يشهد عصرنا الحديث الكثير من التقدم التكنولوجي والعلمي وانفجار ثقافي ومعرفي أدى إلى ظهور اتجاهات ونظريات حديثة في كيفية بناء المنهج الدراسي. ويقاس هذا التقدم بمدى معرفة هذه الشعوب بطرق ووسائل وأساليب ونظريات التدريس ومنها الفرق بين مفهوم كل من التعليم والتعلم والتدريس. حيث يلعب قضايا التعليم دوراً كبيراً في تقدم الشعوب ويؤثر تأثيراً إيجابيا في تنشئة الأجيال الجديدة على أسس علمية متطورة وحديثة.
جدول المحتويات
فالتعليم اليوم يعتمد على تحويل الحقائق العلمية إلى ممارسة وسلوك. ويواجه التعليم بشكل عام تحديين رئيسيين هما التفجر المعرفي والتقدم التكنولوجي المتسارع. وكذلك الرغبة في إعداد خريجين قادرين على الحياة بفاعلية في عالمنا المعاصر بمتغيراته المختلفة.
التعلم Learning
يعد التعلم أبرز المفاهيم الأساسية في مجال علم النفس، وقد لا يكون من السهل صياغة تعريف محدد وثابت لهذا المفهوم. وهذا لأننا لا نستطيع ملاحظة عملية التعلم ذاتها في شكل مباشر، ولا يمكن دراستها بشكل منعزل أو عدها كوحدة منفصلة. ولذلك ينظر إلي التعلم باعتباره من العمليات الافتراضية التي يستدل عليها من ملاحظة السلوك.
وبذلك يمكننا أن نعرف التعلم علي النحو التالي: التعلم هو عملية تغيير شبه دائم في سلوك الفرد، لا يلاحظ بشكل مباشر، ولكن يمكن الاستدلال عليه من الأداء أو السلوك الصادر عن الفرد، وينشأ نتيجة الممارسة، ويظهر في تغير أداء الفرد
مفهوم التعلم
يتصل مفهوم التعلم بعملية اكتساب الفرد للسلوك والخبرات وما يطرأ عليها من تغيرات. فنتائج عملية التعلم تظهر في مختلف أنماط سلوك الفرد ونشاطه الإنساني، الفكري والحركي والاجتماعي والانفعالي واللغوي، ما يؤدي إلي تراكم المعارف الإنسانية وتنقلها من جيل إلي آخر من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية وما يحدث من تفاعل مع العالم المادي.
ويعرف “جيلفورد4” مفهوم التعلم بأنه: هو أي تغيير في السلوك ناتج عن استثارة.
كما يعرفه “جيتس5” بأنه: هو عملية اكتساب الوسائل المساعدة على إشباع الدوافع وتحقيق الأهداف، والذي يتخذ في الغالب صورة حل المشكلات.
ولذلك فأن التعلم: هو العملية الحيوية الديناميكية التي تتجلى في جميع التغيرات الثابتة نسبياً في الأنماط السلوكية والعمليات المعرفية التي تحدث لدى الأفراد نتيجة لتفاعلهم مع البيئة المادية والاجتماعية.
التعليم Education
كلمة التعليم في اللغة: هو مصدر للفعل «علّم»، وعلّمه تعليماً بمعنى جعله يعلَم، وعَلِم الشيء أي عرفه وتيقنه، إذ نقول: علمته العلم فتعلم.
ولا شك أن سياسة التعليم تهدف إلى إعداد التلميذ بدنيا، وعقليا، وخلقيا إعداداً سليما يحقق له النمو والتقدم في المجتمع. كما تعد المدرسة إحدى المؤسسات التربوية التي تستهدف التأثير في سلوك المتعلمين وتهيئة الفرص أمامهم لاكتشاف الخبرات المتنوعة من خلال الأهداف التربوية التي تعمل في ضوءها والتي تستمد فلسفتها من فلسفة وأهداف المجتمع، مع ضرورة الاهتمام بالترابط والتكامل بالنسبة للعوامل المتشابكة والتي تشكل العملية التعليمية بالمدرسة وهى من الأسس التربوية الهامة لتحقيق نظام تعليمي متكامل.
والتعليم في عصر التكنولوجيا لم يعد قضية خدمات وإنما تعدى ذلك لكي يصبح قضية استثمار. ومن ثم أصبح التعليم هو الآلية للانطلاق والتقدم في ظل التنافس العالمي في جميع مجالات الحياة.
مفهوم التعليم
هو التصميم المنظم، للخبرات التي تساعد المتعلم علي إنجاز التغير المرغوب فيه في الأداء، وهو أيضاً، إدارة التعليم التي يديرها المعلم.
والتعليم هو أحد الأهداف الهامة التي نحاول تحقيقها من خلال عملية التدريس. ” فالتعليم” هو أحد المرادفات الهامة “للتدريس” حيث يمكن من خلال التعليم إعطاء المعلومات واكتساب المهارات والمعارف. فالتقدم بعمليات التعليم والتدريس في التربية الرياضية يحتم علينا أن نركز اهتمامنا على “المتعلم”. وكذلك تنمية وتطوير دوره الحيوي والفعال في هذه العمليات باعتباره محور العملية التعليمية والتربوية.
وقد تعددت تعريفات مفهوم التعليم فيعرف بأنه الشروط المادية والنفسية التي تساعد المتعلم على التفاعل النشط مع عناصر البيئة التعليمية في الموقف التعليمي، واكتساب الخبرة والمعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التي يحتاج إليها هذا المتعلم وتناسبه، مع وجود متعلم في موقف تعليمي لديه الاستعداد العقلي والنفسي لاكتساب خبرات ومعارف ومهارات او اتجاهات وقيم تتناسب مع قدراته واستعداداته من خلال وجوده في بيئة تعلم تشتمل علي محتوى تعليمي ومعلم ووسائل تعلم تهدف إلي تحقق الأهداف التربوية المرغوبة.
لذلك فالتعليم: هو العملية المنظمة التي يمارسها المعلم بهدف نقل ما في ذهنه من معلومات ومعارف إلى المتعلمين الذين هم بحاجة إلى تلك المعارف والمعلومات، لذا نجد أن عمليه التعليم تحتوى على العناصر التالية :
- نشاط أو عملية يمكن ملاحظتها ومتابعتها.
- تفاعل لفظي بين شخصين أو اكثر.
- لها هدف معين يهتم بإحداث التعلم أو التغيير في سلوك المتعلم.
الفرق بين التعليم والتعلم والتدريس
ثمة خطوط فاصلة بين مفاهيم التعليم والتدريس والتعلم، ويختلط الأمر في كثير من الأحيان علي المتعلمين والمعلمين حول تلك المصطلحات. خاصة أن معظم الكتابات في هذا المجال تخلط بين تلك المصطلحات.
ويمكننا القول بأن التدريس عملية معقدة تتكون من مجموعة عناصر متداخلة لها وظائفها والتي تعمل بصورة مترابطة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة. ومن خلال عملية التدريس يتم التعليم، ويحدث التعلم، وتتحقق التربية. فالتربية غاية والتعليم هدف والتدريس وسيلة ولهذا كان الغرض من التدريس هو إحداث تعلم لدي الطالب.
الفرق بين التعليم والتعلم
يتفق علماء التربية علي أن التعليم الفعال يؤدي إلي الاستبصار. والاستبصار يؤدي إلي تغيير في الاتجاهات، وهذا بدوره يؤدي إلي تعديل، أو تغيير في السلوك، وهذا هو التعلم. والتعلم يعد تجربة شخصية، تحدث عندما يطرأ تغيير علي السلوك الفردي فيتصرف الشخص، أو يفكر بشكل مختلف، أو يكتسب معرفة أو مهارة جديدة.
يشير التعلم إلى عملية فكرية لاكتساب مهارات ومعارف جديدة، من خلال الخبرة أو الدراسة أو التدريس. بينما مفهوم التعليم هو عملية تنويرية لتلقي وتوفير المعرفة، من خلال تعليمات منهجية. لتنمية وتطوير هذه المعارف الجديدة. وهذا يوضح لنا الفرق بين مفهوم كل من التعليم والتعلم
التدريس Teaching
لما كانت المدرسة بمناهجها، وتلاميذها، وعامليها، عبارة عن مؤسسة اجتماعية، تجسد المجتمع بكل مفاهيمه الاجتماعية والسلوكية والاقتصادية والسياسية. وقد أوجدها المجتمع لتضطلع بدور تربية النشئ، فإنه يمكن القول بأن مفهوم التدريس هو أحد وسائل المجتمع لتربية أبنائه. أو بمعني أخر يمكننا أن نقول بأنه أسلوب اجتماعي أوجدته حاجة المجتمع للإسهام في تربية الصغار، بما يحقق أمال المجتمع في أفراده. ولذلك فهو عملية إنسانية منظمة تهدف الي تربية الفرد تربية مقصودة وموجهة، بقصد تحقيق أهداف معينة.
ولا يتم التدريس الا بوجود طرفين أساسين، هما المعلم والمتعلم. ولذلك يهتم المعلم بمساعدة المتعلم علي أن يمر بخبرات عديدة متنوعة، مباشرة وغير مباشرة، تسهم في تشكيل شخصيته، وتهدف إلي إحداث تغير في الاتجاه المرغوب، في سلوك المتعلم.
مفهوم التدريس
عملية التدريس منظومة لها أبعادها ومكوناتها والتي تتمثل في المعلم والتلميذ والخبرات التعليمية والأدوات والتقنيات الحديثة وأساليب التقويم. ومن ثم فالتدريس عملية ديناميكية تبدأ بصياغة الأهداف ووضع السياسات وتحديد الاستراتيجيات وطرق وأساليب التدريس ثم التنفيذ والتقويم.
ولذلك يمكن القول بأن مفهوم التدريس: عملية مقصودة ومخططة ومنظمة تتم وفق تتابع معين من الإجراءات التي يقوم بها المعلم وتلاميذه داخل المدرسة وتحت إشرافها بقصد مساعدة التلاميذ علي التعلم والنمو المتكامل.
الفرق بين التعليم والتدريس
مفهوم التعليم يعد مفهوما أعم وأشمل من مفهوم التدريس من حيث كونه مقصوداً أو غير مقصود. وقد يقوم بالتعليم المعلم أو غير المعلم ويتم في المدرسة أو غير المدرسة وقد يتم من خلاله أهداف محددة أو غير محددة. ولذا يمكن القول أن التعليم هو: “عملية مقصودة أو غير مقصودة مخططة أو غير مخططة تتم داخل المدرسة أو غير المدرسة فى زمن محدد أو غير محدد ويقوم بها المعلم أو غير المعلم بقصد مساعدة المتعلم على التعلم واكتساب الخبرات”.
العلاقة بين التعليم والتدريس
- مفهوم التعليم أعم وأشمل من التدريس لأنه يشتمل علي تعليم المهارات والقيم والمعارف.
- التعليم يقع بشكل مقصود مخطط له وقد لا يكون مخطط له. أما التدريس فيشير إلى نوع خاص من طرق التعليم وهو تعليم مخطط ومقصود ولا يأتي من غير قصد.
- إن التدريس يحدد بدقه السلوك الذى يرغب في تعليمه للمتعلم ويحدد شروط البيئة التعليمية التي تتحقق فيها الأهداف. أما التعليم قد يكون غير مقصود، فالتدريس نشاط إنساني قد يكون مقصوداً أو غير مقصوداً.
- التعليم أوسع من حيث الدلالة من التدريس. التعليم يتمشى مع المعارف والقيم والمهارات ولكن التدريس لا يتمشى الا مع المعارف فقط.
- يرى جانييه وبرجز أن الهدف من التدريس هو دعم عمليه التعليم. إذ ينبغي أن تتضمن احداث التدريس علاقه مناسبة ووثيقة عما يحدث داخل المتعلم.
المراجع
- د. عفاف عثمان عثمان مصطفي، استراتيجيات التدريس الفعال، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، 2014
- د. محمد محمود الحيلة، تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق، دار المسيرة للنشر والتوزيع، 2004
- د. علم الدين عبدالرحمن الخطيب، أساسيات طرق التدريس، الجامعة المفتوحة، 1997
- جي بي جيلفورد، عالم نفس أمريكي أشتهر بدراسته النفسية للذكاء البشري
- أرثر جيتس، عالم أمريكي تخصص في علم النفس التربوي له العديد من الكتب والأوراق البحثية