءة ماء، وقرب أن يغرق، فأخذ يصيح بأعلى صوته: المساعدة! المساعدة! المعونة! المعونة! وقد سمعه ذئب من الذئاب، وهو يصيح، فأتى الذئب، ووقف على حافة البئر؛ ليعرف الخبر.

فقال الثعلب للذئب: أغثني! أغثني! من فضلك أنقذني من هذه البئر قبل أن أغرق.

فأجابه الذئب: يؤلمني كل الألم أن أرى أخي الثعلب في هذه المصيبة، ولا أعرف يا أخي العزيز ما الذي أوقعك فيها. هل مضى وقت طويل، وأنت تقاسي الآلام، وتشكو الأحزان في هذه البئر؟ وهل ترى أن هذه البئر عميقة؟ وهل تحس يا أخي برداً شديداً في هذا الماء؟ ومتى نزلت في البئر؟ وكيف نزلت؟ ومن قال لك انزل؟ أجبني يا أخي فإني متألم لحالك، شديد الحزن عليك.

فأجابه الثعلب: أنقذني أولاً قبل أن أغرق! ثم اسألني كما تحب؛ فليس هذا الوقت وقت الكلام، ولكنه وقت العمل السريع.

عقاب السارق

كان أحد اللصوص يسرق بصلاً، فقبض عليه صاحب البصل وهو يسرق، وسلمه للشرطي، فأخذه إلى مركز الشرطة، وحقق الضابط معه، وحولت أوراقه إلى المحكمة، وعرض أمره على القاضي.

فسأله القاضي، فاعترف اللص بالسرقة، ولم يستطع أن ينكر التهمة؛ فقد قبض عليه وهو يسرق.

فقال له القاضي: إني أعطيك الفرصة في أن تختار لنفسك عقوبة من عقوبات ثلاث، وهي: أن تدفع غرامة قدرها ست جنيهات ذهبية، أو تضرب بالسوط (الكرباج) مائة مرة، أو تأكل مائة بصلة في أكلة واحدة، فاختر العقوبة التي تريدها. ولن يطلق سراحك إلا بعد أن تنال العقوبة التي تستحقها.

ظن اللص أن أكل مائة بصلة أسهل عقوبة، فقال للقاضي: إني أختار أن آكل مائة بصلة. فأحضر له البصل المحدد. وأخذ يأكل بصلة بصلة؛ لتنفيذ العقوبة. ولكنه بعد أن أكل سبع بصلات من البصل الحار، أخذت الدموع تتساقط من عينيه، والماء يتساقط من أنفه وفمه. ولم يمكنه أن يستمر في أكل البصل. وصاح: إني لا يمكنني أن آكل مائة بصلة ولا يمكنني أن أدفع ست جنيهات ذهبية وأفضل أن أضرب بالسوط مائة مرة.

فأحضر الجندي السوط، وبدأ ينفذ العقوبة، ويضرب اللص به. ولكن بعد أن ضرب بالسوط ضربات معدودة، أخذ يصيح بأعلى صوته: قف! قف! كفى! كفى! إني لا أستطيع أن أحتمل الضرب بالسوط مائة مرة. إني مستعد لأن أدفع ست جنيهات ذهبية، وأكثر منها. ولن أسرق بعد اليوم.

وقد ضحك الحاضرون منه، فقد عذب نفسه بأكل سبع بصلات كبيرة، وضرب بالسوط عدة ضربات. واضطر في النهاية أن يدفع الغرامة المالية التي حكم بها القاضي. وقد ندم على ما فعل، وتاب عن السرقة.

ماهر والبلبل

كان لماهر بلبل يغنى بصوت عذب جميل. أهداه إليه أبوه في قفص جديد يوم عيد ميلاه، ونصح له ألا يفتح باب القفص؛ حتى لا يطير البلبل الجميل ويهرب.

جلس ماهر يوماً بجانب القفص، وحدثته نفسه أن يخرج البلبل ليلعب به، وقال في نفسه: ” إن أبي لا يعرف أن خالفته، فسأرد البلبل إلى قفصه، وأغلق عليه بابه.”

ثم أخرج البلبل، ووضعه على كفه، فطار من شباك مفتوح في الحجرة. فأخذ ماهر يبكي؛ حزناً على طائره الجميل، وخوفاً من لوم أبيه.

وبعد مدة قصيرة كف عن البكاء؛ لأنه علم أن البكاء لن يرد إليه طائره، ولن يمنع عنه اللوم. ثم فكر في إخفاء الأمر عن أبيه خوفاً من غضبه، ولكنه رجع إلى الصواب، وعزم على أن يخبر أباه بالحقيقة، وإن ناله العقاب على ذلك.

فلما رجع أبوه إلى المنزل تقدم إليه؛ وقص عليه قصته، وحكى له حكايته، فتألم أبوه من فعلته، ولكنه مع ذلك سر من صدقه؛ فقد اعترف بذنبه، ووعد ألا يعود إلى مخالفة أبيه، وأن يعمل دائماً بنصيحته.

فغفر له أبوه ذنبه، مكافأة له على صدقه، واشترى له بعد ذلك بلبلاً آخر، فكان في أوقات فراغه يداعبه ويلعب معه، ويمتع نفسه بغنائه الجميل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى